منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    ألبير كامو ... والرحلة الأخيرة!

    ألبير كامو ... والرحلة الأخيرة!ربما لو لم يتم العثور على بطاقة القطار في جيبه لو أنه لم يسافر في تلك السيارة الرعناء .. ولكن والحال على ما كان عليه فإنّ قدره كان أن يذوي ويموت جسداً ليخسره العالم أديباً عظيماً، كان ألبير كامو ودون أدنى شك من أهم روافد الأدب .. والشهرة التي وقفت له بالمرصاد عام 1960 والتي شهدتْ على آخر شهقة وآخر نفس له لم تكن تدري أيّ ذنبٍ اقترفتْ .. ألبير كامو الحائز على جائزة نوبل في العام 1957 سيبقى عصيّاً على الصفحات أن تستوعب إبداعه في ظلّ الواقع المتردي الذي عاش به .
    تقول جرمين بري في كتابها " ألبير كامو " ترجمة الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا : عندما سأله أحد الصحفيين عمّا يتمناه ، أجاب بما قاله نيتشه ذات يوم " إذا ما اشتد زخم القوى المحيية الشافية ، كان للنكبات نفسها وهج كالشمس فتولّد ما تحتاج إليه من تعزية، كل ما أرجو هو أن تتاح لي هذه القوة وهذا الزخم مرة أخرى بين الحين والحين على الأقل " .
    لم يكن كامو يقود سيارته بنفسه بل كان صديقه ميشيل غاليمار هو من يقودها بسرعة مذهلة وربما لولا ذلك لظنّ البعض أنه أقدم على وضع حدّ لحياته طالما أنه يعتبر حياة الإنسان مأساة وعذاباً لا طائل منه ، وطالما أن الشعور بالقلق والضجر لا يفارق ذلك الإنسان. ولكن المتتبّع والقارئ لأعمال هذا المندوي ( نسبة إلى قرية مندوي التي ولد فيها كامو عام 1913 ) يرى عكس ذلك، ففي كتاباته ومقالاته ( صخرة سيزيف ، المتمرّد ) شيئاً من الإيمان، إذ إنه يرى أن الانتحار ليس حلاً لمشاكل الفرد بل العيش والتحدّي للظروف الصعبة التي تعترض طريقه هو ما يجب أن يتّصف به هذا الإنسان المفطوم على العذاب والمآسي ..!
    تأثر كامو بسلاسل الجبال وبالهضاب العالية المهجورة ثم بالصحراء الكبرى امتداداً باتجاه الشمال " كما تؤكد جرمين " وصولاً إلى التلال الصخرية الشاهقة والخلجان العميقة وشطآن الساحل الجزائري المشرفة على ألق البحر المتوسط والتطلّع إلى أوروبا حيث طار كامو فيما بعد إلى فرنسا التي كان شديد التعلق بها كما تشهد كتاباته التي لم يكن ليتخلّى فيها عن مواطنيه وأبناء بلده " الجزائر ".
    لقد أمضى كامو " كمعظم أدباء اليوم" فترة في العمل الصحفي فكانت مقالاته وآراؤه أجوبة على الأسئلة المربكة والمحيّرة في تلك الفترة لكنها لم تشكل النظرية السياسية الخاصة به، إذ إنه كان يرى أن على الكاتب أن يراقب العالم دون أن يكف عن لعب دوره في مجريات أحداثه ، ولكن الدور المطالب به الكاتب هو كل ما من شأنه أن يرفع من سوية البشر ويؤمن لهم العدالة الإنسانية التي يلقونها في هذه الدنيا، فالأدب في نظر كامو ما هو إلاّ " نشاط جوهري ، بل من أشد نشاطات الإنسان أصالة، فهو يعبّر ويدافع عن تطلّع الإنسان للحريّة والانسجام، والجمال، وهي تؤلف سعادة البشر النسبيّة ". لقد أتت الكاتبة في الصفحة 255 من كتابها على الاستشهاد بما كتبه كامو عن دور الفنان في الدفاع عن تلك السعادة: "كلنا نحمل في دخيلتنا سجوننا، جرائمنا، نزعتنا إلى الهدم، إطلاقها على العالم ليس من واجبنا، إنما من واجبنا أن نكافحها" هذه النزعة الإنسانية وهذا الشعور العميق بالمسؤولية الذي كان كامو يتحلّى بهما ويطالب بهما كي نوحّد بين أنفسنا وبين عالمٍ ينكر علينا هذه الأرض التي من حقنا أن نحيا عليها ..!
    كان أول ما نشره كامو كتاب " الوجه والقفا " عام 1937 وكتاب " أعراس " عام 1938 وكلاهما مدين بأصالته الظاهرة لرغبته الجامحة في تصوير الصفات الفذّة التي رآها في وطنه وبين أهله، إذ إن فرنسا واللغة الفرنسية قد أضافتْ لما أعطته الجزائر له النفس الجديد والألق والوضوح، لذلك فقد بقي كامو بفكره وتعبيره مغروس الجذور في تربة الجزائر إذ أهداها الكثير من صفحاته الرائعة في الكتاب الذي نشره عام 1954 بعنوان الصيف .. ذلك الكتاب الذي يلتزم فيه الكاتب شيئاً من الصوفيّة والتأملات الفلسفيّة والصور الأدبيّة وأحياناً الشاعريّة .. يقول في رحلته إلى أمريكا الجنوبيّة: " في منتصف الليل، وحدي على الشاطئ . بالانتظار مرّة أخرى ، وبعدها سأذهب . أما البحر فساكنٌ ، نجومه كأضواء البواخر الكثيرة التي في هذه الساعة، في الدنيا قاطبة ، تنير مياه الموانئ المظلمة .. الفضاء والصمت جاثمان كوقر واحد على قلبي. حب فجائي، أو فعل حاسم ، أو خاطر يشع في النفس يُحِلّ بالمرء في لحظات معيّنة، هذا القلق الذي لا يطاق تصحبه فتنة لا تقاوم .. ذلك هو أن نحيا ثم نركض إلى حتفنا ".
    لقد عاش كامو حياة الفقر والمعاناة ، فوالده الذي قُتل في معركة " المارن " خلّف أرملة وولدين صغيرين . كان عمر ألبير عندها سنة واحدة .. كانت تلك الأم التي تعاني من البكم وعدم النطق بسبب إهمال لها أثناء مرضها هي كل حاجة ألبير للحب أضف إلى ذلك وجود جدّته المريضة بسرطان الكبد وعمّه المشلول، كل هذه البيئة البائسة والسوداء كانت تفرض على عالم الكاتب سواداً استطاع ببصيرته الناصعة والمتّقدة أن يحوله إلى إبداعٍ حقيقي خلّد اسمه فيما بعد على صفحات التاريخ بحروفٍ من نور. تقول جرمين بري في كتابها عن كامو :
    "لم ينس كامو الفقر الذي عرفه في طفولته ، ذلك العالم المغلق، الصامت الذي لم يطلب شيئاً ، ولم يتوقع شيئاً ، فكانت له عزّته الخاصة، أناسه يتحمّلون وإن لم يستسلموا وهم بصمتهم وربما دون وعي منهم يحتقرون التعميمات الثرثارة والتعزيات السهلة التي يلذّ للطبقة الوسطى الأسعد حظّاً أن تستغرق فيها " . ومما جاء على غلاف الكتاب أقتطف مايلي :
    ( إنّ مدى كتابات كامو أعظم مما قد يدركه البعض ، فثمّة كتب أربعة على الأقل مما كتب وهي ، الغريب ، الطاعون ، المتمرّد ، السقوط، وصف كل منها بأنه أهم كتابات جيل بكامله ..! )


