منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    الفرنسية أضفت طلاوة على الألفاظ الإنجليزية

    الفرنسية أضفت طلاوة على الألفاظ الإنجليزية




    ثرسداي: يوم الخميس في الانجليزية وهو حرفياً يوم «ثًور» كناية عن الإله الوثني عند الجرمان سكان الأراضي الألمانية الأقدمين وكان اسمهم ثونور.. ومعناها حرفياَ الرعد..


    وبديهي أن يكون هناك في إطار تعدد أرباب الوثنية رموز للرعد الذي كانت تخشاه الشعوب البدائية أو للسحاب والمطر وهو ما كانت تطلبه وتتضرع في طلبه جموع الناس من أجل الري والسقايا.. فضلاً عن رموز يضفون عليها من واقع أوهامهم صفة الربوببة..


    وخاصة عند قدماء المصريين والإغريق والرومان.. ما بين أوزيريس كبير الأرباب في طيبة المصرية وهو أيضاً رئيس محكمة الحساب في العالم الآخر.. وما بين زيوس كبير أرباب اليونان وابنته أثينا التي ولدت من عقل (!) أبيها لتصبح ربة الحكمة والتفلسف.. ثم منير؟ا ربة الجمال الرائع والسحر الأخاذ..


    ولقد كانت الشعوب البدائية تعبد الظاهرة التي تخشاها وتعبد الحيوان الوحشي الذي ترتعد من مرآه.. وهكذا عبد المصريون القدماء حيوان التمساح وعبد الألمان الأقدمون ظاهرة الرعد التي كانوا يرتعدون من قصفها وهزيمها ومن اسم إله الرعد الجرماني ثونور.. جاء اسم الرعد «ثندر» في لغات غرب أوروبا واسم «ثور» للرعد أيضاً في لغات النورس بالشمال الاسكندينافي..


    وعندما اعتمدت قدامى شعوب الألمان روزنامة الأسبوع الروماني بأيامها السبعة التي نعرفها اليوم.. خلعت على أحد أيامها اسم يوم الرعد أو يوم الإله ثور المسؤول عن قصف الرعد وعصف الرياح الذي تدوي جلجلته في أجواز الفضاء السموات وتصيب البشر البسطاء بالهلع إزاء غضبة يخشونها من السماء..


    هكذا مزجوا بين اسم الإله ثور وبين كلمة يوم وهي داي في لاتينية الرومان فكان اسم «ثورسداي» وقد خففها النطق الانجليزي بعد العصور الوسطى لتصدق على يوم الخميس.. ومن عجب أن اسم المعبود «ثور» بل واسم ظاهرة الرعد «ثندر» يعود أصلها إلى السنسكريتية - لغة الهند القديمة في كلمة ستينا ومعناها قصف الرعد الذي يبعث الخوف في النفوس.


    ومثلما اشتق من لفظة الرعد العربية معنى الرعدة أو الارتعاد أو الجبان الرعديد.. فقد اشتقوا من لفظة ستينا الهندية معاني الدهشة الصاعقة في الانجليزية التي تدل عليها كلمة سَتَن. ومن نفس الأصل الهندي جاءت كلمة أخرى هي تورنادو وهي الإعصار العاصف الصاعق وكلمة تورنادو بدورها مطروحة بنكهة اللغة الإسبانية التي تصف الرعد بأنه تورنيدو.


    ويذكر الاختصاصيون أن استعارة أيام الأسبوع من التقويم اللاتيني تمت في سنة 1000 الميلادية أو نحوها وهي الفترة التي شهدت الغزو النورماندي على يد القائد الشهير ويليام الغازي الذي جاء نزوله على سواحل الجزر البريطانية سنة 1100 للميلاد إيذاناً بالتفاعلات التي تمت بين اللغتين الفرنسية الوافدة والانجليزية - لغة أهل الجزر المفتوحة حيث أضفت الفرنسية وهي ربيبة اللاتينية لمسات من الرقة والطلاوة على الألفاظ الانجليزية التي كانت أصولها الجرمانية السكسونية شديدة الوعورة من حيث التهجئة والنطق والاستخدام.


    من ناحية أخرى يلاحظ أن الشعوب الجرمانية القديمة حينما اعتمدت تقويم الرومان.. فإنها لم تأخذه حرفياً كما هو بل عمدت - يا للغرابة - إلى ترجمة معانيه إلى لغاتها المنطوقة.. هكذا قال الرومان بيوم الشمس «سولس دايس» فترجمه الجرمان والإنجليز إلى «صنداي» ليصدق على يوم الأحر وقال الرومان بيوم القمر لونا داي - لنداي في الفرنسية فترجمه الألمان والإنجليز إلى مون داي - منداي ليشير إلى يوم الاثنين.. وهكذا..


    ثج: لأن الشر والرذيلة لهما آلاف الأسماء.. فإن كلمة «ثج» في المعاجم تنصرف إلى ألف معنى ومعنى من حيث الخطورة وسوء الخلق وانحراف السلوك. ها هو المجمعي المصري الراحل البروفيسور مجدي وهبة يطلق على هذه الكلمة أوصافاً من قبيل:


    قاطع الطريق.. السفاك.. السفاح.. الصعلوك.. العيّار.. الفاتك.. القبضاي.. البلطجي.. إلى آخر نعوت الشر وأوصاف الإجرام.. مع ذلك فلم تنشأ مثل هذه الكلمة من فراغ.. إن لها أصلاً يعود إلى الهند.. بالتحديد إلى شمال شبه القارة الهندية.


    حيث عاشت فرقة دينية لم يتورع أعضاؤها عن عبادة (كالي) أو (قالي) وهي ربة الموت التي لم يكن من سبيل لنيل رضاها سوى بتقديم قرابين - لا من لحوم الحيوان أو الطيور .


    كما شاعت في ديانات قديمة منقرضة - ولكن من جثث الضحايا من البشر الذين لم يتورع أعضاء هذا المذهب الملعون عن خنقهم - الأمر الذي دخل معهم أعضاء هذه النِحلة.. دفتر أحوال التاريخ على أنهم جمعوا بين سفك الدماء من ناحية والتعيش على ممتلكات ضحاياهم التعساء من ناحية أخرى.. بمعنى أنهم صعاليك.. منحرفون..


    وقتلة سفاكون وأيضاً سراق نهابون.. أما اللقب الذي عرفوا به في بلادهم فهو فانسيغار ومعناها الخنّاقون.. ولكن الانجليز الذين كانوا يحكمون الهند منذ القرن الثامن عشر أطلقوا عليهم وصف الغشاشين (ثج) وكان ذلك - كما تقول موسوعة كولومبيا الأميركية في عام 1810..


    وبعدها عمد حكام الإنجليز إلى مطاردة هؤلاء الأشرار السفاحين وإبطال ممارساتهم الوحشية إلى أن أمكن استئصال شأفتهم بحلول عام 1840 بعد أن ظلت هذه الطغمة من القتلة تجوب أراضي الهند وتعيث في أطنابها فساداً وإزهاقاً للأرواح واستحلالاً للممتلكات على مدار 300 سنة أو أكثر.. تقول الموسوعة البريطانية أنهم كانوا يخادعون المارة والمسافرين عبر الطرق والمسالك.. يصادقونهم ويتقربون إليهم..


    وحين تسنح الفرصة، والقوم آمنون أو غافلون.. يسارع هذا الثج - الغشاش حرفياً -إلى إلقاء منديل يحيط به رقبة وفم الضحية.. تمهيداً لخنقه أو خنقها.. وتبرئ الموسوعة الرصينة تراث الإسلام وجماعات مسلمي الهند من شبهات الارتباط بأصل هذه الفرقة الشريرة التي كان لأفرادها طقوسهم البربرية البعيدة عن كل ملة ودين..


    وكانوا يستخدمون حلوى السكر في تلك الطقوس ويستخدمون مصطلحات وألفاظاً وإشارات يتعارفون بواسطتها وفي سرية كاملة. ويقال ان عددهم حين واجههم لورد بنتنك حاكم الهند العام في ثلاثينات القرن 19 وصل إلى 3266 شقياً سفاحاً تم القبض عليهم وشنق منهم 412 بينما تحّول 483 إلى شاهد ملك عميلا للدولة فيما سيق الباقون إما للسجن أو إلى النفي خارج البلاد.


    ثيوقراطي: وصف لأي نظام للحكم يعود بالسلطة السياسية، لا إلى جماعة المحكومين (الديمقراطية) ولا حتى إلى شوكة الانفراد بمقاليد الحكم (الشمولية) ولا إلى تقاليد الحكم الموروث (الملكية الوراثية) بل يردّ السلطة إلى أساس ديني أو غيبي يصل إلى درجة إضفاء قدر يزيد أو يقل من القداسة على الحاكم وبحيث تصبح أوامره ونواهيه.. إرادته ومشيئته أموراً لا سبيل إلى مخالفتها وإلا كان في الأمر مخالفة لعقيدة دينية أو تحد لما قضت به السماء..


    يحتفظ التراث الشعري العربي بقولة شاعر أراد أن يوغل في نفاق الحاكم فكان أن أرسل قصيدة رائية غاية في السخف والمداهنة وجّهها إلى الخليفة الفاطمي في مصر المعز لدين الله (931 - 579 ميلادية) قائلاً:


    ما شئت، لا ما شاءت الأقدار


    فاحكم فأنت الواحد القهار


    وسبحان الله عزت صفاته وتباركت آلاؤه(!) ولم يكن الشاعر وحده في مثل هذا المضمار أن نظام الحكم الثيوقراطي كان يقول حتى أواخر عصر الاستعمار التركي ان السلطان العثماني هو ظل الله في الأرض ولم يكن الشرق المسلم بدعاً في هذا.. بل جاوبته إدعاءات الباباوات في روما بأن رؤوس الكنيسة الكاثوليكية في ال؟اتيكان يحكمون.. ويحكم معهم ملوك أوروبا منذ العصر الوسيط إلى مطالع العصر الحديث بمقتضى الحق الإلهي «المقدس» للملوك.


    أين هذا من قولة الصديق أول خلفاء المسلمين أيها الناس - لقد وليت عليكم ولست بخيركم.. فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فلا طاعة لي عليكم.


    من هنا تمّيز المراجع الثقات - الموسوعة العربية مثلا - بين هذا الإدعاء بقداسة الحاكم.. فرعوناً كان أو إمبراطوراً في روما أو ملكاً لفرنسا أو قيصراً في ألمانيا أو عاهلاً دينياً في الفاتيكان أو حتى سلطاناً تركياً في اسطنبول، وبين صحيح الخلافة الإسلامية التي تختلف عن هذه الألوان من الحكم الثيوقراطي حيث ان الخليفة ما هو إلا عبدالله الذي يتولى مسؤولية السهر على مصالح الرعية وقضاء حوائج المسلمين وإقامة الشرع بأوامره ونواهيه على هدى من القرآن والسنة.


    في كل حال.. فالمصطلح يستمد أصوله بداهة من مقطعين.. ثيو وهو اسم زعيم الأرباب المعبودة عند اليونان - زيوس (هو أيضاً جوبتر عند الرومان) وكراسي ومعناها أصول الحكم ومناط الدولة والسياسة. والمعنى هو الحكم على أساس دولة دينية ومن أمثلتها الفاتيكان.. بل يكاد يكون من أمثلتها الكيان الصهيوني في إسرائيل الذي لا يلبث يعلن قادته أنهم يريدون دولة خالصة لليهود بمعنى أن يقيموا كياناً سياسياً ونظاماً للحكم على أساس ديانة المحكومين وهو أمر يتنافى مع شرعة حقوق الإنسان.


    ومن عجب أن كان المفكرون السياسيون يتصورون أن الزمان لم يعد يسمح بحكاية ثيوقراطية الدولة الدينية بهذا المعنى ولا بإضفاء أي قداسة على أي بشر أيا كان موقعه في مصفوفة الحكم - إلا أن فصيل المحافظين الجدد الذي وثب مع مطالع القرن الجديد الحالي إلى حكم أمريكا - أعاد إلى الأذهان شعارات الثيوقراطية، سواء المستمدة من التراث الديني.


    أو التي عمدوا إلى مزج أصولها المسيحية بأصول يهودية - صهيونية أو بإعلان أركان البيت الأبيض أن الرئيس بوش يتصرف أحيانا بإلهام خاص من لدن السماء(!).. لهذا عمد كاتب أميركي كبير هو كي؟ين فيلبس إلى إصدار كتاب يحذر فيه من الإمعان في هذا المجال.. الذي يتنافى مع حرية الاختيار الديمقراطي ومع حرية الاجتهاد الإنساني واختار لكتابه الصادر في ربيع عام 2006 الحالي العنوان المباشر التالي:

  2. #2
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497

    رد: الفرنسية أضفت طلاوة على الألفاظ الإنجليزية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد زعل السلوم مشاهدة المشاركة
    الفرنسية أضفت طلاوة على الألفاظ الإنجليزية




    ثرسداي: يوم الخميس في الانجليزية وهو حرفياً يوم «ثًور» كناية عن الإله الوثني عند الجرمان سكان الأراضي الألمانية الأقدمين وكان اسمهم ثونور.. ومعناها حرفياَ الرعد..


    وبديهي أن يكون هناك في إطار تعدد أرباب الوثنية رموز للرعد الذي كانت تخشاه الشعوب البدائية أو للسحاب والمطر وهو ما كانت تطلبه وتتضرع في طلبه جموع الناس من أجل الري والسقايا.. فضلاً عن رموز يضفون عليها من واقع أوهامهم صفة الربوببة..


    وخاصة عند قدماء المصريين والإغريق والرومان.. ما بين أوزيريس كبير الأرباب في طيبة المصرية وهو أيضاً رئيس محكمة الحساب في العالم الآخر.. وما بين زيوس كبير أرباب اليونان وابنته أثينا التي ولدت من عقل (!) أبيها لتصبح ربة الحكمة والتفلسف.. ثم منير؟ا ربة الجمال الرائع والسحر الأخاذ..


    ولقد كانت الشعوب البدائية تعبد الظاهرة التي تخشاها وتعبد الحيوان الوحشي الذي ترتعد من مرآه.. وهكذا عبد المصريون القدماء حيوان التمساح وعبد الألمان الأقدمون ظاهرة الرعد التي كانوا يرتعدون من قصفها وهزيمها ومن اسم إله الرعد الجرماني ثونور.. جاء اسم الرعد «ثندر» في لغات غرب أوروبا واسم «ثور» للرعد أيضاً في لغات النورس بالشمال الاسكندينافي..


    وعندما اعتمدت قدامى شعوب الألمان روزنامة الأسبوع الروماني بأيامها السبعة التي نعرفها اليوم.. خلعت على أحد أيامها اسم يوم الرعد أو يوم الإله ثور المسؤول عن قصف الرعد وعصف الرياح الذي تدوي جلجلته في أجواز الفضاء السموات وتصيب البشر البسطاء بالهلع إزاء غضبة يخشونها من السماء..


    هكذا مزجوا بين اسم الإله ثور وبين كلمة يوم وهي داي في لاتينية الرومان فكان اسم «ثورسداي» وقد خففها النطق الانجليزي بعد العصور الوسطى لتصدق على يوم الخميس.. ومن عجب أن اسم المعبود «ثور» بل واسم ظاهرة الرعد «ثندر» يعود أصلها إلى السنسكريتية - لغة الهند القديمة في كلمة ستينا ومعناها قصف الرعد الذي يبعث الخوف في النفوس.


    ومثلما اشتق من لفظة الرعد العربية معنى الرعدة أو الارتعاد أو الجبان الرعديد.. فقد اشتقوا من لفظة ستينا الهندية معاني الدهشة الصاعقة في الانجليزية التي تدل عليها كلمة سَتَن. ومن نفس الأصل الهندي جاءت كلمة أخرى هي تورنادو وهي الإعصار العاصف الصاعق وكلمة تورنادو بدورها مطروحة بنكهة اللغة الإسبانية التي تصف الرعد بأنه تورنيدو.



    وجيه هذا التحليل اللغوي ودقيق
    وأقل فوائده شأنا أن الأسماء التي تبدو جامدة الاشتقاق
    تجدها بعد التحليل ذات صلة وثيقة بثقافة الأمم وأصول تفكيرها الأولى


    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

المواضيع المتشابهه

  1. فقه اللغة وعلاقات الألفاظ
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-23-2011, 04:21 AM
  2. دلالات الألفاظ
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-24-2010, 05:03 PM
  3. مؤلَّف هام مترجم من الإنجليزية إلى الفرنسية : Comprendre le cerveau
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ركن اللغة الفرنسية .
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-08-2009, 07:18 AM
  4. الألفاظ الكتابية للهمذانى
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-26-2008, 03:10 PM
  5. الألفاظ البذيئة
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-17-2007, 03:19 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •