منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    الضبط العروضي /خشان محمد خشان

    بدأت هذا الموضوع خاصا بالضبط العروضي لكتاب ( كل ما قاله ابن الرومي في الهجاء. ثم رأيت أن أجعله عاما لمثل هذا الموضوع فيما يعرض في الكتب.



    الموضوع الأول
    ابن الرومي شاعر متميز بروعة الصورة في شعره.
    وعندي أن من أصدق الشعر من ناحية شعورية ( لا من ناحية أخلاقية ) الهجاء ( وهو عنده مقذع) ومعظم الرثاء والغزل العذري.
    فالشاعر لا يبتغي فيها جزاء من أحد كما في المديح.

    لدي كتاب ( كل ما قاله ابن الرومي في الهجاء) وهو من 620 صفحة. من إصدار دار الساقي، عام 1988. وفي التصدير " ضبطتها بالشكل وشرحتها وقدّمت لها الدكتورة نازك سابا يارد" وهي كما في المقدمة أستاذة الأدب العربي في كلية بيروت الجامعية ( آنئذ )

    والكتاب جيد الطباعة والإخراج ولكن فيه العديد من الأخطاء المطبعية والعروضية والنحوية واللغوية. وبعض الأخطاء العروضية وسواها يظهر فائدة العروض للمحق. وهنا أعرض ما سجلته لدي من أخطاء ولكني سأضعها في قالب تمرين إتماما للفائدة مع رقم القصيدة التي ورد فيها الخطأ:

    وليعذر القارئ بعض الإقذاع في بعض الأبيات وسأحاول تحريف بعض الكلمات تجنبا لذلك

    في التمرين التالي كل نقطة عليها بيتان يحتوي أحدهما على خطإ ما في في الأعم الأغلب أو نكتة ما في النادر، والمطلوب أولا ذكر وزن البيتين بعد تقطيع أحدها وتأصيل وزنه، ثم تبين الخطأ وذكر الصواب فيه أو النكتة والتعليق عليها. والخطأ قد يكون مطبعيا أو عروضيا أو لغويا أو نحويا .
    ولا بأس من بعض الاستطراد إذا اقتضى الأمر

    لم تكن أيامها الموسوعة الشعرية، ولا مانع من الاستعانة بها في الضبط، وقد جدتني أستعين بها في نسخ الأبيات مع التعديل للاحتفاظ بالخطأ كما هو في الكتاب. سأقدم بإذن الله كل مرة 10 نقاط. راجيا أن يتناول كل مشارك بيتا أو بيتين ولا بأس من التكرار مع فارق مشاركة لسواه بين مشاركتيه.

    1- القصيدة -13 - وقال في أبي حفص الوراق:

    هاجرني ظلماً أبو حفصلٍ ...............فأصبحت أعداؤنا جذْلى
    طعنتها أسفل وجْعائها ................فانجبست من ثقبها الأعلى

    2- القصيدة – 44 – وقال في أبي حفص الوراق

    إنّ أبا يحفصٍ وعثنونهُ ..........كلاهما أصبح لي ناصبا
    قد أغرياني يهجواني معا .........وحدي ، وكان الأكثر الغالبا

    3 – القصيدة 75- وقال يهجو البين ( محمد بن علي )

    إذا جلا عن منزل أهله ........... فأنت في أوتاده الرُّسَّبِ
    أنت أثافيه وآناؤه ................يُشعبُ أهلوه ولم تُشْعَبِ

    جاء في تفسير البيت الثاني: أثافي جمع إثفية أي جماعة من الناس، آناء مفردها أنئ أي كل النهار، يشعب أهلوه: تفرّقوا أو ماتوا. يخاطب غراب البين فيقول له إنه يمثل الدار والزمن في هذه الدار المهجورة

    4- القصيدة 79 – وقال في أبي المستهل الشاعر :

    سلّتُه أقفر من سبسبٍ ............فيها طرازٌ للعناكيبِ
    لا مستهل فيه يكنى .............. غير سلاح كالميازيب

    5 – القصيدة 83 – وقال وهي طويلة

    سَقياً لأزمانٍ لم استسقِ من أسفٍ.............لمَّا تولّى ولا بكَّيت ما ذهبا
    أيام أستقبلُ المنظورَ مبتهجاً..............ولا أَحنُّ إلى المذكور مكتئبا

    6- القصيدة 95 – وقال يهجو اليبن (من المنسرح) – مطلع القصيدة
    إلفٌ لنا بارعُ الصفات..............غرابُ بَيْنِ المُغنِّياتِ

    القصيدة 96 وقال يهجو ( من الخفيف ) – مطلع القصيدة

    ما علِمْنا من لؤلؤٍ ما ذكرنا ......... هي وقفٌ إذا هممتَ فَعَلْتا

    7- القصيدة 96 - وقال يهجو

    بغلة الحيّ لؤلؤٌ قال عنها ..........تُعلِفُ التبنَ ليس تعلِفُ قتّا
    قد ركبنا الذي ركبت زمانا ...............وركضنا في حلبة وركضتا

    8- وقال يهجو
    القصيدة 101 ( من الرمل)
    له قرونٌ سمقت في العلا .........أطالها ربّ البريّاتِ
    يسترق السمع على قرنه ..........إبليس في جو السماوات

    القصيدة 102 ( من الطويل)
    تنفس في وجهي فكدت أموت ......وأعرض عني ساعةً فحييتُ

    9- القصيدة 109 – وقال في أبي قرة ( نكتة تعبيرية)
    دعني وإيّا أبي عليٍّ ............الأعور المُعور الخبيث
    لَيُمْطَرنَّ العذابَ حتَّى............ تراهُ في حال مُستغيثِ

    10- القصيدة 143 – وقال يهجو سَوّار بن أبي شُراعة

    تأمَّلْتُ الرجال فلم أجده..........من الشَّاهَاتِ ثَمَّ ولا الرِّخَاخِ
    تُرَاحُ اليَعْمُلاَتُ إذا أنيخت.........وَكَدُّ المُنَاخَةِ في المُنَاخِ
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: الضبط العروضي /خشان محمد خشان

    الموضوع الثاني

    القسم الأول
    يأتي هذا الموضوع في سياق هذا الرابط، وهو يوضح جدوى العروض وضرورته للباحث والمدقق.
    والمطلوب من كل مشارك أن يتكرم بتناول بيت من الأبيات التي عرض لها المحقق وقد لونتها بالأحمر، بحيث يضع تقطيعه في حالي الصواب والخطأ وإن كان له ملاحظة فليضفها مشكورا، ربما فاتتني بعض الأبيات. ولنتبع التسلسل في تناولنا للأبيات.

    http://www.aljabriabed.net/fikrwanakd/n21_11lagriw.htm

    ص1 الفهرس المحور

    حاجتنا إلى نقد عروضي
    "مقاربة" عروضيةلكتاببناءالقصيدةفيالنقدالقديم
    إدريس الكريوي
    إن رؤية بسيطة في بعض الكتب النقدية والتصنيفية وربما في بعض الدواوين الشعرية قديمها وحديثها وبعض المختارات…تؤكد على ضرورة اعتماد المنهج العروضي/النقد العروضي كمنهج مستقل الذات يتابع القصائد والدواوين والأبيات الشعرية ويضبطها، فكيف يعقل أن تكون بعض الكتب منصبة على بناء القصيدة ولكن عندما تقرؤها تجدها لا تنقل الأبيات أو القصائد أو المقطوعات سليمة كما نظمها أصحابها؟ حيث تجد إما بيتا مدورا، وهو غير مدور أو العكس أو تجد كلمة أو أكثر حذفت من جسد البيت أو الشطر دون أن يكلف الباحث نفسه عناء الرجوع إلى المرجع الأصلي فبالأحرى أن ينقب عنها عروضيا، وقد تجد اضطرابا في تسلسل القصيدة نقلا عن مرجع رديء، فلا ينتبه إلى الإيطاء أو الأقواء أو الأكفاء… ناهيك عن الأخطاء المطبعية.
    1 – تقديم نظري:
    إن النقد العربي –على خلاف الغربي- في أغلبه ينصب على الصورة الأدبية أو الشعرية أو أدبية النص أو شعريته دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن رصانة النص أو تماسكه إيقاعيا وحتى إن تصدى إلى الإيقاع فهو يلامس ملامسة خفيفة البنية الإيقاعية: موسيقى الأصوات في تماسكها وتكرارها، وتماوج بعض الأصوات وانسجامها أو تنافرها، والقافية المزدوجة أو المتداخلة أو المتراكبة… وإن كان النقد البلاغي قديما قد عالج بعض القضايا في تعريفه للفصاحة والبلاغة حيث تطرق إلى التنافر المنبعث من صعوبة المخارج.
    مثل "وقبر حرب بمكان قفر وليس قرب قبر حرب قبــر"
    غدائره مستشزرات إلى العلا…
    كما رفض بعض الكلمات التي يستعصي على المرء النطق بها سليمة وبسرعة ككلمة(الهغ خع) وقد نبه ابن رشيق صاحب العمدة إلى بعض الظواهر "التي يمكن أن تذهب بأدبية النص مثل تقارب بعض الحروف من حيث المخارج أو تكرارها…"() فقد ذكر بيتا لابن بشر حدد فيه ذلك التداخل بين الحروف إلى حد التنافر كتنافر الحاء والعين والسين والزاي في الشطر الثاني منه.
    لم يضرها والحمد لله شيء وانثنت نحو عزف نفس ذهول
    لكن النقد الحديث لم يلامس –كما أشرت- أوزان النصوص الشعرية وبحورها إلا قليلا، ولم يعر العروض اهتماما إلا في تصنيفه لأوزان الخليل بعيدا عن النصوص، إضافة إلى أن العروضيين –أيضا وهم ينظرون للعروض أو ينقدون الكتب العروضية الأخرى أو يردون على بعض الأخطاء في الزحافات أو العلل- لم ينطلقوا من النص كوحدة متكاملة. ولهذا التنكب دوره السلبي الذي قلص من قيمة العروض وعده كعلم آلة جاف لا يختلف عن القواعد النحوية التي تؤطر الفاعل أو المفعول به أو التمييز… في إطار ضيق يعتمد الأمثلة القديمة (ضرب عمرو زيدا) أو عن البلاغة كما ظهرت عند السكاكي والقزويني والفراء… قاعدية محضة تؤطر درس التشبيه أو الاستعارة… كدرس منه توزع المؤشرات على الأمثلة والشواهد المجتزأة ونسوا أو تناسوا أن العروض يخدم النص إذا انطلق من النص فعلا لا من الأمثلة المجتزأة- خاصة إذا كان النص مستمدا من المرجع الأصلي له (الديوان)، أو المجموعة المختارة أو من مصدر أصلي.
    إن العروض يفيد في ضبط النص وتوثيقه، ويساعد على توضيح الخطأ المطبعي أو التقني. ورغم هذه الأهمية فقلما يعتمد ضمن منهاج البحث، وخاصة في التحقيق إلا عفويا، فكيف له أن يكون منهجا مستقلا؟ هذا السؤال هو الذي جعلني أتابع هذا الكتاب القيم باهتمام، إضافة إلى صيحات وتعليقات الباحثين في العروض المجددين لسيره كالدكتور صفاء خلوصي في كتابه فن التقطيع الشعري وبعض النقاد الأعلام الذين طبعوا البحث الجامعي والنقد العلمي والتحقيق بطابع المصداقية وأخص منهم الدكتور أمجد الطرابلسي طيلة تدريسه بالمغرب والمحققين هارون ومحمود شاكر…
    إن رؤية بسيطة في بعض الكتب النقدية والتصنيفية وربما في بعض الدواوين الشعرية قديمها وحديثها وبعض المختارات…تؤكد على ضرورة اعتماد المنهج العروضي/النقد العروضي كمنهج مستقل الذات يتابع القصائد والدواوين والأبيات الشعرية ويضبطها، فكيف يعقل أن تكون بعض الكتب منصبة على بناء القصيدة ولكن عندما تقرؤها تجدها لا تنقل الأبيات أو القصائد أو المقطوعات سليمة كما نظمها أصحابها؟ حيث تجد إما بيتا مدورا، وهو غير مدور أو العكس أو تجد كلمة أو أكثر حذفت من جسد البيت أو الشطر دون أن يكلف الباحث نفسه عناء الرجوع إلى المرجع الأصلي فبالأحرى أن ينقب عنها عروضيا، وقد تجد اضطرابا في تسلسل القصيدة نقلا عن مرجع رديء، فلا ينتبه إلى الإيطاء أو الأقواء أو الأكفاء… ناهيك عن الأخطاء المطبعية.
    وكما أشرت سابقا قد يؤلف شاعر كتابا عن الشعر العربي عامة أو عن شعر قطر عربي من الأقطار الأخرى التي ينتمي إليها وهو أعلم بالشعر عمودية وتفعيلية… ويجمع الأبيات والقصائد كيفما اتفق. فهل تعاملنا مع هذا الشاعر هو نفس تعاملنا مع القارئ العادي؟ وهل تعاملنا مع ناقد يصب لعناته على شعراء لسرقتهم معنى أو لضعف هذا المعنى في شعرهم وهو ينقل هذه الأبيات أو المقطوعات نقلا اعتباطيا هو كتعاملنا مع قارئ عادي كذلك؟
    حتى لا أطيل سأحاول الحديث عن كتاب نقدي يبحث في (بناء القصيدة في النقد العربي القديم في ضوء النقد الحديث) للدكتور يوسف حسين بكار، وهو عبارة عن رسالة جامعية أنجزها الباحث تحت إشراف الدكتور حسين نصار، وقد سبق للباحث أن ألف مجموعة من الكتب القيمة بعضها تصنيفي تاريخي، وبعضها الآخر تحقيقي (شعر ربيعة الرقي، جمع وتحقيق ودراسة، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، 1980. شعر اسماعيل بن يسار النسائي: جمع وتحقيق ودراسة، بالإضافة إلى قصيدة الناشئ الأكبر في مدح النبي ونسبه. تحقيق ودراسة، مجلة مجمع اللغة العربية الأردني، العدد المزدوج (3-4) كانون الثاني 1979.
    ورغم أنني لن أطلع على هذه المؤلفات لأقف على الأخطاء العروضية والمطبعية فيها بل وجدتها في ذيل أطروحته الجامعية، ففي هذه الرسالة الجامعية ما يكفي من الأدلة.
    يقع الكتاب في 392 صفحة ويشتمل على أربعة فصول وخاتمة، وقد صدر بمدخل لدراسة القصيدة في النقد العربي القديم، معرفا بها وجامعا آراء المفضلين القصيدة على المقطوعة، وواقفا عند القصيدة الجاهلية والنقد القديم، كما تطرق إلى علاقة الشاعر بالعروض في الفصل الأول، ورأيه هنا يتأرجح بين مؤيد العروض ليكون الشاعر شاعرا ومعارض يرى أن العروض بهرجة لا أقل ولا أكثر، ولا يجعل من الشخص شاعرا إذا لم تكن له مؤهلات واستعدادات فطرية… وتجد المؤلف أحيانا يقدس القدامى ويؤيد نظرتهم النابذة لعلم العروض المجحفة له، التي ترى أن لا دور له إطلاقا في النظم. ويسير مع الدكتور منذور من المحدثين حيث ينفي أي دور للعروض في خلق ملكة شعرية رغم إنجازاته المتعددة في علم العروض وعلم الأصوات والموسيقى حيث كون مع مجموعة من الرواد في عصره: إبراهيم أنيس والنويهي اتجاها حديثا في موسيقى الشعر وتحديث العروض، الشيء الذي حذا بنقاد آخرين بعدهما أن يسيروا على نهجهما ويبحثوا في العروض ويطوروا.. فجاءت جهود صفاء خلوصي وشكري عياد ونازك الملائكة وكمال أبو ديب..
    فهل أثر منذور –عندما انتقد حسين المرصفي في "وسيلته"- على الأستاذ بكار؟
    "وأما ما أغفل الشيخ حسين ذكره بحق فهو تضييع الأديب الشاب وقته في دراسة دقائق العروض العويصة، فمثل هذه الدراسات مهما عمقت قلما تخلق أديبا وإن كانت عظيمة النفع في النقد سواء أقام بهذا النقد الأدبي نفسه أم الناقد المحترف"() . وواضح أن منذور رغم ذلك يقر بأهمية العروض في النقد ويجعلها وكد الناقد.
    ويبلغ الأسى والأسف بالناقد/المؤلف حده عندما يتحدث رفاعة الطهطاوي عن أهمية العروض التي تخالف نظر القدامى حيث يرى أن تعلم العروض أساس لقول الشعر كما يذهب مذهب ميخائيل نعيمة القائل بإساءة العروض إلى الشعر بدعوى سقوط القصيدة في الصنعة().
    إن آراء المؤلف الرافضة لعلم العروض التي كان لها أثر كبير في مؤلفه وردت على لسان هؤلاء النقاد والمبدعين آنفا على المستوى الإبداعي، والكل يتفق معهم في أن العروض لا يخلق شاعرا بل –إن فعل- سيخلق ناظما أو نظاما، ولكن الناقد –مع ذلك- لا يستغني عن علم العروض ليضبط نصوصه ويحققها ويوثقها كما أن الشاعر يسعى جادا –ليحقق الأدبية لنصوصه ولقارئه أيضا- إلى الاهتداء بعلم العروض لأن القصيدة ليست ملكه وحده بل شاركه فيها المتلقي وعلى الناقد أو المتلقي –نيابة عنه- أن يكشف متعة النص التي تتأسس على عناصر القصيدة من إيقاع منبثق عن الوزن والعروض ولغة وصور…"وعليه يعتبر انفعال الجمهور حدثا ناشئا عن "متعة" النص المقروء أو المسموع من الشعر فهو إذا انفعال وليد إحساس بتلك المتعة، ولهذه المتعة أسرار وآثار.
    أما الأسرار –ووظيفة الناقد كشفها- فتكمن في ذلك التناسب بين عناصر القصيدة الفنية وقيمه المعنوية مجتمعة، ومتى تم هذا التناسب أو التآلف بين اللفظ والمعنى وجرس القصيدة أمكن للشاعر والقارئ على حد سواء أن يظفرا بشعر هو أشبه شيء بالنسيج المبدع"().
    ونظرة بسيطة في كتب السرقات الأدبية والموازنات والسجالات تجعلنا نقف على أهمية العروض في تفضيل بيت على بيت أو معنى على معنى أو توقفنا على بصمات السرقة، وستتأكد هذه الآثار والبصمات في عصرنا الحالي وقبله، أي في عصر الأحياء حيث اتضح على أن بعض الشعراء كانوا يسرقون المعنى كله أو بضعه، وقد يسرقون اللفظ أيضا ولكن –نظرا لورود هذا البيت أو ذاك بكثرة على الألسنة- قد يحذف الراوي أو القارئ المتأخر حرفا أو عبارة أو قد يحرك سببا أو يسكن وتدا… وقد يصبح الخطأ لتداوله في نظر المحدثين صوابا وإن لم يسرق…
    فمن يستطيع مثلا أن يقنع القارئ أو الباحث غير الملم بالعروض بأن الأبيات الآتية خاطئة إذا قرأت على الطريقة التي تداولتها بها الألسنة خطأ. كقول النابغة.
    كأنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
    فأغلب الناس يجادلونك في كلمة (طلعت) بفتحات ثلاث وسكون على التاء، إذ يقرؤونها بفتحتين على الطاء واللام وبسكون على العين ناسبين الطلوع إلى النعمان "الممدوح" لا إلى الشمس المشبه بها. والبيت على بحر الطويل، وقد تأتي (طلعت) في كتب تاريخ الأدب مشكولة خطأ كذلك.
    وفي قول أبي البقاء الرندي أيضا:

    هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان
    حيث تقرأ كلمة (شاهدتها) بفتح الدال وتسكين التاء ناسبة المشاهدة إلى (دول) بمعنى أمم وشعوب. والأصح أنها بتسكين الدال وفتح التاء، بنسبة المشاهدة إلى المخاطب/المتلقي وهاتان الحركتان البسيطتان قد تغيران الوزن إضافة إلى المعنى بالطبع.
    والنموذج الثالث على سبيل المثال لا الحصر بيت لشوقي يتكرر كثيرا كلما ذكرت أهمية الصحافة والإعلام في عصرنا.
    لكل زمان مضى آيـــة وآية هذا الزمان الصحف
    فكلمة الصحف تقرأ قراءة عادية بعيدة عن موقعها الشعري حيث تضمن الفاء باعتبارها جمعا لصحيفة، لا باعتبارها الموقع الشعري والتفعيلي، وليس التصحيح آتيا من إدخال البحر (المتقارب) في الاعتبار ولكن الإيقاع أيضا يفترض أن تقرأ (الصحف) بتسكين الفاء. والأدهى من هذا أنه في كثير من الأحيان يضم فاء الصحف وهو روي القصيدة، ويسكن ما عداه رغم أن القصيدة واحدة.
    وهذا نموذج آخر لشوقي أيضا على غرار شعره الحكمي.
    وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
    حيث يقرأ البيت في الغالب بدون واو الابتداء (إنما) مما يحدث اضطرابا في الإنشاد… ومن العيوب العروضية المؤثرة على التوثيق الصحيح إضافة حرف إلى بداية الكلمة الأولى في البيت أيضا، وأنت تستطيع أن تقف على ذلك بسهولة في بعض القراءات غير العالمة، فالقارئ غير المتمرس قد يقرأ بيت امرئ القيس هكذا:
    يا أيها الليل الطويل ألا انجـل
    بدل: ألا أيها الليل الطويل ألا انجل
    فبدل استهلاله بوتد مجموع (ألا) =< (- - 0) يستهله بسبب خفيف (يا) =< (- 0). وهذه القراءة الاستبدالية غيرت الشطر الأول من البيت من بحر الطويل وهو الأصح إلى الكامل وهو الخطأ، مع أن المعنى لم يتغير، ولكن الإيقاع تغير تماما. ونظرة عادية في الشطرين تبين أن الشطر على الطويل اتسم بنوع من الخطابية والرصانة وثقل الإيقاع، بينما جاء الشطر الآخر على الكامل راقصا. وموقف امرئ القيس في تلك اللحظة لا يدعو إلى الخفة ولا إلى الرقص. والنماذج كثيرة وتظهر في بعض المجلات والصحف وتسمع في كثير من النوادي واللقاءات ويستشهد بها في الخطب والمواقف، وتظهر للأسف في كتابات أبنائنا التعبيرية والإنشائية نقلا عن هذه المرجعيات غير المسؤولة.
    ولكن إذا ظهرت عند هؤلاء فهي مبررة بوسيلة أو بأخرى أقلها الجهل بالإيقاع والعروض وأعدلها كونها جاءت متداولة. أما أن تصدر عن شاعر أفنى عمره في نظم الشعر أو عن ناقد يعالج القصيدة العربية ويتابعها ويرصدها في رصانتها وبنيتها التي يعتبر العروض أحد أعمدة هذه البنية بل أحق أعمدتها بالثبات، لأن الصراع بين القديم والحديث قد أسال مدادا كثيرا، والشعر العمودي والحر والتفعيلي قد فرق النقاد طرائق قددا فلا مبرر له.
    وهذا هو الجانب التطبيقي التتبعي في البحث، وفيه سأتتبع هفوات كتاب الدكتور يوسف بكار (بنية القصيدة في النقد الشعري العربي القديم في ضوء النقد الحديث). وللأمانة العلمية والتاريخ فليس هذا الكتاب الوحيد الذي تجلت فيه هذه الهفوات العروضية، ولهما أيضا (الأمانة والتاريخ) فإن الكتاب ليس مستهدفا بل هو واحد من الكتب التي سوف أجرد هفواتها العروضية وذلك لأهميتها وقيمتها العلمية وضروريتها للقارئ والباحث في القصيدة العربية لأنني لا أريد لكتب من هذا الحجم العلمي/الأدبي/النقدي أن تتضمن مثل هذه الشوائب البسيطة والخطيرة في نفس الآن، حيث أنها تحتاج إلى مدة زمنية بسيطة لتجاوزها أو محقها تماما بإعادة تصويبها، وقد تحتاج إلى التفاتة بسيطة إلى هذا الفن/العلم (العروض) لينضاف إلى المؤلف البديع هذا رونق آخر ما أحوجنا إليه، إنه الضبط العروضي.

