منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    مختارات من محاضرات الشيخ راتب النابلسي

    ندوات الإعجاز العلمي : الندوة 23 / 30 : المشيمة – السائل الأمنيوسي ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    المذيع :
    اللهم صلِّ ، وسلم ، وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
    إخوة الإيمان والإسلام ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لاشك أنه محبب لكل الناس ، لا يمكنني الحديث عن الانطباعات الكثيرة التي حدثت ، لكننا نود أن نؤكد على أن الحقيقة العلمية التي لم تعرف إلا منذ بضع سنين أو حقب قليلة من السنين ، وذكرها القرآن إنما تأتي تأكيداً على أن خالق هذه الحقيقة العلمية ، هو منزل القرآن ، وهو باعث هذا النبي الأمي رحمة للعالمين ، وبلا شك موصول بالوحي .
    معنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، الأستاذ المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق ، والخطيب والمدرس الديني في مساجد دمشق ، أهلاً وسهلاً بك .
    الأستاذ :
    أهلاً وسهلاً بكم يا سيدي .
    المذيع :
    فضيلة الدكتور ، كلما فكرت بقضية التكاثر والإنجاب ، وكيف يفصل الجنين عن أمه ، وكيف يمر بمراحل متعددة قبل الولادة أصاب بالذهول ، ففي هذه الحلقة يحدثنا أيها الإخوة والأخوات الدكتور محمد عن المشيمة أو الغشاء العاقل كما وصفه في كتابه ؟
    الأستاذ :
    بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
    أستاذ عبد الحليم ، جزاك الله خيراً على هذا السؤال اللطيف والعميق والدقيق ، فحينما يولد الجنين يكون معه في الرحم قرص يسميه علماء الطب المشيمة ، ويسميه العوام الخلاص ، في هذا القرص من آيات الله الدالة على عظمته الشيء الذي لا يصدق ، ذلك لأن الله جل جلاله يقول :

    [ سورة التين : الآية 4]
    [ سورة النمل : الآية 88]
    [ سورة الملك : الآية 3]
    فهذا القرص الذي يسمى المشيمة تلتقي فيه دورتا دم الأم والجنين ، ومعلوم بشكل بديهي أن لكل دم زمرة ، وأننا لو أعطينا إنساناً دماً من غير زمرته لانحل دمه ، ولمات فوراً .
    المذيع :
    إذا أردنا أن نعلم أكثر عن الزمرة ما هي ؟
    الأستاذ :
    طبيعة خاصة في الدم تتعلق بكل إنسان لكن هناك زمر محددة ، ولكن مادام سألت عن الزمرة كفئات الدم تسمى عندنا الزمر ، وتسمى في بلد آخر فئات الدم ، لكن الشيء الآخر أن لكل إنسان زمرة نسيجية لا يشبهه فيها واحد في الأرض ، ثبت الآن أن لكل إنسان زمرة نسيجية ، ولكل إنسان خصائص ينفرد بها منها : قزحية العين ، ومنها بلازما الدم ، ومنها رائحة عرق الجلد ، ومنها نبرة الصوت ، ومنها بصمة الأصابع ، هذه هوية ، فكما أن الله جل جلاله فرد في ذاته هذه الصفة لكرامة الإنسان عند الله منحها للإنسان ، فالإنسان فرد لا شبيه له ، هذا الغشاء العاقل الذي بين دورتي دم الأم والجنين ، ذكرت قبل قليل أن مع الجنين قرصاً تلتقي فيه دورتا دم الأم ودم الجنين ، ولكل دم زمرة ، ولا يختلط ، بين الدورتين غشاء يقوم بأعمال يعجز عنها أعلم علماء الطب ، بل إننا لو أوكلنا مهمات هذا الغشاء إلى أعلم علماء الطب لمات الجنين في ساعة واحدة ، يقوم بشيء لا يصدق ، هذا الغشاء سمي الغشاء العاقل لأنه يقوم بأعمال في أعلى درجة من الحكمة والعقل ، مثلاً هو بين دم الأم ودم الجنين ، والسائلان الدمويان لا يختلطان ، الغشاء العاقل يأخذ من دم الأم ما يحتاجه الجنين من المعادن ، من