الاقتصاد الإسلامي آخر تحديث:الخميس ,07/05/2009

صالح الخريبي



يذكر المؤرخون أن العاهل البريطاني هنري الثامن، عندما اختلف مع الكنيسة حول طلاق زوجته، فكر في الاتجاه إلى الإسلام، فأرسل رسالة إلى سلطان المغرب يستأذنه في تحويل بريطانيا إلى الدين الحنيف. وجمع سلطان المغرب مستشاريه وعرض الأمر عليهم، فمال أغلبهم إلى القول إن دخول العاهل البريطاني في الإسلام لا يعود إلى إيمانه بسماحة هذا الدين وهديه، وإنما لأنه يريد أن يطلق زوجته، والكنيسة تمنع ذلك، وعلى هذا الأساس فإن دوافعه ذاتية انتهازية، وأوصوا سلطان المغرب برفض طلبه، وقالوا له: “ما حاجتنا إلى ملايين من الفقراء والمتخلفين البريطانيين نطعمهم نحميهم ونعلّمهم ونتولى مسؤولياتهم من المهد إلى اللحد على حساب إخواننا المسلمين”؟

ويذكر المؤرخون أن قيصر روسيا، في بداية عصر التنوير والثورة الصناعية، فكر في تحويل دولته إلى الإسلام، ولكنه قرر أن يعقد مناظرة بين رجال دين من الأديان السماوية الثلاثة: الإسلام والمسيحية واليهودية، ويختار الدين الأكثر انفتاحاً واحتراماً للعقل، فأرسل إلى ثلاثة من علماء الدين المعروفين للحضور إلى بلاطه وأوضح لهم الغاية من ذلك، فتربص اليهود للعالم المسلم في الطريق وقتلوه، فاقتصرت المناظرة على رجلي الدين المسيحي واليهودي، فاختار القيصر المسيحية.

ولو شاء ربك لجمع الناس أمة واحدة، ولكن حكمته أن يظهر الإسلام على الدين كله بالحجة والبرهان، وهكذا فإنه عندما اعتسفت الأمور على نابليون بونابرت بعد الثورة الفرنسية أعد قانونه استناداً إلى الشريعة الإسلامية، وعندما يواجه العالم أزمة اقتصادية مثل التي يواجهها حالياً نسمع خبيراً إيطالياً يتحدث عن ضرورة الأخذ بالنظام الاقتصادي الإسلامي، بدلا من النظام الحالي القائم على المعاملات الربوية، ويدعو إلى تأسيس مؤسسات مالية قادرة على توفير بدائل تكون متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية وتمنع دفع الفوائد الربوية ثمناً للتأجيل الزمني.

وفي حديث صحافي، قال البروفيسور الإيطالي داليتاتغيرا كولسي إن الاقتصاد العالمي بحاجة إلى نظام اقتصادي يتضمن تطبيق واجبات أساسية، مثل إخراج الزكاة الواجبة، وهي دفع نسبة محددة من أموال الفرد لمساعدة الفقراء، وأضاف أن هنالك ضرورة لتوليد عائد ربحي، غير أساس الفوائد، على رأس المال والاستثمار يكون متوافقاً مع القواعد الأخلاقية الإسلامية.

وتصوروا لو أن أغنياء العالم أخرجوا زكاة أموالهم، لما بقي فقير في العالم ينام بلا رغيف، أو يؤرّقه هاجس المال.