ذات يوم ، لم أعد أذكر تاريخه ، نشرت لي جريدة أسبوعية ، جهوية موضوع بعنوان "اللغة العربية" ، كان ذلك منذ قبل ما يقارب العشرين سنة .
كنت ساذج ، أعتقدت بأن نشر المقالات و الأبحاث قد يساهم في إمكانيات الخروج من ربقة الفقر و العوز ..إلخ .
كنت أنذاك بدأت أتبين درر ما بتركيبة الكلمة ،
سافرت لمدينة أكثر كثافة و نشاط ،
وضعت الموضوع في يد صاحب الجريدة ، ( الحياة المسوسة لذلك وجدت سوس في تركيبة كلمة جواسيس ) نشر المقال ...و سررت أيما سرور .
نزلت سطافيط الأمن ذلك المساء للحي و ألقت القبض على أخ لي يعيش هنالك مع أبناء الشعب .
أخبرني صديق من هنالك ، بأن رجال الأمن قصدوه مباشرة مما أثار لديه الغرابة .
لفقوا له ما أرادوا من التهم . ( ربما وجدوا بحوزته الأقارص أو قطعة حشيش ) حكموه بسنة نافذة ،
تحزمت الأم الأرملة الضعيفة وتبعت فلذة كبدها لأبواب السجون .
لم يكن الأمر صدفة ، بل مقصود ، لإضعاف أسرتي و تشتيت شملي لكي لا تقوم قيامة قلم .
يقولون كنا في زمن وزير الداخلية الرهيب الفار من العدالة ... وكنا في زمن رئيس المخابرات الفار هو الآخر من العدالة ...كانت الدنيا شبه سائبة .
صدق أو لا تصدق .
في الحقيقة كنت أستهل أكثر من هذا بسبب نيتي و سذاجتي.
القلم سلاح .
والعقل هو ما يخافه الساسة .
و الجواسيس هذا همهم .
و للحكاية بقية