نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ -رضي الله عنه-‏ ‏قَالَ: ‏قَالَ رسول الله ‏-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ‏‏(الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ) [البخاري ومسلم].
الحياء مَلك الأخلاق الحميدة، وسلطان الأخلاق الرشيدة، وسيد الأخلاق المجيدة، وله ثمار عديدة، وحسنات فريدة، فهو مفتاح لكل خير وسعادة، ومغلاق لكل شر وتعاسة، مفتاح لكل الطاعات، مغلاق لكل المعاصي والموبقات، مغلاق للنار، مفتاح للجنات.
تعريف الحياء: قال الحافظ ابن حجر: «خُلق يبعث صاحبه على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق» [فتح الباري:1/68]
من فضائل الحياء:
1- الحياء مفتاح كل خير: عن عمران بن حصين قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الحياء لا يأتي إلا بخير) [البخاري ومسلم]. قال ابن القيم-رحمه اللَّه-: «الحياء أصل كل خير وذهابه ذهاب الخير أجمعه» [الداء والدواء 96].

2- الحياء مغلاق لكل شر: عن أبي مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ ممَّا أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت)[ صحيح البخاري (6120)]. قال ابن القيم -رحمه الله-: «خُلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرًا وأكثرها نفعًا بل هو خاصة الإنسانية، فَمَن لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة كما أنه ليس معه من الخير شيء» [مفتاح دار السعادة 227].

3- الحياء مفتاح لكل الطاعات: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) [البخاي ومسلم]. معنى ذلك أن الحياء الحقيقي يحفزك على فعل باقي شعب الإيمان الكثيرة وكافة الطاعات.

4- الحياء مفتاح محبة اللَّه -تعالى-: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّه تعالى إذا أنعم على عبد يحب أن يرى أثر النعمة عليه ويكره البؤس والتباؤس ويبغض السائل الملحف ويحب الحيي العفيف المتعفف)[صحيح الجامع للألباني 1711]. فاللَّه -تعالى- يحب الحياء وبالتالي يحب أهل الحياء ومن أحبه اللَّه -تعالى- صار سعيدًا في كل حياته وعند مماته وفي قبره ويوم لقاء اللَّه -تعالى-.

5- الحياء من مفاتيح الزينة والبهاء: عن أنس -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه). [رواه الترمذي (1974) وصححه الألباني]. قال القرطبي: «من الحياء ما يحمل صاحبه على الوقار بأن يُوقر غيره ويتوقر هو في نفسه». [الفتح 10/538].

6- الحياء من مفاتيح الجنة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة).[رواه الترمذي (2009) وصححه الألباني].