الفيتامينات ، من البروتينات ، ومن الشحوم ، من المواد السكرية ، وكأن هذا الغشاء العاقل باختياره للمواد الغذائية التي يحتاجها الجنين كل يوم ، وكل يوم تتبدل هذه النسب بحسب نمو الجنين ، التعيير متغير يومياً فيختار من دم الأم ما يحتاجه الجنين من مواد موجودة في دم الأم ، إذاً هو جهاز هضم للجنين يقدم له الغذاء ، ثم إن هذا الغشاء العاقل يختار الأوكسجين من دم الأم ، وينقله إلى دم الجنين كي يحرق هذا الأوكسجين المواد السكرية فتنشأ الطاقة ، ثم إن هذا الغشاء العاقل يأخذ مناعة الأم ، ويضعها في دم الجنين ، فجميع الأمراض التي أصيبت بها الأم ، وعوفيت منها ، وأصبح عندها مناعة ضد هذا المرض تنقل هذه المناعة إلى دم الجنين كي يحصن من هذه الأمراض التي أصابت أمه ، إذاً هو جهاز مناعة مكتسب ، لكن هذا الغشاء العاقل يقوم بعملية معاكسة يأخذ من دم الجنين ثاني أو كسيد الكربون نواتج الاحتراق ، يأخذ من دم الجنين حمض البول ، يأخذ من دم الجنين المواد السامة ، ويضعها في دم الأم كي تطرح عن طريق كليتي الأم وجهازها التنفسي .
    المذيع :
    سبحان الله ! يعطي الجنين الأمور الجيدة .
    الأستاذ :
    إذاً هو كليتان ، فصارت المشيمة جهاز هضم ، وجهاز تنفس ، وجهاز مناعة مكتسب ، وجهاز تصفية للدم ، كليتان ، الشيء الغريب أن هذا الغشاء يعطي دم الجنين مواد تعين على حرق السكر في الدرجات الاعتيادية ، إذاً هو بنكرياس للجنين ، هذا دور الأنسولين ، الأنسولين مادة يفرزها البنكرياس من أجل أن يحترق السكر في درجات متدنية في جسم الإنسان ، إذاً هذا الغشاء العاقل يقوم بدور البنكرياس .
    ثم إن هناك حقيقة في جسم الإنسان أن كل جسم غريب عن الجسم يرفضه الجسم ، والجنين شيء غريب ينبغي أن يرفض ، لكن هذا الغشاء العاقل يفرز مواداً تمنع رفض هذا المولود الجديد ، هذا الغشاء العاقل سمي عاقلاً لأنه يقوم بأعمال يعجز عنها العقلاء ، وكما قلت قبل قليل : لو أوكل أمر الوظائف التي يقوم بها الغشاء العاقل إلى أعلم علماء الطب لمات الجنين في ساعة واحدة .
    ثم إن هذا الغشاء العاقل يحث الثديين في الأم على إفراز الحليب قبيل الولادة ، والحقيقة أن هذا الغشاء يقوم بأعمال مذهلة ، وكلكم يعلم أيها الإخوة المستمعون أن المادة ليست عاقلة ، لا تصدق أن سيارة بلا إنسان يمكن أن تنطلق ، وأن تقف عند الإشارة الحمراء ، وأن تطلق البوق لطفل مر أمامها ، ثم أن تقف إذا سمعت صوت الشرطي يدعوها للوقوف ، هذا شيء غير مقبول إطلاقاً ، فالمادة ليست عاقلة ، ومادام هذا الغشاء يقوم بأعمال يعجز عنها العقلاء فهذا من تسيير الله جل جلاله ، هذا معنى قوله تعالى :
    [ سورة التين ]
    فإذا عرفنا ، وارتقت نفسه سعد في الدنيا والآخرة ، وإذا غفل عن الله عز وجل ، وتفلت من منهجه ، وأساء إلى خلقه شقي في الدنيا والآخرة .
    المذيع :
    فضيلة الدكتور ، ذكرت لنا في البداية أن هذا الغشاء يفصل دم الأم عن دم الجنين ، أي أن هناك فرقًا بين فئة الدم للأم وفئة دم الجنين ، فهناك اعتقاد عند البعض أن دم الجنين هو مماثل لدم الأم ، وليس مختلفاً ، قد يكون هناك اختلاف ؟
    الأستاذ :
    والله أنا الذي أعرفه أن لكل دم زمرة ، وهذا شيء يؤكده الأطباء ، وهذه الأبحاث راجعها الأطباء ، أنا أحترم اختصاص الإنسان ، هذه الأبحاث التي أدرجتها في كتابي الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة راجعها أطباء كبار ، ولم يعترضوا على أن لكل من دم الأم والجنين زمرة خاصة .
    المذيع :
    فضيلة الدكتور ، بعد أن عرفنا كيف الجنين يتنفس ، ويأخذ الأوكسجين ، ويطرح الفضلات إلى ما هنالك ، والآن إن أردنا أن نعرف كيف يتقي الصدمات ؟
    الأستاذ :
    هذا الكلام الطيب ، والسؤال اللطيف ينقلنا إلى موضوع آخر ، فنحن في هذا اللقاء الطيب تحدثنا عن المشيمة ، وعن الغشاء العاقل بين دورتي الأم والجنين ، أما سؤالك اللطيف فيقتضي أن نتحدث عن السائل الأمنيوسي .
    بادئ ذي بدء يقول الله جل جلاله في كتابه العزيز :
    [ سورة الزمر : الآية 6]
    لقد فسر العلماء هذه الظلمات تفسيرات متباينة ، منهم من قال : إنها ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة الأغشية التي تحيط بالجنين ، وقال بعضهم : إن الجنين محاط بأغشية ثلاثة ، وربما كان هذا من إعجاز القرآن العلمي ، هناك أغشية ثلاثة تحيط بالجنين ، سؤالكم يقتضي أن نقف وقفة عند غشاء واحد ، هو الغشاء الأمنيوسي ، هذا الغشاء هو الغشاء الباطن من جهة الجنين ، أي أول غشاء من جهة الجنين هو الغشاء الأمنيوسي ، هذا الغشاء يحيط بالجنين من كل جانب إحاطة كاملة ، هو كيس غشائي رقيق مقفل ، وفي هذا الغشاء المقفل سائل يزداد مع نمو الجنين اسمه السائل الأمنيوسي ، يصل إلى لتر ونصف لتر في الشهر السابع ، ثم يعود إلى لتر قبيل الولادة ، وهذا السائل أيضاً يقوم بمهمات يعجز عن فهمها العلماء .
    من منا يصدق أنه لولا هذا السائل لما نجا جنين من موت محقق ، هذا السائل يغذي الجنين ففيه مواد زلالية ، ومواد سكرية ، وأملاح غير عضوية ، وهذا السائل يحمي الجنين من الصدمات ، وقد طبق هذا المبدأ في مركبات الفضاء حيث أن كبسولة الرواد كان بينها وبين جسم المركبة سائل من أجل امتصاص الصدمات ، فحينما تأتي الجنين صدمة من جهة ما قوتها أربعة سنتمترات مثلاً فإن السائل يوزع هذه الصدمة على كل السطح ، فيصبح هذا الضغط نصف ميليمتر .
    وإن أحدث طريقة لامتصاص الصدمات أن يكون بين الشيء الذي تخاف عليه ، والمحيط الخارجي سائل ، مثل هذا السائل موجود في الدماغ ، حيث إن المخ محاط بسائل يمنع تأذي المخ بالصدمات ، بل إن هذا السائل يمتص كل صدمة مهما تكن كبيرة ، هذا السائل الأمنيوسي هو الذي يحمي الجنين من الصدمات والسقطات والحركات العنيفة التي تصيب المرأة الحامل ، فإن أية ضربة أو أية صدمة يمتصها هذا السائل ، ويوزعها على سطح الجنين حتى لا يتأثر الجنين هذه المهمة الثانية .
    المهمة الأولى أنه يغذي الجنين ، المهمة الثانية أنه يمتص الصدمات ، المهمة الثالثة أن هذا السائل يسمح للجنين بحركة حرة خفيفة ، فإن الأجسام ، وهي في السوائل تبدو حركتها أسهل بكثير مما لو لم يكن هناك سائل .
    الوظيفة الرابعة لهذا السائل الأمنيوسي : إن هذا السائل جهاز تكييف له حرارة ثابتة لا تزيد ، ولا تقل إلا في أجزاء الدرجة ، فمهما كان الجو الخارجي بارداً أو حاراً ، فإن هذا السائل يحقق للجنين حرارة ثابتة تعينه على النمو .
    الوظيفة الخامسة : أن هذا السائل يمنع التصاق الجنين بالغشاء الأمنيوسي ، لأنه هناك نموًّا ، ويخشى مع النمو أن يكون هناك التصاق بين الغشاء الأمنيوسي وبين الجنين ، ولو أن هذا الالتصاق حصل لكان هناك تشوهات في خلق الجنين .
    والوظيفة السادسة : أن هذا السائل نفسه يسهل الولادة ، وهو الذي يعين على الانزلاق وتوسيع الأماكن التي سوف يمر بها الجنين .
    والوظيفة السابعة لهذا السائل : أنه حينما يسبق الجنين إلى الخارج يطرح ، ويعقم المجرى لئلا يصاب الجنين بالتسمم ، فمن تطهير المجرى ، ومن تسهيل الولادة ، ومن منع التصاق الجنين بالغشاء الأمنيوسي ، ومن تحقيق الحرارة الثابتة ، ومن تحقيق الحركة الحرة الخفيفة ، ومن حماية الجنين من الضربات واللكمات ، ومن تغذية الجنين ، هذه بعض الوظائف الخيرة التي يقوم بها هذا السائل الأمنيوسي الذي هو بين الجنين وبين الغشاء الأول الذي يلي الجنين .
    المذيع :
    فضيلة الدكتور ، إن أردنا أن ندعم بحثنا من خلال الآيات القرآنية فماذا تذكر لنا ؟
    الأستاذ :
    يقول الله عز وجل :
    [ سورة الزمر : الآية 6]
    أي الغشاء يحقق ظلمة ، غشاء أول ، غشاء ثان ، غشاء ثالث ، ثلاث ظلمات :
    [ سورة السجدة : الآية 6]
    ذلك الخلاق العليم :
    [ سورة غافر : الآية 64]
    قال تعالى :
    [ سورة القيامة ]
    وقال تعالى :
    [ سورة عبس ]
    ثم يقول الله عز وجل :
    [ سورة عبس : الآية 23]
    ماذا ينتظر الإنسان ، و قد رأى من آيات ربه الكبرى ؟
    [ سورة القيامة : الآية 36]
    أن يفعل ما يشاء ، وأن يعتدي على من يشاء ، وأن يستعلي في الأرض ، ثم يترك سدًى بغير حساب ؟ لأن الله سبحانه وتعالى يبين لهم :
    [ سورة الذاريات : الآية 23]
    أي هذا الكتاب الذي نزل على قلب النبي عليه الصلاة والسلام هو الحق المطلق .
    المذيع :
    إذاً طبعاً بعد أن عرفنا في هذه الحلقة كيف يحمى الجنين بالسائل الأمنيوسي ، وكيف يؤمن له الجهاز التكييفي في الحرارة الثابتة ، وكما عرفنا الغشاء العاقل أو المشيمة في هذه الحلقة ، إلى حلقات قادمة بإذن الله تعالى مع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ، يدور بحثنا عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .




    /
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الإنسان في الأرض _ لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي


    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
    أيها الإخوة الكرام ، مع الدرس الخامس من دروس سورة الأعراف ، ومع الآية العاشرة ، وهي قوله تعالى :
    ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ .
    التمكين أيها الإخوة ، أن تكون في مكان مكين ، وأن لا يستطيع أحد أن ينال منك ، التمكين له معنى ضيق ، وله معنى واسع .

    1 – ( سورة التين ) .
    من جعلك تمشي على قدمين ؟ لولا جهاز بالغ الدقة في الأذن ، جهاز التوازن لما أمكنك أن تمشي على قدمين ، لاحتجت إلى مساحة واسعة جداً ، لكانت القدمان كبيرتين ، ويصبح المشي أشغالاً شاقة ، كيف مكنك الله في الأرض ؟ كيف جعلك قائماً ، متحركاً ، مدركاً سميعاً ، بصيراً ، ناطقاً .
