منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    دمشق تحتضن "نخلة عمان"

    دمشق تحتضن "نخلة عمان"

    * محمد دلبح
    توفي "نخلة عمان" ظريف الطول، الذي تغنت به شاعرة فلسطين، مي صايغ عن 73 عاما قضى معظمها مناضلا وطنيا لم تغب فلسطين أبدا عن ناظريه.
    محمد داؤد عودة "أبو داؤد" المولود في سلوان احتضنه تراب دمشق يوم السبت بعد أن استعصى "فشله الكلوي" على المعالجة. دمشق كانت أكثر العواصم العربية التي احتضنته ولم تكن توازيها في ذلك سوى بيروت التي انتقل إليها بعد "هزيمة المقاومة" في عمان التي كان مناضلو ومقاتلو الثورة الفلسطينية يريدونها "هانوي" وتحولت بعد "ايلول الأسود" إلى سايغون التي اعتقل ضباط مخابراتها في عام 1973 أبو داؤد الذي كانوا يترصدونه بعد أن كشف أحد أعضاء فريقه خطته للقيام بعمليات في عمّان تهدف إلى السيطرة على مجلس الوزراء الأردني والسفارة الأميركية في عمان بهدف الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الأردن. ولم ينقذ أبو داؤد من تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر بحقه سوى الملك حسين في ذلك الوقت ضمن صفقة سياسية لم يجر الكشف عنها بعد.
    وخلال اعتقاله في عمان الذي دام بضعة أشهر أنشدته مي قصيدتها نخلة عمان تقول فيها "يا ظريف الطول يا طول النخل يا رايح عمان تلم الأهل"
    وبعد إطلاق سراحه انتقل أبو داؤد إلى بيروت، وعُيِّن قائداً عسكرياً لمنطقة بيروت الغربية وخاض حربها الأهلية ومعركة الدفاع عن المقاومة والحركة الوطنية في مواجهة القوى الانعزالية.
    أبو داؤد الذي انضم إلى حركة فتح في منتصف الستينات من القرن الماضي وترك عمله بوزارة العدل في الكويت حيث كان يحمل شهادة الحقوق في عام 1968 كان كغيره من شباب فلسطين منتميا إلى حزب البعث لكنه فضل الالتحاق بفتح إيمانا منه بأن نهج الكفاح المسلح هو الأسلوب الوحيد لحل التناقض التناحري بين الشعب الفلسطيني والأمة العربية من جهة والاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين من جهة أخرى.
    اختار أبو داؤد لدى تفرغه في فتح العمل في صفوف جهازها الأمني وليكون من أوائل الذين تلقوا دورات التدريب الأمني والاستخباري لدى جهاز المخابرات المصرية في عهد الزعيم الوطني جمال عبد الناصر.
    عمل أبو داؤد عن كثب مع صلاح خلف "أبو إياد" الذي كان مسؤولا عن جهاز "الرصد الثوري" الذي كان بمثابة جهاز أمن فتح وعشية "أيلول الأسود" كان أحد قادة المليشيا في عمان التي تصدت إلى جانب الفدائيين لمؤامرة التصفية التي تعرضت لها المقاومة في الأردن وانتهت بخروج من تبقى منهم من الأردن في يوليو 1971.
    أبرز حدث التصق اسم أبو داؤد به هو عملية ميونخ ضد فريق (إسرائيل) المشارك في دورة الألعاب الأولمبية في سبتمبر 1972 التي خطط لها بالتعاون مع أبو إياد وأشرف على تنفيذها باقتدار لتخرج إحدى الصحف الجزائرية بالفرنسية في اليوم التالي للعملية لتزف لقرائها الخبر الذي كان بعنوان "الفلسطينيون حصلوا على الكأس" في دورة لا فريق رياضي لهم فيها.
    كل من عرف أبو داود يؤكد أنه لم يكن يقبل المساومة في قضية الصراع العربي (الإسرائيلي) حتى عندما اعتقد أن أوسلو ستعيده إلى سلوان وهو ما حدث بالفعل تحت شروط (إسرائيلية)، وعندما قررت (إسرائيل) طرده غيابيا في عام 1999 بقي في دمشق.
    اختلف أبو داؤد مع قيادة فتح ومع ياسر عرفات تحديدا بطرحها برنامج النقاط العشر في عام 1974 وانضم إلى تكتل المعارضين في المجلس الثوري الذي كان أبرزهم صبري البنا (أبو نضال) وناجي علوش (أبو إبراهيم) حيث خاضوا صراعا مع من سموهم "خط التسوية" الذي لجأ إلى حسم الصراع معهم بالعنف المسلح والاغتيال.
    وقاد الثلاثة ما سمي "فتح: المجلس الثوري" لكن الاتفاق بين الرفاق الثلاثة انفصم وخرج أبو داود أولا ليعود إلى حضن أبو إياد، وليصبح هدفا لأبي نضال وبعدها خرج أبو إبراهيم ليشكل "الحركة الشعبية العربية" ويلتحق به العديد من كوادر "فتح: المجلس الثوري"
    بعد خلافه مع أبو نضال تعرض أبو داود لمحاولة اغتيال في العاصمة البولندية، وارسو عام 1981، وأُصيب بسبع رصاصات في أماكن مختلفة من جسده، إلا أن هذه الرصاصات لم تمنعه من الركض وراء الشخص الذي حاول اغتياله في ردهات الفندق. حتى إن كثيراً من الحضور كانوا ينظرون إلى المشهد وكأنه فيلم سينمائي، وظل أبو داود ينزف طيلة ساعتين حتى وصلت سيارة الإسعاف وبقيت آثار رصاصات القاتل (الإسرائيلي) في فكه الذي لحقه بعض التشوه لكنها لم تشوه التزامه الوطني.
    مع تفاقم حدة الأزمة داخل فتح بعد الخروج من بيروت بين خط "اختيار المنافي" والتخلي عن الكفاح المسلح الذي مثله عرفات في عام 1983 وبين خط التمسك بالقتال ورفض الذهاب إلى المنافي في تونس والجزائر والسودان واليمن، فضل أبو داود أن يكون وسيطا لكنه لم ينجح لأن حجم الخلاف كان أكبر مما كان يعتقد فالخلاف كان استراتيجيا على امتداد الوطن العربي كله الذي انضم قادة دوله إلى ما يسمى "خيار السلام الاستراتيجي" الذي أسفر حتى الآن عن حكم ذاتي هزيل كان ثمنه التفريط بالوطن.

    * كاتب وصحفي عربي في واشنطن
    إذا كنتَ ذا رأي، فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا

  2. #2

    رد: دمشق تحتضن "نخلة عمان"

    رحمه الله
    رحمه الله

المواضيع المتشابهه

  1. "فرنسا 24" و"الحرة" … أو حين تتنكر "الدبابة" في ثوب "الميديا" كتبه شامة درشول‎
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2015, 09:36 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 07:03 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-09-2012, 08:43 AM
  4. "فيسبوك" أكبر أداة تجسس عالمية.. و"ياهو" و"جوجل" واجهتان لـ"cia"
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 06:52 AM
  5. دبي تحتضن "الملتقى العربي السابع للاستثمار في التكنولوجيا" 11 مايو القادم
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان أخبار العلوم.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-02-2010, 07:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •