قناة القدس الفضائية
تستضيف الشاعر والكاتب الفلسطيني
د . لطفي زغلول
نابلس – بيروت في إطار فعاليات برنامج نهار جديد الذي تبثه قناة القدس الفضائية حل الشاعر والكاتب الفلسطيني د . لطفي زغلول ضيفا على هذا البرنامج ، في طرح ثقافي تحت عنوان " فلسطين في وجدان الشعراء " حاوره خلاله الإعلامي اللبناني المعروف عصام عبد الله .
وقد أجاب د . زغلول عن العديد من الأسئلة التي وجهت له ومنها سؤال عن شعره وفلسطين :
" فلسطين هي الوطن ، ولا بديل عن الوطن .
هي الحب والعشق والإنتماء ، هي الفردوس السليب المغتصب من أهله الشرعيين . والشتات أيا كان لونه هو المنفى والإغتراب . في اعتقادي أن الشعر ذاكرة الوطن ، تاريخه تراثه أمجاده تضحياته . وهذا ما دأبت عليه طوال مسيرتي الشعرية ، وكرست مساحة شاسعة من قصائدي للدفاع عن هذا الوطن وقضاياه .
وردا على سؤال آخر أجاب د . زغلول : " منذ ما ينوف عن عقدين من الزمن ، لوحظ أن عددا لا بأس به من الشعراء الفلسطينيين ، وبخاصة من جيل موجة من الشعراء الشباب ، لم تعد القضية الوطنية على أجندتهم . لم يعودوا يذكرون فلسطين ولا القدس ولا ما يمت إليهما بصلة .
باختصار لقد أخرجوا القصيدة العربية من معترك القضية والدفاع عنها ، والتزموا خطوطا شعرية مغايرة ، يغلب عليها الإسطورة والطلسمة واللغة المبهمة .
لقد استولت عليهم موجة أنسنة القصيدة وما يسمى تحديثها . وهكذا فإن الشعر الذي يكتبونه خال من أية روح وطنية ، يعاني فقرا مدقعا في مشاعر الإنتماء الوطني .
وهذا ينطبق على معظم الشعراء العرب الذين يكتبون القصيدة الشبابية ، سواء كانوا من أبناء قصيدة التفعيلة ، أو تلك المسماة قصيدة النثر .
وردا على سؤال حول إصداراته الخاصة بفلسطين ، أجاب الشاعر د . زغلول :
" لقد نظمت العديد من الدواوين الشعرية على شرف فلسطين والقدس والأقصى ، أذكرمنها :
- أيام لا تغتالها الأيام
- لا حبا إلا أنت
- هيّا نشدو للوطن
- هنا كنا .. هنا سنكون
- مدار النار والنوّار
- موّال في الليل العربي
- تقاسيم وهو قيد الطبع
- وهنا أستذكر ديوان المرحوم والده الشاعر الراحل عبد اللطيف زغلول تحت عنوان :
" نفح الذكرى " الذي أصدره له في العام 2004 .
وقد أنهى استضافته بقراءات شعرية من ديوانيه " هيا .. نشدو للوطن "
" تقاسيم "
فلسطين حـبّـي

وقفتُ أردِّدُ في كلِّ نادِ - فلسطينُ كانت وتبقى بِلادي
َسرى حُبُّها في عُروقي حياةً - وأنزلتُها في صميمِ فُؤادي
كتبتُ هَواها قصيدةَ عشقٍ - على كلِّ مرجٍ وتلٍّ ووادِ
وأقسمتُ باللهِ ما دُمتُ حيّاً - فلن يَستريحَ عليها الأعادي
لها أنا يَمّمتُ رِحلةَ عُمري - وحُبّي لها كُلُّ قوتي وزادي


فلسطينُ حُبّي وخفقةُ قَلبي - وشَمسٌ تبدِّدُ ظُلمةَ دَربي
أردِّدُ حُبّي لها في صَلاتي - وأذكرُها مُؤمناً بعدَ رَبّي
فلا قَبلَها أنا لبّيتُ حُبّاً - ولا بعدَها ما حييتُ أُلبّي
سلامٌ عليها أَحنُّ إليها - فبينَ يَديها تَعلّمتُ حُبّي
لأجلِ هَواها أصونُ حِماها - أُضحّي فِداها بروحي وقَلبي



نشيد القدس




تَنسابُ الأرواحُ إليـكِ وتُضيءُ سَناً بينَ يَديكِ
نَادِينا فاضَ الشَوقُ بِنا وسَلامٌ يا قُـدسُ عَليكِ



يا قُدسُ وإن طالَ الزَمنُ - وغَلا في عَودَتـِكِ الثَمنُ
لَن يَكسرَ شَوكَتَنا الوَهـنُ - أو تقهَرَ هِمَّتَنا المِحَــنُ
بَعدَكِ ضاقَت فينا المُـدُنُ - وَالعَيشُ ذَليـلٌ مُمتَهَـنُ
دونَكِ يا قِبلَتَنا الأولَــى - أَبَـداً لا يَكتَمِلُ الوَطَـنُ


يا قُدسُ وإن طالَ الـرَدُّ - الجَـزرُ سَيتلوهُ المَــدُّ
يا مَجداً غَنّـاهُ المَجــدُ - آمَنّا بِـكِ لا نَرتَـــدُّ
للصَخرةِ إجلالاً نَشــدو - للأقصَى أَدماهُ القيدُ
قَد عاهَدناكِ عَلى حَــقٍّ - وَالعَـهدُ الحَقُّ هوَ العَهدُ


لَو طالَ الدَربُ إليكِ مَدى ما وهَنَ العَزمُ وما خَمَدا
ما ضَاعَ دَمُ الشُهداءِ سُدى المَوعِدُ في أَقصاكِ غَدا
لَو نالَكِ مُغتصِبٌ أَمَــدا أَبداً لَن يَهنأَ بكِ أَبَــدا
إنّا جندُكِ قَلـباً ويَـــدا إنّا إسمُكِ صَوتاً وَصَدى

تَنسابُ الأرواحُ إليـكِ وتُضيءُ سَناً بينَ يَديكِ
نَادِينا فاضَ الشَوقُ بِنا وسَلامٌ يا قُـدسُ عَليكِ


أحبك يا قدس
أحبّك يا قدسُ .. يشهدُ ربّي – بأنّكِ عِشقي .. وأنّكِ حبّي
أحنُّ لأقصاكِ في كلِّ حينٍ – وتشتاقُ روحي إليهِ وقلبي
تنسّمتُ عطرَكِ حتى ثملتُ – فعطرُكِ يُحيي العليلَ ويُصبي
عباءاتُ زهرِكِ يا زهرةَ العاشقينَ ثراكِ .. ردائي وثوبي
وطيرُكِ هيمانُ ولهانُ يشدو – تراتيلَ عشقِكِ سرباً لسربِ


عروسٌ على صهوةِ الكبرياءِ – لكلِّ مُعنى ً بحبِّكِ صبِّ
يطوفُ بكِ المجدُ .. يختالُ بينَ .. ذراعيكِ في كلِّ ساحٍ ودربِ
لكِ العشقُ والعاشقونَ يهلّونَ .. من كلِّ حدبٍ ومن كلِّ صوبِ


أُجلُّكِ يا قِبلةَ العاشقينَ – مُضياً إليكِ أيممُ رَكبي
وها أنا حينَ تنادينَ فرسانَ .. مجدِكِ في النائباتِ ألبّي
عصيٌّ ترابُكِ .. صعبُ المنالِ – على كلِّ مغتصبٍ .. جدُّ صعبِ
لنا أنتِ يا قدسُ .. لا هوَ أضغاثُ .. وهمٍ .. ولا هوَ رجمٌ بغيبِ