منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    السينما والسياسه العربيه

    الفيلم السياسي

    لايمكن لاي مهتم بالحركة الثقافية في العالم العربي تجاهل اهمية السينما في البنية الثقافية ككل – لان المنظور الواقعي للسينما يرتبط بالمنطق والعقل مع الالوان الثقافية ان كانت في الميادين الادبية او السياسية او الاجتماعية او العلمية .. الخ
    وقد اختار , بعض الدخلاء على السينما العربية , ان يقدموا لنا الفيلم الهزلي والتافه , بشكل طغى على كل الالون السنمائية الاخرى ولا يمكن لهؤلاء الدخلاء ان يقللوا بمنظورهم , اهمية السينما ودورها الحقيقى الذي يتبناه عدد لابأس به من المخرجين والممثلين في الساحة العربية .
    وهم النوعية التى خاضت تجربة الفليم السياسي , كشكل من اشكال النقد البناء للبنية الفوقية , التي تهدف في نهاية الامر الى فضح وتعرية الخطايا والاخطاء لبعض القرارت الفوقية التى تؤثر على مجموع الناس بشكل عام .
    ومن هنا نجد امامنا مجموعة من الافلام السياسية التي تنتقد الناصرية كواقع فكري , ثم تجد امامنا مجموعة من الافلام السياسية التى تنتقد الساداتية كواقع اقتصادي , وهذا يوصلنا الى نتيجة اتفق عليها السينمائيون المعارضون او المؤيدون لهذا النظام او ذاك ... وتلك النتيجة تتخلص في محاكمة الناصرية من واقع فكريي وهو امر عادى .
    اما محكمة الساداتية من الواقع الاقتصادي فهو امر غير عادي .
    الامر العادي ان الفكر يمكن الاختلاف عليه فى كل زمان ومكان .. اما الامر غير العادي هو ان الاقتصاد امر ثابت لا يمكن الاختلاف عليه , فاما ان تكون لصا فاسدا واما ان تكون نزيها مخلصا ..
    واللصوصية يحاسب عليها القانون الإلهي , والقانون الدنيوي , وهي أمر مادي محسوس وملموس , متفق على حدوده وضوابطه ...
    من خلال هذا المقياس الذي قدمه لنا الفيلم السياسي المصري , يمكن بالسهولة لكل مثقف عربي من المحيط إلى الخليج أن يقف مع أو ضد الناصرية , أو يقف مع أو ضد كتاب هيكل " خريف الغضب " أو يقف مع أو ضد رواية نجيب محفوظ " أمام العرش " .
    وماذا نريد من السينما أكثر من ذلك الوضوح والتبسيط ..
    وكان لا بد للسينما العربية من موقف سياسي , في هذا الطوفان التجاري الرهيب من الأفلام الحقيقية والهادئة , ومن نجوم الإخراج السينمائي على مستوى الفيلم العربي السياسي نذكر " برهان علوية " الذي نجح في تسليط الضوء على أحداث كفر قاسم , نجده في فيلم آخر يسلط الضوء على الاغتيال السياسي كردة فعل ضعيفة , وعلى الطفرة المادية التي يعيشها الإنسان العربي في هذا الزمان ولكن إلى أي حد نطاحن هوليود ..؟؟
    هناك أفلام عربية تحمل أسماء كثيرة لم يسمع بها المشاهد العربي مثل فيلم " الصمت العنيف " لمؤمن السميحي المغربي , وفيلم " سجنان " للمخرج عبد اللطيف بن عمار التونسي , وفيلم " عمر قتلته رجولته " للمخرج الجزائري العظيم " مرزاق علوش " أو فيلم " السفراء " للتونسي ناصر ألقطاري أو فيلم " اليازلي " العراقي للمخرج قيس الزبيدي أو " السيد التقدمي " للمخرج السوري نبيل المالح , او فيلم " يوم عادي في حياة قرية سورية " للمخرج عمر أميرالاي .
    ويمكن أن نسجل هذه الأفلام ضمن الفيلم السياسي , أما بشكلها الروائي التسجيلي , أو بشكلها الموضوعي المنهجي , وهي تمثل لونا سياسي في سماء السينما العربية يعمق الوعي بأهمية دور السينما في حياتنا
    إلا انه يظل ناقصا في تلك المسحة الجماهيرية التي يحتاجها المشاهد العادي وهو يتابع الفيلم السينمائي , باحثا عن قدر من الترفيه مع قدر من الجدية
    أما الترفيه الكامل , والجدية الكاملة , فهي مضرة في اغلب الأحيان حين تقديمها كوجبة سينمائية للمشاهد العادي ..!!
