خدمة لعلم نفس البيئة والتفاؤل ...ليالي عمان الثقافية من نادي المعلمين
الثقافة جسور امتداد واقتداء ... تفاعل العقول والآراء ...نشاط بشري متنوع ومتعدد ... وألوان تتداخل كالطيف في الصباح عند الانبعاث تثير النشاط وفي الغروب
تمنحك الحميمية والدفء ...الثقافة في النوادي تبعث الفرح والطفل الصغير الذي رقد في داخلك ... ليمرح ويفرح ويعيد ابتسامة قيدتها روتين وجدية العمل ..
تفاعلك مع النشاطات اللامنهجية في ناديك تثير تدفق نحو الحركة والحوار وتبادل الآراء ... بل حرية التعبير في طور حيز التغيير .. وهي حاجات إنسانية
وفطرية تبحث عن أماكن وازمنة للإشباع النفسي والإجتماعي ... فالإنسان كائن إجتماعي ... حامل للهوية المجتمعية ... التي تتضمن الذات الجماعية ... فكثير من إنجازاته
ومساهمته الى الإمام مرتبطة بالذات الإجتماعية ... لذا نجده يحاول البحث عنها خارج الإطار المهني وقيود العمل ...يحاول ان يبرز صورته في مواقع الجماعات
فمجرد تواجده فيها هي بحث داخلي عن علائق مع الآخرين بل بحث عن فراغ تملئه الجماعة وتقرب إليه ما بعد عنه ... فراغ لا يملأ إلا بالكيان والسلوك مع الاخرين
بل إن عوامل الإبداع في العقل البشري وجود ثقافة تقدم للفرد نشاطاتها اللامنهجية ...من موسيقى شعبية وأغاني وطنية وفلكلور ... شاشات عرض تنقل له الحدث
العالمي مباشرة ...وهنا يبرز دور رفاهية التكنولوجيا بتصويبها للبرامج الفاعلة العالمية ....ملاعب لكرة القدم والسلة ... مسابح لممارسة الرياضة الشائعة في المجتمعات
على مستوى تنوع الشرائح الا وهي رياضة السباحة ... ألعاب للطفل ترفيهية يمارس من خلالها حرية الحركة والقفز والتدحرج ... ندوات ثقافية وحوارية متنوعة
لتبادل الخبرات ... قاعات تمتلىء فرحا بمناسبات الزواج وأعياد الميلاد والمناسبات الخاصة . وجبات في الهواء الطلق تثير شهيتك لتناول الطعام والمشروبات الرطبة والساخنة . مع أفراد عائلتك وأصدقائك التي طالما افتقدت جلساتهم امام حركة العمل وضغوطات الحياة المعاصرة التي بدأت تبرز بالمجتمعات المعاصرة كظاهرة عالمية
مما برر لظهور علم الشباب الذي يهتم بهموم وحاجات الشباب ... وبما ان المجتمع الاردني 70% مجتمع شبابي هذا يقودنا لمعرفة اهتمام الشريحة الأعلى ومتطلبات
حيويتها كذلك ...الرأسمال البشري الذي نطمح بهم وندعمهم ونشد على أيديهم ... فالاردن مجتمع خدماتي وسياحي وثقافي ... أردن العروبة والوحدة من مقومات
وجوده التعليم . ولكن آلية التعليم تترافق وتتواءم مع التعلم .. فالإنسان ليس آلة او وسيلة للعمل بل عنصر إنتاجي فاعل وركن أساسي في النمو والتطور والتقدم
الإنسان روح ونفس وعقل وجسد كل مكون له حاجات ومتطلبات ... منها الفردية والإجتماعية منها المسموع والمرئي والمكتوب والمقرؤ ..ومنها الداخلي والخارجي
لذا فإن المؤسسات التربوية والتعليمية مسؤولة عن ما ذكرت بمقدار ما تقدم تأخذ .. وبمقدار ما تمنح من فسحة للحاجة تحصد ثمارها ...كذلك يبرز دورها في تنمية الثقافة
البصرية وخاصة اننا نعايش هذا النوع من الثقافة بشكل واضح فالإعلام الإلكتروني بكل انواعه والإنترنت والمنتديات والفيس بوك استقطب شرائح واسعة من الشباب ربما
لإنه وعاء بصري وسمعي يتعايش ويتناغم مع الشباب ... بل هو محطات انطلاق لهم وتواصل مع الآخرين ... ربما عزز دوره ورسخه الفراغ المفقود لحلقات ثقافية
يحاولون من خلالها البحث عن الهوية الجماعية ... ربما رحلة البحث عن الذات .. في زمن المنجزات ... كلها دوافع تقود السلوك اللامنهجي والنشاط المتنوع
بل هي تخرجه من حيز السن واللون والجندرية والحدود فيسرح بطائره الالكتروني نحو هدفه الداخلي او باعثه الخارجي .
أيضا من التحديات الجديدة المعاصرة علم نفس البيئة ومنها المجال الشخصي والعائلي ويمتد الى العمل والنادي وما خارج الوطن او القطر المحلي . وهذا العلم الجديد
من التسعينات يهتم ببيئة الفرد والجماعة وتأثيرها على نفسيته وسلوكه بل يساهم في تعديل السلوك نحو بيئة إيجابية تخدم الذات وما حولها في حلقات تعرف بلغة الجسد
المجال الشخصي وما بعد الشخصي ... بل تطور آليات تساعد التفكير الفعال ولعب الأدوار والتعلم التعاوني .. وتقوية مهارات الاتصال والتواصل والوصول للشخصية
القيادية والإبداعية والشخصية الناقدة البناءة . كذلك تساهم في إكتشاف المواهب والإنجازات من أرض الواقع وليس فقط من خلال الكتب والمنظرين .. فالخروج للحياة
او التعلم من خبرات الحياة او مدارس بلا أسوار تنضج الأداء بمعايير التجربة والتقارب والاستدلال المباشر للخبرة .
فالطفل والشاب يبنى جزءا من معرفته من خلال خبراته الشخصية واحتكاكه مباشرة مع شرائح المجتمع المحلي والعالمي ..هذه الخبرة تتجذر في فكره وسلوكه الظاهر والباطن .. وتبرز كتطبيق ظاهري واعي او سلوك لا واعي في عقله الباطن ...بل تصاحبه في شقه الاكاديمي والتربوي والعلاقات العامة والخاصة .
ولذا من خلال اهتمامي البحثي في المجتمع الأردني لاحظت الاهتمام الشبابي بلعبة كرة القدم اللعبة الشعبية والبحث عن الأماكن التي توفر الحاجة لهذا المتطلب النفسي
والجسدي ومنها أماكن ومطاعم وما يعرف بالكوفي شوب حيث يسارعون للتجمعات فيها لمشاهدة المباريات مباشرة ويصاحبهم بذات الوقت أقرانهم وأصدقائهم المقربين
بل إن الآباء والآمهات بدأن أكثر مرافقة مع آبنائهن لتكيف مع هذه الحاجة الرياضية والبحث عن أماكن تسعد جميع الأطراف وتلبي الحاجة المنشودة .
ومن أرض الواقع الأردني ومن خلال بحثي الميداني وخاصة خلال الشهور الستة الحالية لاحظت تجمعات مكثفة بدأت ترتفع وتيرتها في نادي معلمين عمان
وخاصة مع بداية المونديال العالمي لكرة القدم بل الحرص الشديد من المجتمع المحلي لزيارة النادي والانتظار امام شاشة العرض الكبيرة والجلسات التي ترافق
الأجواء في مساحات فضائية رحبة مع الهواء الطلق .. فعقدت حوارات مع رواد النادي من مجتمعنا المحلي الذين أشدوا بهذه القفزة النوعية لنادي في منطقة
تكتظ بالسكان وخاصة بفترة الصيف التي ترافق العطل المدرسية والجامعية ... فلقد ساهم النادي في سد اوقات الفراغ عند الاطفال والشباب من ناحية و ادارة الوقت
فبدلا من التواجد على الطرقات والأرصفة وما بين ممرات ومواقف السيارات ... بدأ الوالدين باصطحاب اولادهم سواء لممارسة السباحة او لعب كرة القدم
او حضور ندوات ثقافية ... في ساعات النهار أما في الليل فالزمن يتوقف مع بدأ المباريات الليالية لكرة القدم متسمرا امام شاشة العرض الكبرى التي تبث
مباشرة من جنوب أفريقيا كل ليلة المبارة .
كذلك عقدنا حوارات مع إداريين و موظفين نادي المعلمين عمان ...ونقلنا لهم وجهات نظر محلية أشادت بالقفزة النوعية للنادي لمختلف شرائح المجتمع في منطقة
عمان الغربية ووجهات نظر ميزت الإختلاف الواضح الجديد والدور الفاعل لهيئة الإداريين والموظفين والعاملين بهذا النادي ... وأسلوبهم التواصلي والحضاري
النشط ... بل صبرهم واهتمامهم لسماع مقترحات المحيط لنادي معلمين عمان من امهات وأباء وشباب ... تحمل امنيات ثقافية ينتظرونها على أرض الواقع
ومنها امسيات شعرية واغاني وطنية ومسابقات شبابية وبازارات وما يعرف بالوبين ديز...كما في الجامعات الأردنية ومراكز ومسارح البلد .
وذكروا لي طريقة التعامل المريحة والمستقطبة نفسيا لتواجدهم فهم يشعرون كأنهم في بيوتهم يتمنون الأفضل لمن قدم لهم حاجاتهم الثقافية . بل إنهم
تمنوا لوجود مكتبة عامة من خلال نادي معلمين عمان فطلاب المدرسة يحتاجون بعد الدوام لبحوث مدرسية وجامعية ربما البيئة المكتبية القريبة توفر
الحماية النفسية للأهل أفضل من مصادر بعيدة تحتاج للجهد والمال .
كذلك قدمت ملاحظات جمالية لدعم الحديقة في النادي حيث تبدو أكثر تألقا بجدران جمالية ومزروعات تريح النفس وتخرجها الى الطبيعة التي افتقدت في المنازل السكنية
وخاصة نظام الشقق ... وفي داخل قاعة الاستقبال والانتظار كانت ملاحظات ان يروا السكان المحليين جلسات تشابه بهو استقبال الفنادق كزوايا تعبر عنها طاولة محاطة بالكراسي وما يناسب قاعات الانتظار عند الانتهاء من السباحة الرياضة الاستجمامية في النادي المذكور... لتناول القليل من الطعام والشراب والتحدث قبل المغادرة .
وبالنسبة للمسرح العام او القاعة الكبرى فإنه تطور على مستوى يشيع الراحة واستقبال كبار القوم وخاصة اللون الابيض والزهور التي تترافق مع الندوات ومكبرات الصوت .
أما حركة رواد النادي فلقد لاحظت ازدياد للإعداد السكان المحليين والمعلميين والمدراء مما يزيد العبء على الموظفين بل الحاجة اصبحت تستدعي تفعيل
واستقطاب أكثر لنوعية الموظفين وتقسيم العمل الذي قد يتحمله موظف واحد طوال النهار إذا أردنا لنادي المعلمين ان يخدم الشريحة الأصل المعلم والشريحة المحلية المتنوعة .
وربما من خلال استطلاعات الرأي التي توصلت إليها وجدت حاجة لممرات وأرصفة داخلية لممارسة رياضة ركوب العجلة ( البسكليت ) وخاصة ان اطفالنا يرتبطون بها
ولكن اماكن القيادة تكون من خلال الشوارع المكتظة بالسيارات او المسرعة .
وبدأ النادي يهتم بتطبيق اقتراح نادي الطفل لماذ ا وهذا دور مميز؟ فأول مشكلة بعد انقضاء العام الدراسي وبدء العطلة المدرسية . يصطدم بها الآباء والامهات وقت فراغ الاولاد وكيف واين ؟ بجانب ازدياد مصاريف الإنفاق بكثرة الذهاب للتسوق والسوبر ماركت او اللعب بالشوارع اوالشعور بالملل والضجر او ان عمل الوالدين الطويل والمرهق والالتزامات المالية قد لايبيح السفر للخارج كرحلة إستجمامية . فماذ ا يفعلون ؟؟ ومن هنا يبرز دور للنادي كدور نفسي وإجتماعي وإقتصادي قد يساهم في حلول
ما ذكرت من مشكلات عامة .
الدور الثاني إقامة حوارات سواء شخصية او اجتماعية تعرض بها الأفكار والمناظرات والمباحثات والإجتماعات في اي مواضيع و علائق تطرح . وربما حلول توفر على
المواطن المعلم وغيره استخدامات اكثر كلفة كالهاتف الجوال او أماكن اكثر كلفة او أماكن لا تعرف الحماية النفسية والجسدية .
الدور الثالث قد تساهم في نشر المعرفة والعلم والبحث عن طريق المكتبة والإستعارة إذا طبق نظام يشابه مكتبة شومان وغيرها .
الدور الرابع فالمسرح ينقل الثقافة البصرية المباشرة ويحتفظ بالتراث الإردني والكلمة والشخصية الإردنية بل ربما يرفع مستوى فقد من الفنون المسرحية
التي تزيد في عامل استخدام القصص بشكل مسرحي للطفل والناضج .. وتبيح فرصة للمسرح الكوميدي .
الدور الخامس قد يساهم في تنمية التربية الرياضية فالجسد الرياضي هو اكثر تحملا حتى لمضاعفات العمليات الجراحية كما اثبتت بعض الدراسات .
واخيرا بحسب مقياس علم نفس التفاؤلي تزيد من المناعة النفسية فالحصول على الاستجمام بطرقه المناسبة تجعلنا شخصيات تفاؤلية
ورغبة بالعيش ... بل تزيد من قدرة التفكير الإيجابي .
وترفع من درجة المواطنة الصالحة والانتماء والولاء فالإنسان ابن بيئته قل لي اين تسكن واين تذهب اقول لك انت جزءا منه وهوجزء منك .
شكرا خاص لإدارة نادي معلمين عمان وموظفيه والعاملين فيه على حسن الاستقبال والضيافة وكرم الخلق وسعة الصدر .نرجو لهم التميز والتقدم في اردن الوحدة والعروبة.

تقرير يساهم نحو إعلام تربوي فاعل .

بقلم وكاميرا وفاء عبد الكريم الزاغة من نادي معلمين عمان في منطقة الدوار السابع العاصمة_ الإردن .
21 _6_2010