    رمضان إبراهيم
    http://www.albaath.news.sy/user/?id=1037&a=91889

  2. #2

    رد: ألبير كامو ... والرحلة الأخيرة!



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    حول هذا الملجأ حيث تنطفئ الميدان كان المساء يثير الكآبة في النفس، وكانت أمي حينا أصبحت قريبة من الموت تريد أن تحس بأنها حرة وأنها مستعدة لأن تعيش مرة أخرى، ولم يكن من حق أحد قط أن يبكي عليها وأنا أيضاً أحس بأني مستعد لأن أحيا من جديد وأشعر كما لو كانت هذه القضية الكبيرة التي غمرتني قد طهرتني من الشر وحررتني من الأمل أمام هذا الليل المشحون بالعلامات والنجوم، وقد تفتحت نفسي لأول مرة لما في العالم من عدم مبالاة يتسم بالحنان، وعدم المبالاة هذا الذي يظهره العالم نحوي والذي ينطوي أيضاً على معنى الأخوة جعلني أيضاً أمس أني كنت سعيداً وان هذه السعادة لم تفارقني، ولكي ينتهي كل شيء على ما يرام ولكي لا أشعر بكثير من الوحدة لم يعد أمامي إلا أن أتمنى أن يحضر متفرجون كثيرون يوم تنفيذ الحكم بإعدامي، وأن يستقبلوني بصيحات الكراهية".

    " تشبثت يدي بالمسدس ، وها هو الزناد يلين تحت أصابعي ، وها هي ذي الضوضاء الجافة المرتفعة التي من خلالها بدا كل شيء ، نفضت العرق والشمس ، وعندها أدركت أنني كنت بالفعل قد حطمت هدوء ذلك اليوم ، وكسرت صمت ذلك الشاطئ الذي كنت سعيداً فوقه "
    ..
    لا ريب أن قارئ رواية "الغريب" لـ "آلبير كامو" (1913 ـ 1960) ، والتي تعد واحدةً من أعظم روايات القرن العشرين ، والرواية الأكثر انتشاراً في الأدب الفرنسي بعد الحرب العالمية الثانية ، سوف يتوقف عند ذروة الحدث في الفقرة السابقة ، الذروة التي أطلق عندها "مارسو" ـ البطل / الراوي ـ رصاصته على المواطن "العربي" فيرديه قتيلاً ، ثم يعقب هذا ـ بعد لحظات ـ برصاصات أربع أخرى تخترق الجسد الهامد ، وتنشطر الرواية بجوار النبع لشطرين ، قبل القتل ثم بعده . من قبل كان "مارسو" يودِّع أمَّه التي ماتت في دار المسنين بـ "مارينجو" ، التي تبعد ثمانين كيلو متراً من الجزائر العاصمة ، لمثواها الأخير بمشاعر باردة لفتت أنظار موظفي الدار ، وحيث يعود سراعاً لحياته ولهوه مع صديقته "ماري" في حمام السباحة أو السينما أو في شقته ، وتتشابك علاقاته مع جاره "ريمون" في تصاعد درامي حتى تبلغ اللحظة الدموية القاتلة ، أمَّا ما بعـد القتل فيتمثل في براعة "كامو" في تصوير مشاعر "مارسو" في الزنزانة أو في المحاكمة ، انتظاراً لحكم الإعدام الذي يلوح في الأفق ، كي يطيح برأسه في ميدان عام .


    غريب يروي قصته التي تبدأ بغربته عن بلده وثم بموت أمه، وأحداث نتابع بعد ذلك يرويها بنفسه، ليصبح القارئ أكثر قرباً من هذا الشخص الذي بالحقيقة مثلت غربته عن نفسه غربته الحقيقية في العالم وعن الكون وخالقه... وفي أتون هذه القرية لم يبقى له من صديق سوى الإعدام الذي حكم عليه لارتكابه جريمة قتل شاب. أحداث تتناوب لتعكس أكثر صراع الإنسان مع نفسه والرواية هي الأولى لألبير كامو الحائز على جائزة نوبل للآداب.







    لتحميل الرواية ..


    http://www.4shared.com/file/22283049...6/_online.html



  3. #3

    رد: ألبير كامو ... والرحلة الأخيرة!