    مع الاعتراف بصعوبة أن يكون لدينا فيلما روائيا وسياسيا متكاملا ضمن التقنية السينمائية المتواجدة لدينا , واتي تحتاج إلى خبرات قوية في ميدان الفيلم الروائي السياسي الكامل , والجماهيري المثير .
    ولو أننا نسجل لفيصل الياسري نجاحه في إخراج فيلم " القناص " عن الحرب اللبنانية , كما نسجل " لمارون بغدادي " بعض محاولاته في هذا المجال أيضا .
    وبالتأكيد فان كل محاولاتنا تبقى قاصرة بجانب الإنتاج الهوليودي الضخم عالميا

  2. #2
    السينما العربية قدمت افضل ما عندها من خلال الفيلم السياسي
    روعتها على ايدي المذنبين اما كمال الشيخ فقد قدم شهادة سياسية عن تفوق العنصر العربي على اعدائه في ميدان الامن والمعلومات من خلال فيلم
    " الصعود الى الهاوية " الذي صعد بمديحة كامل من كونها مجرد نجمة حسناء الى ممثلة سينمائية لها قدرتها على العطاء الفني , وهي تؤدي دور
    " عبلة كاملة " التى نسيت آمال وطنها وهموم شعبها في شوارع باريس مع رجل يعادي بلادها , ويعد العدة لضربات تلو الضربات بالقنابل والطائرات ضد المدنيين والعسكريين في جبهة القناة بل انها تتلون كالافعي حتى تصل الى الدبلوماسيين من ابناء امتها , لتأخذ منهم ما يفيد العدو , واستخدام كمال الشيخ في هذا الفيلم كل خبراته المشهور بها في اخراج الافلام البوليسية ليخرج فيلم الصعود الى الهاوية , كأحد الافلام الراقية في عقد السبعينات من حيث التسلسل الروائي , ومن حيث استخدام الاماكن الواقعية في باريس او القاهرة , وحتى تقع " عبلة كاملة " في ايدي امينة على الوطن لتلقى عقابها المحتوم , وخيبة الامل تكسو وجوه الذين استغلوها ابشع استغلال ممكن ..
    و" علي بدرخان " عاد ليصحح موقفه من الفيلم السياسي بعد "الكرنك" فأخرج فيلم " اهل القمة " عن الانفتاح وسيطرة رأس المال التي كادت ان تقضي على انجازات شعب بأكمله من اجل فئة قليلة من الناس , والفيلم من افضل الافلام العربية التي عرضت في اوائل الثمانينات .
    وقائمة الافلام السياسية لا تقف عند هذا الحد , فهناك فيلم "رحلة داخل امرأة " لنادية لطفي ونور الشريف وشكري سرحان , وقد بحث الفيلم قضية هامة حول موضوع الحراسات , وحول الشخصيات الثورية التى تحولت الى التجارة والثراء , حيث تعيش مع امرأة موزعة بين شاب طموح وبين رجل قدير , وقد احبت في الشاب طموحه , تماما كما احبت يوما من الايام طموح رجلها القدير ووطنيته في شبابة , ثم خاب املها بعد ان تحول الطموح الى التجارة والثراء عند الرجل القدير , وخاب ظنها مرة ثانية عند الشاب الذي اظهر لهفته على الاملاك والاموال , بقدر ما كشفت قضية الحراسات نقمته على الوطن بكل ما فيه من رموز مخلصة , جعلته في نظرها انسانا متعجرفا وهي لا تريد ان تكرر مأساتها الاولى بمأساة ثانية – وافضل لها الف مرة ان تستمر في حياتها دون تغيير فالحب الاول هو الاقوى , والافضل , بما يعني ذلك من رموز سياسية فالفيلم السياسي هو سياسي , لا يحتاج الى كثير من من الجهد في التفكير صمن الرموز , ويبقى الفيلم النظيف هو