مَرْمُورَة وأَحْكَامُ قَراقـُـوشَ
تأليف: يعقوب حجازي
نقد وتعليق: داود إبراهيم الهالي·


القصة من تأليف يعقوب حجازي، صادرة عن مركز ثقافة الطفل، طبعة أولى، الأسوار- عكا 2009. وتقع القصة في 36 صفحة من القطع المتوسط من نوع ورق مصقول. وهي مزودة باثنتين وعشرين صورة موزعة في كل صفحات القصة من إعداد آنا فورلاتي.

في الحقيقة أن قصة مرمورة وأحكام قراقوش تضمنت عدداً من الخصائص جديرة بالاهتمام والنقد، لا سيما وأنها ستقتحم خيال أطفالنا وتقدّم لهم معرفة بسيطة ستكون بمثابة أساس سيبنى عليه تخيلات وتصورات تتعدى مجرد كونها حكاية يلهو بها الأطفال. ومما يزيد من قيمة هذه القصة أنها تغترف من الماضي شظايا تاريخية شكلت المكان الذي قدّم فيه يعقوب حجازي قصته.

ولعل ما يثير الاهتمام في هذه القصة أن قسماً لا يستهان به من مجرياتها يدور في ساحة قصر قراقوش. وهذا ما يدفع إلى البحث في الأدبيات العربية الإسلامية للتأكد من دقة ما ذهب إليه يعقوب حجازي من تصوير قراقوش بأنه شخصية تدعو إلى السخرية والفكاهة في إصدار الأحكام. ووفقاً لابن خَلّكان فإن هذه الأحكام يبعد وقوع مثلها منه والظاهرُ أنها موضوعة. والمرجو هنا من كاتبي أدب الأطفال أن يتحرّوا الدقة في تقديم المعلومة فهي ستكون لبنة أساسية سيبنون عليها تصورات وأفكاراً قد لا يكون من السهل تبديلها.

وقراقوش هذا هو أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي الذي يعود له الفضل في تقديم خدمات جليلة في الديار المصرية، وكان معمارياً وحكيماً، وكان له حقوق كثيرة على السلطان وعلى الإسلام والمسلمين¨، ولولا هذا كله لما ولاّه صلاح الدين إمارة عكا بالغة الأهمية في عصره. وهذا ما يتناقض مع التصوير الذي يقدّمه يعقوب حجازي ومن قبله من الأدباء.

قصة "مرمورة وأحكام قراقوش" تكاد أن تكون مجموعة من الرسومات الجميلة (22 صورة) يتخللها بعض النصوص هي مادة القصة. وهنا يمكن القول بأنَّ إغراق القصة بالرسومات الزائدة كما جرت عليه العادة في قصص الأطفال أمرٌ يحدُّ من الخيال، ويقصّر من إبداع الأطفال بدلاً من إطلاقه.

داود الهالي- القدس
mobile: 0546428551





· ملاحظة: قُدمت هذه الورقة لندوة اليوم السابع في "المسرح الوطني" 29 نيسان 2010.

¨ ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين. وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان. تحقيق إحسان عباس. المجلد الرابع. دار الثقافة. بيروت. ص91-92.


من الايميل