كيف نقوِّي علاقتنا بأصدقائنا رغم مشاغل الحياة؟ المصدر : ترجمة وإعداد: فداء حلاوة 04/09/2009
علم جميعنا أنَّ الأصدقاء هم أشخاص أساسيون في حياتنا؛ حيث إننا لا نستطيع مواجهة هذه الحياة من دون أن نشعر بدعمهم النفسي الذي يقدِّمونه لنا.
كما ويدرك جميعنا أنَّ الأصدقاء هم من أهم عناصر الدعم التي يجدها الإنسان أمامه في مختلف الأوقات التي تواجهه، سواء تلك المفرحة أم الحزينة والصعبة.
إلا أنَّ كثرة مشاغل الحياة من حولنا يمكن أن تمنعنا من أن نقوِّي علاقتنا بأصدقائنا.
ولكن، من أخطر الأخطاء التي قد نرتكبها، هي أن نهمل أصدقاءنا
.
قد لا ندرك أنَّ أصدقاءنا يمكن فعلاً أن يكونوا «جهاز مناعة» يحمينا من الأمراض؟.
بيَّنت الدراسات أنَّ كبت المشاعر لا يعدّ أبداً من الحالات الصحية، ويمكن أن يكون لكبت المشاعر دور رئيسي في أمراض القلب والشرايين إلى جانب الاكتئاب.
وإنَّ الأشخاص الذين لديهم صديق قريب منهم، يقومون حينما يشعرون بالضيق والانزعاج بالتحدُّث إليه، كانت قدرتهم على مواجهة الأمراض أقوى من أولئك الذين ليس لديهم مَن يعبِّرون له عن ما يؤرِّقهم وما يدور في بالهم.
ولكن، كيف يمكن لنا أن نحاول تقوية علاقتنا مع أصدقائنا، وبالتالي نستطيع الاستمتاع بالحياة؟.

لا تَمِل أبداً إلى «إغلاق» قلبك
قال العلماء النفسيون، إنَّ المحافظة على صداقة قوية ومتينة بحاجة إلى ما يسمَّى «الأُلفة النفسية».
ولكي تتحقَّق الألفة، لا تتردَّد أبداً في التعبير عن مخاوفك ومشاعرك الداخلية، بالإضافة إلى إفصاحك عن الأشياء التي كانت قد خيَّبت أملك.
وبالطريقة نفسها، أي كما أنت بحاجة إلى أن تحدِّثه عن مشاعرك الداخلية؛ حاول أن تعطي الأذن المصغية إلى هموم أصدقائك؛ حيث إنَّ من أهم عوامل الصداقة هي القدرة على الاستماع إلى الصديق ومحاولة التخفيف عنه.
وينصح الخبراء بأن لا تحاول أن تقدِّم النصائح لأصدقائك الذين يواجهون المشكلات، إلا في حال طلبوها منك.
وتذكَّر أنه مثلما أنت تعتمد على أصدقائك أثناء المحن التي تمرُّ بها، فإنهم أيضاً يكونون بحاجة إلى الدعم والمواساة من قِبَلك.
لذلك، حاول أن تساعد أصدقاءك على إعادة ثقتهم بنفسهم في الأوقات الصعبة؛ على سبيل المثال، في حال خسروا وظيفتهم أو تُوِفِّي أحد أقاربهم أو تعرَّضوا لحالة الطلاق أو أيّ موقف يكونون فعلاً فيه بحاجة إلى الدعم النفسي.

«استشعر» مشكلات صديقك
الصداقة القوية بين الأصدقاء، هي أن يقوم الشخص بتقديم المساعدة لصديقه قبل أن يطلبها.
وبهذه الطريقة، تظهر للطرف الآخر أنك لا تنتظر منه أن يطلب منك، وأنك قادر على التعرُّف إلى الأمور التي يحتاج إليها، وأنك شخص يمكن الاعتماد عليه.

الآخرون ليسوا السبب في مشكلاتك
من بين أكثر الأمور التي يمكن أن تُفشِل العلاقة بين الأصدقاء، هي قيام أحدهم أحياناً بلوم الآخر على المشكلات التي يمرُّ بها.
ولذلك، حاول أن تنظر إلى الأمور بحيادية، وتذكَّر أنَّ أصدقاءك المقرَّبين الذين اخترتهم بنفسك، ليسوا أبداً أعداءك، بل هم السند القوي الذي يمكن أن تعتمد عليهم دائماً.
كما أنه من الضروري أن لا تشعر بأنهم أكثر حظاً منك، لأنَّ الشعور بالأسى على الذات والأحاسيس السلبية، كالحسد على سبيل المثال، يمكن أن تؤذي علاقتك بهم.

الأصدقاء هم الأولويات
من أهم الأمور التي تساعد على تقوية علاقتك بالأصدقاء، هي أن تجعلهم دائماً من أولوياتك.
وبالتالي، فإنه من الضروري أن تخصِّص الوقت الكافي الذي تمضيه مع الأصدقاء.
وأوضح الخبراء أنَّ العمل اليومي هو عمل موجود يومياً، وليس بمقدورك الهروب منه، ولكن الوقت الذي تمضيه بصحبة الأصدقاء لا يتكرَّر كلَّ يوم.
أما في الأيام التي يصعب عليك فيها مقابلة أصدقائك، فلا تتردَّد في طلبهم على الهاتف والبقاء على تواصل معهم للاطمئنان عليهم؛ إذ إنَّ الإنسان بطبيعته يحب أن يشعر بأنَّ هناك مَن يهتمُّ به ويحبُّه.
وبهذه الطريقة، فإنك تشجِّع أيضاً أصدقاءك على أن يتَّصلوا بك ويطمئنُّوا عليك.

جريدة بلدنا