حذف وإثبات ألف الأمثال

بسم الله الرحمن الرحيم

حذف وإثبات ألف الأمثال

إن الله تعالى يضرب الأمثال للناس ليبين لهم أمورًا أخرى تفهم من ضرب هذه الأمثال، ولأخذ العبر منها، والاتعاظ بها، وقد نهي سبحانه وتعالى عن ضرب الأمثلة له؛ لأن الله عز وجل يعلم كل شيء على حقيقته، ولا يحتاج إلى من يبين له الأشياء حتى يعرفها ويعلمها، فالأمثال تضرب لتمد السامع بالفهم ولبيان وتوضيح أشياء أخرى غير الأمثال نفسها.
وقد ردت "الأمثال" بغير إضافة عشر مرات؛ ثبتت الألف في خمس منها، وحذفت في الخمس الأخرى؛

فثبتت في قوله تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَـاـعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَـاـطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ (17) الرعد.
هذه الأمثال المضروبة في تفصيل الأمور لبيان الحق من الباطل، وبيان ما فيه خير فيمكث في الأرض، وتمتد منفعته، وما هو زبد مآله إلى الزوال، فلأجل إرادة التفصيل بهذه الأمثال كان ثبات ألفها.

وفي قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) إبراهيم.
وهذه المثال في هذا الموضع لأجل التفصيل بين الحق والباطل، والطيب والخبيث، والنافع والضار، والثابت والزائل؛ وعلى ذلك كان ثبات ألف الأمثال لأجل هذا التفصيل والمقارنة.

وفي قوله تعالى: (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاـكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ (45) إبراهيم.
والأمثال في هذا الموضع في التذكير بالمساكن التي بقيت من بعد هلاك أهلها، فلا تكن مساكنهم شاهدة من بعدكم على ما يحل بكم من الهلاك، وعلى ذلك كان ثبات ألفها.

وفي قوله تعالى: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(74) النحل.
نهي دائم من الله عز وجل للناس بألا يضربوا له الأمثال؛ مما يخطر لهم ويستجد عندهم؛ فإن الله يعلم وهم لا يعلمون، فعلى هذا النهي الدائم المتعلق بالمستقبل كان ثبات ألفها.

وفي قوله تعالى: (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً(48) الإسراء.
وحذفت في مثلها: (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَـاـلَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً(9) الفرقان.
ويعود الحذف والإثبات في هذين الموضعين إلى معرفة تفاصيل الأمثال، فما سبق ذكره لا حاجة لإعادته، وما لم يذكر فالحاجة قائمة لمعرفته؛
فالأمثال في آيات الإسراء جاء بعد الآية؛

في قوله تعالى: (وَقَالُوا أَءِذَا كُنَّا عِظَـاـمًا وَرُفَـاـتًا أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49) ...
(وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَـاـرَ خِلَـاـلَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَـاـئِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَـاـبًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً (93)
الإسراء.
فكان لا بعد من معرفتها وتفصيلها بعد طلب للنظر فيها، وعلى ذلك ثبتت ألفها.
أما الأمثال التي طلب النظر فيها فقد جاءت قبل الآية؛

في قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَـاـهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ ءَاخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَـاـطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَـاـوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6) وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّـاـلِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُورًا (8)الفرقان.
فلا داعي لإعادتها وتكرارها فسقطت ألفها لأجل ذلك.

وحذفت الألف في قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَـاـوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَواةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَـاـرَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَـاـلَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(35) النور.
ويضرب الله الأمثال للناس، ولا يضرب سبحانه وتعالى إلا حقًا وله وجود، فتمثيل نوره سبحانه وتعالى بشيء له وجود سابق مما انقطع علمنا به، وكان علمه عند الله تعالى، وإن كنا نعرف ما يشابهه، أو يقاس عليه، إلا أن الأمر أعظم من ذلك، فعلى ذلك كان حذف ألفها.

وحذفت في قوله تعالى: (وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَـاـهُمْ وَجَعَلْنَـاـهُمْ لِلنَّاسِ ءَايَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّـاـلِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَـاـبَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَـاـلَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا(39) الفرقان.
ضربنا الله تعالى الأمثال لكل امة بمن هلك قبلها من الأمم السابقة، فلم يأخذوا العبرة بها؛ فتبرهم تتبيرا؛ فسقطت الألف لما كان في هذه الأمثال من الهلاك والانقطاع، وعدم الاعتبار.

وحذفت في قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الأَمْثَـاـلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَـاـلِمُونَ(43) العنكبوت.
وهن بيت العنكبوت من الأمثال التي ضربها الله تعالى لمن وهن أمرهم، ويدعون من دون الله ما لا قيام له، ولا يعد شيئًا يذكر، فسقطت لذلك ألفها.

وحذفت في قوله تعالى: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَـاـشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَـاـلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(21) الحشر.
هذا المثال المضروب راجع إلى مشيئة الله إن أراد فعله، فهو واقع بعد لو الشرطية، فضربه للتفكر في ما هم عليه من قساوة القلب وعدم الخشية من الله تعالى، فسقطت ألفها لذلك.


وسقطت ألف "أمثال" في موضع غير العشرة السابقة، وقد اتصلت بها كاف التشبيه؛
في قوله تعالى: (وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَـاـلِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ(23) الواقعة.
الحور العين ممثلات باللؤلؤ المحفوظ المصون الذي لا يدخل عليه شيء يغيره، فيبقى على حاله، وعلى ذلك كان حذف ألفها.



وردت
"أمثالكم" بالإضافة إلى ضمير الجمع للمخاطبين أربع مرات؛ حذفت في موضعين، وثبتت في موضعين؛
في قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَـاـئر يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ(38) الأنعام
أمم أمثالكم في الامتداد والتكاثر والاجتماع؛ فثبت لذلك ألف المد فيها.

وفي قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَـاـدِقِينَ (194) الأعراف.
أي أمثالكم في الاستمرار في العبودية لله ولا غنى لهم عن الله؛ فثبتت لذلك ألف المد فيها.
وحذفت في قوله تعالى: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَـاـلَكُمْ(38) محمد.
أي لا يكونون أمثالكم في توليكم وعصيانكم إن عصيتم وتوليتم، فتسقط أعمالهم عند الله كما تسقط أعمالكم؛ فعلى ذلك كان سقوط ألف المد منها.

وفي قوله تعالى: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَـاـلَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ(61) الواقعة.
أي نبدل أمثالكم مكانكم، وهؤلاء الأمثال لا وجود لهم حتى يكون هناك إبدال؛ وعلى ذلك كان حذف الألف منها.


</i>
وردت "أمثالها" مضافة إلى ضمير المؤنث الغائب في موضعين؛ ثبتت ألفها في موضع، وحذفت في الموضع الثاني؛فثبتت في قوله تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا(160) الأنعام.
فله عشر أمثالها في الآخرة؛ فهذا مدد وزيادة فيها، وعلى ذلك جرى إثبات ألفها.

وحذفت في قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَـاـقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَـاـفِرِينَ أَمْثَـاـلُهَا(10) محمد.
وللكافرين أمثالها من الدمار والهلاك، وقطع الاستمرار في الحياة، فوافق ذلك سقوط ألفها
.


</b></i>


وردت "أمثالهم" بالإضافة إلى ضمير الجمع للغائبين في موضعين حذفت الألف فيهما؛
في قوله تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَـاـلَهُمْ (1) وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـاـلِحَـاـتِ وءَامَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَـاـطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَـاـلَهُمْ (3) محمد.
كذلك يضرب للناس أمثالهم ممن تقرر مصيرهم في الآخرة، فما كان على الحق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم كفر عنه سيئاتهم، وما كان على الباطل أحبط أعمالهم، فعلى ثبات مصير كل من الطرفين بلا جديد يغير حالهم في الآخرة سقطت ألفها.

وحذفت في قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَـاـهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَـاـلَهُمْ تَبْدِيلاً (28) الإنسان.
القول في سقوط الألف في (بدلنا أمثالهم) مثل القول في سقوط الألف؛

في قوله تعالى: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَـاـلَكُمْ(38) محمد.
والذي قد أشرنا إليه في رقم (2) السالف الذكر.


</b></i>


وردت "المثلات" مرة واحدة محذوفة الألف؛
وفي قوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ الْمَثُلـاـتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ(6) الرعد.
المثلات العقوبات التي حلت بمن قبلهم فقطعت دابرهم وجعلتهم مثلا يذكر للعبرة؛ فسقطت لذلك ألفها


</b></i>
وردت "التماثيل" في موضعين؛ الأول بإثبات الألف، والثاني بحذفها؛
فثبتت في قوله تعالى: (إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَـاـكِفُونَ(52) الأنبياء.
سؤال عن تماثيل قائمة، قد استمر المشركون على عبادتها؛ فثبتت لذلك ألفها.

وحذفت في قوله تعالى: (وَلِسُلَيْمَـاـنَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَـاـرِيبَ وَتَمَـاـثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَـاـتٍ اعْمَلُوا ءَالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ.
أما هذه التماثيل فهي من المصنوعات التي لم يحرمها الله تعالى، وحددها ماهيتها سليمان عليه السلام في طلبه منهم لصناعتها، وبعد الانتهاء من صناعة ما طلبه منهم، وانقطاع عملهم في صناعتها؛ أمر آل داوود بالشكر لله، وعلى ذلك كان حذف ألفها بالإضافة إلى كونها جمعًا لم يذكر اختلاف وتمايز بين أفراده.


</b></i>

</b>