حبيبة عمري
للشاعر غالب أحمد الغول
* * * * * * *
حبيبة عمري أأنت الضحيـّهْ ؟
ومن كان غيري ينال العقاب ؟
أليس لإني رجوتُ السحاب
ليسقي هضابك,
رغم البريّهْ ؟
أما كان حبـّي إليك ِ
يـُذيب فؤادي
لأنك كنتِ سخيّـهْ ؟

ألا تذكرين بأنّي وهبتُ حياتي إليك ِ
لأحْم ِ عيونك من شؤم سهم ِالرديـّهْ ؟
فما بال غربان هذا الزمان ؟
أتتك لتنهش أهداب وردك
تحملُ شوكاً وجمراً
لتحرق فوق الهضاب ثماراً نديّهْ ؟
أما كان هذا التعدي
لأنك ما زلت في القلب
من أصل زيتونة عربيـّهْ ؟

حبيبة عمري أأنت الضحيهْ ؟
ألا تزرعين بأرضك بركان يهوي
على عاشق ٍ مارد ٍ جائع ٍ
ليفقأ عيناً ويكسر ساقاً
ونفساً زريّهْ ؟

كأني أراك غضبت ِ حبيبة عمري ؟
فليس ورائي ولا من أمامي
فحولاً يريدون خيراً لنفسي
لتبقي إليّ صبيـّهْ .
أكانَ زماني زمان الفسوق
ليركب نذلاً على مهرة ,
وتغدوا بنات الأصول رقيقاً
لخنزير قرد عليه أسيّهْ .

لك الحق أن تغضبي يا فتاتي
لأن الأقارب مثل العقارب
لن يستطيعوا
على صدّ سحليـّة ٍ في الفيافي
وتحرير حبة رملٍ
لنمشي عليها سويّـهْ .

وهذي يداي تناطح صخراً
وتجرف عنك غباراً عتـيّهْ
وذاك الحسود اللدود يعيث فساداً
ويهدم داراً
ويقتل طفلاً بريئاَ
وشيخاً مريضاً
ويقطف أثمار ما يبتغيه شهيّهْ .

وذاك اللئيم يمزق ثوبك ِ جهراً
وأهلي لديهمْ قناطير مال ٍ
ولكنهم عاجزون
لمنح ثيابك خيطاً هديّهْ .


وتبقى عيوني تراهم يخيطون للعشق
ثوباً بديلاً
ويرمون ثوبك خلف الجدار
وليس لثوب الغريب هويـّة .