هرمون السعادة السحري في بحث أجري على جنود البحرية الأمريكية الذين يعملون في الليل وينامون في النهار وجد أن معدل انتشار الأمراض النفسية والرغبة في الانتحار عالية جدا لديهم، عند مقارنتهم بزملائهم الذين يعملون على نفس السفن ولكن في النهار وينامون في الليل.. وبعد البحث وجد السبب وعرف العلاج، وسمي هرمون السعادة.. وكلنا يريد السعادة، فدعونا نتعرف على هذا الهرمون.. أول معرفتي عن هذا الهرمون قبل ست سنوات كانت بسبب شخص اتصل بي يسألني عنه.. هذا الشخص لديه بعض المشكلات النفسية لكنه ثقافة التغذية لديه عالية، ووعدته بالبحث عن الإجابة، وبالفعل وجدت مؤلفات كاملة عن هذا الهرمون والذي يسميه البعض الدواء السحري والذي اكتشف عام 1957م، إلا أن الاهتمام به ازداد خلال السنوات العشر الماضية.. لهذا الهرمون تأثيرات عجيبة يضيق المقام عن ذكرها.. إنه هرمون الميلاتونين الذي يفرز بصورة طبيعية من الغدة الصنوبرية، ويفرز بوفرة في فترة الطفولة، ولكن مع بداية البلوغ يقل إفرازه تدريجيا ويستمر في التناقص كلما تقدم العمر، وربما تكون سعادة الأطفال مرتبطة ولو جزئيا بوجود هذا الهرمون. وعلى الرغم من كميته البسيطة في الجسم حتى انه لما اكتشف استطاع العلماء جمع عدة جرامات من مئة رأس ثور لأن الغدة الصنوبرية توجد في المخ، ومع قلة الكمية إلا أن فائدته لا مثيل لها، فهو مضاد قوي جدا للأكسدة، يمنع الأكسدة الضارة في الجسم فيقلل التغيرات المرضية مثل ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية ويقلل حدوث بعض أنواع السرطان.
من فوائده أن له دوراً أساسياً في إفراز الهرمونات الجنسية! لهذا قد ترتبط هذه بالراحة النفسية، الأمر العجيب أن هذا الهرمون إذا أعطي في الصباح فإنه يسبب الأورام، وإذا أعطي في المساء فإنه يشفي منها.. (سبحان الله الخالق)، لهذا يكون إفراز هذا الهرمون ليلا، بالذات عندما ننام، ولعل إشارة الآيات الكريمة بأن جعل الله الليل سكنا لنا تؤكد ذلك، بل إن هذا الهرمون يساعد على تنظيم النوم.. وهو من أهم الأمور التي يستخدمه الناس من أجلها، ولعل السبب أنه ينظم أو يخفض درجة الحرارة ويضبط ساعة الجسم البيولوجية فيسهل النوم.
يسمى هذا الهرمون هرمون السعادة لتأثيره المهدئ للجهاز العصبي وتنظيم تفاعلات الجسم، وفي دراسات أخرى ثبتت فاعلية هذا الهرمون لعلاج الأرق وبعض الحالات النفسية، ومتلازمة داون والشلل المخي وآلام الدورة الشهرية ومرض الزهايمر.
يفضل تناول الميلاتونين قبل النوم بساعتين، ويفضل النوع الذي يعطى تحت اللسان لبطء ذوبانه، ونحب أن ننوه إلى انه يجب ألا يعطى للحوامل والمرضعات والأطفال ومن لديهم حساسية أو سرطان الدم (اللوكيميا).
لزيادة هرمون الميلاتونين
1 تناول وجباتك بانتظام.. فإن النظام في الحياة بما فيها النوم والغذاء يزيد من إفرازه.
2 اجعل وجبة العشاء خفيفة.. لأن امتلاء المعدة قد يسبب الأرق وصعوبة الحصول على النوم العميق المريح.. وهو شرط لإفراز الهرمون بشكل كامل.
3 تجنب المنبهات مثل القهوة والشاي والكولا ومسكنات الألم.. فقد وجد أن الأسبرين يقلل 75% من إفراز الهرمون..
4 لا تمارس التمارين الرياضية في وقت متأخر من الليل، ودائما ممارسة الرياضة خارج المنزل أفضل من داخل الغرف أو الصالات، حيث يتوفر الأكسجين في الخارج بشكل أفضل.
أغذية غنية بالميلاتونين
الشوفان والذرة الحلوة والأرز والزنجبيل والطماطم والموز والشعير كلها أغذية غنية بهذا الهرمون، من أراد مزيدا من المعلومات ما عليه إلا الكتابة للصفحة ونتشرف بتزويده بها.

المصدر
http://www.al-jazirah.com.sa/magazine/30092003/sh54.htm