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: الضبط العروضي /خشان محمد خشان

    القسم الثاني

    2 – المتابعة:
    وردت في البيت الأول لابن الرومي الذي يعرض فيه بالأخفشكلمة الأخفش منسوبة إلى الشطر الأول، والأصح أنها يجب أن تنتمي إلى الشطرالثاني، وإن كان البيت –مع ذلك- يجب أن يكون مدورا فلا يلحق الشطر الأول إلا (ال) التعريفية. والمقطوعة من المنسرح.
    والبيت جاء هكذا (قلت لمن قال: عرضت على الأخف فش ما قلتهفما حمده)
    وكذلك كلمة (فكالدفتر) يجب توزيعها على الشطرين معا لا أنتنسب إلى الشطر الأول وحده وهو مدور كذلك.
    فإن يقل: إنني رويت، فكالدفتر جهلا بكل ما أعتقد.
    جاء بيت أبي تمام الذي رويه الكاف على صيغة التدوير، والأصحأنه غير مدور ومن هنا يجب أن تأتي كلمة (فقد) في نهاية الشطر الأول لا أن توزع (أخذ عيك) على الشطرين:
    يا دهر قوم من أخذ عيك فقد أضججت هذا الأنام من خرقك
    والبيت من المنسرح كذلك.
    ورد البيت الأول للمتنبي غير مدور والأصح أنه مدور كالبيتالذي يليه، ولهذا يجب أن توزع كلمة (البر) على الشطرين أو أن توضع علامة (م) بين الشطرين وهو من الخفيف [قد بلغت الذي أردت من البر ومن حق (ذا) الشريفعليكا].
    من الأفضل أن تخفف همزة (إقواء) ولا تظهر في الكتابة كما لمتظهر في النطق، في بيت لجرير لأن ظهورها كتابة ونطقا يغير من إيقاع الوافر،خاصة تتالي همزتين.
    فلا إقواء إذا مرس القوافي بأفواه الرواة ولا سنادا
    بحيث تكون فلا (إقوا) بدل إقواء. أو تبدل (إذا) بـ (إذ).
    في نفس الصحفة جاءت في البيت الثاني لأبي الرقاع العامليعبارة (إلى) والأصح (في) حيث يكون الصواب هو السبب الخفيف لا الوتد، لأنه منالكامل، واعتماد الوتد (إلى) أوقعنا في اضطراب إيقاعي بالإضافة إلى أن أغلبالمراجع تتفق على السبب الخفيف (في) فمن أين جاءت المؤلف عبارة (إلى)() التي راكمت عددا من الحركات.
    نظر المثقف (إلى) كعوب قناته حتى يقيم ثقافته منآدها.
    يجب إرجاء تاء (عفرت) في البيت الثاني لبشارة الخوري إلىالشطر الثاني بدل الأول لأن البيت مدور، وليس العكس، وهو من الخفيف، مدور انظرهامش الصفحة.
    لأتيت الإله زحفا وعفرت جبيني كي أستميل الإلها
    وفي قصيدة أبي العلاء بن سليمان وهي على مجزوء الوافر (أوالهزج)، وقد بدا فيها التصنع، جاء البيت الخامس غير مدور والأصح عكس ذلك، وجاءتفي البيت الحادي عشر كلمة (الرئيس) بادية التكلف، فهي يمكن أن تسهل همزتها أوتكون كلمة أخرى غيرها ككلمة (الريش) مثلا، خاصة أن الشاعر كما قال الباحث نقلاعنسر الفصاحة "قد أضمر الزاي والنون وجاء بـ(يو) وكان من حقه أن يقوللا يوزن".
    (والريش) –لا الرئيس- لا يوزن كذلك، والقصيدة هجاء وإن قالفالرئيس لا يوزن قد يظن أنه لعطائه لا يقدر بوزن أو ثمن مع أن فعله (ستوق) أيدرهم زائف مبهرج بالفضة.
    البيت الثاني للمتنبي جاء مسكورا يحتاج شطره الأول إلى وتدمجموع ومن السياق يظهر أن الوتد هو (هما) فيكون كالتالي:
    [ فإذا (هما) اجتمعا لنفس مرة] لأن الشاعر يتحدث عن الرأيوالشجاعة معا. والبيت من الكامل.
    ويحتاج بيت آخر للمتنبي وهو في مدح علي بن محمد بن يسارالتميمي إلى وتد مجموع كذلك وهو من الطويل، فبدل (وذا الجد –نلت أم لم أنل- جد) يجب إضافة عبارة (فيه) ويكون الشطر كالتالي (وذا الجد (فيه) –نلت أم لم أنل- جد)().
    وفي البيت الثاني لأبي الشيص الخزاعي (الشطر الثاني منالبيت الثاني رويه الضاد). ينقصه وتد مفروق كذلك وهو من الكامل:
    ورجعن عنك وهن رواض
    والأصح كما ورد فيعيار الشعر (ورجعن عنك وهن (عنه) رواض)().
    جاءت في الشطر الثاني من البيت الثاني لعلي بن الجهم كلمة (داود) بواو واحدة والأصح أنها بواوين حفاظا على إيقاع ضرب البسيط المقطوع (فعلن)
    (لولا اقتباس سنا من وجه داود) =<الأصح داوود.
    جاءت كلمة (ومقت) في البيت الأول لمسلم بن الوليد مفتوحةالقاف ومسكونة التاء على صيغة الغائبة، والأصح أنها بصيغة المتكلم (ومقت) بتسكين القاف وفتح التاء، ولربما جاء تعقيب الباحث عقب البيتين يزكي ما قلناه،فحسان كان يخاطب صاحبته فتركها إلى الحديث عن بخل سعيد بن سلام (انظر أبياتمسلم وأبيات حسان قبلها في ص:227).
    وجاءت كلمة (أقل) الأولى في الشطر الأول من البيت الرابعبدون شدة على اللام. والأصح أنها بالشدة، وهي من التقليل لا من القول. والجوابفي الشطر الثاني (أقل) بالشدة، يعتبر ظالما ومجحفا إذا قلل من مديحته للممدوحكما أنه يسخط أن أقل الممدوح عطاءه له. والتضاد على مستوى المادح في نفسالإجراء أي التقليل لا القول من طرف الشاعر والتقليل من طرف الممدوح والمانع منإيراد المعنى الذي جاءت به في نظر الشاعر هو كون عروض البيت الرابع ستأتي على (مفاعلن) لا متفاعلن وهذا مكروه في بحر الكامل – اجتماع الأظمار [ الإضمار ] والخبن معا.
    وأعد ظلما أن أقل مديحه عمدا وأسخط إن أقل عطاءه
    من الأفضل أن تكون همزة (وأبسط) وصلية لا قطيعة، لأن بحرالخفيف لا يبدأ بالوتد بل بالسبب الخفيف (وأبسط العذر في ارتخاص القوافي).
    اعتبر بيتا أبي القاسم التوزي الشرنجي غير مدورين، والأصحأنهما مدوران، فيجب أن تكون كلمة (فيك) موزعة بين شطرين أو أن يعلن عن ذلك بوضعرمز (م) بين الشطرين، وهما كما يبدو من الخفيف. وقد جاءا هكذا.
    ولك العذر مثل قافيتي فيك اتساعا فإنها كالفضاء
    وتأمل، فإنها ألف المد لها مدة بغير انتهاء
    فكلا الكلمتين (فيك) في البيت الأول و(المد) في الثاني يجبأن توزع على الشطرين.
    أما قصيدة أبي القاسم الحسين بن الحسن الواساني الدمشقي،فقد جاء في الشطر الأول من بيتها الثالث (لي) مفتوحة الياء، والأصح بدون حركةعليها، والبيت من الخفيف وإظهار الفتحة على الياء يصير (فاعلاتن) إلى(متفاعلن).
    جمعوا (لي) الجموع من خيل جيلا ن وفرغانة إلى ديلمان
    وفي البيت الرابع من نفس القصيدة جاءت عبارة (من) غيرمسبوقة بواو العطف والأصح بالعطف ((ومن) الروم والصقالب..) لأن الواو سيتكرروالمعطوفات ستتعدد.
    في البيت الخامس جاءت كلمة (البيلقان) غريبة رغم أنها صحيحةإيقاعيا بل هي أفضل إيقاعيا (فاعلاتن) ولكن البلقان أصح اصطلاحا، ولا بأس أنتأتي التفعيلة (مفعولن) مثل ضرب البيت السابق قبله وأضرب الأبيات الأخرى بعده.
    وفي البيت السابع من نفس القصيدة جاءت كلمة (معديها) بشدةواحدة على الدال، وجاءت الياء مهملة من الشدة، والأصح أنها بشدتين على الدالوالياء معا، إلا إذا اعتبرنا التفعيلة الأولى من الشطر الثاني مكفوفة (فاعلات) لكن التام أصح وأفضل:
    (والبوادي من الحجاز إلى نجــ د معديها مع القحطاني)().
    يلاحظ اضطراب في أبيات ابن الرومي وهي من الخفيف، فالشطرالثاني من البيت الثاني جاءت فيه الواو قبل كلمة (الأحيان) مسببة اضطراباعروضيا.
    فتراه يجل في السمع حينا وتراه يدق في (و) الأحيان
    أما البيت الرابع فيلاحظ فيه اضطراب واضح في شطره الثاني إذيحتاج إلى وتد مفروق وأرجح أن تكون كلمة (غير) هي المحذوفة.
    ليس تخفي أنفاسها أنفاس (غير) مهضومة الحشي خمصان
    أما في قصيدة له أيضا في عتاب أبي القاسم الشطرنجي فقد جاءتفي مطلعها كلمة (ربيع) محدثة اضطرابا عروضيا، والأصح أنها (ربع) بدون ياء وهيأيضا من الخفيف.
    يا أخي أين (ربيع) ذاك اللقاء أين ما كان بيننا من صفاء؟
    وفي نفس القصيدة (الهمزية) جاءت كلمة (يلعب) موزعة بينالشطرين وهو فعلا بيت مدور، ولكن يجب أن يؤجل حرف العين إلى الشطر الثاني بدلانتمائه إلى الشطر الأول، كما يجب إبراز الشدة على الياء أيضا في كلمة (جديها). والأصح هكذا:
    أنت جديها وغيرك من يل عب إن الرجال غير النساء.
    ومن قصيدة امرئ القيس اللامية جاء الشطر الأول من البيتالأول ناقصا تفعيلة (فعولن) كاملة، وبرجوعي إلى الديوان تأكد لي بأن الكلمةالناقصة هي (جوادا) = فعولن
    كأني لم أركب جوادا للذة ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال().
    وفي بيت سليمان بن داود القضائي جاءت كلمة (فبينما) خطأوالأصح (فبينا) بدون ميم وقد تكرر في بداية البيت الثاني كذلك ولكن هذه المرةصحيحة (فبينا).
    [فبينا نعمة إدخال بؤس]. والاستعمال كثير في الشعر العربي. انظر ميمية الحطيئة (فبينا هما عنت على البعد عانة) والبيتان من قصيدة علىالوافر.
    في بيت تأبط شرا أو ابن أخته حسب الاختلاف جاءت كلمة (الشعب) خطأ والأصح (بالشعب) بتقديم باء الجر.
    إن الشعب الذي دون سلع لقتيلا دمه ما يطل
    وأظن الخطأ مطبعيا محضا لأنه سيأتي في الصفحة المواليةمصححا، ولكن سيظل الخطأ ماثلا في كلمة (سلع) حيث جاء اللام ساكنا والأصحبالفتحة، وهو من المديد. وفي نفس القصيدة جاء خطأ مطبعي في البيت الخامس (الأجل) بكسر اللام، وهذا لا يمكن أن يقع فيه المؤلف لأن الروي هو اللامالمضمومة وقد جاءت مشكولة خطأ. ينقص في الشطر الثاني من البيت السادس سبب خفيفالشيء الذي يفتح المجال لتأويلات عديدة:
    بزني الدهر، وكان غشوما بأبي جاره ما (…) يذل
    إلا إذا اعتبرنا (بأبي) مشددة الياء (بأبي) ولربما كانت هيالأصح فإذاك سيصبح البيت سليما: بأبي جاره ما يذل) = فاعلاتن فاعلن فاعلاتن.
    وجاءت في البيت العاشر من نفس القصيدة كلمة (رفل) بدون ياءوالأصح بالياء حفاظا على إيقاع المديد لأن (مفتعلن) في المديد مكروهة إن لم تكنممنوعة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    رد: الضبط العروضي /خشان محمد خشان

