وسط مشاركة مئات المخترعين من أنحاء العالم...المخترعون السوريون يحصدون الكؤوس والمراكز


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وسط مشاركة مئات المخترعين من أنحاء العالم...

المخترعون السوريون يحصدون الكؤوس والمراكز المتقدمة في معرض «بودابست»

اختتمت قبل أيام قليلة في العاصمة الهنغارية بودابست فعاليات معرض ومؤتمر الجينيس - أوروبا للاختراع (عباقرة أوروبا)، الذي شاركت فيه سورية على مدار أيامه الخمسة التي استمرت بين 9-13 من أيلول الجاري. وكان للسوريين في هذا المعرض حصة الأسد من الجوائز والتكريمات التي حصدوها بفضل ابتكاراتهم المتميزة من بين 20 دولة مشاركة و324 مخترعاً من مختلف فئات العلوم والإبداع.


وكانت سورية قد حصلت على مراكز أولى ومتقدمة في المعرض حيث نال المخترع السوري الدكتور محمد عماد الدروبي كأس الاختراع الأوروبي والمركز الأول في المعرض، كما نالت المخترعة السورية سميرة الزغير الميدالية الذهبية، وعلى التوازي مع مسابقة المعرض كانت هناك مسابقة لأفضل مشروعات التخرج العالمية حصلت فيه المهندسة السورية ريم عادل حرفوش على المركز الثاني من بين 40 متسابقاً من بين 11 دولة وكان موضوع مشاركتها «المجمع الثقافي» وهو عبارة عن مول متطور يجمع نواحي الثقافة تحت سقف واحد مع الروعة في التصميم والنواحي الجمالية وتوزيع الأصوات والبيئة النظيفة. ويذكر أن صاحب المركز الأول الذي تقدم على المهندسة السورية حرفوش هو هنغاري الجنسية.


وفي لقاء مع الدكتور الدروبي - الحائز المركز الأول الذي تسلم كأس الجينيس الأوروبي عن اختراعاته في زراعة الأسنان، وهو المخترع الوحيد غير الأوروبي الحائز هذا الكأس: إن مشاركة سورية تمت من خلال ترشيح منظمة «الإيفيا» (الجمعية الدولية للمخترعين) التي طلبت عدداً من الأسماء التي حازت جوائز دولية في المعارض الدولية إضافة إلى المخترعين الأوروبيين.
وأشار الدروبي إلى أن الوفد السوري كان برئاسة ياسر سعدة مدير معرض الباسل الدولي وعضوية المهندس جمال الحوامدة الذي اختير ضمن لجنة التحكيم الدولية المشكلة من ست دول، كما أن سعدة ترشح ليكون نائب رئيس لجنة التحكيم لكونه حائزاً وسام الأوفيسر العالمي لمنظمة الإيفيا.

منافسة حادة بين المخترعين

وأكد الدروبي أنه على الرغم من العدد القليل للمشاركين السوريين فقد حازوا المراكز الأولى في المسابقة وأنها تميزت باشتداد المنافسة بين المخترعين ولم توفر لجنة التحكيم الدولية المكونة من أعضائها الستة باختصاصاتهم المتعددة في بذل جهود مضاعفة من أجل تسمية المراكز الأولى.

نقاط مضيئة

يقول الدروبي: تميزت المشاركة السورية بجميع أعضائها من إدارة ومخترعين وتمكنت بنجاح من إبراز وجه سورية الحضاري، وإضافة إلى الجوائز الأولى فقد قام رئيس الوفد ياسر سعدة والمهندس جمال الحوامدة بعمل نشيط ومميز من خلال مشاركتهما في اللجان الدولية المشكلة في هذا المحفل الدولي، حيث نوه رئيس منظمة الإيفيا الهنغاري فيدرش أندرياس بذلك وطلب تمثيل سورية في منصة التتويج من خلال ياسر سعدة، معرباً - أندرياس - عن شكره لسورية لما بذلته في إنجاح معرض الباسل الدولي 2009 وعن اختياره للدكتور عامر لطفي وزير الاقتصاد لتسميته داعم المخترعين السوريين ضمن محاضر الاتحاد الدولي للمخترعين.

الاختراع بين الاستثمار والإهمال

أما المخترع الدكتور محمد عماد الدروبي فهو من مواليد حمص وقد تم اختياره من قبل منظمة الإيفيا للمشاركة بعد حصوله على جائزة الإيفيا في معرض الباسل الدولي 2009.
ونال الدروبي في معرض بودابست كأس الجينيس - أوروبا بعد المشاركة بابتكارات في مجال زراعة الأسنان التي تتكون من ثلاثة موضوعات: الأول «موضوع الموسعات غير الراضة في إدخال زراعة الأسنان»، والثاني «موضوع الشبكات التيتانية لتعويض نقص العظم عند زراعة الأسنان»، والثالث موضوع «الدعامة المتعددة الاتجاه للزراعة السنية لمواجهة مشكلات الخروج عن خط الإدخال».


وحول استثمار هذا الاختراع السوري قال الدروبي: إن الموضوع الأول في هذا الاختراع تم استثماره بتدريب أكثر من 400 طبيب أسنان سوري جعلوا من سورية مركزاً مهماً للعلاج في سورية لمواطنين من دول عربية وأجنبية وتم بوساطته تسهيل عملية زراعة الأسنان هذه وتخفيض تكلفة عملية الزرع إلى مستويات مكنت أطباء الأسنان الممارسين من القيام بعملية زراعة الأسنان بنجاح وبتكاليف مقبولة بعد أن كانت محصورة بفئة قليلة من الأطباء الاختصاصيين.
وأضاف الدروبي: إن الاختراع خرج إلى خارج سورية وتمت إقامة العديد من الدورات التدريبية لأطباء أسنان عرب وأجانب للتعلم على هذه الطريقة المبتكرة، وخلال السنوات الثلاث الماضية فقط تمت إقامة دورات في كل من مصر، المغرب، وموريتانيا والسودان واليمن. إلى جانب عدد من دول الخليج والهند وكوريا الجنوبية والصين، وحتى الآن تم تدريب أكثر من 1000 طبيب غير سوري.


وأشار الدروبي إلى أن من ميزات هذا الاختراع هي زراعة الأسنان بطريقه غير راضة ودون جراحة تقليدية، وأنها طريقة تختزل زمن غرس الزرعة الواحدة إلى 5 دقائق فقط ليخرج المريض بعدها إلى مزاولة عمله بشكل طبيعي. كما ساهم هذا الاختراع في الانتهاء من عملية تركيب الجسور بين الأسنان السليمة لتعويض فقد الأسنان وكذلك إلى الانتهاء من التركيبات المتحركة المختلفة.

ويقول الدروبي: إنه على الرغم من التغطية العلمية الكاملة لموضوع الاختراع وانتشاره الكبير داخل سورية وخارجها، ما زالت هناك جهات في سورية للأسف تقف في مواجهة انتشاره أكثر على الرغم من أنها لا تعلم عنه أي شيء، حتى إنها لا تحاول أن تعلم، وأنه لم تتشكل ولو لجنة علمية واحدة لتدرس موضوع هذا الاختراع لتحديد مدى صلاحيته من عدمها.


نقلاً عن وكالات الأنباء