لوكليزيو بقلم لوكليزيو
ترجمة واعداد: عماد موعد

يمثل هذا النص محاولة لتتبع السيرة الحياتية والأدبية لجان ماري غوستاف لوكليزيو الأديب الفرنسي الذي حصل مؤخراً على جائزة نوبل للآداب، وتقديمها للقارىء العربي، وقد تم اعداد هذا النص انطلاقاً من نص قام بإعداده جيرار كورتانز، من خلال مقابلات أجراها بنفسه مع لوكليزيو، ونشر في المجلة الأدبية في شباط 1998، حيث أنني ارتأيت، عدم ترجمة النص الأصلي كما هو، وبدلاً من ذلك سعيت لإضافة مقاطع أخرى من مقابلات أجريت مع لوكليزيو لتغطي مراحل لم يغطها النص الأصلي أو لم يقم بإضاءتها بما فيه الكفاية.

1940: ولد جان ماري غوستاف لوكليزيو في نيس في الثالث عشر من نيسان من أب بريطاني ذي أصل بريتوني ومن أم فرنسية.
1946- 1947: يكتشف في المجلة الانكليزية «المجلة الجغرافية» صور بركان باريكيتان Paricutin، الذي ولد لتوه في المكسيك، والذي يشكل أحدث بركان في تاريخ الإنسانية، بعد ثلاثين عاماً سيذهب ليعيش على سفح البركان ذاته.
1950- 1951: يجيب على التحقيق الذي أجرته جريدة الليبراسيون في آذار 1985 بعنوان «لماذا تكتب»؟ بوصف الشقة السكنية التي يقيم بها «كنت أسكن هذا المنزل القديم المطل على الميناء، الذي زال ملاطه تماماً، بأغطيته المنشورة على كل النوافذ المطلة على الباحة، وقططه النصف متوحشة التي تتعارك على الشرفات، وبالطبع أسراب الحمام، في ذلك الوقت لم أكن أعرف ماذا يعني كاتب، لم يكن لدي أقل فكرة، لم أكن أشك بأنه كان هناك كاتب «يدعى جان لوران سكن قديماً المنزل ذاته، أذكر هذا المنزل خاصة الفصل الجميل في الصيف، وفي بداية الربيع، لأننا كنا نترك النوافذ مفتوحة، ونسمع صوت الطيور السمامة وهديل الحمام».
كان الشاب جان ماري غوستاف يفكر في عدة مهن: سائق تراموي، بحار، كاتب قصص مصورة «أنجزت الكثير من القصص المصورة بين عمر الحادية عشرة والثانية عشرة، ثم بين السادسة عشرة والسابعة عشرة، كان عالمي يقترب كثيراً من عالم هيرجه Herge، خاصة في تان تان، وفي سبيرو أحياناً، كنت مناصراً لمدرسة «الخطوط الفاتحة Ligne clarie» البلجيكية، أذكر بأنني كنت متأثراً بإنتاج ميشيل أنج، وبأنني حاولت مع الفارق عمل ما كان يفعله دالي: النظر من أعلى، بدلاً من النظر دائماً الى الشخصيات من الوجه، مثل القصص المصورة البلجيكية، كنت أنظر الى الشخصيات من الأعلى الى الأسفل، غير أن رسوماتي لم تكن ذات مستوى عال، حين أدركت بأنني لن أستطيع أبداً رسم الأيدي بدقة، وبأن أيدي تتشابه وغير صادقة، وليست حية، توقفت عن الرسم.
يكتب روايته الشيخ الأبيض، شخصية ستظهر فيما بعد في الصحراء، ها هو يصرح الى اذاعة فرنسا الثقافية في لقاء أجراه معه جان لويس اذين، في تشرين الثاني عام 1988: «ما كنت أحبه، هو وحدة المشاعر والمشاركة في ذلك الوقت، في الصيف حين كنت أدور قصص المصورة، أعتقد أنه لم يكن لدي جمهور ذكي إلا في هذه اللحظة، معه اقتسمت الكثير من الأشياء، لكن ربما ذلك بكل بساطة لأنه كان هنا، وكنت أستطيع أن أتكلم عنه»، يكتشف في المكتبة روايات جريئة، فيها رسوم جريئة، توازي قصص البحر التي شغف بها: كيبلنغ، كونراد، كرغلن، لوندون، يكتشف أيضاً بفضل القصص التي رواها أبوه وبفضل قراءة كتب شارل فوكو، الصحراء: «في البداية كانت حكاية أبي، حين حاول القدوم الى فرنسا باحثاً عن أمي وأخي في نيس، غادر كانو في نيجيريا وعبر صحراء الهجر، وتوقف قليلاً قبل مدينة الجزائر، وجد نفسه مرغماً على أن يعود على عقبيه، فيما بعد كتب شارل فوكو التي تحمل وصفاً رائعاً للصحراء، كان لدي الاحساس بأن الصحراء مثل صندوق صدى، مكان ندرك فيه بطريقة أفضل كل ما هو إنساني»، يقدم له، من مجموعة «ذخائر الأرض»، كتاب عن الأزتيك، كانت المرة الأولى التي يشعر فيها بأنه مجذوب الى بلد «المكسيك» وحضارة «الأزتيك» وسيلعبان دوراً أساسياً في حياته.
1952- 1958: موت جده لأمه «1952» كمراهق يتجنب لوكليزيو المرايا التي يراها أشياء تبعث على القلق: «أذكر، حين كنت مراهقاً، كنت أخبئها تحت الأغطية، لم أكن أتحملها، كانت مثل نوافذ عبرها يمكن لشخص ما رؤيتي»، مشروع لكتابة كتاب تحت عنوان «الطوفان» تحت تأثير صدمة قراءة رامبو يبدأ بكتابة الشعر، «هذا ما أمدني بوسيلتي للتعبير، بينما سمحت لي القصص المصورة بلعب دوري الاجتماعي، كنت أتواصل بالقصص المصورة، فيما لم أفعل ذلك عبر قصائدي التي لم أكن أطلع عليها أحد، انتهت هذه الفترة الشعرية بنوع من العقبة اللغوية، كان لدي شعور بأنني متعدد وبعدم الامكانية في التعبير بصوت واحد، عدم القدرة على التعبير بصوت واحد والشعور بالتعدد جعلاني أرسي نظاماً أسميته «تعدد الأصوات الشعرية»، المقصود بذلك هو كتابة مقاطع من العبارات التي يمكن أن تقرأ بصوت عال وبصوت منخفض، باطنياً، وبالمزج بين المعاني، كنت قد حاولت بناء ذلك على مسجل صغير، آملاً بأن يستمر ذلك كان ما نتج تنافر أصوات مرعب، لم أستطع جعله قابلاً للسمع أو للقراءة، فأهملته لم أعد قادراً الى اللجوء الى الرواية الكاملة أو إلى الشعر، كان عليّ أن أبحث عن شيء آخر، أن أجد شيئاً آخر، كانت هذه اللحظة لحظة العودة الى الرواية، كنت محظوظاً لو لم أقرأ سالنجر، لربما لم أسعَ الى ذلك، من ذلك أدركت أن سالنجر كان يستطيع وضع الكثير من الأشياء في القليل، الكثير من الأفكار، يحرك الكثير من الخيال في قصص بسيطة جداً ومع شخصيات تبدو ساذجة جداً، بليدة جداً في وجودها، أدركت بأني أستطيع كتابة ما أرغب كتابته».
يكتب كتاباً فلسفياً وقصة مغامرات على طريقة جول فيرن، تدور أحداثها في الهند، في مكان من الأماكن التي يهطل المطر فيها بغزارة، يعمل على محاولة حول «عبر العالم ما قبل التاريخي في العالم التاريخي»، تصبح الكتابة وسيلة تعبيره المفضلة، ولا سيما أنه فهم بأنه لن يصبح أبداً رساماً كبيراً.
1959: يذهب في الشتاء الى انكلترا حيث يعمل كمدرس في باث: «كمواطن بريطاني، كنت أستطيع أن أقيم في انكلترا والعمل فيها دون مشاكل، كنت معلماً مدة سنة وأقمت عدة مرات خلال ثلاث سنوات»، بالوقت ذاته انتسب الى جامعة بريستول للحصول على ليسانس في اللغة الانكليزية: «صدمت بشيء مزقني، ولكنه كان مفهوماً لم يكن لدي مستوى جيد في الانكليزية للحصول على ليسانس، أعتقدت بأنه لامتلاك اللغة الانكليزية جيداً يتوجب عليّ حفظ القاموس عن ظهر قلب، كنت أعرف الكلمات المتداولة، لكني قدرت أنه تنقصني الكلمات النادرة، كان هناك امتحان ترجمة بين اللغتين، رسبت، لم تكن المشكلة مشكلة معرفة، ولكن مشكلة ترجمة، ولم أكن أحسب حسابها، لم يكن القاموس كافياً، ترجم جيد Cide من الانكليزية دون أن يعرف اللغة جيداً، مع ذلك ترجماته ممتازة، فهمت متأخراً بأن المسألة ليست مسألة معرفة».
1960- 1962: يحصل على دور صغير في «لكل واحد حجته» فيلم لماريو كامريني، مختص بالسينما الكوميدية الإيطالية في سنوات الثلاثينيات، الى جانب فيتريو غاسمان وسيلفانا مانغانو، يتزوج في عمر العشرين، ماري روزالي، شابة ولدت في وارسو، أمها بولونية وأبوها ضابط فرنسي، تم الزواج في لندن، ولادة طفلة، باتريسيا في 10 أيار 1961، «رسوب في ليسانس اللغة الانكليزية، توجهت الى النحو وفقه اللغة»، يحصل على شهادة النحو وفقه اللغة «1962» بتقدير جيد جداً.
