إعادة التفكير في الدمقرطة العربية: انتخابات بدون ديمقراطية


الكاتب: د. العربي الصديقي.

المترجم: د. محمد شيّا.

الناشر: المنظمةالعربية للترجمة، مركز دراسات الوحدة العربية.
مراجعة: روجيه عوطه، بيروت 2010.

أي طريق يجب أن تنتهجه الدمقرطة في المنطقة العربية؟. وهل المفاهيم التي تنتمي الى مجموعة مصطلحات الديمقراطية الغربية تنطبق كما هي على بلدان الوطن العربي؟ سؤالان يطرحهما العربي صديقي في هذا الكتاب في سياق البحث عن كيفية الانتقال الى الديمقراطية في البلدان العربية والصعوبات التي تواجه فرص تطبيقها في المشهد العربي، متناولاً الجهود البحثية الصاعدة من داخل المنطقة العربية، والساعية الى فهم (بارادايم الدمقرطة)*1 وتكييفه، ذلك أنه في غياب التصورات المحلية الأصلية المقابلة للدراسات الغربية في مسألة الانتقال الى الديمقراطية، سيبقى من الصعب مشاهدة إصلاحات بمنظار غربي حصراً، لا ينجح دائماً في تفسير الخصوصيات العربية.

يعرض المؤلف للإشكاليات التي تنطوي عليها مقاربات الباحثين العرب في شرح التحولات الديمقراطية في البلدان العربية، ليتناول مقولات الانتقال الديمقراطي، والتحول التعاقدي الديمقراطي، والمجتمع المدني.

ويتناول مسألة الانتخابات التي غالباً لا تؤدي الى تداول السلطة، وما يعيشه حراك المجتمع المدني إزاء مجمل عملية تطبيق الدمقرطة. ويؤكد أن رحلة الديمقراطية والدمقرطة الى المنطقة تشهد بأن الوطن العربي ليس في حالة منفى في ما خص السعي نحو الحكم الرشيد، لكنه يوضح أن (الميل المؤسساتي) المتمثل في محاولات (لبرلة) البلدان العربية (من فوق الى تحت)، ومن الخارج (عبر مبادرة الشرق الأوسط الكبير) حالا دون الانتقال الديمقراطي في الشرق الأوسط، رغم بعض المكاسب والإنجازات المتواضعة، التي استمرت تجميلية أو سطحية لا تتعدى القشور.

ويصل المؤلف الى خمس خلاصات، تشير الأولى أنه يجري، في أكثر من حالة، تبسيط التناقضات القائمة بين الديمقراطية والسلطوية في الوطن العربي؛ والثانية، أن البدائية تعود بقوة الى الحياة السياسية العربية، وخصوصاً في الأنظمة غير الملكية؛ والثالثة، أن (الإنتخابوية) والولع الانتخابي الانتقائي هما في كل مكان في الوطن العربي، لكن الديمقراطية ليس في أي مكان هناك؛ والرابعة، أن نشر الولايات المتحدة الأمريكية للديمقراطية هو جزء من الجهد المسعور المبذول لدفع الوطن العربي في صورته الحالية الى قبضة القِيَم العالمية ـ الليبرالية، السياسية والاقتصادية؛ والخامسة، تتجه الى فهم (الإنتخابوية) باعتبارها إدارة الانتقال الديمقراطي في الوطن العربي، وفق نمط فوق ـ تحت، وهي تضغط بقوة على المركز، فالمنتفضون من أجل الخبز، والمدونون، والمقترعون على (الأون لاين) كُلهم أمثلة تشير الى أن مجتمعات الوطن العربي ليست سلبية.

هامش:
*1ـ بارادايم الدمقرطة: أي النموذج الإدراكي الآتي من الغرب حول الديمقراطية