ظهرت للسطح دراسة بتاريخ مايو 2006 عن أعظم مئة شخصية شكلت العصر، قامت مجلة "تايم" الأميركية بوضع صفات اختيارية لوضعهم في قمة الرجال وهي موضع شك، ولكنها دراسة جديرة بالاطلاع، وينفع نقلها للقارئ. ما شدني بشكل خاص لها هي المعلومات حول الثنائي الذي طور نظام "سكايب" الذي يستخدم منذ فترة قصيرة (Skype) في الإنترنت كأفضل تلفون عبر القارات... ومجاني. ولفترة خلت كنا نستخدم بطاقات خاصة، ولكن لم تكن المثالية؛ فتخلينا عنها مرة أخرى للتلفون العادي والموبايل، بكل تكلفته، حتى جربت أنا شخصياً "سكايب"، وبالطبع ليس للحديث مع الأقطار الثورية التقدمية، فهذه خارج إحداثيات التاريخ والجغرافيا، وهي أشبه بالمقابر، والموتى لا يفعلون شيئاً خلاف الأحياء. أما الحديث التلفوني مثلاً بين كندا وبريطانيا، كما أفعل أنا فيجعلني لا أصدق، لأنه أنقى صوتاً، وأحسن جودة، ووضوحاً، واستمراراً، وبالصوت والصورة ومجاناً، وبذلك فأنا أتحدث الساعات مع من أحب دون أن أدفع أية رسوم. وأصل الفكرة جاءت من شابين مثاليين -والشباب هكذا هو فضيلة ونشاط وطموح ومكابدة- هما سويدي ودانمركي على الترتيب نيكلاس زيشترومNiklas Zennstroem 39 سنة، ويانوس فريس Janus Friis 29 سنة، وكانت فكرتهما تقوم على أن بعض الشركات تستغل جيوب الناس، وتفرض رسوماً باهظة تحت التذرع ببعد المسافات، والعالم لم تعد فيه مسافات بعد أن حطم العلم الجغرافيا مع الإنترنت، وقالا إنه يجب على الناس أن تتصل ببعضها بعضاً، ليس على نحو رخيص، بل من دون أية تكلفة إطلاقاً، وحالياً مشتركو "سكايب" بالملايين، والكثير لم يسمع به، ومن كان عنده الإنترنت السريع تمتع به فزاد خيراً على خير. ونظام "سكايب" الجديد برع في هذا، فأصبح الناس يتصلون ببعضهم بعضاً، في ثورة اتصالات أشبه بالحلم، مقارنة بعشر سنوات خلت. ويقول الشابان (المثاليان) إنهما يحلمان بتوحيد العالم ليس بالمدرعات والانقلابات بل بالعلم والقلم والتكنولوجيا البحتة. وحينما ذكرت قصة الشابين للكاتبة الكندية نادية سلطان قالت إنها جيدة ولكن الكلام مسؤولية، وحبذا لو أضاف الشابان المبدعان تقنية إضافة الرسوم مع اللغو والكذب والغيبة والنميمة وبقية آفات اللسان العشرين في عشرين أجراً إضافياً حسب الخطيئة. وهي نظرة مثالية نتمناها. ومن الشخصيات العالمية المئة التي جاءها ذكر مع شابي الـ"سكايب" أربع مجموعات من 26 فناناً و17 عالماً ومفكراً و26 من القياديين أو السياسيين، والبقية توزعوا في مجموعتين من الأبطال والرواد عشرين أو من الجبابرة المنجزين عشرين شخصية. وأنا شخصياً سألتني قبل عدة سنوات مجلة "الرجل" عن عشر شخصيات أثرت في الـ500 عاماً الفائتة، ثم أهم عشر شخصيات أثرت في السنوات العشر الأخيرة قبل اختتام القرن، ثم العشرة المهمين من القيادة السياسية في العالم العربي، وكان جوابي أن أسهلها ذكراً من أثر في القرون الخوالي، لأن أثرهم اتضح وظهر، وترك بصماته على التاريخ، مثل غاليلو وكولومبس المجنون وديكارت، ولعل السنوات العشر الأخيرة صعبة بعض الشيء. أما ماذا يحمل العالم العربي من قيادات فقلت إنهم جيل الشبان. الأتحاد الأماراتية