الذي يترك للمشاهد ان يحكم على المعطيات السياسية ضمن ما يراه امامه , وفي نمط رابع من الفيلم السياسي نجد انفسنا مع مصر قبل ثورة 23 يوليو سنة 1952 في افلام عديدة ابرزها "الارض" ليوسف شاهين , و" شروق وغروب " من بطولة سعاد حسني ورشدي اباظة ويمكن اعتبار " وداد الغازية " معالجة سياسية للوضع ما قبل الثورة في سنة 1952 حيث عشنا نقمة ضابط البوليس الوطني على الباشا وعلى رؤسائه في وجه الاقطاع المستغل للفلاح الفقير , ونعيش ايضا في فيلم " شفيقة ومتولي " ذلك الجو من السخرة الذي كان يفرضه الاحتلال البريطاني على الفلاح المصري للخدمة في جيوش بريطانيا العظمى , ثم نجد انفسنا امام الارهاب العظيم المتمثل في شخصية احد وزراء الداخلية للعهد الملكي في مصر بفيلم "سنة اولى حب " بطولة نجلاء فتحي وبوسي ومحمود ياسين وجميل راتب , حيث يناقش قضية الاغتيال السياسي وحال مصر قبل ثورة 23 يوليو اضافة الى هذه المجموعة من الافلام , نلمس الاجواء السياسية في فيلم " آه يا ليل يا زمن " من بطولة وردة الجزائرية ورشدي اباظة حيث تعيش قصة امرأة من اسرة عربية هاجرت الى باريس وحاولت ان تستعين باصدقاء الاسرة القدامى هناك فلم تجد احدا يمد لها يد العون او المساعدة فتعمل مطربة في الملاهي الليلية , حتى تلتقي بذلك الضابط الذي اختبأ في قصر والدها اثناء هروبه من البوليس , ذات ليلة قبل 23 يولية 1952 حيث اصبح مسؤولا كبيرا بعد الثورة , يقرر مساعدتها واعادتها معه الى بلدها معززة مكرمة , وعلى نفس الوتيرة تعيش قصة حب احد المسؤولين الكبار بمطربة في فيلم " اسياد وعبيد " من بطولة عادل ادهم وحسين فهمي ومحمود ياسين وفريدة فهمي وهدى سلطان , تعيش قصة مشابهة اخرى في فيلم " اثنان على الطريق " من بطولة شمس البارودي وعادل امام , حيث نجد امامنا بنت الباشاوات التي يرغمها مسؤول سياسي كبير على حبه , وهي قصة عولجت في اكثر من فيلم اخر ايضا , منها فيلم قام ببطولته محمود عبد العزيز ومحمود مرسي ونيللي وشويكار وعادل ادهم حيث نجد المسؤول الكبير مغرما بامرأة يحميها من احد القضاة الذي يسعى لاثبات براءة احد المتهمين بجريمة قتل جنائية .. ودليل براءة
    المتهم في ليلة حب قضاها مع عشيقة ذلك المسؤول الكبير .. والحقيقة ان هذا الكم من الافلام السياسية التى عالجت المواقف السياسية المباشرة في مصر لم تجد لها أي صدى مماثل في أي سينما عربية اخرى , اذا ما تجاوزنا تلك الرمزية الوطنية في بعض الافلام السورية او المغربية , والرمزية هنا عامة وليست خاصة بحيث اننا نجد في "امبراطورية غوار" رمزية تنتقد الزعامات التى تتغير وهي مجرد فكرة لا اكثر ولا اقل .
    كما نجد انتقادا للحدود المصطنعة بين الدول العربية في فيلم "الحدود" وهي فكرة مثالية ايضا , لا تضع اليد على الجرح المباشر ابدا ..
    السينما العراقية قدمت لمحة عن الفيلم السياسي بواقعية ومباشرة بفيلم
    " المسألة الكبرى " كما قدم فيصل الباسري فيلما عن الحرب اللبنانية بمعالجة فكرية ناضجة من خلال " القناص " من بطولة آمال عتيش ..
    يمكن ان نجد سمات الحرب في لبنان موجودة في العديد من الافلام اللبنانية الجديدة , لكن لا تصل الى مستوى المباشرة في النقد السياسي من خلال العمل السينمائي بنفس القوة التى عشنا فيها جو العمل السياسي في لبنان من خلال فيلم " القناص " الذي يتفوق على الافلام لبنانية عديدة قدمها يوسف شرف الدين وفؤاد شرف الدين بصورة غير مباشرة عن لبنان ما بعد الحرب وقد يكون من الاهمية بمكان ان نذكر بأن السياسة هي التعامل بين الحاكم والمحكومين وبينه وبين الآخرين وهذا يجعلنا نضع في اعتبارنا مناقشة كل الافلام التى العلاقة بين الرؤساء ومرؤوسيهم ضمن اطار الفيلم السياسي الجاد اضافة الى ان الفيلم السياسي هو الذي يقدم الفكرة العامة عن حال المجتمع في زمان التحولات السياسية الهامة .. ففيلم "الايدي الناعمة" سياسيا بمضامين اجتماعية حيث يتحول العاطل بالوراثة الى انسان منتج , وفيلم " جفت الدموع " سياسيا بمضامين ثقافيا , حول الصراع بين الصحفيين على مراكز النقابة والقيادة . ونذكر للحق والحقيقة بان السينما العربية قدمت افضل ما عندها من خلال الفيلم السياسي , وتعتبر مجموعة الافلام العربية السياسية نموذجها رائعا تتميز به السينما العربية على قريناتها في العالم الثالث , بل انه يقربها من مصاف السينما العالمية بشكل عام في مجال الافلام السياسية ..!

  3. #3
    الفيلم السياسي في السينما العربية

    تمثل الذكاء الهوليوودي , في استخدام الفيلم السينمائي , لاهداف سياسية من خلال مجموعة كبيرة من الاعمال المثيرة مثل افلام جيمس بوند ...!! ولكن هذا الذكاء خفت حدته وانطفأ بريقه , مع انتشار افلام الموجه الجديدة التى قادتها السينما الفرنسية , في طرح الموضوع السياسي على بساط البحث السينمائي , بكل تفاصيله الدقيقة , التي بهرت الناس وجذبتها الى الفيلم الفرنسي مع بداية السبعينات . حيث تأثر الكثير من مخرجي السينما في العالم الثالث بالموجة الفرنسية وبدا ذلك واضحا في اعمال السينمائيين العرب , الذين حاولوا ان يفهموا المعالجة الشمولية لقضايا الوطن والامة من خلال الفيلم السينمائي . وكان هذا يعني جرأة سابقة لاوانها , فبدت وكأنها لغز غير مفهوم حين عرض فيلم " زائر الفجر " من بطولة ماجدة الخطيب وعزت العلايلي وسعيد صالح فلم يكن فيلما سياسيا معاصرا , بقدر ما كان معالجة بوليسية غير واضحة الا ان المعاناة الفكرية والقلق الانساني لبطلة الفيلم كان يوحي بانها مطاردة سياسيا , فلم يكن هناك اتهام جنائي اخر يعالجه الفيلم سوى الاتهام الثقافي والسياسي , وكان للضجة التى اثارها انتاج فيلم " زائر الفجر " والنجاح الذي حققه , اثره في جذب السينمائيين لتقديم فيلم سياسي مباشر , وكان فيلم " الكرنك " من اخراج علي بدرخان وبطولة نور الشريف وسعاد حسني وشويكار وفايز حلاوة وقصة نجيب محفوظ , اكثر الافلام انتقادا لبعض الاوضاع السياسية الفاسدة التي درسها الفيلم , من خلال احد النماذج السياسية المنتمية الى الصف الثاني من مراكز السلطة , حيث يشير الفيلم الى هذا النموذج بأنه المسؤول عن البلبة , في ظل انشغال المسؤولين بالقضايا الكبرى , وهذا ايضا ما أوضحه فيلم " وراء الشمس " لمحمد راضي وبطولة نادية لطفي ورشدي اباظة ومحمد صبحي ومنى جبر وشكري سرحان , حيث عشنا تصويرا مباشرا لما كان يحدث في السجن العربي , على ايدي نماذج من رجال الصف الثالث في السلطة لجلب الاعترافات بالقوة , ارضاء لرؤسائهم في الصف الثاني الذين كانوا يتصرفون طبقا لمصالحهم الشخصية فقط , مستغلين الثقة التي حصلوا عليها , وقد سخر " عادل امام " في فيلم
    "احنا بتوع الاتوبيس " ومعه عبد المنعم مدبولي , من نفس الاجراءات البوليسية في السجون الحربية ..
    واذا تعمقنا في تلك الافلام (زائر الفجر او الكرنك او احنا بتوع الاتوبيس او وراء الشمس ) سنجد انفسنا اما اجراءات بوليسية بحتة تتحدث عن تجارب شخصية , فردية , وحجم تأثيرها محدود بنسبة ضئيلة من مجموع الناس , الذين وضعتهم الظروف في مواجهة مع هذه الاجراءات التى تمثل الوجه العام لاغلب دول العالم الثالث دون استثناء ...!!
    وعادة ما تمر هذه الدول , في مرحلة انتقالية وتاريخية , من عمرها السياسي ببعض القرارات السياسية التي تمس القلة من الناس بالقليل من الضرر ولكنها تعود بالفائدة على الغالبية العظمى من الناس في نفس
    الوقت ...
    والخطأ يحدث دائما وابدا في الاجراءات البوليسية التى تنفذ هذه القرارات لا يمكن ادانة القرارات لمجرد ان بعض الاشخاص اساءوا التطبيق ...!!
    وهذا بالضبط ما يمكن ان نفهمه فى الافلام السابقة الذكر , وما يمكن تلخيصه من الفيلم الاخير لفاتن حمامة " ليلة القبض على فاطمة " , اخراج هنري بركات , حيث اننا نجد انفسنا امام شخص فرد اساء استغلال سلطاته ضد شقيقته , دون علم المسؤولين بحيث اننا نراه يحاكم ويعاقب في نهاية الفيلم بعد افتضاح امره للمسؤولين والرمزية في فيلم " ليلة القبض على فاطمة " مرفوضا تماما , لان القصة واقعية , وقد نشرتها الكاتبة " سكينة فؤاد " قبل عدة سنوات , وعرضت في مسلسل اذاعي , كما انتجت في مسلسل تليفزيوني , والكاتبة للقصة غير مسؤولة عن استخدام الرمزية والايحاء السياسي ان كان في الفيلم السينمائي او في المسلسل التليفزيوني ...!! لان اساءة اى شخص لسلطته ومسؤوليته تدخل في محاسبته , هو شخصيا , دون ان يتحمل الوطن كله تبعات انانيته وذاتيته فمن غير المعقول ان يتحمل المجموع , ميل احد النماذج لجمع المال والثروة باسم زوجته في فيلم " وراء الشمس " مثلا , كما انه من غير المنطقي ان نحمل كبار المسؤولين , اخطاء ادارة السجون , في أي بلد من البلدان , كما رأينا في فيلم " احنا بتوع الاتوبيس " , والا فاننا ننجنى على حركة التاريخ الذي سيشهد بعد مئات السنين , بان النعمة مست الجميع في مرحلة التحول العظيم .
    لكن الوضع يختلف منطقيا حين نجد انفسنا امام فيلم " وقيدت ضد مجهول" , حيث الرمزية السياسية واضحة للعيان , وتشمل ادائه كاملة , لا تتعلق بفرد او بضعة افراد , تعدد ما يتعلق بوطن باكمله , كما تجد انفسنا امام واقع مجتمعي يعيد الى الاذهان , تسلط القوي على الضعيف , استقلال الغني للفقير , وانهيار النظام والقانون , لخدمة بعض الاشخاص , كما راينا في فيلم " الغول " من بطولة عادل امام وفريد شوقى , وهو يحمل نفس الفكره التى دار حولها فيلم " على من نطلق الرصاص " بطولة فردوس عبد الحميد عزت العلايلى وسعاد حسنى وجميل راتب , ونفس الفكرة التى قدمها هشام ابو النصر فى فيلم " قهوة المواردى " حيث كل شى يتغير الى الوراء , وياخذ الناس الى جحيم الالبوتيكات , وغلاء الاسعار , ولتحكم الفرد الواحد في مجموع الناس البسطاء , ويعلو الصبي الصغير على الرجل الحكيم القدير في زعزعة واضحة للكيلن الاجتماعى , لدرجة تصلى الى ان تبيع الام ابنتها في حفل زفاف مادي , ويموت الانسان الشريف ...!!
    ثم نجد انفسنا امام عهد جديد , وممثل جديد هو " ممدوح عبد العليم " يقدمه ابو النصر رمزا للقاء والصفاء في نهاية فيلم "قهوة المواردي " , الذي اوجز المشكلة السياسية ببساطة شديدة متسائلا عن الافضل للجميع ثراء فرد واحد ام ثراء المجموع .
    وفي موقف يتسم بالموضوعية السياسية للتركيبة الثقافية والاجتماعية نجد انفسنا امام نمط ثالث من الفيلم السياسي , تفوق على كل ما عاداه من افلام سياسية مباشرة , حيث قدم حسين كمال فيلمه الشهير "ثرثرة فوق النيل " وعالج فيه مجموعة من الشخصيات المثقفة كما جاء ذكرها في القصة الاصلية لنجيب محفوظ الاديب , والصحفي , والاداري , والممثل السينمائي , ورئيس الارشيف تجمعوا في عوامة على النيل , وانتقدوا سخرية لاذعة اوضاع العالم السياسي من اقصاه الى ادناه , بسلبية واضحة ,شاركهم فيها نماذج نسائية تمثل الزوجة اللعوب والطالبة الساذجة , والموظفة الفاتنة , والصحفية الملتزمة بقضايا الشعب والبلد حيث يسير الفيلم بنا من موجة السلبية المفرطة , الى موجة ايجابية حادة تقودها الصحفية الجادة بزيارة الى مدن القناة التي اصابها الخراب بعد الحرب فكان هذا الفيلم شهادة سياسية اتسمت بالحياد في الاتهام , وقال الفيلم اننا جميعا مسؤولون عما حدث سنة 1967 من الغفير الذي يتستر على المجون رغم تدينه الى المدير الذي ينسى نفسه وسط الدخان في العوامة … ويبدو ان "ماجدة الخطيب " عشقت هذه الادوار , فشاركت احمد زكي وتيسير فهمي وكمال الشناوي بطولة فيلم " العوامة 70 " وهو فيلم انتقادي , ايضا , على غرار " ثرثرة فوق النيل " مع اختلاف النهج الفكري , حيث دارت فكرة " ثرثرة فوق النيل " حول سلبية المثقفين والاداريين من واقع البلاد بينما دارت فكرة " العوامة 70 " حول الحرب الدائرة بين المشتغلين لاقتصاد البلد وبين المثقفين من الصحفيين وبين هؤلاء وهؤلاء نماذج مختلفة تتفاوت فيها السلبية والايجابية بينهم …
    والفيلم السياسي الثالث الذي تحمل المسؤولية الى الجميع ويشير الى المشتغلين على اختلاف فئاتهم وطبقاتهم هو الفيلم الرائع "المذنبون " من اخراج سعيد مرزوق وبطولة مجموعة كبيرة من الممثلين على رأسهم : " عماد حمدي " البطل الحقيقي لفيلم الثرثرة , والبطل الحقيقي لفيلم المذنبون ..!! " وسهير رمزي " التي تفوقت في هذا الفيلم , ولم تتفوق في سواه .. و "صلاح ذو الفقار " الذي اجاد باقتدار يحسد عليه دوره كمدير عام لاحدى المؤسسات التي يستغلها لاغراضه الشخصية والانانية
    و "حسين فهمي " الذي مثل ابن الباشاوات الحزين , اما " توفيق الدقن " فهو كعادته يعيش مع كل ادواره , فكان متميزا كمدير لاحدى الجمعيات التعاونية التي يستغلها لصالحه الشخصي , و "يوسف شعبان " الطبيب الذي يجري بعض العمليات الجراحية الممنوعة شرعا وقانونا , حتى نصل في نهاية المسار الى صاحب النفوذ الذي يفرض سلطانه على كل كبيرة وصغيرة بما فيها تلك الممثلة التي يتجمع حولها كل المذنبين في حق المجتمع والبلد ..
    وهذا الفيلم الناضج فكريا وفنيا , استطاع ان يضع اليد على الجرح في ازمة الحضارة والتخلف ضمن العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكان شموليا لدرجة اثارت اعجاب الجميع نقادا ومشاهدين على اختلاف اذواقهم ومستوياتهم ويقول : ان العيب ليس في الفرد ولكن العيب فينا جميعا , عندما نصل الى درجة المسؤولية والسلطة فنستغلها ونفس مصالح الناس وحاجاتهم , حيث تفقد القرارات العظيمة

المواضيع المتشابهه

  1. فن السينما غراف
    بواسطة محمد زعل السلوم في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-29-2011, 01:38 PM
  2. الرياضه والسياسه
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الرياضة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-15-2010, 08:17 AM
  3. السينما وفلسطين
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-31-2009, 09:14 PM
  4. السينما العربيه في القرن العشرين
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-10-2009, 07:42 PM
  5. هيكل بين الصحتفه والسياسه
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-29-2008, 10:30 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •