نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

حارس اسامة بن لادن يتحدث عنه


كان اسمه الحركي في أفغانستان " أبوجندل" ، وكان يعمل حارسا شخصيا للشيخ أسامة بن لادن بين العامين 1996-2000 ، كانت مهمته أن يبقى أمام زعيم القاعدة وحلفه وأن يتنبه لأي خطر محدق بالشيخ ، غير أنه كان مكلفا بقتل أسامة بن لادن أيضا .



كان أبو جندل يتحدث لأحد المراسلين الأجانب عن ذكرياته حول سنين عمله مع زعيم القاعدة في منزل قديم في العاصمة اليمنية صنعاء وكان يحمل مسدا روسيا ممتلئا بثمان طلقات ، وقال في معرض حديثه كان علي أن أقوم بإطلاق النار على رأس الشيخ أسامة بن لادن في حال تعرض لعملية أسر من قبل القوات الأمريكية " لقد رفضت المهمة في البداية ولمدة أسبوع إلا أنني قبلت في النهاية تحت إلحاح زعيمي الشيخ أسامة بن لادن الذي أمرني بأن أوافق على قتله دون تردد في حال وقع في كمين وكانت القوات الأمريكية على وشك أسره " ويضيف لقد كنت أدعو الله دائما أن لا يحصل ذلك وأن لا أتعرض لمثل ذلك الموقف الرهيب .

أبو جندل واسمه الحقيقي ناصر البحري ويبلغ من العمر 38 عاما ، يعيش في احد أحياء صنعاء القديمة القريبة من السفارة الأمريكية التي يحيط بها تواجد أمني كبير من الجيش اليمني ، وأسوار من الإسمنت المسلح لمنع السيارات المفخخة من الوصول إلى مداخل السفارة التي تعيش حالة استنفار دائم منذ أكثر من عشر سنوات ، ويلبس أبو جندل ملابس على الطريقة الغربية ، جينز وبلوزة وقبعة بيسبول .

ويعيش أبو جندل اليوم في أجواء مختلفة عما كان يفعله في الماضي فهو يقيم في صنعاء تحت حالة الإقامة الجبرية ، بعد أن كان الحارس الشخصي لأكبر مطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية والذي تدفع أمريكا مقابل رأسه خمسين مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تقود لقتله أو القبض عليه .وقد ولد أبو جندل في السعودية من أبوين يمنيين من أصول حضرمية ، مسقط رأس أسامة بن لادن ، وكان أبوه وجده يعملان في شركة بن لادن التي كانت مقربة من العائلة المالكة السعودية ، وقال انه كان يشاهد منذ صغره كيف يقتل الإسرائيليون الفلسطينيين ويدمرون بيوتهم وكيف تقوم أمريكا بدعم إسرائيل مما شكل له دافع قوي ليعمل أي شيء ليساهم في الجهاد ضد الإسرائيليين والأمريكيين .وفي صبيحة أحد الأيام وبعد صلاة الفجر غادر ناصر البحري البيت في طريقه إلى البوسنة التي كانت تعاني من الإرهاب الصربي ، وكانت رحلة دون عودة حيث انه ساهم هناك في الحرب مع المسلمين ، وبعد توقيع اتفاق دايتون بين الصرب والبوسنيين غادر أبو جندل إلى الصومال وقال إنهم كانوا يتنقلون بين أثيوبيا وكينيا وقد كان هناك مقاتلون من الصينيين والعرب وحتى الإيطاليين وجنسيات أخرى كثيرة ، وفي العام 1996 غادر أبو جندل إلى أفغانستان حيث كان يرغب في الانضمام إلى حزب النهضة الطاجيكي بقيادة عبدا لله نوري وكانت قواعد الحزب موجودة في كندز في محافظة طالوقان ، وقد كانت المنطقة محاطة بقوات كبيرة يصعب الدخول خلالها ، وقد اتصل بي جماعة احمد شاه مسعود غير أنني لم اقتنع بالانضمام إليهم لأن ممارساتهم اليومية لم تعجبني ولم تكن تتطابق مع الشريعة الإسلامية ، غير أنني وجدت أن طالبان هم الأكثر تعلقا بالإسلام والجهاد وهكذا انضممت إليهم .

أما اللقاء بأسامة بن لادن فقد كان بدون مقدمات كثيرة ، فقد كان أسامة بن لادن يبحث عن متطوعين عرب وقد أعلن الجهاد في تلك الفترة ، وكانت تتشكل النواة الأولى للفيالق العربية للمجاهدين في أفغانستان ، لم يكن العدد كبيرا وكان الغرب يظن أن القاعدة تمتلك ألاف المقاتلين بينما لم نكن في تلك الفترة أكثر من 500 مقاتل ، غير أن أسامة بن لادن كان يقول دائما إن كل مقاتل هو تنظيم بحد ذاته .خضع أبو جندل للتدريب لمدة سبعة أشهر ، التدريب على السلاح والمتفجرات وقراءة القرءان والحديث والمناقشات والندوات السياسية والدينية ، وقراءة الكتب ، وقد كان لدى زعيم القاعدة مكتبة تحتوي على مئات الكتب ، وفي أحد الأيام تعرض المعسكر نجمة الجهاد الذي يقيمون فيه لهجوم في منطقة قندهار وقد قام أبو جندل بحمل سلاحه وقاتل بشجاعة لفتت انتباه الشيخ بن لادن الذي كلفه عندئذ بقيادة قوة الحراسة المكلفة بحمايته الشخصية .

لقد كان ابن لادن يثق بي ثقة كبيرة جدا وقد كنت مسئولا عن قوة الحماية الشخصية المكونة من 50 مقاتلا غير أن من بين الخمسين لم يكن مسموحا للبقاء بالقرب من زعيم القاعدة سوى ثلاثة أشخاص ، شخصين وأنا ، وقد كنا نبقى معه مادام يعمل وعند النوم كنت احرس الباب بينما يقوم اثنان بحراسة البيت من جهات أخرى .كان لأسامة بن لادن مساكن كثيرة يتنقل بينها في كابول زيادة في الحرص ، مسكن في حي وزير أكبر خان ، وأخر خلف فندق الإنتركونتينتال ، وقد كان هناك الكثير من المواقع الأخرى التي تستخدم كمخازن للسلاح أو قواعد للمقاتلين وكان بن لادن يتردد على كل هذه المواقع بصورة عشوائية .الفرصة الذهبية للبنتاغون لقتل أسامة بن لادن كانت في العام 1998 بعد عمليات ضرب السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام ، فقد قرر الشيخ تغيير مكان إقامته آنذاك ، وكنا في تارناك وقد سرنا حتى وصلنا إلى مفترق طرق وكانت الطريق إلى اليمين تذهب إلى معسكرات التدريب في خوست والتي إلى اليسار تؤدي إلى كابول وسألني الشيخ بن لادن أي طريق اقترح أن نأخذ وقد قلت بدون تردد إلى كابول وقد اخذ برأيي وبعد وقت قصير قام الأمريكيون بقصف معسكرات خوست بخمسة وسبعون صاروخا بعد أن قام مخبر للسي أي ايه يعمل مع القاعدة بإخبار الأمريكيين بأن ابن لادن قد غادر إلى معسكرات خوست وقد تم التعرف على العميل وهو أفغاني كان يعمل طباخا إلا أن زعيم القاعدة رفض قتله وتركه يغادر حتى انه أعطاه بعض المال حيث كان له أطفالا صغارا ، لقد كان بن لادن زعيما حكيما مستنيرا وكان دائم الابتسام رغم الصعاب والمخاطر .

وقد أعطى أبو جندل تفاصيل كثيرة حول الحياة الخاصة لزعيم القاعدة فقد قال انه كان يعيش على الماء والخبز والتمر ولم يكن له متطلبات كثيرة وكان همه أن يكون المقاتلون دائما بأحسن حال ، كما أشار إلى أن ابن لادن كان لم يكن مريضا كما كان يشاع وكان يعيش حياة طبيعية وبصحة جيدة وكان دائم التنقل بدون مشاكل ، وقد كان يقضي الصباح في القراءة والعبادة كما كان ينظم مباريات بكرة القدم وكرة الطائرة وكان يلعب دائما مع احد الفريقين ، وكان يمتطي الخيل ولمسافة 70 كم بدون تعب ولم يحصل له حوادث سوى مرة واحدة حيث سقط عن الحصان وكسر ضلعين .وقد كان له جهاز حاسوب محمول يستخدمه يوميا إلا انه لم يكن يستخدم الهواتف أبدا وكانت الأوامر تنقل منه بواسطة أشخاص ، كما كان هناك سبعة أشخاص يقومون بمتابعة الأمور السياسية وأحوال العالم ويقدمون تقريرا يوميا للشيخ حيث يطلع عليه ويناقشهم فيه إضافة إلى تقرير اسبوعي إجمالي ، فقد كان يهتم بمتابعة أخبار العالم .و في أكتوبر من العام 2000 وبينما كنت في زيارة لصنعاء للقاء عائلتي والاطمئنان على زوجتي ، يقول أبو جندل وقع حادث الهجوم على المدمرة الأمريكية كول في خليج عدن ولم اكن على علم بتلك العملية فقد كانت العمليات العسكرية للقاعدة على قدر كبير من السرية ولا يطلع عليها إلا المهتمون بالأمر مباشرة فقط وقد تم اعتقال أبو جندل في مطار صنعاء بينما كان يهم بالمغادرة إلى أفغانستان ، ولم يتم إرساله إلى غوانتانامو غير انه تم سجنه في اليمن في زنزانة انفرادية ، وقد علمت بعملية نيويورك في الحادي عشر من أيلول بواسطة مكبرات الصوت لأحد المساجد في صنعاء بينما كنت في زنزانتي يقول أبو جندل ، ويضيف لم أكن اعلم مسبقا بتلك العملية غير أنني كنت أتوقع ذلك حيث أن زعيم القاعدة كان دائما يردد أن القاعدة ستقوم بعملية تغير وجه العالم وان الحكام العرب لن يتمكنوا من امتصاص ردات الفعل التي ستنتج عنها .

علي صوفان عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي زار أبو جندل وحقق معه ثم عاد إلى واشنطن وقال انه حصل على معلومات حيوية وغاية في الأهمية من السجين اليمني ودون الحاجة إلى وسائل تعذيب وكل ماكان يحتاجه ليجعله يعترف بضع علب من البسكويت غير المحلى لأن أبو جندل كان يعاني من السكري وقال صوفان انه حصل على كنز من المعلومات لا يقدر بثمن ، ولما سأل الصحافي الذي أجرى المقابلة مع أبو جندل عن صحة ذلك قال " إن علي صوفان يكذب ولم يحصل مني على أي معلومات ذات قيمة لقد أعطيته من المعلومات ما أريد ولو كنت تكلمت كما أدعى في تقريره لرؤسائه لما كانت القاعدة موجودة اليوم ، غير انه أراد أن يبدو كبطل أمام رؤساءه في مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وفي رده إن كان يوافق على ضرب أهداف مدنية في نيويورك قال أبو جندل " ما الفرق بين هجمات نيويورك وهجمات الإسرائيليين على قانا في جنوب لبنان وعلى ملجأ العامرية في بغداد من قبل الأمريكيين وعلى مدارس الأطفال في غزة ، لماذا يكون محرما ضرب الأمريكيين ومسموحا قتل العرب والمسلمين المدنيين ، لقد قتل الأمريكيون والإسرائيليون ألاف المدنيين في باكستان وأفغانستان ، ماذا تفعل القوات الأمريكية في أفغانستان ، ثم ماذا يفعل الفرنسيون والإيطاليون ، هل هاجمنا روما وباريس ؟؟ .. أنا لم أعد من مقاتلي القاعدة ولكنني اشعر بالفخر بالقاعدة وبأسامة بن لادن إنني أصلي وأدعو له كل يوم بالنصر والسلامة .اليوم يعيش أبو جندل في اليمن تحت رقابة صارمة من قبل أجهزة الأمن اليمنية والأمريكية ويقول انه مازال يربي أولاده على حب الجهاد وانه يأمل دائما بأن ينتصر المجاهدون

منقول