منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    سُــــلطة الاِسم /وعلاقـــــــــــــة المسُمى باسمه !!

    سُــــلطة الاِسم
    وعلاقـــــــــــــة المسُمى باسمه !!

    هايل علي المذابي
    strings-7@hotmail.com


    · لعل أكثر ما يثير الإعجاب أثناء قراءة نص رواية باولو كويلهو " الجبل الخامس " مع تفاصيل الجزئية ما قبل الأخيرة وشروع بطل الرواية في بناء المدينة المدمرة من الغزاة حينها فقط نصل إلى المغزى الحقيقي من تلك الرواية ، فبعد محو أثار الغزو والعدوان عن المدينة المحطمة، وتواصل عملية البناء من أجل بعث الحياة من تحت الرماد بتكاتف من تبقى من الأطفال والنساء والشيوخ وتجاوزاً للمحنة التي مروا بها ولبث روح الحماس في قلوب محبي تلك المدينة، كان الطلب من أجل إعادة إحيائها أن يكتشف كل فرد في ذاته اسماً يتسمى بهِ غير الحروف الجامدة المحفوظة في شهادة ميلاده، اسماً يخرج من نطاق الحياة التقليدية الرتيبة ويتجاوز مرحلة اليأس والإحباط ليصبح ذاك الاسم بمثابة هدف واضح ونقطة بداية في تغيير سياسة الحياة ومعرفة كيفية إدارتها .. الاسم الجديد الذي أطلقه كل امرئٍ على نفسه هو تعريف لوظيفته الأساسية في الحياة وامتلاكه لخطة مليئة بالأفكار والتطلعات بعيداً عن العبث واللامعنى والسعي جاهداً بكل قوة لإيجاد ذاته في موهبة أو علم أو حرفة ليمضي قُدماً في ركب البناء والحضارة مواجهاً الصعوبات بالتحدي والمقاومة سائراً على درب ومنهج اختاره واسماً يرتبط باهتماماته وميوله ..!!
    والحقيقة أن إبداع باولو كويلهو كروائي لا يحده حدود وهو رجل معروف بشغفه بالشرق ونفسياته وروحياته وأساطيره وكل روايته تؤكد ذلك وهاهو يطالعنا في الرواية الآنفة الذكر بشيء يجهله السواد الأعظم من الشرقيين أنفسهم وهو " سلطة الاسم وعلاقة المسمى باسمه " والذي أدراكه الطب النفسي الحديث كوسيلة ناجعة في كشف خبايا الشخصية وتحليلها واستكناه خط السير الحياتي في والتنبؤ بمستقبل الأفراد وما سيؤول إليه مصيرهم وكل ذلك بمشيئة الله ولتفسير أعم يلزمنا التدرج والتفصيل بروية ولكن يلزمنا الانتباه إلى أن التعميم في أي شيء مجحف بالبديهة فكل شيء نسبي ولا مطلق سوى خالق الخلق ..


    للعرب في " اسم " لغات، يقال اسِم واسم بكسر الألف وضمها، وسِم وسُمٌّ بإسقاط الألف وكسر السين وضمها" الإبانة في اللغة للعوتبي ، ج 2، ص 170.

    * أصل الاسم :

    يرى النحاة أن كلمة ( اسم ) ، ثلاثية الأصل ، وأن همزة الوصل فيها بدل من لام الكلمة المحذوفة، والأصل ( سمو ) . وهذا رأي البصريين . في حين يرى الكوفيين أنها بدل من فاء الكلمة المحذوفة، والأصل ( وسم ) .

    إن مقارنة اللغات السامية تدل على أن هذه الكلمة مع كلمات أخرى كثيرة ، مثل : يد، ودم، ذات أصل ثنائي .

    فكلمة اسم جاءت :

    في العبرية : شِم shem

    وفي الآرامية : شماَ shma والألف الأخيرة فيها أداة التعريف .

    وفي الحبشية : سم sem ،

    وفي الأكادية : شم shumu .

    وهذه المقارنة تدل على أن ما ذهب إليه النحاة القدامى، لا يمت إلى الصواب، وذلك لجهلهم اللغات السامية .



    * وما لا ريب فيه أن بين الاسم والمسمى علاقة وأن الإنسان يكتسب من صفات اسمه ذماً أو مدحاً ، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام شديد الاعتناء بذلك إذ غيّر كثيراً من الأسماء بدعوى المعاني الفاسدة والصفات الذميمة والقبيحة التي تحملها ..!!

    · فغّير اسم " شهاب " إلى " هشام " وسمى " حرباً" " سلماً " وسمى " المضطجع" " المنبعث " و" عاصية" بـ" جميلة " و "أصرم " بـ " زرعة " ، ولما رأى عليه الصلاة والسلام سهيل ابن عمرو مقبلاً في الحديبية قال : " سهل أمركم " وانتهى مسيره إلى جبلين فسأل عن اسمهما فقيل : مُخزٍ وفاضح .! فعدل عنهما ولم يسلك بينهما ، وغير اسم ارض " عفرة" بـ" خضرة " و" شعب الضلالة " " بـ" شعب الهداية " و"بنو الزنية" بـ " بنو الرشدة " وغير اسم العاص " و" عزي" و" غفلة " و" شيطان" و" الحكم " و" غراب" !

    · وقال عليه الصلاة والسلام : " أسلم سلمها الله ، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله " رواه مسلم

    · ولعل أبر الأدلة على اكتساب المسمى صفات اسمه ما رواه البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال : أتيت النبي عليه الصلاة والسلام فقال : ما اسمك؟ قلت : حزن " والحزونة هي الغلظة " فقال عليه الصلاة والسلام : بل أنت سهل " قال : لا أغير اسماً سمانيه أبي !.. قال سعيد بن المسيب : فما زالت الحزونة فينا .

    · وأُتي النبي عليه الصلاة والسلام بغلام فقال : " ما سميتم هذا ؟ قالوا : السائب ! فقال عليه الصلاة والسلام : " لاتسموه السائب ولكن عبد الله " قال : فغلبوا على اسمه فلم يمت حتى ذهب عقله .." رواه الترمذي .

    ولما نزل الحسين بن علي رضي الله عنهما بكربلاء ، سأل عن اسمها فقيل " كربلاء" فقال : " كربٌ وبلاء " فكان كما قال رضي الله عنه!..
    وقال عوانة بن الحكم : لما دُعي عبد الله بن الزبير إلى نفسه قام عبد الله بن مطيع ليبايع فقبض عبد الله يده حتى قام أخوه مصعب فبايعه فقال الناس : أبى أن يبايع ابن مطيع وبايع مصعباً، ليجدن في أمره صعوبة فكان كما قالوا !..

    وعند حرب الحجاج بن يوسف لابن الأشعث نزل الحجاج في " دير قرة " ونزل عبد الرحمن بن الأشعث في " دير الجماجم " فقال الحجاج : استقر الأمر في يدي وتجمجم بهِ أمرهُ، واللهِ لأقتلنه .. فكان كما قال!..




    هايل علي المذابي


    أديب وصحافي
    اليمن - صنعاء
    موبايل : 00967770071095

  2. #2
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الدولة
    إنكلترا
    المشاركات
    344

    رد: سُــــلطة الاِسم /وعلاقـــــــــــــة المسُمى باسمه !!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكراً على هذا المقال اللطيف ياأخت رغد، ومصداقاً لكلامك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرالمؤمنين بأن يُحسنوا إختيار أسماء أبناءهم لأن لكل إمرئ نصيب من إسمه! لوربطنا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اكتشف العلم مؤخراً، لصعقتنا المفاجاْة!!
    لقد اكتشف العلم مؤخراً وهذا ما شاهدته في برنامج علمي على القناة الفضائية "إقرأ"، أن الكلام الذي يقال أو يقرأ فوق الماء يغير بللوراته! فإن قيل كلام مثل بسم الله أو شيء من هذا القبيل، وجدوا أن تنظيم البللورات المائية تشكلت بأشكال جميلة، وإذا ذكروا كلمات قبيحة تغير شكل بللورات الماء إلى أشكال مخيفة كالحيوانات الوحشية. لذلك القراءة كرقية على الماء وشربه تنفع الإنسان وإن لم يعلم كيف.

    واكتشفوا أيضاً أن مداومة نعت الآباء والأمهات لأبنائهم بنعوت وألفاظ سيئة، تجعل خلايا أجسامهم تتأثر بذلك، وبمرور الزمن يصبح الأبناء كما نعتهم آباءهم تماماً؛ لذلك نصح العلماء في العصر الحديث أن يُنبه الولد لغلطه دون نعته بإسم الغلط، فإن كذب لايجب أن ينادى كاذب، بل بالعكس على الآباء القول لأبنائهم : "أنت صادق فلم تكذب الآن".. لأن نعت الولد بذلك الإسم " صادق" يجعل تركيبة خلايا جسمه تُبنى على الصدق؛ بذلك يأخذ الأبناء نصيبهم من تكرار نداءهم بأي إسم؛ فما بالك إن كان الإنسان ينادى به طيلة حياته..
    فسبحان الله من الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن للإنسان نصيب من إسمه؟ الآن فهمنا كيف أن تكرار نداء شخص ما بإسم ما يأخذ المسمى نصيبه من إسمه؛ لذلك أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولمصلحتنا أن نُحسن إختيار أسماء أبناءنا، وأمرنا الله تعالى في القرآن أن "لا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان".
    لما شاهدت صور الماء الذي كانت تتغير بللوراته جمالاً أو قباحة تبعاً لمايطلق عليه من كلمات، وعلمت تأثيرها أيضاً على جسم الإنسان قلت سبحان الله الذي قال:" ألايعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"!!!
    لذلك علينا إن أُمرنا بأمر من الله ورسوله أن لا ننتظر حتى نفهم حكمته لننفذه، بل علينا القول فور سماعه: "سمعنا وأطعنا"؛ لأننا حتماً سنستفيد من تنفيذ أوامر الله بشيء ما في حياتنا وأجسامنا، حتى ولولم نفهم أو نشاهد الحكمة من تلك الأوامر.
    موفقه بإذن الله ياأخت رغد، موضوع راقي ونافع... لك مني أجمل تحية.
    منى ناظيف الراعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •