عالم بلا اسلاك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة




في كثير من الأحيان تكون الأشياء الأقل لمعاناً هي الأكثر أهمية، وهذه المعادلة تنطبق على عالم التقانة كما على غيرها. نلاحق أحدث الحواسب، الشاشات، الطابعات، الانترنت، وكل ما باعتقادنا أنه هام جداً، ولكن المال والصناعة تهتم بأشياء أخرى تهتم بالمستقبل الذي يعني مالاً، يعني تطوراً، يعني مزيداً من الدقة.


لا عيب في أن نتابع ما ألفناه مما يطرح من قسم المستهلكات من عالم الحواسب، ولكن يجب أيضاً أن ندخل بالعمق بالمنتجات التي طلبتها الصناعة وطلبتها المؤسسات الخدمية واستخدامها سيؤثر إيجاباً على الكثير من الأعمال لدرجة أنها ستحيط بنا تماماً وسنألفها لدرجة كبيرة تجعلنا نتساءل كيف كانت حياتنا قبلها. الأجهزة الكفية (Hand Held)لاشك أن الاسم مألوف لدى العديد منكم، وأقرب مثال إلى الأجهزة الكفية (Hand Held) هي الحواسب الكفية المدمجة في الهواتف النقالة والتي اعتمدت الصناعة لها اسماً (الهواتف الذكية – Smart Phone) والتي تنوعت أشكالها ومستوى أدائها ولكنها ودون أدنى شك أحد التطبيقات البسيطة لعالم الأجهزة الكفية (Hand Held) التي وكما سنرى هي عشرات الإنجازات العلمية الحديثة مجموعة في جهاز واحد.

يجب أن نتنبه من أننا محاطون بعالم أصبح مملوءاً بالأذكياء، وهم يستغلون إمكانات التخاطب والإعلام والمعرفة المتاحة لتسريع تطوير ما هو متوافر، بالإضافة إلى استخدام ما هو متاح. القضية أصبحت سباقاً حول ما الذي من الممكن أن تقدمه من قيمة مضافة (Added Value) على أي إنجاز، أو خدمة.

لنأخذ مثلاً ما هو متوافر لدينا الآن من تقنيات:


المعالجات: أصبحت أسرع، وأرخص، وأصغر، ومخصصة للأجهزة الكفية (Hand Held)
الذواكر: أصبحت أرخص، وأصغر، وبحجوم تخزينية كبيرة.

الشاشات: كريستالية، رقيقة، أرخص، أدق، وأوضح.

البطاريات: أطول عمراً، أخف وزناً، قابلة للشحن بسرعة أكبر، وأرخص.

إمكانات الاتصال اللاسلكي: GSM/GPRS,802,11b/g/a, Bluetooth, Infrared, Radio, WFAN (Wireless Full Area Networking), وغيرها من التقنيات التي توسع دائرة الاتصال اللاسلكي وتخفف من كلف تجهيزاته.
نظم الأقمار الصناعية: تلك الأنظمة المتطورة التي تؤمن خدمات أساسية في أنظمة الملاحة والحركة GPS المربوطة بالخرائط والمواقع.

البرمجيات وأنظمة التشغيل: تخصيص أنظمة تشغيل خاصة من ميكروسوفت للأجهزة الكفية (HandHeld) (Microsoft Windows Mobile) وتوافقيتها مع أنظمة التشغيل الأكثر استخداماً من الشركة نفسها.

الألفة: وهي بنظري من أهم عوامل تسارع انتشار أي تقنية جديدة والتطبيقات الملحقة بها، لأن عملية دمجها بما هو موجود أصلاً مع بعض التطوير أسهل بكثير من أن نبدأ من جديد.

سهولة الاستخدام: وهذا عامل هام جداً لأنه يساعد على توسيع طيف مستخدمي أي تطبيقات أو تجهيزات جديدة، ولا يحصرها بالخبراء، ومن هنا تأتي أهمية إيجاد ما يدعى (User Friendly Interface) تطبيقات قريبة سهلة الاستخدام والتعلم.

الرغبة في التطوير: وهي رغبة اجتاحت العالم والصناعة بشكل لم يسبق له مثيل تاريخياً، خاصةً أن كلفة التطوير أصبحت متاحة ومتوافرة للشركات المتوسطة والصغيرة وحتى مؤسسات الأفراد، ولم تعد تقتصر على الشركات الكبيرة والحكومات. وأسست لأسواق وإبداعات تقنية تم الاستثمار فيها لأن أسواقها واعدة وممتدة.
كل ما ذكرناه يجعل الانتقال إلى عالم الأجهزة الكفية (Hand Held) حتمياً أليس كذلك؟.

إذا قلت لكم أنني أعرف أحد عشر صناعة رئيسية يتفرع عنها 72 تطبيقاً أساسياً نحتاج فيه لاستخدام أنظمة تعتمد على الأجهزة الكفية (Hand Held) تحتاجه آلاف الشركات!! ألا يقفز إلى الذهن أن هناك الكثير من العمل مطلوب بهذا الاتجاه وأيضاً هناك الكثير من المال والوظائف؟.
سأكتفي الآن فقط بذكر تلك الصناعات والتطبيقات المتفرعة عنها لإعطاء فكرة عن أهميتها، وسنركز في مقالات تفصيلية أخرى على أهم التطبيقات في كل قطاع خدمي أو صناعي.

المحافظة على السلامة العامة والأمان:
وتستخدم الأجهزة الكفية (Hand Held) فيها وفق التطبيقات التالية:
إصدار البطاقات (Ticketing).
التأكد من الهوية.
فحص الآليات والتأكد منها.
التفحص الأمني.
(EMS calls& routing)

النقل:وتستخدم الأجهزة الكفية (Hand Held) فيها وفق التطبيقات التالية:
استلام البضائع وتسليمها.
إدارة الآليات.
إجراء الطلبيات أو تلقيها.
تحرير الفواتير.
تحديد حالة المواقع.
أعمال التسليم والشحن والتوضيب.

البريد وخدمة الطرود:البريد المسجل بأنواعه.
الاستلام والتسليم المسجل للزبائن.
الاستلام.
الشحن.
متابعة انجاز العمل (في حال كان هناك أكثر من مرحلة).

المواصلات العامة:تحميل الحقائب.
مطابقة لوائح الركاب والحقائب.
متابعة شكاوى فقدان الأمتعة.
إصدار البطاقات بمختلف أنواعها.
الأعمال والمواد الأساسية المطلوبة لوسائل النقل (أرضي – طيران).
جداول الحركة (أرضي- جوي).
إدارة عمليات الجرد.
مراقبة عودة الآليات.

خدمات البيع المباشر (Retail):استلام البضائع.
إدارة الموجودات والمخزون.
إدارة تغير الأسعار.
وطلب البضائع عبر الحاسب.
المسترجع.
مراكز البيع المتحركة.
مساعدة الزبائن.
وهناك أيضاً تفاصيل كثيرة عن خدمات:
خدمات الأعمال الميدانية
الخدمات النفعية (Utilities)
الخدمات الصيدلانية
الإحصاء بأنواعه
التوزيع
الخدمات التعليمية
الخدمات الطبية
الأرشفة
المستودعات

تطبيقات لا نهائية لأن هذه التقنية أشبه ما تكون بالأبجدية، تكون أنت منها ما تشاء من جمل، إنها كل ما يمكن أن يمثله العمل في المستقبل.
إن معظم هذه الاستخدامات هي قيد التطبيق الفعلي في الشركات التي تبنت التقنية بشكل مبكر، وطبعاً في معظمها شركات كبرى ومتوسطة. ولكن النجاح المذهل على صعيد التحكم ودقة المعلومات وما نتج عنه من مردود مالي من ربح مباشر أو من توفير في الهدر أثر بشكل كبير في تسريع تبني شركات متوسطة وصغيرة لهذه التقنية لما تقدمه لهم من ميزات.
الحوسبة المحمولة هي نتيجة حتمية للتقانات التي ذكرناها وتطورها مرتبط بتطور تلك التقانات،


فما المطلوب فعلاً للانطلاق؟


إن أي شبكة بسيطة تستخدم تقنيات Wi-Fi في أي مكان (مشفى، مدرسة، معمل، وزارة، إلخ) تدار عبر مخدمات (Servers) كبيرة أو صغيرة تعتبر جاهزة لتطبيقات الحوسبة الكفية المحمولة، إذاً نحن في الواقع نتحدث عن انتقال بسيط لمعظم مناطق العمل التي أساساً بمعظمها أصبحت تحوي شبكات حاسوبية مرتبطة بمخدمات (Servers) وإضافة مرسلات لاسلكية (Wi-Fi) تلك الشبكة تحولها إلى موقع جاهز لاسلكياً (Hotspot) لتراسل المعطيات. ومع علمنا بان هذه المرسلات أصبحت تكلفتها أقل من 5000 ل س للقطعة الواحدة والمسافات التي تغطيها تصبح كلفة التحول والجاهزية لا تتعدى 50000 ل س لمشفى كبير مثلاً.
وللاستخدامات التي تتطلب مسافات كبيرة فهذه من الممكن تغطيتها عبر أنظمة الموبايل نفسها GSM/GPRS والتي تعد حلاً غير مكلف فعلاً نسبة لما تقدمه من تغطية كبيرة وفعالة، في الحالات التي تتطلب تبادلاً للمعلومات ضمن مدينة أو محافظة أو حتى عدة محافظات.

إذا البنية التحتية موجودة والمفاجئ لنا هو أن البنية البرمجية أيضا موجودة لدى معظم المؤسسات الراغبة في الاستفادة من الحوسبة الكفية والمحمولة، وكل ما يحتاجه الأمر فعلاً هو تطوير بعض البرمجيات الصغيرة التي تؤمن تبادلاً للمعلومات بين تلك التجهيزات الكفية والبرمجيات الأصلية المتوافرة.

طبعاً هناك الأجهزة الكفية
لإتمام المعادلة الناجحة للأجهزة الكفية والحوسبة المحمولة لابد من وجود هذه التجهيزات الذكية والخفيفة ولكن أيضاً القابلة للتعديل وفق متطلبات العمل المطلوب منها إنجازه (Customization) فالبعض منها يحوي العديد من إمكانات الاتصال والآخر يحوي قارئات ليزرية وأخرى راديوية، منها ما هو مدمج مع أنظمة GPS/GIS وأخريات لها القدرة على تحمل الصدمات والحرارة وحياة للبطارية أطول.
كل هذه المتغيرات سهلة التطبيق وموجودة فعلاً.


المهندس رشاد أنور كامل
موقع الرقميات شريك في الاختيار
رئيس التحرير