حملة أسيرات خلف القضبان – الحرية موعدنا

٢٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠بقلم هداية شمعون


إلى كل عقل عربي رفض الصمت وأتاح بقلمه وكلماته بريق الأمل لشق نور النهار وسط حلكة الليل العربي
وإلى كل مثقف عربي قال كلمته ولم يتوارى كالآلاف خلف صور الانهزام والانكفاء على الذات.
وإلى كل المدونين والمدونات العرب وسيما أعضاء اتحاد المدونين العرب ورئيسها نتوجه لكم بالتضامن ونصرة حملتنا الإعلامية مع الأسيرات الفلسطينيات المغيبات خلف سجون الاحتلال الإسرائيلي في:
حملة أسيرات خلف القضبان – الحرية موعدنا

…هن الآن في زاوية معتمة في زنزانة رطبة بالكاد تتسع لآدمي، لكنهن ثلاثتهن يقفن مصلوبات منذ ساعات طويلة وأياما، تيبست أقدامهن، يرتفع صوت الجلاد الإسرائيلي بين الفينة والأخرى.. نباح الكلاب يشتد اقترابه من أجسادهن الذابلة، صرخات أخريات يمتد في الغرف المجاورة، الظلام سيد الموقف ورائحة الدم المتعفن في الجراح الدامية تلف المكان..
المشهد في إحدى السجون الإسرائيلية حيث تخفي الأسلاك الشائكة أجسادهن المنهكة، تسحق سنوات عمرهن النضرة، تدوس أحلام الصبا، وتبصق في وجه أطفالهن خارج السجون، إنهن الأسيرات الفلسطينيات اللواتي لم يرحمهن الاحتلال الإسرائيلي ولم يرحم عائلاتهن فتمادي في غيه وحرمهن من لقاء الأهل وأنزل عقابه على أخريات فحرمهن حتى رسائل الأهل والأحبة، إنهن وحدهن يملأن المكان ويرسمن تاريخنا الفلسطيني والعربي..
ولا نملك لهن إلا القلم والصورة والتضامن، فتضامنوا معهن جميعكم بأقلامكن يمكنكم أن تصنعوا الكثير من الدعم وكلماتكم ستصلهن، لقد بدأت فعاليات حملة أسيرات خلف القضبان- الحرية موعدنا على أثر شريط فيديو قام بنشره جنود إسرائيليون انتهكوا فيه حرية وكرامة الأسيرة إحسان دبابسة في حينها- وقاموا بالرقص على جراحها بعد خروجها من التحقيق، وتمادى الجلاد بالضحية فعبث بكرامتها وأخذ يتراقص على جراحها وهي المقيدة معصوبة العينين وضحكاته تعلو من حولها والموسيقى العابثة تمزق ما تبقى للكيان الإسرائيلي من أكذوبة الأخلاق التي يتحلى به جنده، فكشفوا عن جرائمهم بأيديهم، ونالوا من أسيرة مقيدة لكنهم لم ينالوا من كرامتها فهي من صنعت تاريخ نضال فلسطين وهي التي استعصمت وأخواتها الأسيرات ولم تحارب لأجل كرسي أو سلطة مبتورة بل هن من قدمن أيامهن وأحلامهن لأجل فلسطين .. شعرنا كلنا.. كل نساء فلسطين بالغضب والإهانة والقهر حين شاهدنا دليل الكراهية الإسرائيلية لدمنا الفلسطيني، وسخريته من آدميتنا، تألمنا كثيرا ولكن لن نبقى صامتين نجتر جراحنا.. فكلنا إحسان دبابسة، وكلنا أسيرات فلسطينيات داخل السجن الإسرائيلي الكبير- غزة- فمن غزة نرفض الرقص على جراح أسيراتنا وجراحنا لذلك تقدموا معنا لمناصرتهن ودعمهن بما يمكننا بالكلمة، بالشعر، بالأدب، بالرسم.. بكل ما لدينا من إمكانات لنعلن للجميع أن الاحتلال الإسرائيلي وسجونه زائلة والأسيرة الفلسطينية هي الباقية ..كلنا معهن أسيرات في السجن الإسرائيلي ومع المحررات الفلسطينيات اللواتي ينبغي أن يبقين جواهر في القلب إيمانا بما قدمنه لأجل فلسطين.
فلنكن معنا في حملة أسيرات خلف القضبان – الحرية موعدنا أكتوبر 2010
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article25526