مجموعة من مختلف الأطياف البشرية

تعبر الصحراء للترويج للسلام

تجوب مجموعة من مختلف الأطياف البشرية مؤلفة من عشرة أشخاص خلقت منهم السياسة ألد الأعداء ، من بينهم طيار إسرائيلي وعراقي وإيراني بالإضافة إلى فلسطيني، القفار للترويج للسلام في الشرق الأوسط حاملين شجرة زيتون من القدس لغرسها في طرابلس منتهى رحلتهم التي سيقطعون خلالها 3400 ميل.

وعلى متن الجمال وشاحنات ألمانية قديمة يعود عهدها إلى الستينات، غادرت المجموعة مدينة القدس في السابع من مارس/آذار الجاري على أمل أن تصل إلى حدود ليبيا الثلاثاء.

وفي حال سماح الحكومة الليبية للطيار السابق في سلاح الجو الإسرائيلي، غيل فوغيل، وإسرائيلي آخر بالدخول إلى ليبيا، سيكونا أول مواطنين إسرائيليين يسمح لهما بدخول الأراضي الليبية، نقلاً عن الاسوشيتد برس.

وستتوقف "بعثة السلام" في مصر حال رفض حكومة طرابلس السماح للإسرائيليين بدخول أراضيها، وفي هذا السياق قال فوغيل "إذا تبدلت المواقف، فسيكون لي شرف القيام بذلك.. ولكن على أحد ما أخذ المبادرة."

وتضم المجموعة بجانب الإسرائيليين، عراقيا كان يقوم بدور النجل الراحل للرئيس العراقي المخلوع عدي للتشابه الشديد بينهما وفلسطيني بالإضافة إلى رجل مطافئ أمريكي نجا من هجمات 11/9.

وتنهمر دموع الطيار السابق، 49 عاماً، وهو يشاطر المجموعة محنة وقوعه في الأسر عقب إسقاط مقاتلته في لبنان عام 1982 وقفزه بالمظلة من على ارتفاع 14 ألف قدم فيما دكت عنق زميله.


فرقتهم السياسة وجمعهم السلام

ويستعرض الكابتن في الجيش العراقي السابق لطيف يحي ذكرياته منذ ساعة إجباره على إجراء عملية تجميلية عام 1987 وتدريبه للاستعانة به كبديل لعدي، واللعنات التي لاحقته إثر تركه خدمة عدي جراء التشابه الشديد بينهما.

ووطدت الرحلة بين العسكريين السابقين - العراقي والإسرائيلي الذي قال "هناك كراهية متجذرة إلا أنها تعود إلى عملية غسل المخ التي تعرضنا لها... ولكن في حال تغير الشارة.. يصبح السلام ممكنا."

ويحاول الأمريكي باتريك شريدان، النقيب في قوة مطافي نيويورك والذي فقد 343 من زملائه في هجمات 11/9، العثور على أجوبة شافية، من خلال الرحلة، حول مغزى تلك الهجمات.

وقال شريدان إنه يريد معرفة ما الذي تملك المنفذون ليجبرهم على تنفيذ مثل هذه الهجمات، ونوه قائلاً "لا أريد فقط أن أعرف المزيد عنهم، ولكن أن أتيح لهم الفرصة ليتعرفوا عليّ. "

وتتحدث الأنثى الوحيدة المرافقة للمجموعة، ندى سرماست، 37 عاماً، الأمريكية من أصول إيرانية، عن تجربة رفض الحكومة الإيرانية منحها تأشيرة خروج عقب إجازة صيفية في الوطن في الثمانيات.

وقضت سرماست عامين في الجبهات الأمامية أثناء الحرب العراقية-الإيرانية التي استمرت لثمانية أعوام، قبيل أن يسمح لها بالعودة لاستئناف دراستها بالولايات المتحدة.

ويشار أن رجل الأعمال الإسرائيلي، هيسكل ناثانيال، 44 عاماً، الذي تمول منظمته غير الربحية "كسر الجليد" التي أنشأها عام 2003 عقب الشفاء من مرض "سرطان الدم"، رعى العام الماضي رحلة مماثلة شارك فيها أربعة فلسطينيين وأربعة إسرائيليين إلى القطب المتجمد.

وحول الرحلات الترويجية للسلام ردد ناثانيال قائلاً "هل ستغير العالم؟ لا.. لكن هناك الكثير من الناس الذين لا يفعلون شيئاً.. نحن نفعل شيئاً.. عندما نزيح السياسة والدين، يمكننا اجتياز الصحراء بمفردنا."