هل عادت عواصم العالم مسرحاً للموساد-دراسة في تاريخ اغتيالات القادة – بقلم د.ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي

يبدو أن الغرور الصهيوني باستخباراتهم وموسادهم عاد ليطفو من جديد على السطح العربية والشرقية ، وزاد غرورهم إلى درجة الاستخفاف بعواصم الدول العربية ، ونجاح قيامهم باغتيال شخصيات سياسية أو حزبية مؤثرة ، يعتبر نصرا استخباراتي يؤرخ له الموساد والشين بيت ، ولاسيما إن كان هذا النجاح في إحدى عواصم العرب المستقلة !؟
تلقينا خبر اغتيال الفلسطيني محمود المبحوح في إحدى فنادق دبي عاصمة التجارة والتكنولوجيا العالمية، وزعيمة الانفتاح والامتيازات الأجنبية ، ورجعنا بذاكرتنا التاريخية الي بيروت فترة السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم ،، اغتيل المبحوح انتقاما من الموساد علي أعمال بطولية لقن بها العدو درساً قاسيًا كان يهدف من خلاله تحرير أكبر عدد من الأسري الفلسطينيين القابعين في باستيلات بني صهيون ، وبغض النظر للانتماء السياسي للشهيد المبحوح إلا انه يبقى فلسطينًيا ، أوجع دولة الكيان التي لا تعرف إلا لغة الحراب ، ولكن الإأمر الشمين حقاً ، أن الاغتيال تم في إحدى عواصم العرب ، وفي فترة غير بعيدة عن اغتيال القائد العسكري عماد مغنية في دمشق العربية ، ليوصل الموساد الصهيوني رسالة إستهتار للعالم العربي ، استهتار حتى برمز سيادتهم وعواصمهم ، وكأن لسان حال الصهاينة يقول أن كل شيء لنا مباح وعواصمكم لست حصينة ولا منيعة علينا ، ولن تتجرؤون بالرد علينا في تل أبيب أو في عواصم دول صديقة لليهود ؟! سأعرض في هذه الدراسة تطور فكرة إنشاء الموساد وابرز عملياته القذرة ضد المناضلين الفلسطينين لنقف أمام المنعطفات الإجرامية لهذا الجهاز ودولته .

عندما تم إنشاء "الموساد" حرص مؤسس هذا الجهاز، وقادته، على أن يضم بين فروعه وتنظيماته فرقا خاصة للاغتيال والقتل، مثل المجموعة (101)، والمجموعة (131)، والفرقة (100)، وأضيف إلى هذه الأشكال، فرقة أخرى شكلها "الموساد"، مطلع السبعينيات من القرن الماضي، بعد أن قرر "الموساد"، بناء على تعليمات رئيسة الوزراء، آنذاك، "جولدا مائير" أن ينخرط أكثر في عمليات القتل والتخلص من القادة الفلسطينيين، وسميت هذه الفرقة "غضب الرب". كما اهتم قادة "الموساد"، منذ وقت مبكر، بتدريب الذين ينضمون للعمل فيه على استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة، والتفجير عن بعد، والتفخيخ، وذلك ضمن البرامج التي يتم بها تأهيل العملاء، بالإضافة إلى الإعداد البدني، والتدريب على سرعة التنفيذ، وتدمير الهدف، والانسحاب. كما اعتمدت عمليات الاغتيال التي قام بها عملاء "الموساد" على استخدام الوسائل والأساليب التكنولوجية والمتطورة، مثل الاعتماد على ذبذبات، وترددات الهاتف المحمول، مثلما حدث في عملية اغتيال "يحيى عياش" في غزة، مطلع 1996، ويستخدم "الموساد" من خلال عملائه أساليب تقليدية قديمة، كالسم، مثل إغتيال الشهيد الراحل ياسر عرفات ، ومحاولة اغتيال "خالد مشعل" في الأردن.

كان يتم الاستعانة بالأساليب التقليدية عن طريق العملاء "الخونة"، ومن يتم تجنيدهم. ولقد كشفت 7 سنوات من التحقيقات في عملية اغتيال أحد قادة الأمن في منظمة التحرير الفلسطينية "عاطف بسيسو"، في باريس، أن قتلة الموساد تمكنوا منه بسبب الخيانة، حيث خانه شخص يدعى "عدنان ياسين" ؛ فهو الوحيد الذي علم بأن بسيسو قرر في اللحظات الأخيرة أن يسافر من برلين إلى باريس، وليس تونس.

أما عندما رفض إحدى الرجال الخيانة فقد أخفقت محاولة للموساد استهدفت قتل "ياسر عرفات"، وهذا ما روته صحيفة إسرائيلية، نقلاً عن مصادر في الموساد.. قالت: "خطط الموساد بناء على تعليمات من ليفي أشكول، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقتها لاغتيال عرفات في عام 1968، بعد أن تعززت مكانته في فتح، في أعقاب معركة الكرامة في 21 مارس عام 1968، وذلك باستخدام شاب فلسطيني من حركة فتح من قرية الخليل اعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة الانتماء لحركة فتح، وعلى مدى ثلاثة أشهر تعرض هذا الشاب الفلسطيني لتعذيب نفسي وبدني، وغسيل مخ بواسطة ضابط الصحة النفسية في سلاح البحرية الرائد بنيامين شليط، وذلك في محاولة لإقناع هذا الشاب بإطلاق الرصاص على صور عرفات، كلما ظهرت أمامه دون تفكير، ثم أطلق سراحه عندما تصور رجال الموساد أنه صار جاهزا لاغتيال عرفات، غير أن هذا الشاب عندما اجتاز الحدود إلى الدولة العربية -التي كان من المفروض أن تتم فيها عملية الاغتيال- سلم نفسه فورا للشرطة، وأدلى لرجال المخابرات في هذه الدولة بتفاصيل ما جرى معه في جهاز الموساد.

وإذا كانت الخيانة لها هذا الدور الفعال في نجاح أو فشل عمليات الاغتيال التي انخرط في تنفيذها قتلة الموساد ضد العرب والفلسطينيين، فإن المساعدات التي تلقاها هؤلاء القتلة من أجهزة مخابرات أو حكومات أخرى كان لها دور مؤثر أيضا في فشل أو نجاح عمليات الاغتيال التي قام بها الموساد.
وتؤكد أيضا محاولة القتل الجماعي لقادة "منظمة التحرير الفلسطينية" خلال غارة حمام الشط "مقر منظمة التحرير في تونس" أول تشرين/ أول أكتوبر 1985، اعتماد قتلة الموساد دائما على المساعدات الخارجية التي يتلقونها من أجهزة مخابرات وحكومات أخرى. فبعد أن استبعدت فكرة القيام بعمليات اغتيال فردية متتالية لقادة منظمة التحرير الفلسطينية استقر رأي الحكومة الصهيونية في عام 1985 على تصفية القيادات الفلسطينية بشكل جماعي من خلال غارة تقوم بها طائرات إف 15، إف 16 على مقر المنظمة في منطقة حمام الشط في تونس. واعتمد على الحماية التي يوفرها الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط، لتأمين الطائرات الصهيونية أثناء رحلتي الذهاب والعودة، وأيضا التشويش على الرادارات التونسية أثناء تنفيذ الغارة. ولهذا الغرض، سافر أولاً رئيس الأركان الصهيوني إلى واشنطن، وطلب من مستشار الأمن القومي الأمريكي مساعدة الأسطول الأمريكي في تنفيذ هذه الغارة، ثم قام وزير الدفاع الصهيوني بزيارة أخرى لواشنطن، التقى فيها وزيري الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومي لمناقشة تفاصيل المساعدة المطلوبة. ولم يعد إلى إسرائيل إلا بعد أن وافقت واشنطن على تأمين سلامة الطائرات الإسرائيلية المغيرة؛ ولقد نجا قادة المنظمة من القتل، ومن بينهم أبو عمار ؛ لأنه لم ينم ليلتها في منطقة حمام الشط، وقد سمع دوي القذيفة، وهو في سيارته في طريقه إلى مقر القيادة، فقام على الفور بتغيير اتجاهه كعادته وذكاءه وحسه الأمنى المعهود ..

على الرغم من المساعدات والدعم الذي تلقاه الموساد فإن محاولات عديدة أخفقت في قتل الفلسطينيين. وقد يكلف قادة الموساد عادة خمس مجموعات للقيام بالاغتيال، وذلك بعد التخطيط للعملية بعناية فائقة، وبعد الحصول على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، هذه الموافقة التي أصبحت مسألة شبه روتينية أو تحصيل حاصل.

تختص كل مجموعة من المجموعات الخمس بمهمة محددة، الأولى "مجموعة الإدارة والخدمات"، وتتولى عادة مهمة استئجار الفنادق، والمنازل والسيارات لفريق القتلة، كما تتولى التغطية على فريق الاغتيال حتى يفرغ من أداء مهمته، أو جريمته، وعادة ما ترأس هذه المجموعة امرأة (فتاة حسناء) للتمويه. أما الثانية فهي "مجموعة المراقبة" التي تتابع الهدف، وترصد تحركاته، بينما تسمى المجموعة الثالثة "مجموعة الانسحاب" التي توفر انسحابا آمنا لكل أعضاء فريق الاغتيال، حتى لا يقع أحد منهم في قبضة رجال الأمن في البلد الذي يقومون فيه بتنفيذ الاغتيال. وتختص المجموعة الرابعة بالاتصال بممثلي الشرطة، وأجهزة الأمن، في البلد المحدد، لتنفيذ عملية الاغتيال، وذلك لتحييد سلطاتها إلى أقصى حد، وضمان حمايتها إذا أمكن. أما الأخيرة فتنقسم، عادة، إلى مجموعتين تضم أولها فرقة ماهرة من القتلة يتم تدريبهم جيداً، وعددهم يزداد إذا كان للهدف حماية كبيرة، وحراسة مشددة؛ والذي يحدد العدد هو المسئول عن التخطيط في كل جريمة اغتيال، وهو أيضا الذي يحدد موعد تنفيذ الاغتيال؛ أما المجموعة الفرعية الثانية، فتستدعي عند الضرورة القصوى إذا أخفقت مجموعة القتل الأولى، ولدى أفرادها تعليمات بتصفية المجموعة الأولى، حتى لا يقع أفرادها في أيدي السلطات، إذا ما أخفقوا، بالإضافة إلى هذه المجموعات، ثمة حلقة ربط بين هذه المجموعات، وبينها وبين السفارة الإسرائيلية في البلد الذي تتم فيه العملية، ناهيك عن الاتصال الدائم مع قادة الموساد.

وسنعرض هنا قائمة أسماء مناضلين فلسطينيين تم اغتيالهم أو تعرضوا لمحاولة اغتيال من قبل الموساد الصهويني وبلوجستيه واضحة من استخبارات السي آي – إيه الامريكية ، وعصابات الدويلات الرجعية :


1
غسان كنفاني
رئيس تحرير مجلة الهدف، الناطقة باسم الجبهة الشعبية
9/7/1972
بيروت
تفخيخ سيارة

2
د. أنيس الصايغ
مدير مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية
محاولة لاغتياله في 19/7/1972
بيروت
عبوة ناسفة

3
بسام أبو شريف
الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
محاولة لاغتياله في 25/7/1972
بيروت
طرد ملغوم

4
وائل زعيتر
ممثل م.ت.ف في روما
17/10/72
روما
عبوة ناسفة

5
أحمد وافي "أبو خليل"
ممثل م.ت.ف في الجزائر
22/11/72
الجزائر
عبوة ناسفة

6
محمد الهمشري
ممثل م.ت.ف في باريس
8/12/72
باريس
عبوة ناسفة

7
حسين علي أبو الخير
ممثل م.ت.ف في قبرص
25/1/1973
نيقوسيا
عبوة ناسفة

8
حسين عباد الشير
أحد رجال الارتباط بين م.ت.ف والاستخبارات الروسية.

9
كمال ناصر
عضو اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف والناطق الرسمي باسمها
10/4/1973
بيروت
إطلاق رصاص

10
كمال عدوان
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسئول قطاع الأرض المحتلة
10/4/1973
بيروت
طعن بنصل حاد

11
محمد يوسف النجار
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح
10/4/1973
بيروت
إطلاق رصاص

12
موسى أبو زياد
عضو حركة فتح
إبريل 1973
أثينا
إطلاق رصاص

13
محمود صالح
مدير المكتبة العربية في باريس
2/2/1977
باريس
عبوة ناسفة

14
سعيد حمامي
مدير مكتب م.ت.ف في لندن
يناير 1978
لندن
إطلاق رصاص

15
عز الدين القلق
مدير مكتب م.ت.ف في باريس
2/7/1978
باريس
إطلاق رصاص

16
علي حسن سلامة
عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وقائد قوات الـ 17
22/1/1979
بيروت
سيارة مفخخة

17
زهير محسن
الأمين العام لمنظمة الصاعقة، وعضو اللجنة التنفيذية
25/7/1979
بمدينة "كان" جنوب فرنسا
إطلاق رصاص

18
سمير عزمي طوقان
منظمة التحرير الفلسطينية
أغسطس 1979
قبرص
إطلاق رصاص

19
إبراهيم عبد العزيز
مسئول في حركة فتح
18/2/1980
باريس
إطلاق رصاص

20
محمد طه
ضابط أمن في حركة فتح
16/6/1980
روما
إطلاق رصاص

21
د. نعيم خضر
مدير مكتب م.ت.ف في بلجيكا
1/6/1981
بروكسل
عبوة ناسفة

22
عزيز مطر
طالب فلسطيني في كلية الطب بجامعة روما
16/6/1981
روما
إطلاق رصاص

23
محمد داود عودة
عضو المجلس الثوري
محاولة اغتيال في أغسطس 81
وارسو
إطلاق رصاص

24
ماجد أبو شرارة
عضو اللجنة المركزية لحركة الفتح ومسئول الإعلام الموحد في م.ت.ف
9/10/1981
روما
عبوة ناسفة

25
د. عبد الوهاب الكيالي
سياسي وكاتب فلسطيني
7/12/1981
بيروت
إطلاق رصاص

26
كمال حسن أبو دلو
نائب مدير مكتب م.ت.ف في روما
17/6/1982
أثينا
إطلاق رصاص

27
فضل سعيد العناني
نائب مدير مكتب م.ت.ف في باريس
23/7/1982
باريس
إطلاق رصاص

28
سعد صايل
قائد القوات الفلسطينية المشتركة في لبنان
29/9/1982
لبنان "البقاع"
إطلاق رصاص

29
مأمون شكري درويش
أحد مساعدي أبو جهاد - مكلف بتسيير العمليات الخارجية
20/8/1983
أثينا
إطلاق رصاص

30
جميل عبد القادر أبو الرب
مدير شركة للملاحة البحرية في اليونان
22/12/1983
أثينا
إطلاق رصاص

31
إسماعيل عيسى درويش
عضو حركة فتح
14/12/1984
روما
إطلاق رصاص

32
خالد أحمد نزال
مسئول الأمن في الجبهة الديمقراطية
9/7/1986
روما
إطلاق رصاص

33
منذر جودة أبو غزالة
عضو المجلس الثوري، والمجلس العسكري الأعلى، وقائد القوة البحرية
21/10/1986
أثينا
عبوة ناسفة

34
ناجى العلى
فنان ورسام كاريكاتير
22/7/1987
لندن
إطلاق رصاص

35
محمد حسن بحيص "أبو حسن"
من كوادر القطاع الغربي
14/2/1988
ليماسول
عبوة ناسفة

36
محمد باسم التميمي
من كوادر القطاع الغربي
14/2/1982
ليماسول
عبوة ناسفة

37
مروان الكيالي
من كوادر القطاع الغربي
14/2/1988
ليماسول
عبوة ناسفة

38
خليل الوزير "أبو جهاد"
نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، وأهم شخصية بعد عرفات في حركة فتح
18/4/1988
تونس
إطلاق رصاص



39
صلاح خلف
مسئول الأمن الموحد, والرجل الثاني في فتح
14/1/1991
تونس
إطلاق رصاص

40
هايل عبد الحميد "أبو الهول"
مسئول في الأمن المركزي
14/1/1991
تونس
إطلاق رصاص

41
فخر العمري "أبو محمد"
أحد مساعدي أبو إياد - فتح
14/1/1991
تونس
إطلاق رصاص
42-
كمال مدحت
الرجل الثاني في منظمة التحرير بلبنان مارس 2009
عبوة الناسفة "باكثر من 20 كلغ من مادة التي ان تي وفق حجم الفجوة


التي خلفتها" موضحا ان تفجيرها تم "عن بعد" اي لاسلكيا
.43-
- فتحي الشقاقي-أمين عام الجهاد الاسلامي -الخميس26/10/1995

وذكر هذه السماء بالطيع لايعنى إستثناء من تم استهدافهم من كوادر وقادة العمل الوطنى فى الداخل الفلسطيني ، والذين تم استهدافهم بطريق بشعة وصواريخ شخصية مثل الشهيد أحمد ياسين وابو على مصطفى وغيرهم من قادة العمل الميدانى الابرار ،،،...
وتعود الكرة من جديد ويتم اغتيال المبحوح كما اسلفنا ، ويقابل وزراء الصهاينة تلك العملية القذرة بابتسامة عريضة – دون التعقيب الأولي – ليوصلوا للعرب رسالة المحبة والسلانم علي متن طائرة كانت تقل وزير البيئة الصهيوني ليستقبل حسب الاصول والعادات والكرم العربية ، وبسرعة خيالية يرد اليهود على كرمنا العربي ويستبيحوا حرمة أرضنا ودماءنا ، فالى متى سيبقى العرب مستقلبين العدوان والاستهتار بعواصمهم ، ومتى ننقل المعركة الى ارضهم ، تكون العين بالعيبن والرأس بالرأس والاغتيال بالاغتيال ??د.ناصر اسماعيل جربوع اليافاوي – كاتب باحث فلسطيني