نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


خدر الروح ...جديد عدنان كنفاني
السبت ١٢ آب (أغسطس) ٢٠٠٦



ممجموعة قصصية للقاص والروائي الأديب عدنان كنفاني صدرت حديثاً عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق، بعنوان خدر الروح بين جلدتي كتاب و150 صفحة من القطع المتوسط جمع عدنان كنفاني 13 قصة، لم يخرج من همّه الوطني والقومي ولو أنه جنح فيها إلى مساحات من خدر الروح والخفق الوجداني، لكنّه -وكما يقول دائما- يصبّها في نسيج الالتزام بمفهومه الواسع كان الوطن هو العنوان الأكبر، ينبض بين حروفه، ويتعشّق فضاءات الحرية والتحرر، يدخل إلى العمق الإنساني في موضوعة القضية، ويتمسك دائماً بالثوابت الوطنية والقومية، متجاوزاً ما يحدث على الأرض ويعتبره فعلاً مارّاً لن يقيم.. وسيمضي وكما جرت العادة، وكما جرى عدنان على عادته في كل نتاجاته الإبداعية يهديها إلى الوطن بقيمه وتراثه وتاريخه وثقافته، يهدي أيضاً مجموعته الجديدة كتب في الإهداء

عندما تتشظى الروحُ غَرابةً

ويعجزُ العابِرُ زمن الصمت عن إعلان وجودِه

تذهبُ به المقادير إلى عوالم الروح

فإلى تلك الروح السابحة عَبر كلِّ الأزمنة الغائبة

بين صخب الماضين إلى دوائر الفراغ

أهدي.. شظاياي

ع.ك


واليكم نموذج من قصص المبدع



“أخاف أن يدركني الصباح”

عدنان كنفاني الفلسطيني اللاجئ.. يحمل جرحه ويمضي صعوداً في درب الحلم، يفتّش عن خبايا الإنسان في نسيج الإنسان، فيدخل مع أبطاله إلى ذواتهم، يستشفّ منها الصفاء.. أو الجريمة في رحلة بحث عن ذات كلّ واحد منّا. رحلته منذ وعى الكتابة.. الوطن.

الأديب كنفاني من الجيل الذي لفظ أحلى سنوات طفولته على أسلاك حدود لم تفصله عن أرضه فقط، بل فصلته عن أشيائه وطفولته ولم تبقِ في قاع ذاكرته غير الذاكرة. فاشتغل عليها، وكرّس من خلالها قيمة المكان.

كتب نبض أوجاعه بدفق إبداعي شفيف، فيمسك بتلابيب القارئ حتى الكلمة الأخيرة، ويجعل منه شريكاً في عملية الإبداع، إذ يترك له كامل مساحة التخيل والصوّر وإسقاط مكنوناته على بعض أبطال قصصه، فيصبح القارئ شريكاً أصيلاً في عملية الإبداع.

في هذه المجموعة، كتب عدنان كنفاني كما عوّدنا من خلال مجموعاته القصصية السابقة عشر قصص.. كلها تعزف على أوتار الوجع، حتى وهو يمضي في كتابة ساخرة يخِزُنا.. ويلمس حدّ الوجع، ثم من حيث لا ندري يسقطنا في قلب الوطن، أو يلامس ذلك الخط الفاصل بين الإنسانية بمعانيها، وبين سحق هذه الإنسانية بفعل غزو عسكري أو ثقافي، أو من خلال مآسي اجتماعية أو حتى حكايات حب رومانسية.

تلوّنت مجموعة "أخاف أن يدركني الصباح" بصور شتى، لكنها كلها تنقل لنا سمات وأحداث من صميم مجتمعنا، يتحدث فيها عنه وعني وعنك، وعنها وعنهم. نجد أبطاله في زوايا حيواتنا، معنا ينبضون حياة وفرحاً وألماً. قصص المجموعة على التوالي:

(أخاف أن يدركني الصباح.. ريختير ومقاييس أخرى.. الطابق السابع.. من سرق الكيس الأصفر.. أرقام وكومة حروف.. حيوانات أليفة.. بريق السنابل.. كان يوم.. ثمن الوظيفة.. وجعي هو المكان.). المجموعة القصصية من إصدار إتحاد الكتاب العرب..



سوسن البرغوتي
تاريخ الماده:- 2004-11-08