    2 – العمل غير الإرادي للعضلات :
    أيها الإخوة ، من أراحك من عضلات كثيرة تعمل عملاً لا إرادي ؟ القلب يعمل بشكل لا إرادي ، لو أن القلب نبضه بإرادتك لكنت بين خيارين ، الموت أو إلغاء النوم ، مَن جعل التنفس لا إرادي ؟ هل تصدق أنه من الأمراض النادرة أن يتعطل مركز التنبيه النوبي للرئتين عندئذٍ بعد تطور شديد جداً اكتشف دواء ، أنت محتاج إليه في كل ساعة في الليل ، تنام الساعة الحادية عشرة تستيقظ الساعة الثانية عشرة لأخذ حبة ، وإلا يموت الإنسان .
    3 – النوم براحة مع عمل الأجهزة بانتظام :
    من جعلك تنام ملء عينيك ؟ والرئتان تعملان ، من جعلك تنام ملء عينيك والقلب ينبض ؟ من جعلك تنام ملء عينيك ومجموعة أجهزة تعمل بنظام ليلي ، وبنظام نهاري ، في النهار يرتفع الضغط ويزداد النبض ، وتنشط الكليتان ، وتنشط أجهزة الإفراز ، في الليل من أجل أن تبقى مستريحاً بعض الأجهزة التي مهمتها إفراز الفضلات والسوائل الضارة كالكليتين تهجع وتنام معك ، من مكنك أن تنام ؟ الله جل جلاله .
    4 – عدم وجود الأعصاب في شعر الرأس :
    من جعل هذا الشعر تاجا للإنسان ، لكن بلا أعصاب حس ، لو جعل فيه أعصاب الحس لكانت الحلاقة عملية جراحية ، تحتاج إلى تخدير تام .
    5 – الساعة البيولوجية في الجسم :
    أيها الإخوة ، الساعة البيولوجية ساعة مرتبطة بقعر العين ، فإذا كان في قعر العين ضياء تأمر عشرات الأجهزة ببرامج خاصة في النهار ، فإذا اختفى الضوء من قعر العين الساعة البيولوجية تأمر أجهزة عديدة أن تعمل بنظام ليلي ، هذه يد مَن ؟
    ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ .
    التمكين بالخلق ، مَن الذي هيأ جيشاً بكل هذه الكلمة من معنى في جسمك ؟
    6 – جهاز المناعة :
    فرقة استطلاع لو دخل جرثوم إلى الجسم ، فرقة استطلاع تذهب إليه ، وتأخذ تركيبه الكيماوي وشفرته ، وفرقة تصنيع سلاح ، هذه الفرقة حينما تتسلم تركيب هذا الجرثوم تصنع له سلاحاً مضاداً قاتلاً ، من هيأ فرقة ثالثة للقتال ؟ عناصر قتال ، كريات بيضاء ، من هيأ فرقة خدمات ؟ من هيأ فرقة مغامرين ؟ هؤلاء متميزون يلتهمون الخلية السرطانية في وقت مبكر .
    جهاز المناعة المكتسب جيش بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، من هيأ العناصر المقاتلة هذه جهالة ، ومعها سلاح فتاك ، من علماها العناصر الصديقة والعدوة ؟ غدة صغير توهمها الأطباء أنه لا فائدة لها ، هي التيموس ، هي مدرسة حربية تدخل إليها الكريات البيضاء ، وتبقى سنتين على مقاعد كالمدرجات في الجامعة ، هذه الكرية البيضاء سماها العلماء الخلية التائية الهمجية ، فإذا تخرجت أصبح اسمها الخلية التائية المثقفة ، تعرف من هو الصديق ، ومن هو العدو .
    ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ .
    7 – الحواس :
    أنت عندك حواس تطلعك على العالم الخارجي ، فالعين تغطي مساحة كبيرة ، لكنك إذا خلدت إلى النوم العين تقف عند الجدران ، لو سمعت حركة في الليل مَن الذي يسيطر على كل البيت ؟ الأذن ، ولو دخلت فأرة تحت السرير ، وماتت لا تراها ، ولا تسمعها ما الذي يكشفها لك ؟ حاسة ثالثة الشم .

    ( سورة البلد ) .
    لو أن العين وفيها ماء يتجمد في الدرجة صفر كل مَن سكن في القطب يفقد بصره ، فمَن أودع في ماء العين مادة مضادة للتجمد ؟ إنه الله جل جلاله ، مَن جعل في شبكية العين 130 مليون عصية ومخروط ، من أجل أن ترى الأشياء بدقة بالغة ، فالعين البشرية تفرق بين 8 ملايين لون ، من جعل القرنية شفافة شفافية تامة ؟ من أجل أن تكون الرؤية صافية ، فكيف تتغذى القرنية ؟ عن طريق الحلول والتسرب ، الخلية الأولى تأخذ غذائها وغذاء دارتها .
    ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴾ .
    مَن جعل لك هذا اللسان ؟ تنطق ، من علمك اللغة ؟

    ( سورة الرحمن ) .
    تستمع فتفهم ، تتكلم فتعبر ، لكن كيف تنتقل المعرفة من إنسان إلى آخر ؟ من عالم إلى متعلم ؟ من جيل إلى جيل ؟ عن طريق اللغة المكتوبة .

    ( سورة العلق ) .
    هناك نص أمامك ، الإمام القرطبي ألف التفسير وانتقل إلى رحمة الله ، مضى على موته ألف عام ، والناس ينتفعون من تفسيره ، كيف يمكن للغة أن تكون مكتوبة ، وأن تقرأ ؟ مَن نقل الثقافات من أمة إلى أمة ؟ عن طريق الترجمة .

    ( سورة الحجرات الآية : 13 ) .
    ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ .
    8 – لو تعلم كيف مكِّن لعملِ القلب !!!
    هذا القلب بعد أسابيع عدة جزء من العلقة ينبض ، ثم يكون القلب ، ويبقى ينبض وينبض حتى الموت ، عضلة القلب أحد أكبر الآيات الدالة على عظمة الله ، تنقبض وتتمدد ، وبين الانقباض والتمدد تستريح ، وهذه الراحة تجعلها مؤهلة كي تتابع الانقباض والانبساط .
    من جعل هذه الشرايين مرنة ؟ وكأنها قلوب ، فإذا نبض القلب توسعت الشرايين ، فإذا عادت إلى حجمها الطبيعي بفعل مرونتها كانت قلباً آخر ، من جعل أنبوب الأوعية أنبوباً مغلقاً ؟ طوله أربعون ألف كيلومتر ، كل واحد عنده أوعية دموية لو وصلت مع بعضها بعضاً لدارت حول الأرض أربعين ألف كم .
    ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ ﴾ .
    9 – إنك تأكل ما تشتهي ! ولكن غاب عنك كيف تهضم ذلك :
    الهضم عملية معقدة جداً ، أسنان ، ولعاب ، ومريء ، المريء عبارة عن عضلات حلقية ، لو أمسكنا بإنسان ، وعلقناه من رجليه ، وأطعمناه لقمة تمشي عكس الجاذبية ، لو سقينا إنسانا معلقا من رجليه ماء لصعد الماء نحو الأعلى حتى المعدة ، مَن صمم المريء ؟
    10 – وأنت نائم سيجتمع اللعابُ في فمك ، فهل فكّرت في ذلك ؟
    وأنت نائم يتجمع اللعاب في فمك ، فتنطلق إشارة إلى الدماغ ، لقد كثر اللعاب وأنت نائم وغارق بالنوم ، الدماغ يقظ ، يعطي أمر للبلعوم ، لسان المزمار ، فيفتح طريق المريء ويغلق طريق الرئتين ، من ؟ فعل من ؟ .
    ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ .
    جهاز المناعة المكتسب آية ، القلب والأوعية آية جهاز الهضم آية .
    11 – كيف مُكِّن للحرارة أن تتولّد في الجسم ؟
    كيف تتولد الحرارة في جسمك ؟ من احتراق ، كيف يحترق السكر بدرجة 37 ، مستحيل ، ضع ملعقة سكر في كفك لا تحترق ، عن مادة بسيطة الأنسولين يحترق السكر ، يولد الطاقة ، من فضلات السكر المحترق ثاني أوكسيد الكربون ، الإنسان في زفيره يصدر ثاني أوكسيد الكربون ، ثاني أوكسيد الكربون الغاز الأول للنباتات ، النبات يأخذ منك ثاني أوكسيد الكربون ويعطيك الأوكسجين ، من جعل هذا التوازن في الأرض ؟ من ؟ .
    ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ .
    12 – وماذا عن المشيمة ؟
    ما هي المشيمة ؟ قرص لحم ، يقوم بأعمال يعجز عنها الأطباء ، تجتمع في المشيمة دورة دم الأم ، ودورة دم الجنين ، وكل دم له زمرة وأنت لو أعطيت إنساناً دماً من غير زمرته لمات فوراً بما يسمى انحلال الدم ، فكيف يجتمع دم الأم وله زمرة مع دم الجنين وله زمرة في قرص لحمي هو المشيمة ؟ لأن بينهما غشاء ، هذا الغشاء سماه الأطباء الغشاء العاقل ، يقوم بأعمال العقل لا يصدقها ، الغشاء العاقل يأخذ الأوكسجين من دم الأم يطرحه في دم الجنين ، قام مقام جهاز التنفس ، وليس في الرحم تنفس ، يأخذ السكر من دم الأم ، ويطرحه في دم الجنين ، صار بحاجة إلى أنسولين ، صار للغشاء العاقل جهاز هضم وجهاز تنفس ، الآن يأخذ الأنسولين من البنكرياس فيطرحه في دم الجنين ، بنكرياس في الغشاء العاقل ، الآن صار هناك أوكسجين وسكر وأنسولين تحترق ، فتتولد طاقة عند الجنين فيأخذ الحرارة ، الآن الغشاء العاقل يمنع ـ هو حارس مرور ـ أيّ مواد سامة من دم الأم إلى دم الجنين ، حجر صحي ، الآن ينقل الجهاز العاقل كل عوامل مناعة الأم إلى دم جنينها ، فكل التحصينات التي تتمتع بها الأم تنتقل إلى الجنين ، المناعة التي تكتسبها الأم من أمراض أصيبت بها أو من لقاحات تلقتها المحصلة من في مناعة ضد مئات الأمراض ، عوامل المناعة ينقلها الغشاء العاقل إلى الجنين ، يد من ؟ فعل مَن ؟ علم مَن ؟ حكمة مَن ؟
    الآن الغشاء العاقل يعلم ، وليس على وجه الأرض إنسان يمكن أن يعلم كم يحتاج هذا الجنين من السكر ، والأوكسجين ، والمواد البروتينية ، والمواد الشحمية ، والدسمة والمواد المعدنية ، وأشباه المعادن ، والفيتامينات ، يعلم هذا الغشاء العاقل ما يحتاجه الجنين .
    الآن ينفذ هذه الحاجة ، يأخذ هذه المواد من دم الأم يطرحها في دم الجنين ، فصار الغشاء العاقل جهاز هضم بأكمله ، قدرة من ؟
    الآن الجنين قد يحتاج إلى مادة لا تأكلها أمه ، من الذي أوحى إلى الأم أن تشتهي طعاماً معيناً ؟ شهوة الأم لطعام في أثناء الحمل هي تعبير عن حاجة جنينها إلى مواد هذا الطعام ، قدرة من ؟ .
    ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾
    13 – ماذا تعلم عن الولادة ؟
    والولادة شيء بالغ التعقيد ، الولادة أوامر هرمونية تجعل عظم الحوض في المرأة يتباعد ، من أمر الرحم أن تكون تقلصاته لطيفة متنامية حتى لا يموت الجنين .
    ومن أمر الرحم بعد الولادة أن ينقبض انقباضاً شديداً حتى وكأنه صخرة لإغلاق عشرات ألوف الأوعية المقطوعة .
    من جعل الأم الحامل تختزن كمية دم استثنائية تكافئ الدم الذي تخسره في الولادة تقدير من ؟ .
    ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ .
    إخواننا الكرام ، والله لو أمضينا أعمارنا كلها معرفة خصائص خلق الإنسان لما كفت والله .
    أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    الميدان
    المشاركات
    156
    يسلمو إيديكي بنان
    و الله مختارات حلوة
    حتى قرائتها سلسة
    شكرا كتير لإلك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    سلام

المواضيع المتشابهه

  1. من أقوال الشيخ راتب النابلسي
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-03-2016, 02:58 AM
  2. قال لي ذات مرة الصديق الشيخ راتب النابلسي
    بواسطة محمد حبش في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-12-2016, 06:37 AM
  3. منزلة السكينة/الشيخ راتب النابلسي
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-20-2012, 05:00 PM
  4. اليقين الإخباري/الشيخ راتب النابلسي
    بواسطة راما في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-07-2011, 08:15 AM
  5. الرزق الإيجابي والرزق السلبي/الشيخ راتب النابلسي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-16-2010, 09:23 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •