هولوكوست

معاذ العمري

اِحترقتْ أجسادُهم سريعاً، أما قلوبُهم فازدادتْ قساوةً على قساوة حتى استحالتْ حجارة.
عاصفةٌ هوجاءٌ مِن سِفْرِ دانيال هبّتْ وحملتِ الرمادَ والحجارة، وأمطرتْها على أرضٍ غنّاء.
لا تُنبتُ الأرضُ اليوم إلا برتقالاً أسوداً
والحجارةُ أثمرتْ حجارة.
صحا أهلُ الأرضِ يمسحون السوادَ عن البرتقالِ؛ يعيدون له لونه الذهبي
أطفالُهم هبوا يحطمون الحجارةَ بالحجارةِ.

*******************************************

عنوان هذه القصة القصيرة (((( هولوكوست ))) وهنا يجب أن ننظر في تفسير هذه الكلمة وهي في هذا السياق تعني ما يلي من مصادر مختلفة :

هولوكوست عبارة عن مصطلح تم استخدامه لوصف الحملات الحكومية المنظمة من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض من حلفائها لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية لليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية. كلمة هولوكوست هي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية holókauston، ὁλόκαυστον والتي تعني "الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون". في القرن التاسع عشر تم استعمال الكلمة لوصف الكوارث أو المآسي العظيمة.

أول مرة استعملت فيها كلمة هولوكوست لوصف طريقة معاملة هتلر لليهود كانت في عام 1942 ولكن الكلمة لم تلق انتشاراً واسعا لحد الخمسينيات، ومع السبعينيات أصبحت كلمة هولوكوست تستعمل حصرياً لوصف حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود بالتحديد على يد السلطات الألمانية أثناء هيمنة الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر. اليهود أنفسهم كانوا يستعملون كلمة شواه (שואה) في الأربعينيات بدلا من هولوكوست وهي كلمة مذكورة في التوراة وتعني الكارثة [1] .

هناك أنواع أخرى من الهولوكوست، على سبيل المثال الهولوكوست الآسيوي التي استعملت لوصف أوضاع جزر المحيط الهادي وأقصى شرق آسيا تحت احتلال الإمبراطورية اليابانية والهولوكست الأسود لوصف موت أعداد كبيرة من الزنوج على السفن التي كانت تقلهم إلى عبوديتهم في الولايات المتحدة والهولوكوست الصيني لوصف أوضاع الصين تحت الاحتلال الياباني، ولكن وكما ذكرنا سابقا أن كلمة هولوكوست تستعمل في الوقت الحالي على الأغلب لوصف الحملات الحكومية المنظمة من قبل ألمانيا النازية وحلفائها لإبادة اليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية.

ومن هذه المعاني نملك المفتاح الأول لهذه القصة القصيرة وهي الحرق (( احترقت أجسادهم سريعاً )) وهنا في بداية هذه القصة تعبر عن اليهود الذين أحرق أجسادهم هتلر النازية كما في كلمة هولوكوست ونتابع ( أما قلوبهم فازدادت قساوة على فساوة حتى استحالت حجارة ) وهنا اشارة الى اليهود الناجين من المحرقة الألمانية واليهود بشكل العام الذين كانوا على قيد الحياة في تلك الفترة حيث تحولت قلوبهم الى حجارة او أشد ونقمة على الإنسانية وعلى الجنس البشري اي بمعنى آخر حقد أســــــود على كل ما هو غير يهودي .

المفتاح الثاني (( عاصفة هوجاء من سفر دانيال هبت وحملت الرماد والحجارة ، وأمطرتها على أرض غناء )) وهي حسب الرابط الذي وضعه الكاتب ويفضل للأخوة الأطلاع عليه كاملاً لما له من فائدة في اغناء النص ومعرفة المحاور وانقل هنا شيء بسيط من شرح هذه الرؤيا :

لم يكن أحد من أهل الكتاب يشك في هذا إطلاقاً، بل كانوا جميعاً - لشدة إيمانهم به - ينتظرون المملكة الخامسة (مملكة الله)، التي تدمر ممالك الشرك والكفر والظلم، لاسيما المملكة الرابعة التي اضطهدتهم، فهي التي أذاقت اليهود الخسف والهوان ودمرت القدس سنة (70م) ونصبت الأصنام في المسجد، كما اشتهر عدد من أباطرتها بتعذيب النصارى بألوان من البشاعة والفظاعة قلَّ نظيرها في التاريخ، وليس نيرون الطاغية المشهور إلا واحداً منهم، وظلوا مضطهدين لهم ثلاثة قرون حتى دخل قسطنطين في النصرانية المحرفة، واستمر الاضطهاد لليهود والموحدين من النصارى وسائر الفرق المخالفة.

الممالك الخمس الواردة في نبوءة دانيال التي عبَّر فيها رؤيا بختنصر وقد ذكرنا ما قبلها للإيضاح.[15]

2 - أن المعركة بيننا وبينهم سجال إلى أن يكون الفتح الأخير لـروما وينـزل المسيح عليه السلام، وهذا ما لا يعلم زمان وقوعه إلا الله، وعليه فلا يعلم عدد قرون الروم إلا الله تعالى، وربما كانت العشرة المذكورة في الرؤيا لا مفهوم لها؛ بل مجرد رمز، وهذا مذهبٌ لهم في الأعداد المذكورة في الكتاب المقدس كله[17] هذا إن لم نقل: إن في الرؤيا تحريفاً






وان هذه العاصفة الهوجاء من سفر دانيال حيث يفسرها الخاخامات اليهود حسب الهوى بأن ارض فلسطين هي ارض المعياد وحسب سفر دانيال بأن هناك محرقة والاضطهاد وسوف تحملهم الى الطين والبرتقال ارض فلسطين ( كما هو محرف ) ولكن هذه الارض اليوم برتقالها حزين لف بوشاح السواد من الأغتصاب والقتل حيث قلوبهم حجارة او اشد واطفالهم ثمرة هذه القلوب .

والمفتاح الثالث (( صحا أهل الأرض يمسحون السواد عن البرتقال ، يعيدون له لونه الذهبي )

أهل الارض هم شعب فلسطين المقاوم الذي يمسح هذا الاحتلال الاسود عن اراضيه بكل قوة يحصل عليها ليعيد لهده الارض عزتها وللبرتقال احد رموز ارض فلسطين لونه الذهبي الذي تلوحه الشمس ، شمس الحرية (

المفتاح الرابع (( أطفالهم هبوا يحطمون الحجارة بالحجارة ))
//////////////////////////////////////////////////////////////

الأطفال هنا هم أطفال فلسطين وانتفاضة الضفة الغربية حيث كان سلاحهم الوحيد هو الحجارة يحطمون فيها من كانت قلوبهم مثل الحجارة او أقصى وهو هنا مثل عامي يقول ( لا يفل الحديد الا الحديد )) ولا يحطم الحجر الا الحجر .. فهذه الحجارة بيد الأطفال كانت تحطم كبرياء اليهود وقلوبهم القاسية .. أرجو ان اكون قد وفقت في العثور على المفاتيح وفتح الأبواب المغلقة .

مع الاحترام
هشام\
12:20 بتوقيت البحر 27/7/2009