    القسم الثالث

    أما البيت الحادي عشر فقد جاءت فيه كلمتا (أري) و(شري) بشدتين والأصح بدونهما وله طعمان:
    أري وشري ==< فعلاتن مفتعلن مفتعلاتن
    وهذا التقطيع لا يتضمنه المديد والأصح بدون شدة (فعلاتنفاعلن فاعلاتن).
    جاءت في البيت الثاني عشر كلمة (اليماني) بتشديد الياءوالأصح بدونها.
    جاءت في البيت الخامس عشر كلمة (فأدركنا) بهمزة القطعوالأصح أنها بهمزة وصل وبتشديد الدال وفتحها بدل تسكينها.
    فادركنا النار منهم ولما ينج ملحيين إلى الأقل
    في البيت الثالث والعشرين جاءت كلمة (سقينها) بتقديم الياءعلى النون والأصح عكس ذلك أي بتقديم النون على الياء (سقنيها) وأظنه خطأمطبعيا.
    وردت في قصيدة الحطيئة (البيت العاشر عبارة (فبناهما) خطأوالأصح (فبيناهما) بالياء مثل الأمثلة السالفة في ص301 والنص من الطويل، وأظنالخطأ مطبعيا كذلك لأن البناء لا محل له في البيت وكذلك صيغة التثنية.
    جاء البيت الثالث لعمر بن أبي ربيعة غير مدور والأصح أنهمدور. وكلمة (أبكاك) في بداية الشطر الثاني يجب أن توزع بين الشطرين حيث يعتمد (الألف والباء) في الشطر الأول، وباقي الكلمة في الشطر الثاني (من الخفيف). فيجب أن يكتب هكذا:
    (في بكاء، فقلت: ماذا الذي أب كاك؟ قالت فتاتها: ما فعلتا)
    في البيت الرابع من نفس القصيدة جاءت عبارة (اخترت) بهمزةوصل والأصح أنها بهمزة قطع لأنها استفهامية فيجب أن تقطع وتوضع علامة استفهامفي آخر البيت والملاحظ أن اعتماد الخطإ سيقلب الشطر الثاني إلى بحر المديد بدلالخفيف:
    إذ رأتني اخترت ذلك أنتا
    إذ رأتنخ/ترتذا/لكأنتا
    فاعلاتن فاعلن فعلاتن =< المديد
    والأصح إذ رأتني/أخترتذا/لكأنتا
    فاعلاتن/مستفعلن/فعلاتن =< الخفيف
    أما البيت العاشر من نفس القصيدة فجاء غير مدور، والأصح أنهمدور، وحرف الدال يجب أن يجزأ بين الشطرين أو يوضع الرمز المعبر عن التدوير (م) بين الشطرين. جاء البيت الحادي عشر متضمنا خطأ في توزيع أحرف الكلمة (عاهدتني) على الشطرين، إذ من الأحسن أن تنتمي الهاء والدال إلى الشطر الثاني لا إلىالشطر الأول ويظل حرفا العين والألف فقط منتميين إلى الشطر الأول، على الشكلالتالي:
    ولعمري ماذا بأول ما عا هدتني، يا ابن عم ثم غدرتا
    في البيت الثاني عشر يحتاج الشطر الأول إلى سبب خفيف بين (أن) و(تنال)، ولكن لن يكون غير حرف نفي (ما) أو (لا) وأن يوزع الدال من كلمة (الدهر) بين الشطرين [فحرام عليك أن (لا) تنال الدهر، مني غير الذي كنت نلتا].
    اعتبر البيت الأول في هذه الصفحة وهو للشاعر ابن الرومي غيرمدور والأصح أنه واضح التدوير. وتبعا لذلك ستتوزع كلمة (سعيك) التي جاءت كاملةفي الشطر الثاني بين الشطرين ويكون البيت كالتالي:
    (يا أخي هبك لم تهب لي من سع يك حظا كسائر البخلاء)
    إضافة إلى ضرورة تحريك ياء كلمة (لي)
    في البيت الرابع من نفس القصيدة وزعت كلمة (سعيك) مرة أخرىبين الشطرين وهو صحيح لأن البيت أيضا مدور، ولكن الياء يجب أن تنتمي إلى الشطرالثاني وتنفرد مع الكاف بالشطر الثاني.
    في البيت الخامس من نفس القصيدة كذلك اعتبر البيت غير مدوروالأصح عكس ذلك لأن كلمة (خليل) يجب توزيعها على الشطرين بحيث تكون ياؤها جامعةبين الشطرين.
    البيت السادس من نفس المقطوعة كذلك يجب أن يعتبر مدوراوتوزع كلمة (أرجوه) بين الشطرين، وتؤجل هاء الكلمة إلى الشطر الثاني.
    في البيت السابع اعتبر البيت غير مدور والأصح أنه مدور،وعلى كلمة (الرقة) ألا تنتمي كلها إلى الشطر الثاني بل يجب أن توزع علىالشطرين، ويكون حرف القاف المشدد هو المشترك بين الشطرين، وأن توضع علامةالتدوير بين الشطرين، على الشكل التالي:
    يا أخي يا أخا الدماتة والر(م)قة والظرف والحجا والدهاء.
    في أول بيت من هذه الصفحة لعبت نقطة واحدة دورا كبيرا فيكسر الإيقاع العروضي حيث جاء في البيت (بكنز) بالباء بدل الياء وهي الصحيحة. معأن أي معترض يمكن أن يعترض إذا تضرع بزحاف (الكف) = فاعلات، ولكن السليم يكونأفضل من الزحاف.
    والبيت قبله في نهاية ص329 جاء بالفعل المضارع (يشمر) فعليهأن يقاس عليه، وهو من الخفيف:
    دائبا بكنز القناطير للوا رث والغمر دائب في انقضاء
    وفي آخر بيت في هذه الصفحة جاءت كلمة (خلا) بدون همزة فيآخرها، والأصح بل الأفضل أن تكون ظاهرة حتى يتم الإيقاع والوزن العروضي، وحتىتساير الشطر الثاني من البيت السابق له:
    [يتعاطى علاج داء عياء م على منزل خلاءقواء].
    يجب جزم فعل (يدرك) لأنه جواب شرط لـ(من كان) أما إبقاءالضمة على الكاف فسيحدث "نثرية" في البيت أعلاه وهو للأجرد الثقفي.
    من كان ذا عضد يدرك ظلامته.
    ووردت كلمة (قبحت) –الأولى- في بيت اعتبر من أهجى الأبياتفي الإسلام مشددة، والأصح بدون تشديد مثلها مثل (قبحت) في بداية الشطر الثاني،والشطر الأول قُدَّ نغميّاً على قد إيقاع الشطر الثاني وهو من الكامل، فكيفتكون الشدة في الأول وتخلو من الثاني:
    قبحت/مناظرة/فحين/خبرته
    قبحت/مناظره/القبح/المخبر
    وقع اضطراب في البيت الأول من بيتي مزاحم العقيلي، وذلك فيالشطر الأول، إذ يحتاج إلى وتد مجموع بين كلمتين (سرف) و(الهوى). وهو منالطويل، الشيء الذي فتح المجال لاجتهادات وتأويلات عديدة:
    وددت على ما كان سرف الهوى وعز الأماني أن ما شئت أفعل
    جاءت في البيت الخامس لحكيم بن عكرمة كلمة (وإذا) خطأوالأصح (وإذ) لأن البحر الذي نظم عليه هو المتقارب: وإذ أنا أغيد غض الشباب
    فعول/فعول/فعولن/فعول
    في البيت الرابع لحسان بن الغدير جاءت (أن) مشددة والأصحبدون شدة، والبحر هو الكامل والأصح [ فأجابتها (أن) من يعمر يعترف ما تزعمينوينب عنه المنظر].
    وجاءت كلمة الطبيب في بيت الوراق موزعة على الشطرين باعتبارالبيت مدورا والأصح أنها يجب أن يستقل بها الشطر الأول، والبيت غير مدور أصلا،وكذلك كلمة المريض في البيت الثاني له كذلك. لهذا عليها أن تكتب على الشكلالتالي:
    وكم من مريض نعاه الطبيب إلى نفسه وتولى كتيبا
    فمات الطبيب وعاش المريض فأضحى إلى الناس ينعى الطبيبا
    وردت في بيت الشاعر أحمد بن هشام وهو من الأبيات التي تشبهفيها ثلاثة أشياء: شعر المرأة وبياضها والشاعر نفسه.
    فكأني وكأنها وكأنه صبحان باتا تحت ليل مطبق
    بحيث جاءت الكلمة الأولى (فكأني) بنون واحدة والأصح بنونين (فكأنني) حفاظا على الوزن (بحر الكامل) =< متفاعلن.
    خاتمـــة:
    وفي الأخير لا يسعني إلا أن أنوه بكتاب بناء القصيدة من زوايا عديدة، أهمها ضبط مفهوم القصيدة ومعياريتها، ومواصفاتها، وتحديد بعض الأغراض الشعرية، والنهوض بها إيقاعيا فوق الأرجوزة والمقصورة…
    وملاحظاتي حول الكتاب لا تعدو الفضول والإلتفاف حول كتاب ذي قيمة كبرى أضاف إلى الساحة النقدية الشيء الكثير لا يقل عن كتب نقدية تتبعية أخرى للقصيدة ككتاب حسين عطوان، وكتابات شوقي ضيف وعبد المنعم خفاجي والحوفي… وليس عفويا أو اعتباطيا أن يشرف علم من أعلام المعجم والنقد، كحسين نصار، على هذا العمل الجليل لولا قيمته الأدبية وهو بالإضافة إلى منهجيته متبحر في علم العروض يكفيه فخرا إشرافه على عمل إيقاعي هام هو فن التقطيع الشعري لصفاء خلوصي.
    إن ملاحظاتي العادية هذه انصبت على كتب أخرى وتحقيقات لدواوين شعراء مرموقين. وستنصب على جل الأعمال الأدبية الكبرى بهدف التخلص من هذه "الهفوات" ورد الاعتبار للنص الشعري ولصاحبه وإضفاء هالة الكمال على المؤلف والمؤلف n

    مراجع
    1 – يوسف حسين بكار، بناء القصيدة في النقد العربي القديم في ضوء النقد الحديث، دار الأندلس، الطبعة الثانية، 1982.
    2 – الشعر والشعراء لابن قتيبة، دار الثقافة، بيروت لبنان، الطبعة الرابعة 1980.
    3 – ديوان المتنبي، تحقيق الدكتور عزام، مصر 1944.
    4 – ابن طباطبا العلوي، عيار الشعر، تحقيق طه الحاجري محمد سلام زغلول، المكتبة التجارية، 1956.
    5 – ياقوت الحموي، معجم الأدباء، دار إحياء التراث، بيروت، الجزء 9.
    6 – ديوان امرئ القيس، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم، دار المعارف الطبعة الثالثة.
    7 – مجلة الحياة الثقافية، عدد 50، السنة 1988.
    8 – مجلة الحياة الثقافية، عدد 51، السنة 1989.

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5

    رد: الضبط العروضي /خشان محمد خشان

    للمزيد من الاطلاع
    http://www.arood.com/vb/showthread.p...8252#post28252
    [web]http://www.arood.com/vb/showthread.php?p=28252#post28252[/web]
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: الضبط العروضي /خشان محمد خشان

    إن الشعب الذي دون سلع..... لقتيلا دمه ما يطل
    وأظن الخطأ مطبعيا محضا لأنه سيأتي في الصفحة الموالية مصححا، ولكن سيظل الخطأ ماثلا في كلمة (سلع) حيث جاء اللام ساكنا والأصح بالفتحة، وهو من المديد.
    أستاذتي الكريمة

    سلـْع ٍ بتسكين اللام هو الصحيح ولا يستقيم البيت بفتحها

    القول بفتح اللام خطأ كبير جدا . سامح الله الأستاذ ادريس الكريوي .

    والله يرعاك.

المواضيع المتشابهه

  1. ديوان الأستاذ الكبير/خشان محمد خشان
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ديوان شعراء الفرسان
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 01-04-2020, 09:57 PM
  2. أربعة توائم/خشان محمد خشان
    بواسطة راما في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-21-2014, 06:35 PM
  3. لقاء الفرسان مع استاذ العروض الكبير/خشان محمد خشان
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 47
    آخر مشاركة: 06-11-2010, 10:39 AM
  4. أبتاه/ الاستاذ خشان محمد خشان
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-17-2009, 09:13 AM
  5. نرحب باستاذ العروض الشاعر( خشان محمد خشان)
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-07-2007, 08:18 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •