أحمد تيناوي : لاتسقطوها! نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي المصدر : أحمد تيناوي 05/09/2009
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيسأخالف السيدة ميادة حناوي، لأقول: إن نعمة النسيان ليست بالمطلق نعمة رائعة نحسد عليها، لأننا ببساطة منحنا نعمة تساويها قدراً وقيمة ومشروعية.. إنها نعمة التذكر!! النسيان يُسقط الناس والأحداث، يُسقط المشاعر واللحظات التي مرت .. باختصار؛ النسيان يُسقط ما مر من الزمن مع كل ما كان يحتويه هذا الزمن.. ولكن مهلاً،

من قال بأننا نريد أن نُسقط الزمن من حياتنا، وأننا نرغب في أن ننسى كل شيء، ألا نعيش في المقابل نعمة الذكريات، ألا نريد أن نحتفظ ببعض ما مر ومن مر معنا.. على الأقل في ذاكرتنا!!.. كيف نقبل أن يكون النسيان نعمة، ونحن نستعيد ذكريات أثيرة من طفولتنا، كيف نفسر نعمته، ونحن نمتلك كل هذا الحنين إلى ما فقدنا ومن فقدنا، ثم كيف نعيش نعمة النسيان وآثار ما مضى باقية في أرواحنا وقلوبنا وعقولنا.. نحن أيها السادة صناعة الأمس، ونحن أيضاً مصنع الذكريات، والنسيان نعمة لأنه يطبّب القلوب ويشفي الأرواح، لكن الذكرى الجميلة تصلح أيضا لأن تكون طبيباً ماهراً.. كم صورة معلقة على جدران بيوتنا تحمل معها ذكرى حياة كاملة، كم وردة في كتاب مازالت شاهداً على حب لا ينسى، هل ننسى رائحة أنفاس قبلة عشناها، هل نسقط لمسة يد حملت الدفء إلى قلوبنا قبل أجسادنا.. الذكريات نعمة لا تسقطوها من حياتكم؛ فهي كل ما سيبقى لكم وأنتم تقفلون أرواحكم على نعمة واحدة وحيدة.. هي النسيان!! وعودة إلى ميادة « هي عمر العمر كله.. اللي جاي وللي فات»

جريدة بلدنا