( حكايات لانا والجنية مانا )

ــ 1 ــ (( الله خالقنا ))

كانت لانا الطفلة الجميلة الحلوة يا أحبابي تمشي
مع ماما بين دكاكين ومتاجر السوق ، عندما رأت أمامها فجاءة واجهة مَحَلّ الألعاب المختلفة للأطفال ،
يتعلّق في منتصفها ذلك الفانوس الرمضاني الشهير ،
وهو يُضيئ لها كشمس الصباح المشرقة ..
فنادت لانا على أُمّها متلهّفة :
ــ ماما .. ماما .. ماما ... !
وأشارت بيدها الصغيرة الى الفانوس الرمضاني المضيئ تُريد الحصول عليه .. لكن ماما قالت لها :
ــ ليس اليوم يا لانا .. سنشتريه ان شاء الله يا حبيبتي
الإسبوع القادم عندما يثبُت هلال شهر رمضان المبارك ونراه بإذن الله يُنير ويتلألأ في وسط
السماء .
وشعرت لانا بالضيق في نفسها وكشرت زعلانة ،
لكنها لم تخرج عن حدود الأدب مع أمها .. فهي بنت
مؤدبة ومُربّية .
في تلك الليلة الوردية يا أحباب ، رأت لانا الحلوة
في أحلامها الملائكية بأن الفانوس السحري يملأ
بأنواره الرمضانية المباركة وجه الدنيا، ومن داخله
كانت جنية حسناء صغيرة إسمها مانا ، تُسلّم عليها
وتحكي معها قائلة :
ــ لانا يا أختي وصديقتي الجميلة الحلوة .. لا تحزني
لأن ماما لم تشتري لكِ اليوم الفانوس الرمضاني ،
فبعد أيام قليلة سأكون أنا وهذا الفانوس الذي أسكن في داخله عندك بمشيئة الله سبحانه ...!
فرحت لانا كثيرا وقالت متعجّبة :
ــ أنتِ تُكلّميني أيتها الجنية مانا ؟؟ ..
قالت الجنية مانا :
ــ نعم يا لانا ، فهذا فضل الله سبحانه يعطيه لعباده الذين يُحبهم
ويجعلهم يتكلّمون بإذنه مع مَن يُحبهم ويُحبّونه فهو سبحانه يُحبّنا لذلك جعلنا نتكلم مع بعضنا أنا وأنتِ .. إنه عزوجل القادر على
كل شيئ .. لقد خلقنا نحن الجِنّ المسلمين كما خلقكم أنتم الانس .. فأنا
حفيدة الجَنّ الذين استمعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو القرآن الكريم فآمنوا به وصدّقوه وذهبوا الى قومهم : ــ
(( ... إنا سمعنا قرآناً عجبا*1* يهدي الى الرُّشد فآمنّا به ولن نُشرك
بربّنا أحدا )) . سورة الجن آية 1
لهذا يالانا نحن نؤمن بربّنا ونعبده ونصلي له الخمس صلوات المفروضة ، مثلكم تماماً أيها الانس .. فالله سبحانه خالقنا وخالق
الحياة والممات .
قالت لانا بإيمانٍ ورضى :
ــ نعم ، أنا أؤمن بالله تعالى وأحبّه كثيراً جداً جداً وسأظل أصلّي
له الخمس صلوات الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ،
لأنه خلقني وخلق بابا وماما والناس وكل الأشياء

نهاية الحكاية الأولى
بقلم : ايهاب هديب
جميع الحقوق محفوظ