سعد عبد السادة

القصة العبرية وتطورها

كان الادب العبري الحديث يفتقر الى مدارس أصيلة من الروائيين القصاصين , وكان أولمن تقدم في هذا المضمار هو القاص ابراهيم ماپو ( 1808 -1868) , الذي اتسم بخيال خصب واطلاع عميق على أسفار التوراة , فأستمد منها كثيرا من وقائع قصصه وابطالها , وسبك ذلك كله في قالب رواية تأريخية أثارت حماس اليهود وانفغالهم . وكان هذا شأنه في رواية ( אהבת ציון حب صهيون ) , والتي تشرت سنة 1853 في فيلنا . وأفلح ماپو فيها في ان يبعث الحياة في احداث التاريخ اليهودي في ايام حزقيا ملك يهودا وقد وصف تلك الفترة وكأنه عاش فيها وعاصر رجالها .
أما في بناء روايته هذه , فأن ماپو كان يقلد فيها روائيي الادب الفرنسي في القرن الثامن عشر , أمثال اسكندر دوماس , الا انه استطاع ان ينفخ فيها روحا جعلها تزخر بالحركة والحياة .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ابراهيم ماپو رائد القصة العبرية

وأثرت هذه الرواية في وقتها , كثيرا في اليهود الذين كانو يعيشون في اوروبا في محاهم المغلقة ( الگيتو )
, ونقلتهم الى فسحة واسعة من الزمان والمكان , وأججت فيهم أحاسيس جديدة وتطلعا ونزوعا الى الفكرة الصهيونية , والى الحنين الى فلسطين
التي كانت مسرحا لتلك الاحداث التاريخية بما فيها من خيال كثير وواقع أقل . وهكذا أصبحت هذه الرواية حجر الزاوية في النزوع الى الحركة الصهيونية .

المصادر :
1 - النصوص العبرية الحديثة , دكتور خالد اسماعيل علي , كلية اللغات , جامعة بغداد , بغداد , 1989
2 - שאנן, אברהם, מלון הספרות החדשה העברית והכללית, הוצ'' יבנה, תל־אביב, 1978