بشرى النبوة

شعر / شاكر محمود حبيب



مـن قبـل مـا كـان َالأنــامُ ، محـمـد
اســـم ٌ بـمـيـلاد ِ الـزمــان ِ مُـخـلّـدُ

كُتِـبَـتْ مــن الأنــوارِ كــلُّ حـروفِـه
وخـصـالُـهُ فـــي جمـعِـهـا تـتَـوحــدُ

لــم ْ يـذكـرِ التـاريـخُ اسـمـا ً قبـلَـهُ
فـتـراه ُ هــدْ يــا ً للـكـتـاب ِ يُـؤيّــدُ

تُبـدي لنـا الـتـوراة ُ أوصـافـا ً لــه
ويقول ُ في الإنجيل ِ بعـدي احمـد ُ

بشرى النبوة ِ في اليقين تجـذ َّرت
وغصونـهـا فيـهـا اللـسـان ُ يُــرددُ

أهــل ُ الـكـتـاب يَـرونَــهُ ببـصـيـرةٍ
وقـدومـه ِ بـيـن َ العـيـون ِ مـؤَكـد ُ

نورا ًعلـى البطحـاء ِ ينشـرُ فجـرَهُ
وتــرى السـمـاء بـنــوره ِ تـتــورّدُ

فالله شـــــاءَ بــلــوحــهِ فـمـحــمد
وعـد ٌ ومـن ارض ِ الجزيـرة ِيوُلَـدُ

حقـا ً مـن الرحمـن ِ شـرَّف أهلـهـا
ودعـا بـهـم أهــل النـبـوة ِ يَقـتـدوا

إسـلامُــنــا لله طــيّـــب َ قَــصْــدَنــا
وغــدت خـطـانـا بالـنـوايـا تَـسـعَـدُ

هـــديُ الـكـتـاب وسـنــةٌ فكـلاهـمـا
وحــي مــن الرحـمـن فـيـه نـرشــدُ

لا يخـسـر المـيـزانَ صاحـبـهُ غــدا
ثـقــل ُ الخـطـايـا بـالـرضـا يـتـبــددُ

ويطـيـرُ طَـيـراً للـجـنـان ِ مـرفـرفـا
عبر َ الصَـراط مـن السـرور يغـردُ

رب ِّ الـبـريــة ِ عَــزّنـــا بـمـهـابــةٍ
فيـهـا الرسـالـة ُ والنـبـي ُّ محـمـد ُ

تبقـى علـى طـول الـزمـان كريـمـةًَ
وديـارنــا تـبـقـى ديـــارا ً تَـقـصــدُ

أمّــا الحجـيـج ُ تطـوعـا ً لفريـضـةٍ
والحـاسـدون َ يـؤزُّهـم مــن يحـقِـدُ

جمـع ُ العقيـدة ِ والشريعـة جمعَنـا
ومسـارنـا فـيـه الـتـقـاة ُ تـوحــدوا

كـلٌ كسِـنِّ المشـط ِ يـألَـف ُ بعـضَـه
لافـــرق َ فـيـنـا بـالـقـلـوب نُــــردِدُ

الله اكـــبـــر والــهــدايــة ُ مـــكـــة
واد ٍ بــه ِ مـطـر ُ الخـشـوع ِ ملـبّـدُ

يُجلـى القلـوبُ بـه ويغـسِـلُ ذنبـهـا
ونـعـود طـهـرا ً مــن جـديـد نـولَـدُ

فلِبـاسُـنـا الـتـقـوى وزاد رحـيـلُـنـا
وإذا مـشـيـنـا فـالـطـريـق ُ مـعــبّــدُ

حـجــر الجـحـيـم تـكـفـهُ حسنـاتـنـا
وبـكـفـةِ الـمـيـزان حــقــا ً تـشـهَــدُ

يـــا سـيــدي ماهـزّجـرحـى أمـتــي
فكتبـت جرحـي فـي سطـورٍ تشهـد

شـكـوى إلــى الله العظـيـم ِ أبـثُّـهـا
مـــا كـــل ّ راع للـرعـيـة ِ يـجـهـد ُ

نسـجَ الـرفـاهُ قصـورَهـم وتنعـمـت
ومشوا على ريش ِ النعام ِ ومدّدوا

لا ينـظـرون َ وراءهـــم وأمـامـهـم
ومصيرهـم يــدرون َ أيــن سيخـلـدُ

قَسـت القلـوب حـجـارة وشقوقـهـا
مــن كبـريـاء الـــذلِّ فـيـهـا سـيــد ُ

فقـفـوهـمُ بسـؤالـكـم عـمّــا رعـــوا
وقـفـوهـمُ بسـؤالـكـم عـمــا عـــدوا

ضاعت ثريـا الشمـل فـي أهوائِهـم
وتفـرق الأحـبـاب ُ حـيـن َ تـعـددوا

مـاكــان فـيـنـا خـصـلــة ٌ مــوبــؤة
حتـى بــدا مــن أمـرهِـم مــا رددوا

والشعـب ينحـت ُ صبـره بجروحـهِ
ويُـريــد كـفــا ً لـلـجـروح تـضـمــدُ

فــإذا طـغـى مــوج الكـرامـة مـــدّه
بـحـر ُ العـقـيـدة بالـشـهـادة يـزبــدُ

هـبـوا لـنـجـدة ِ ديـنـنـا فمصـيـرُنـا
فـيــهِ وعـقــدة امـرِنــا أن تـعـقِـدوا

شيطـان ُ هـذا العصـر حشـد جنـدَه
وتـوزَّعــوا كــــل لــديــه ِ مـقـصــدُ

منهـم يـدس ُّ الـسـم ّ فــي أخلاقـنـا
ويـريــد شــــرا بالـعـقـيـدة تـفـســدُ

ويجول في درع ِالحـروب بأرضنـــــا
منـهـم ويـرعـي بالـديـار ويحـصـدُ

لـن ينـظـروا الآمــال فــي إحداقـنـا
بل ترتـوي الأحقـاد ُ حيـن َ ينكـدوا

يمشـون فـي ليـل ِ الخديعـة نحونـا
ومقاصـد المكـر الخبيـث ِ تـعـوّدوا

فـن السياسـة ِ بـات ينـفـث سمـهـم
ويفـور فــي نــاب الـريـاء ويجـمـد

لـم يبـق َ يـوم فـي الزمـان لحـالـه
حـتـى نــرى لـونـا ً جـديـدا ًيـجـردُ

لا يسـتـقـيـم ، فـحـالـهـم مـتـقـلــب
نزواتـهـم غَـرثــى ويـمـلـي الادرد ُ

يَـبُـسَ الشـبـاب ُ بجـلـدهِ وتـخـددت
فيـه السنـون ومــا يــزال ُ الأمــردُ

مهـمـا طـغـت أهـواؤهـم وتجـبَّـرت
وتكـبّـرت فيـهـم نـفــوس ٌ تـحـسِـدُ

يبـقـى لـنـا الإســلام درعــا واقـيــاً
وسيـوفـنـا فــــي عــــزه لاتـغـمــد ُ

ونـبـيـنـا يـبــقــى نـبــيــا ً خــالـــدا
ما مثله ُ في الكون شخـص ٌ يولـدُ

أهـل ٌ عـلـى ضـيـم الـزمـان يلمـنـا
جــرح ٌ ونحـمـل ُ هـمَّـه ُ ونـضـمّـدُ

من يشـرب ُ المـاء الـزلال َ بدمعـة
تكـوى الجفـونُ ودمعـه ُ لا يَجـمُـد ُ

يلـقَ الصغـار يلـوح فــي قسمـاتـه
ويسيـل ُ مجـرىً بالـخـدود مجـعَـد ُ

يـحـيـا مـواتــا ً والـحـيــاة حـمـيــة
تـجـري بـعِـرْق ٍللـشـهـادة يـنـشُـد ُ

والله خــيـــرٌ حــافــظــا ً لـكـتــابــهِ
ورسـالـة الإســـلام فـيــه ِ تـصـمُـدُ