    تحميل رواية الطاعون تأليف ألبير كامو


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    معلومات عن الكتاب استطاع الكاتب الفرنسي “ألبير كامو”، بآثاره العالمية عامة ورواياته الاجتماعية خاصة، أن ينال شهرة في العالم قل ما نالها كاتب عصري ويعود نجاحه هذا لأنه استطاع أن ينفذ إلى أعماق النفس البشرية، كما أنه وفق كثيراً في سبراغوار الحياة الإنسانية. ولعل لبراعته في تصوير خفايا الطبيعة وأسرارها نصيباً وافراً في ذلك النجاح الذي أصابه هذا الكاتب الفذ. ولد “ألبير” في السابع من شهر تشرين الثاني عام 1913 في الجزائر وتوفى في الرابع من شهر كانون الثاني عام 1960 في فرنسا. كان البير كامو كاتباً وفيلسوفاً فرنسياً من الطراز الرفيع.
    ولد في أسرة عامل ودرس الفلسفة في جامعة الجزائر، وكانت نشاطاته متعددة المجالات، منها المسرح وفن الكتابة الروائية والعمل في الصحافة اليسارية بالإضافة إلى ممارسته لنشاطات اجتماعية وسياسية مختلفة. وتقول سيمون دي بوفوار حول نصوص “كامو” المسرحية “إن نصوص كامو المسرحية، تبرز فيها شخصية كامو الحقيقية وقيمته الأخلاقية وأفكاره”. أما “كروشاك”، فيقول عنه: إن إحدى المشكلات التي واجهته باعتباره كاتباً مسرحياً، هي تصوير شخصيات مفردة ومقنعة في الوقت الذي تعالج فيه مشكلات فلسفية. إنها أسئلة الوجود والعدم، وقيم الحرية والإرادة، كانت تتردد على الدوام في مسرحيات عدد كبير من الكتاب الذين سبقوا كامو وعاصروه مثل آنوي وسارتر وسيمون دي بوفوار، لكن نصوصه أبرزت محاولات لإعادة العمل على هذه الأسئلة وفق المفهوم الإغريقي للمسرح.
    فالمواقف المحرجة التي تجابه الشخصيات والقدر الذي يقتحم حياتهم بشكل مفاجئ، هي من سمات التراجيد بالإغريقية التي حاول محاكاتها. توصلنا جميع مؤلفات “البير كامو” إلى حكايات ذات مغزى وإلى أساطير تراجيدية للأخلاق، سادت في الكون عندما كان الإنسان فيها شديد النرجسية ويعد نفسه ممثلاً للحقيقة، شاقاً طريقه على هذا الأساس. وبالرجوع إلى مضمون حوادث هذه القصة المثيرة (الطاعون) والتي يرويها البير كامو ننجد أنها قد جرت في الأربعينات في مدينة وهران، وقد أجمع الناس على أن تلك الحوادث غير المألوفة التي تسردها لم تقع في المكان المناسب لها، فمدينة وهران تبدو، في الواقع، مدينة عادية لمن ينظر إليها لأول وهلة، إذ أنها ليست سوى مديرية فرنسية على الشاطئ الجزائري. ولكن من ينظر لهذه المدينة بعمق يلحظ الصعوبة التي يلقاها الناس في سبيل الموت، وكلمة “صعوبة” ليست هي الكلمة المناسبة هنا، وربما كان الأصح أن نقول: “عدم الراحة”، وذلك أنه إذا لم يكن من الأمور المستحبة في أي مكان أن يصاب المرء بالمرض، فهناك مدن وبلدان تساندك في مرضك، أما في وهران فإن قساوة الجو، والأهمية القصوى التي تعلقونها على الأعمال المالية، وتفاهة منظر المدينة الخارجي، كل ذلك يتطلب أن يكون الإنسان في صحة جيدة، فمن يقعده المرض فيها لا بد أن تضنيه الوحدة. فلنفكر إذن في من يحضره الموت وقد وقع فيما يشبه الفخ خلف مئات من الجدران التي يضطرم حرها، بينما تنكب جموع السكان في الوقت ذاته إلى التحدث في الهاتف أو المقهى عن عقد الصفقات… وحينئذ نستطيع أن نفهم مدى ما يعانيه الناس من الانزعاج عند الموت عند ما يحضرهم في مكان جاف كهذا المكان، ولو كان موتاً عصرياً. تفاصيل المأساة التي أصابت سكان مدينة وهران هو ما يرويه “البير كامو” في رائعة الطاعون التي يصف فيها مقاومة ورباطة جأش سكان هذه المدينة المنكوبة.


    معلومات إضافية تأليف: ألبير كاموترجمة، تحقيق: أنور سمياالناشر: دار مكتبة الحياة

    روابط تحميل الكتاب

    http://www.4shared.com/fi...____.html

المواضيع المتشابهه

  1. ( طالب العلم والرحلة )
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-09-2015, 12:55 PM
  2. أسطورة سيزيف – البير كامو
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-07-2013, 12:55 AM
  3. حتى تعود المودة والرحمة إلى بيوتنا
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-16-2011, 03:02 AM
  4. البطل الأسطورة والرحمة
    بواسطة ابراهيم خليل ابراهيم في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-09-2010, 07:30 PM
  5. نرحب بالدكتور/‏د. محمد كالو
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-17-2009, 11:26 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •