صدى مرسوم منع التدخين بعد التطبيق

[أبو فراس]

الخميس, 22 نيسان 2010 23:05 ثمة اتفاق حول أهمية المرسوم 62 القاضي بمنع التدخين في الأماكن العامة، حتى من أكثر المدخنين إدماناً على هذه العادة، والاتفاق تنوع لجهة صحة الإنسان والضرر المتعمد الذي يقترفه المدخن بحق نفسه، أو لجهة أثر التدخين على البيئة والتنمية.

ولعلَّ الملفت ماأشار إليه البعض حول المدخنين أن «التأمين على المدخن في أوروبا ضعف التأمين على غير المدخن، نظراً لأن المدخن يقصّر عمره بيده ولأن المدخن يعرض ممتلكاته للحريق أكثر من غيره».

مراسل «البعث ميديا» في حلب عمار العزو عكس جزءاً من الصورة إذ كتب، أنه وبعد يومين من تطبيق المرسوم التشريعي رقم 62 لعام 2009 المتعلق بمنع التدخين، أكد القاضي إبراهيم هلال المحامي العام الأول بحلب على ضرورة التقيد التام بمنع التدخين ضمن أروقة وغرف القصر العدلي بحلب، وأشار في حديثه «للبعث» إلى أنه تم تكليف المفتشين الكتابيين ورؤساء دواوين كافة المحاكم والدوائر القضائية بمراقبة حسن تطبيق أحكام المرسوم وقمع أية مخالفة له وتنظيم الضبوط بحق المخالفين، مبيناً أن هذا الأمر يأتي تنفيذاً لتعميم السيد وزير العدل المتضمن تكليف المفتشين الكتابيين في كافة عدليات القطر بمراقبة المخالفات المتعلقة بتطبيق أحكام المرسوم وتنظيم الضبوط بحق المخالفين.

كما استطلعت الزميلة ريما مالك صدى تطبيق المرسوم في طرطوس، حيث تصدر موضوع تطبيق المرسوم /62/ القاضي بمنع التدخين اهتمام الشارع الطرطوسي وكان محور أحاديث الناس في كل مكان حول المرسوم وآلية تطبيقه، كما تفاوتت الآراء بين مؤيد ومعارض، في حين أجمعوا على صعوبة التنفيذ ولاسيما مع عدم تجهيز غرف خاصة للتدخين في المؤسسات وأماكن العمل عموماً ويقول صاحب مستودع للمواد الغذائية والتموينية: أنا مع تطبيق مرسوم منع التدخين حفاظاً على صحتنا ونظافة البيئة.

ويوافقه هيثم مالك صاحب مطعم شعبي بالقول: «جاءت على رجليها لأتمكن من منع الزبائن من التدخين ولاسيما أن مساحة المطعم صغيرة ودائماً مزدحم.

ويعترف السيد غسان صاحب محل سمانة بصعوبة الإقلاع عن التدخين داعياً للاستفادة من تجارب الدول الأخرى. وأكدت رولا وهي موظفة أهمية تطبيق المرسوم في الدوائر الحكومية وضرورة مراقبة الشباب والأطفال ومنع ظاهرة الأراكيل التي انتشرت مؤخراً بشكل هائل، وتشاركها السيدة فريال وهي موظفة رأيها في صعوبة التطبيق.

هذا ونفذ فرع طلبة طرطوس مسيراً طويلاً انطلق من أمام الاتحاد وحتى حي المحافظة، كما عمّمت مديرية السياحة التعليمات التنفيذية للمرسوم على كافة أصحاب المنشآت السياحية.

يذكر أخيراً أنه وتحت شعار «بدأنا معاً لمكافحة التدخين» تقيم الجمعية السورية لمكافحة التدخين مسيراً أهلياً ينطلق في الخامسة من مساء غدٍ السبت عند الباب الخلفي لكلية الصيدلة عبر اوتستراد المزة وصولاً إلى ساحة الأمويين بهدف نشر الوعي الصحي والانتباه إلى أضرار التدخين ونشر ثقافة التشاركية بين مؤسسات المجتمع الأهلية والحكومية للمحافظة على بيئة سليمة ونظيفة وترسيخاً لثقافة مكافحة التدخين ووجهت الجمعية دعوة عامة للمشاركة في هذا المسير.

حلب - طرطوس - البعث ميديا

[منى الراعي]

بسم

الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بشرك الله بالجنة ياأبو فراس والله خبر يساوي ألف خبر سعيد!!! لعلكم ستستغربون فرحتي بهذا الخبر بحكم وجودي بعيداً عن الوطن. وبنفس الوقت هذا القرار اتخذ في إنكلترا منذ سنين، مع العلم أن ثمن باكيت الدخان الإنكليزي دنهيل يصل إلى ستة جنيهات، أي مايعادل 500 ليرة سورية للباكيت، أي أن بيع الدخان يُعتبر مصدراً كبيراً للربح! هل تعلمون لماذا؟ اتُخَذ هذا القرار بناء على دراسات قامت بها الجهات المختصة في إنكلترا لتقليص التكاليف الباهظة للطبابة في إنكلترا، لاحظت تلك اللجنة أن تكلفة المداواة من أضرار التدخين على الصحة، تعادل ثلاثة أضعاف الأضرار الناتجة عن شرب الخمر!!! فشارب الخمر يضر نفسه فقط، ولكن شارب الدخان يؤذي غيره أكثر مما يؤذي نفسه، فلقد ثبت أن من يعيشون مع المدخنين في بيت واحد يعانون من أضرار الدخان أكثر من المدخن نفسه، وذلك لأن غير المدخن حين يستنشق الهواء الملوث الخارج من رئتي المدخن المحمل بالدخان، ومحمل أيضاً بالجراثيم المصاب بها المدخن سواء كانت الجراثيم الناتجة عن التدخين أم عن غيره؛ لذلك مُنع التدخين في كل الأماكن. بذلك المنع وبالإضافة لنزول الأمطار المستمر شبه اليومي، نتمتع نحن سكان إنكلترا بأنظف جو في العالم على الإطلاق. عندما أسافر إلى سوريا بإعتباره الوطن الأم، تبدأ المشكلة من الطيارة، إن كنت مسافرة على الخطوط السورية، لأن التدخين موجود على الطائرة ولاأدري هل هناك منع والناس لايبالون به أم لا؛ مما اضطرني لأسافر على خطوط أخرى في رحلاتي الأخيرة. ولكن سهولة حل المشكلة على الطائرة، يقابلها صعوبات في حلها في التكسيات والباصات والمتنزهات آه ... المتنزهات، لي قصة طريفة مع التدخين بالمتنزهات سأرويها لكم، لعلكم تستنبطون منها حلول لتساعد في تطبيق هذا القرار بسهولة، لأن الحكومة لوحدها إن لم يساعدها الشعب، فلن يصلح لهذه الأمة حال. أنا أعاني من التحسس الرئوي ومرض القلب الذي يؤذيه التدخين كثيراً، وساءت حالتي لدرجة ماأن أشم الدخان حتى أشعر بالإختناق الشديد، والذي يزداد كل عام عن قبله بازدياد العمر. طبعاً المغترب حين يأتي إلى سوريا يأتي مع حنينه إلى كل شيء في الوطن من أكلة السجقات إلى مقاهي عين الفيجة والزبداني وبلودان، إلى جانب شوقه لأهله؛ ولكن من أول يوم تبدأ الصدامات مع الواقع في أرض الوطن الذي يتناقض مع ما ألفه المغترب، يعني مثلاً لما تتكلمين مع أكثر المدخنين وتشتكين آلام الصدر والرئتين الذي يهيجها دخانه، تتفاجئين بأجوبة غريبة عجيبة تثير الإشمئزاز، باعتبار أن المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، من هذه الأجوبة، "ليش بتحبي تنزعي مراءنا" باعتبار أن المدخن طالع على النزهة ( السيران) لا ليَشَّم هواء نظيف، بل ليوسخ هواء الآخرين بأركيلته وأنانيته! المهم هو أن يكون الأفندي مبسوط ومكَيِّف... وجواب آخر "ليش عم تدَّخَلي بالناس كل واحد حر يعمل اللي بده إياه"، ونسوا أن حدود الحرية تنتهي حين تتسبب حريتهم بإيذاء الآخرين. وكانت هناك مقارنة سريعة تحدث في مخيلتي رغماً عني حين أسمع مثل هذه الأجوبة بين أهل بلدي المسلمين، وبين يعني الذين نسميهم الكفار أهل إنكلترا! ففي إنكلترا حين ألمح، أقول ألمح فقط ولا أصرح أو أشير بإصبعي إلى سيجارة شخص ما يدخن، وأنني متضايقة يسرع ذلك الذي بنظرنا كافر ويطفئ سيجارته وهو يقول " sorry sorry " أي "آسف آسف" يكررها، وتحسين أنه فعلاً قد شعر بالخجل على إيذائك!! فتحسين بألم آخر في مشاعرك، فكيف المسلم يؤذي المسلم ظهاراً جهاراً ويعتبرها حقاً مشروعاً يلام ويعنف صاحب الحق عليه؟ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال في آخر الزمان يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف... المهم في القصة، فأنا لم أبدأ القصة بعد، ذهبت منذ سنوات مع والدي المسن البالغ من العمر تسعون عاماً وقتها، الله يرحمه، إلى منتزة إسمه الحدائق الملكية، منتزه ومطعم جميل بديكورات نباتية وناعورة، مناظر جميلة تنعش قلب المغترب في وطنه، لما وصلنا هناك لم يكن هناك أي طاولة متوفرة إلا واحدة، ولسوء حظي كانت في مجرى الريح الذي يحمل دخان الطاولات كلها إلى رئتئي، لأنها كانت في آخر الطاولات، حاولت التحمل ولكن كان صعباً للغاية فقررت شيئاً، أخذت أزور طاولة بعد طاولة، أسلم على الجالسين حولها "يُأرغلون"، وأشرح لهم ماذكرته في هذه الكلمات مع أحاديث نبوية وآيات قرآنية تحث على التوقف عن الأذى والضرر لبعضنا البعض، والمقارنة بين الحياة في إنكلترا..و..و..و المفاجأة كانت إيجابية وجميلة جداً، فقد امتنع كل المدخنين الموجودين على الطاولات نهائياً عن التدخين، ففرحت كثيراً وحمدت الله أنه قد أعانني أن أعمل شيئاً نافعاً أفيد به أهل بلدي.... ولكن بعد عشرين دقيقة تقريباً جاءني شخص يلبس الملابس الفلوكلورية السورية الشروال وملحقاته، وقال لي وهو غاضباً: ياأختي خربت بيتي! قلت: ليش لاسمح الله شوعملت؟ قال أنت طلبت من الناس مايدخنوا وأنا أعيش على دخل الأركيلة، فماذا سأفعل الآن؟ أجبته: أنا لم أرغم الناس، فليس لي عليهم سلطان يابني، وأنصحك أن تسعى لرزق حلال حتى يباركه الله لك، وعملت له محاضرة قيمة عن عون الله لعبده إن ابتغى الحلال، وكيف الدخان يؤذي الناس و..و. وظننت أنه اقنع لأنه ترك المكان وذهب وهو كما خُيل لي أنه مبسوط!! ولكنه عاد وبصحبته صاحب المطعم، الذي قال لي بحزم: أنني إن لم يعجبني المكان أستطيع تغير مكاني، فلقد خربت بيت المطعم و..و.. وعدت إلى محاضرتي نفسها عن غضب الله على الذين يؤذون عباده والكسب الحلال و..و. ولكنه كان مصمماً أن لايقتنع! حينئذ كان لابد لي من إظهار حزماً أقوى من حزمه، فقلت له: أظن أن السيد الرئيش بشار الأسد حفظه الله، قد أصدر قراراً بمنع الدخان في الأماكن العامة أليس كذلك؟؟؟ أحسست أن هذا الشخص وكأنه قد نزل عليه سهم من السماء فبهت وسكت، ونظر إليًّ طويلاً، ثم التفت إلى المسؤول عن الأركيل وقال له: إتركها! وولى من أمامي ولم أعد أراه. وكانت هذه هي النزهة الوحيدة التي تمتعت بها من كل زيارتي لسوريا. نشكر الرئيس بشار الأسد على تلك البادرة الطيبة والقرارالحكيم، أعانه الله على تطبيق كل الإصلاحات الكثيرة التي اصدرها وحفظه. مع تحيات منى ناظيف الراعي

[ريمه الخاني]

كانت خطوة رائدة في سبيل خير البلاد وهل توفي الرئيس خافظ الاسد إلا من الدخان ؟
تحيتي واكباري لرئيسنا المناضل