التحاليل المخبرية تؤكد: خلطات التخسيس العشبية تسبب.الفشل والتلف و..
التحاليل المخبرية تؤكد: خلطات التخسيس العشبية تسبب الفشل الكلوي وتلف الكبد وسرطان القولون!!
د.جابر بن سالم القحطاني
كثرت في الآونة الأخيرة أدوية التخسيس العشبية وغير العشبية وأصبحت أسواق المملكة مرتعاً خصباً لهذه الأدوية منها المقنن والمسجل ومنها غير المقنن والمروج.. مئات من هذه الأدوية تباع في محلات العطارة، والمراكز التجارية وامام أبواب المساجد ومحطات وقود البنزين وعند الإشارات وحتى المراكز التجارية الكبيرة توجد فيها كشكات لبيع مثل هذه الأدوية..
بالإضافة إلى الصحف ولوحات الإعلانات الكبيرة المعلقة في الشوارع والجوالات والباعة المتجولين، هؤلاء جميعهم يروجون لهذه الأدوية الخطيرة.. كل هذا يهون لكن أن نجد معظم هذه الأدوية العشوائية وغير المقننة تباع في الصيدليات التي يفترض فيها ألا تبيع ولا تتعامل إلا مع الأدوية المقننة والمسجلة.
بتحليل كثير من هذه المستحضرات اتضح احتواؤها على مواد تسبب الفشل الكلوي والبعض الآخر وجد انها تحتوي على مواد كيميائية نباتية تدعى مجموعة القلويدات البايروليزيدنية والتي تسبب تلف الكبد والبعض الآخر وجد انه يحتوي على مجاميع كيميائية تسبب فشل البنكرياس، لكن الأدهى من ذلك وجود مواد عشبية في تلك الأدوية تسبب سرطان القولون وأمراض القولون المختلفة.. ووجد أيضاً ما يسبب تقرحات الأمعاء والمعدة والاثني عشر.. والسؤال كيف يحصل ذلك، هل هذه المواد أضيفت عن قصد أم من باب أن الأعشاب ما دامت من صنع الخالق عز وجل فإنها إذا ما أفادت ما أضرت.. هذه المقولة يتناقلها الجهلاء من العطارين ومن المداوين الشعبيين ومع الأسف حتى من بعض من يدعون أن لديهم خبرة في الأعشاب، فقد لاحظت في قنوات فضائية كثيرة من المعالجين الشعبيين الذين يدعون أنهم خبراء في العطارة يتبجحون ويقولون ان الدواء العشبي إذا ما أفاد فإنه لن يضر، وهذا في الحقيقة عين الجهل.. إن الغطاء النباتي الذي يغطي جزءاً كبيراً من سطح الأرض مليء بالنباتات السامة الفتاكة فهناك بذور لبعض النباتات يكفي منها بذرتان فقط لقتل إنسان وهناك جذور نبات يكفي منها ربع جرام لقتل إنسان وهناك أوراق يكفي منها ورقتان إلى ثلاث أوراق لقتل انسان فأين المقولة التي يدعيها هؤلاء الدجالون..
إن جهل هذه الفئة بمحتويات النباتات الكيميائية وقيامهم بما هب ودب من نباتات يسمعون عنها أو يقرأون عنها في كتب الطب الشعبي القديمة والتي كانت توصف للمرض دون علم بمحتوياتها الكيميائية لأنه لم يكن معروفاً في وقتها محتويات تلك النباتات ولكن بعد تطور العلم واستعمال التقنية الحديثة عرفت مركبات النباتات الكيميائية وفصلت على هيئة مركبات نقية وعرفت أعراضها بعد أن جربت على حيوانات التجارب وعلى الإنسان سريرياً.. لقد أدى جهل هذه الفئةممن مدعي المعالجة بالأعشاب إلى ظهور أعراض خطيرة لمستعمليها فأنا على يقين أن الأمراض التي توجد لدى فئة كبيرة من الناس ليس إلا من جراء استخدام مثل هذه الأدوية المحضرة بطريقة عشوائية بعيدة عن الناحية العلمية، ناهيك أن هذه المستحضرات ملوثة بألوان معينة من البكتيريا والفطريات المعدية، لم لا و هي تحضر في مخازن أو عشش أو خيام بعيدة كل البعد عن التعقيم والرقابة الصحية. فالأمر إذا لا يقتصر على جهل المعالجين بخلط مختلف الأعشاب مع بعضها البعض بل زاد الطين بلة تلوثها بالميكروبات والفطريات المعدية التي تسبب أمراضاً خطيرة لمختلف اجزاء الجهاز الهضمي والمسالك البولية.
خلطها بكيماويات
لقد تطور الأمر الى غش هذه الأدوية الشعبية بمواد كيميائية تخفض الوزن مثل بعض المنشطات التي تضاف الى أدوية التخسيس وفعلاً يوجد بعض المنشطات التي لها صفة تخفيض الوزن ولكن يجب أن تؤخذ تحت رعاية طبية وتحت اشراف المختصين لأن اضافة مثل هذه المواد دون ذكرها على محتويات المستحضر تسبب الادمان.
إن المريض يشتري مثل هذه الأعشاب على أنها أعشاب وأنها لا تحتوي على مواد كيميائية قد تصر بصحة الإنسان. حتى بعض مخفضات الوزن المقننة والمسجلة في وزارة السعودية وجد أن بعضاً منها يحتوي على الرصاص.. وأصدرت وزارة الصحة السعودية عدم صلاحيتها للاستعمال البشري نظراً لاحتوائها على تركيزات عالية من الرصاص، وهناك أمثلة كثيرة لم تكتشف بعد والناس يستخدمونها على أنها مستحضرات آمنة ولا تضر بصحة الإنسان.
هناك حالات حدثت لشباب لم يتعدوا الثلاثين سنة من اعمارهم اصيبوا بالفشل الكلوي من جراء استخدام وصفات عشبية وصفت لهم من معالجين شعبيين ومن عطارين من داخل المملكة ومن الدول المجاورة عندما أحضرت لنا تلك الوصفات من متعاطيها طالبين تحليلها حيث حصل لديهم فشل كلوي بعد ثلاثين يوماً من استخدامها علماً بأنهم لم يكونوا يعانون من أي مشاكل كلوية قبل استعمال هذه الوصفات وبعد تحليل هذه الوصفات اتضح فعلاً أنها تسبب الفشل الكلوي. كما وجدنا أن هناك وصفات عشبية تستخدم لتخفيض الوزن والتي وردتنا من بعض المستشفيات حيث أفادوا ان هذه الوصفات سببت لمتعاطيها تلفاً للكبد وبعد التحليل وجدنا أنها تحتوي على نباتات تحتوي على مركبات البايروليزيدين التي تسبب تلف الكبد مباشرة. بالاضافة الى الوصفات العشبية التي تحتوي على مجموعة الانثراكينون والتي تحتويها أغلب وصفات التخسيس سببت سرطان القولون حيث ان الاستعمال المستمر لأكثر من عشرين يوماً لهذه الأدوية يسبب سرطان القولون. لقد انتشر في الآونة الأخيرة سرطان القولون وأنا متأكد أن أغلب من اصيبوا بهذا المرض قد استخدموا وصفات عشبية أو خلطات عشبية مع العسل تحتوي على سنامكي أو الراوند وهي تحتوي على مواد الانثراكينون.
لذا فإني أنصح الأشخاص الذين يرغبون في تخفيض أوزانهم أن يبتعدوا عن هذه الخلطات وأن يلتزموا بالحمية وبالرياضة وعدم استخدام أي خلطة عشبية خاصة بتخفيض الوزن من محلات العطارة أو من المعالجين الشعبيين أو من المروجين أو عن طريق الدعاية عن هذه المستحضرات في بعض القنوات الفضائية ولوحات الإعلانات التي هي من الدعايات المضللة وأكبر هم لها هو حصد المال دون التدقيق فيما قد يترتب على هذه الدعاية من أضرار للانسان.. كذلك بعض المستحضرات التي يروج لها عن طريق الجوال ولا يعرف من هو المسؤول عن هذه المستحضرات.
إن الرقابة مفقودة ولو كان هناك رقابة صارمة لما نشرت بعض الصحف وبعض القنوات الفضائية ولوحات الإعلانات الملونة الكبيرة المنتشرة في كل مكان مثل هذه الإعلانات المضللة التي تضر بصحة الانسان وكان المفروض ألا ينشر أي إعلان عن مثل هذه المستحضرات الا بعد التأكد العلمي من صحة هذه المعلومات والتأكد من المستوى العلمي لمن يقوم بالإعلان عن هذه المستحضرات وهل هي مصرحة من الجهات الصحية في هذا الوطن أم لا؟.. وهل فعلاً الادعاءات التي تحملها هذه المستحضرات صحيحة أم لا؟.. وذلك من أجل حماية المواطن الكريم الذي يعتقد أن هذه الإعلانات قد خضعت للرقابة من وزارة الإعلام ومن الشؤون الصحية في هذا الوطن.
منقول