1963: يحوز على جائزة رنودو في الثالثة والعشرين من العمر مع المحضر الرسمي «رواية كتب العديد من صفحاتها في المقاهي وعلى الشواطىء» «قبل رنودو، سمعت أني سأحصل على جائزة غونكور، كل ذلك حدث بعيداً، لم يكن لدي هاتف، كل شيء كان يسير عبر الرسائل، قبل الجائزة بستة أشهر، عرض الناشر مخطوطتي على جائزة فورمنتور، هذا ما جعلني مسروراً: كنت أستطيع أن أربح رحلة الى جزيرة فورمنتور، كان لدي رغبة كبيرة بمعرفتها، كانت حلماً، كما لو أنني أتلقى رسالة تعلمني بأني ربحت رحلة لاثنين الى جزر الأنتيل في فندق جيد، ربحت إيوجونسون الجائزة.
أحبطت، وحين تم اعلامي بأني على قائمة أخرى لم أهتم! ثم مضى الوقت.. والدي الذي كانت له عادة الاستماع الى الراديو أثناء تناوله طعام الغداء أعلمني بأن جائزة رنودو منحت لي، «ماذا تفعل هنا؟ عليك أن تذهب الى باريس»، قال لي، لم أر فائدة، في النهاية ذهبت كان الأمر مضحكاً، التقيت بأناس مهمين، مثل كنو أو بولان، كنت أقوم بأشياء حمقاء: حفلات عشاء مقابلات، صور، ياله من أمر عجيب...» «كتبت هذا الكتاب تحت تأثير جيروم ديفيد سالنجر، أردت أن أكون جيروم ديفيد سالنجر، تماثلت قليلاً مع ما كان يكتبه، قصصه بشكل خاص، «خديعة القلب» التي قرأتها بالانكليزية، أسرتني حقاً، كنت قد بدأت بكتابة رواية، لم أنهها أبداً، والتي يوجد منها مقطع في «المحضر الرسمي»، عنوان هذه المقطع: «ألبونيكو ديزي يجد ما يفعله مثيراً»، إنها إشارة الى سالنجر، الى شخصيتيه: ألبونيكو وديزي، كنت أظن أن لسالنجر مرجعاً أساسياً يتمثل بالبوذية، حرك شخصياته وبنى أعماله على هذا الموضوع، أعتقد أن كل شيء في قصصه يدل الى هذه المرجعية البوذية، وتكييف العالم النيوركي للبوذية، ولم يكن تناول عالم الطفولة إلا كاستعارة للاندهاش أمام البوذية، كان لدي الرغبة في أن أكتب شيئاً من هذا القبيل، ولكن لم أكن أستطيع فعل ذلك، لأنه قد صنع من قبل، بالإضافة الى أن البوذية لم تكن تعني لي شيئاً، لم أكن أعرفها مطلقاً، بما سيبدو ذلك أمامي مصطنعاً في تلك الفترة، لم أكن أهتم إلا بعلم الفلك، كان بوذيتي... من هذا الجانب اعتقدت أنه بإمكاني أن أقول أشياء قريبة بما فيه الكفاية لما قاله سالنجر.
1964: دبلوم دراسات عليا حول «العزلة في أعمال هنري ميشو» يلتقي الكاتب بهذه المناسبة، بعد ذلك، كان يزور الكاتب في كل مرة يجيء الى باريس، «قوة هذه الكلام تتمثل بالفعل، لأنه ليس له أي توضيح أو أية حجة، ولكنه خلق مباشر على طريقة الإشارة، على طريقة الرقص».
1965: صدور «الحمى» مجموعة من القصص كتبت بعد قراءة جيروم ديفيد سالنجر: «تسعة قصص عن الجنون تحتوي على خيال، غير أنه لم تكن مبتدعة، نهلت المادة من تجربة عائلية».
1966- 1968: يكتب في العدد الأول من المجلة الأدبية، تشرين ثاني 1966، مقالة مكرسة لكتاب ترمان كابوت Truman Capote دم بارد De sang froid، فيقول: «روائي القرن العشرين لم يعد عليه أن يكون «رجلاً شريفاً» يكتفي بثقافته وبتجربته وبلغته، كما كان مدوناً في القرون الوسطى، الكاتب اليوم في الوقت ذاته، عالم أخلاق وإناسة ونفس، وخبير جريمة أيضاً، في أية وسيلة كانت، بحس العلم، على الروائي أن يسير جزءاً من العالم، جماعة انسانية، ويقدمهما، لا كما في واقعهما، ولا كما يجب أن يكونا، ولكن كما يقدمون هم أنفسهم»، صدور الطوفان «1966»، يمكن قراءة النص الذي كتبه في عمر سبع سنوات أورادي الأسود في الصفحة 130 من الرواية، «إنه كتاب رحلة، واسم شخصيتي فرانسوا، لأن جدي الذي ذهب الى موريس كان يدعى فرانسوا، أسر من جعله توءمي، شخصي أنا بالذات، إنه هو الذي غادر مغامراً ونجح في أن يجسد حلماً أحببت أن أجسده، ولكني لم أجسده أبداً إلا عبر الكتب: إرساء عائلة، أسرة مالكة، أكاد أن أقول مملكة»، صدور الحسية «1966» و Terra Amata «1967»: «جاء النشوة الحسية» مباشرة نتيجة المناقشات التي كنا نجريها أصدقائي وأنا، بعد الخروج من نادي السينما، كنا نجتمع ولا نترك شيئاً في العالم إلا ونتحدث به، وبما أني كنت مصاباً بالأرق، كنت أنام بكتابة الأفكار المثارة وأضدادها، كان ما ينتج يعطي امكانيات غير محدودة، كنت أرتأي أنه تم الوصول في ذلك الى نوع من الكمال في القدرات، ليست أفكاراً تم تلقيها، ولكنها «القدرة» التي يستطيع الكائن الانساني العادي ادراكها بمساعدة كل الركائز الصغيرة للثقافة كان ذلك أيضاً كتاب مراهقة، الذي أردت فعله، كما في الطوفان و Terra amata، بناء كتاب يكون ما قبله العدم وما بعده العدم، أعتقد أنني دائماً كتبت هكذا، بهذا البناء: بشكل معين»،
1969: كتاب الفرار، رواية مغامرات، جان أوم أوغان، الشخصية الرئيسية للرواية يكتب: «أريد أن أشق طريقاً لأدمره.. أريد أن أحطم ما خلقته، لأخلق أشياء أخرى، لأحطمها أيضاً، إن هذا الحراك هو الحراك الحقيقي في حياتي».
1970- 1974: يشارك الأمبيرا وأبناء عمهم الونانا حياتهم، شعب هندي من مقاطعة دارين البنمية، تجربة أساسية في حياة لوكلوزيو «إنها صدمة حسية كبيرة، صعبة، الجو حار، كان عليّ أن أمشي مسافات طويلة على الأقدام، كان علي أن أصبح خشناً، صلباً، منذ تلك اللحظة، اللحظة التي لامست فيها هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً، أثرت هذه اللاعقلية فيما بعد في كل كتبي»، صدور الحرب «1970» الجبابرة «1973» صرخة ثائرة ضد الأقطاب المتضخمة وعالمها الصاخب والعنيف، ثم Mydriase «1973».
في عام 1970 يطرح «هاي» نظرة جميلة الى مكانة الثقافة الهندية في عالمنا المعاصر: «إنهم أناس لديهم شيء ليقولوه لنا» نشر الكتاب في سلسلة دروب الإبداع، وطرح على لوكلوزيو مسألة جوهرية: «كان لدي الرغبة في الكتابة عن أناس لا يختلف الفن عندهم عن الحياة، مع ذلك كنت أجد أن هناك وقاحة في الكتابة عن أناس كتومين جداً، لا أريد أن أزعجهم».... «لا أجد نفسي دوماً مرتاحاً في استخدام أناس ووقائع مجتمع كمواد أدبية أو مجرد مادة كتاب، قد تشكل الدعاية التي يحملها لهم كتاب خطراً، إنها ليست مسألة أناس خائفين من إضاعة روحهم حين تلتقط صورهم، ولكن ببساطة مسألة أناس في حالة دفاع دائمة، أناس بحاجة للحماية، لا يستطيع الهنود الأمريكيون أن يستمروا في الوجود إلا ببناء حواجز دائمة حولهم، يشكل عبور الحاجز عملاً عدوانياً.
إن إثارة تجربة المخدرات عند الهنود يثير اشكاليات حقيقية، كنت قد بدأت كتاباً تخليت عنه: كان سيشكل تطفلاً حقيقياً على عالمهم، بالاضافة الى أنها ظاهرة قد تفسر بشكل سيىء في ثقافتنا التي تجعل المخدرات شيئاً غريباً، وغير مألوف، شيئاً لا علاقة له مع الدور الذي تلعبه المخدرات في المجتمع الهندي، لم أُرد استخدام مادة ليست لي، معرفة منحت لي، لست متأكداً بأن الساحر الكولومبي الذي أطلعني على أسرارهم، الذي وجد فيّ صديقاً يستطيع أن يكلمه، بأن سيكون متحمساً لفكرة أن أفشيها».
1975- 1977: يتزوج من جيما «1975» صدور رحلات الطرف الآخر «1975» مرحلة جديدة في مغامرة لوكلوزيو الأدبية: الأسطورة الخالدة في مواجهة أساطير العالم الغربي الزائفة المدمرة: شبكات الطرق، المدن، «من المستحيل أن أكتب رواية دون أن أفكر بالهواء، بالريح، بالنار، بالأرض، إنهم بالنسبة لي يعادلون في أهميتهم أهمية المجتمع الانساني»، (المجلة الأدبية أيار 1985) يبدأ لوكليزيو بترجمة الكتب الكبرى للتراث الأمريكي الهندي، نبوءات شيلام بالام «1976»: «كتبت هذه الكتب، كشهادة، أيضاً لنا، علينا اليوم تعلم قراءتها»، يقيم في ذلك الوقت، في جاكونا في المكسيك، على سفح بركان باريكيتان، أحدث بركان في العالم، يدرس الأدب التطبيقي لعلم الأعراق في معهد الدراسات التراثية.
1978- 1979: صدور ثلاثة كتب في عام 1978: نحو الجبال الجليدية، كتاب عن ميشو، المجهول على الأرض، وموندو وقصص أخرى، الذي يحقق نجاحاً كبيراً في المكتبات، توجز جاكلين بياتيه في مقالة كتبتها حوله في اللوموند بتاريخ 31/3/1978 بهذه الكلمات: «لوكليزيو مدهش، من الواجب تصنيفه أكثر فأكثر بين الكتاب الصوفيين المعاصرين»، يصبح عضواً في لجنة قراءة منشورات غاليمار، التي سيستقيل منها بعد سنوات.
1980: يمنح جائزة بول موران، يكافىء للمرة الأولى من قبل الأكاديمية الفرنسية، صدور ثلاث مدن مقدسة والصحراء: «لم اقترب من الصحراء فعلياً إلا منذ وقت قصير، من قبل عبرت بعض الصحارى، غير أني لم أتوقف فيها أبداً، كنت مجذوباً اليها عبر الكلام، عبر ما قاله الآخرون عنها، مثل شخص يكتب مقاداً الى الصحراء بالأساطير والكلام، أو مثل العالم مونو Monod أو مثل بعض علماء الأعراق أو كـ Leiris الذين جذبوا بالصحراء، بالإنساني الذي ينظرونه منه، لأنهم كانوا يعرفون بأنهم سيلتقون بأناس ويشعرون بأن ذلك سيغيرهم»، فكر ملياً في اعادة كتابة كل كتبه التي كتبها حتى هذا التاريخ، يتخلى عن هذه الفكرة، «إن ذلك يكشف دون شك عن شيء من الشكلانية».
1981: رحلة الى جزر موريس ورودريغس، يمكننا قراءة العبارة التالية في رحلة الى رودريغس التي صدرت بعد خمس سنوات: «حتى اللحظة الأخيرة أشعر بهذا الدوار، كما لو أن كائنا ما انسل الى داخلي، ربما لست هنا إلا لهذا السؤال، السؤال الذي فرض أن يطرحه جدي على نفسه، هذا السؤال الذي هو أصل كل المغامرات وكل الرحلات: من أنا؟ أو بالأحرى: ماذا أكون أنا»؟ في مقابلة يجريها مع بيير موري، في المجلة الأدبية «عدد 230 أيار 1986» يقول: «حين وصلت الى رودريغس كنت مفتوناً لأنها صخرة وسط البحر، جزيرة مقفرة، دون شواطىء، جدران شاقولية تسقط في البحر، لا شيء يفتن فيها، خاصة في أنس الانكليزية Anse aux Anglais، حيث أمضيت بعض الوقت حقاً، لا يوجد فيها شيء يحمل سحراً ما، إنها مكان بري تماماً، بالرغم من بعض المنازل التي تنتشر في كل مكان هناك حالياً، ليست مكاناً للبشر».
1985- 1986: في عام 1985 صدرت الباحث عن الذهب «يستعيد فيها نصاً كان قد كتبه في عمر الخامسة عشرة يلاحظ فيه تأثير Almayr s Folly لكونراد»، وفي عام 1986 رحلة الى رودريغس، لم يكن لوكليزيو يعرف جده إلا كرجل عجوز قاض قديم حالم ومتكبر، الى أن يكتشف في علبة سوداء لم يكن يستطيع الوصول اليها حين كان طفلاً وثائق مرمزة ومشفرة تشهد بأن الرجل العجوز أمضى جزءاً من حياته يبحث عن كنز، على خطاه يشرع في كتابة هذين الكتابين: «أكتبت هذه الرواية؟ أحلمت بكتابة الباحث عن الذهب؟ لو لم يكن هناك هذا الصندوق الأسود الذين حفظ به والدي كل الوثائق المتعلقة بالكنز، كل هذه الخرائط، هذه الأوراق المكتوبة بخط ناعم، فيه تعرفت على خطي، إن لم تكن هذه الشعلة في أحلامي، هذه المقاطع التي تبدو كما لو أنها مأخوذة من كتاب لأستطيع أن أجده بكامله إلا أن كتبته بدوري» (الرحلة الى رودريغس).
1987- 1988: رحلة الى هايتي، الحلم المكسيكي أو الفكر المبتور، بعد نشر جزء من روايته نجمة تائهة «مخيم نور الشمس» التي كان يعمل على كتابتها في مجلة الدراسات الفلسطينية، يعتبر على غرار جان جينيه مشبوهاً في الأوساط المؤيدة لإسرائيل، «ألا تسطع الشمس للجميع؟ كنت أسمع هذا التساؤل في كل لحظة، من صاغه، قبل أكثر من عام، مات، ودفن في أعلى التلة المطلة على المخيم «نجمة تائهة» «لا يمكن لي أن أفهم كيف ولماذا يعتبر إثارة الحالة المأساوية للاجئين الفلسطينيين انتماء لمنظمة التحرير الفلسطينية»!.
1989: الربيع وفصول أخرى، مجموعة جديدة من خمس قصص، تقدم هذه المرة خمس نساء ليست المرة الأولى التي يلجأ بها لوكليزيو لهذا النوع الأدبي، غير أن مسألة النوع الأدبي لا تشغله: «لا يحمل تحديد ما هو قصة وما هو رواية أهمية قصوى، اعتقد إنها ببساطة مسألة إيقاع فقط».
1990: يشترك في المهرجان الأول للكتاب في المحيط الهندي بسان ديني في جزيرة رينيون، عودة الى هايتي، يقدم جورج لافودان G.Lavaudant باوانا بالإسبانية في مكسيكو مع الممثل الاسباني الكبير أوغستو بنديكو الذي كان يبلغ من العمر 81 سنة، صدور سيراندان Sirandanes، كتب مع جيما، مستوحى من عمل لبيساك Baissac، ويستعيد فكرة الأحجيات التي تطرح في السهرات، يطرح مقيم السهرة أحجية يتوجب على جميع الحاضرين الإجابة عليها بأقصى سرعة ممكنة، والذي يجد الجواب الصحيح يطرح بدوره أحجية، «لكل شعب أحجياته، غير أن هناك شعباً عرف أن يدفع هذا الفن حتى الكمال، بل حتى الشعر: إنه شعب جزيرة موريس، بقدومهم من مدغشقر، على مراكب الرقيق، حمل العبيد معهم طعم الغرابة، القدرة على التخيل، حسهم للدعابة مكرهم، أيضاً حنانهم، وضعوا هذه الأسلحة المضادة للشقاء في فن خاص أسموه سيراندان».
1991: أخيراً بدء صدور مجموعة فجر الشعوب عن دار غاليمار بالتعاون مع جان غروسجان التي هدفها الأول حسب فرنسوا ماروتان «نشر نصوص تشهد عن وعي مجموعة بشرية لذاتها، والتي تشكل بمجملها أدب أصولها الأولى»، صدور أونيتشا رواية مستوحاة من الرحلة التي قام بها عام 1948 برفقة أمه وأخيه لملاقاة والده في نيجيريا: «إنه رجل مجهول، يكتب رسائل كي نتبعه لأفريقيا، رجل دون امرأة ودون طفل، رجل لم نعرفه، لم نره أبداً، اذاً لماذا ينتظر»، «أونيتشا» خلال حرب الخليج، يصرح لوكليزيو أنه فقد كل الأوهام، وبأنه توقف عن الكتابة وبأنه شل «لا يمكن الكتابة إلا من خلال الأحلام، حين تذبح أمام عيوننا، لا يمكن لأي شيء أن يبرر أن نمسك الريشة، هذا ما عانيته أثناء هذا الصراع حين تابعت الصور في التلفزيون».
1992: صدور نجمة تائهة، «بدأت كتابة هذه الرواية بحكاية استير التي تعيش في قرية لاجئين، وتجتاز الجبال عند وصول الألمان، لينتهي بها المطاف في إسرائيل، إلا أنني قلت لنفسي أنه لا يمكن لي أن أنهي الرواية عند هذا الحد، بدا لي ذلك مستحيلاً، بأن شخصية مثل استير أن لا تكون شاهدة عند وصولها على طرد الفلسطينيين الى مخيمات الضفة الغربية، بدا لي ضرورياً أن تقابل استير نجمة، أن تكون الثانية المقابل للأولى.. ذهبت الى الأمم المتحدة، اطلعت على تقارير تلك الفترة حول «المهاجرين» الفلسطينيين، كنت مصدوماً ومضطرباً جداً من اكتشاف ظروف الحياة في المخيمات، أعتقد أن هذه المأساة هي أكبر مأساة لاجئين ما بعد الحرب وإنها أيضاً أول فشل حقيقي للأمم المتحدة التي تركت الناس يموتون في المخيمات، لعدم إرسالها مواد إعاشة أو أدوية، وفي محو شعب على الورق، في روايتي لا يمكن لاستير الخارجة من مأساة أخرى ألا يكون لها ضمير حي... استير ونجمة ليستا بطلتين، إنهما فتاتان بسيطتان تتكلمان بقلبيهما وبجسديهما، ليس لهما أي مسؤولية سياسية أو أي دور اجتماعي، لم يصنع السلام أبداً من قبل الفتيات... روايتي ليست سياسية، لاتشرح شيئاً إنها تروي، لفهم الطبيعة الانسانية، أو من القلب لا بالعقل، بالمشاعر وليس بالأفكار»،
1993- 1994: صدور رواية ديغو وفريدا، رواية تروي حكاية الحب الغريبة التي ربطت فريدا كالو وديغو ريفيرا، تختار مجلة «لير» الشهيرة، عام 1994، لوكليزيو كأكبر كاتب فرنسي حي، وقبل جوليان غراك، وحينما سئل عن ذلك قال: إنه «يعتبر جوليان غراك أكبر كاتب فرنسي حي».
1995: صدور العزلة، هنا أيضاً يستخدم لوكليزيو حكاية عائلية: حكاية جده الذي عزل في جزيرة موريس، الجد الطبيب يلتقي رامبو في مقهى باريسي: إنها نقطة البداية في رواية تلعب الأجيال بها دوراً كبيراً، «لو لم يقرر جدي العودة الى فرنسا بعد تجربة العزلة في موريس، لما تزوج ولما ولدت دون شك».
1996- 1997: في آب 1997 صدور سمكة من ذهب والتي يستخدم فيها مادة رسائل أرسلت إليه، تستهل الرواية بمثل Nahutl: أيتها السمكة الذهبية الصغيرة، احترسي على نفسك، هناك الكثير من حبال القنص والمصايد الممدودة لك في هذا العالم، «الفكرة بسيطة: كيف يمكن العيش في عالم لا يراد لك فيه خير، كيف يمكن العيش في وسط فاسد»، رحلة مع جيما في الجنوب المغربي، نحو الساقية الحمراء، حيث يعود أصل عائلة جيما، طريق يمتد ثلاثمائة كيلومتر في الخلاء «دون ماء، دون قرى، دون غابات، دون جبال، كما لو كنا نسير على كوكب غريب»، ينتج من هذه المغامرة كتاب كتب بأربعة أيدي: أناس الغمام، «في الحقيقة لم اقترب من الصحراء إلا في هذه الفرصة، في البداية الكلمات هي التي قادتني نحو الصحراء، لم أتخيل الصحراء كمكان صامت، وإنما على العكس، كمكان فاعل يستطيع أن يهيج الكلام، هيجت الصحراء العديد من الأشخاص، ألهمت أبي وغيّرت شارل فوكو. (....).
2000: صدور قلب يحترق ورومنسيات أخرى.
2002: اختير لوكليزيو ليكون عضواً في هيئة تحكيم جائزة رونودو (وهي من الجوائز الأدبية الخمس الكبيرة في فرنسا)، والتي كان قد فاز بها وهو بعد في الثالثة والعشرين من عمره، عام 1963 عن كتابه الأول «المحضر الرسمي».
2003: صدور «ثورات» والتي كتبها في الولايات المتحدة «كتبها في الولايات المتحدة، حيث أقيم ، أعيش في المكسيك الجديدة لا أدري إن كان هذا المكان هو جزء من الولايات المتحدة إنه يحمل بيئة الصحراء المكسيكية كثير من الصمت والإيقاع البطيء، لا أحب أن أكون مستعجلاً، بدأت في كتابتها قبل ثلاثة أعوام ، ونشرت قصة طويلة «قلب يحترق» فيما كنت أعمل على هذا الكتاب .
المكسيك الجديدة مكان محايد كنت أسمع صخب وضوضاء هذه المدينة المضطربة بما فيه الكفاية والتي كانت نيس في شبابي دون شك مازالت فيّ»، عند سؤاله عن علاقة روايته بالذاكرة العائلية يجيب: «لم يكن ما كتبته سيرة ذاتية، هناك جزء منه متخيّل بني على أساس مشاعر حقيقية والتي تخص شيئاً آخر غير العائلة»، «إن ستيفنسون وجويس من أحب الروائيين إلى قلبي فهما يستمدان وحيهما من حياتهما الأولى واستطاعا من خلال الكتابة إحياء ماضيهما في محاولة لفهم «لماذا وكيف»، فعندما نقرأ أوليس لجويس يكون لدينا الانطباع بأن الكاتب لا يروي اللحظة الراهنة ولكن يعبر عما يختلج في داخله وعن الأشياء التي كونت شخصيته ووجدانه وهو بذلك يحي أصوات الشارع الخافتة ونبذات أحاديث ومختلف أنواع العقاب الجسدي التي كان يتلقاها في المدرسة والتي لا تزال تنتابه وكأنها هاجس، أما نيبول فهو أيضاً يعود من خلال الخيال الأدبي إلى سنوات تكوينه الأولى، فالأدب لا يعد قوياً إلا عندما يستطيع التعبير عن الأحاسيس الأولى والتجارب الأولى والأفكار الأولى وكذلك عن خيبة الأمل الأولى».
2004: صدور الأفريقي سيرة ذاتية عن صدمته عندما التحق بوالده الطبيب في نيجيريا، حين كان في الثامنة من العمر، عام 1948.
2006: صدور أورانيا، يصف لوكليزيو في هذه الرواية رحلة حدودها الطوباوية والطفولة على خطا جغرافي شاب «كتبت أورانيا مسترجعاً الكتاب الأكثر أهمية في الفكر الأوروبي في القرن السادس عشر يوتوبيا توماس مور، هذا الكتاب نال الكثير من الإعجاب واليوم تم إهماله فيما يحمل كل أسئلة وقلق معاصرتنا، ربما لم يكن أي عصر قريب من عصر توماس مور مثل عصرنا، حيث تتعايش أكبر الآمال في الأخوة العالمية وعدم التسامح»، صدور «راجا: القارة المنسية» ضمن إطار مجموعة «شعوب الماء» التي تنشر نصوصاً لكتاب التقوا بشعوب لا يمكن الوصول إليها إلا عبر طريق مائي، «حين نعيش على جزيرة نكون مختلفين، يتوجب التساهل مع الآخرين عكس ما يبدو، لا يسر ساكنو الجزر بجمال بيئتهم إنهم قلقون ، مشغولون بالمستقبل المعقد، في موريس على سبيل المثال يتساءل الناس كيف سيستمرون في الحياة في رينيون يريدون الاستقلال ولكنهم يتساءلون كيف سيعيشون ، كذلك في بولينيزيا الجنة الممسوخة يعيش السكان في توتر دائم»، عند سؤاله عن الأوصاف التي يوصف بها: «المغامر ، كاتب الهروب، البدوي، عاشق الترحال يجيب: «أكره هذه الكلمات ولاسيما «المغامر» لأنني أعتقد أنه لم يعد يوجد مغامرون اليوم، إنني أنتقل أحب الوصول إلى أرض لا أعرفها سماع لغة أجهلها لقاء أناس لا أعرفهم ».
2007: صدور Ballaciner، يروي في هذا الكتاب عشقه للسينما وليعبر عن هذا الحب يبتكر لوكليزيو كلمة «ballaciner» المكونة من اتحاد كلمة la ballade التي تعني أغنية راقصة وكلمة cine سينما، «عندما بدأت بالتردد إلى صالات السينما في عمر 16 أو 17 سنة دخلت في حلقة حملت لي الكثير من المتعة والانفعالات».
2 تشرين الأول 2008: صدور «لازمة (ترتيل) الجوع» يروي لوكليزيو في هذه الرواية التي كتبها في كوريا أثناء تدريسه للشعر والأدب الفرنسي في جامعة سيؤول حكاية الجالية الموريسية في باريس في مرحلة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية قبل ولادته.
9 تشرين الأول 2008: تعلن الأكاديمية الملكية السويدية منح جائزة نوبل للآداب 2008 لجان ماري غوستاف لوكليزيو، «كاتب الانطلاقات الجديدة والمغامرة الشعرية والنشوة الحسية ومستكشف بشرية ما وراء الحضارة السائدة»، «لم أكن أنتظر جائزة نوبل وعندما رن جرس الهاتف وتلقيت الخبر كنت منهمكاً بقراءة رواية «ديكتاتورية الحزن» للكاتب ستيغ ديجرمان وأريد أن أقول : يجب متابعة قراءة الروايات لأنها وسيلة جيدة لفهم العالم الحالي الروائي ليس فيلسوفاً ولا اختصاصياً في تقنيات اللغة لكنه هو من يكتب ويطرح أسئلة مرة بعد مرة » عند سؤاله عام 2001 عما يود قوله في حفل تسليم هذه الجائزة ، إن حصل عليها أجاب: «إنه سؤال افتراضي للغاية لا أعلم ماذا يمكن أن أقوله بالنسبة لجائزة نوبل ولكنني أعلم ما يمكن أن أقوله علانية، أود الحديث عن الحرب التي تقتل الأطفال، فهي بالنسبة لي من أبشع الأمور التي تجري في عصرنا الحالي، والأدب أيضاً هو وسيلة للتذكير بهذه المأساة وإظهارها في المقدمة، لقد تم مؤخراً في باريس وضع حجاب على تماثيل السيدات للتنديد بحال المرأة في أفغانستان وإنكار حريتها، وهذا أمر جيد جداً، وبالطريقة نفسها يجدر بنا أن نضع علامة حمراء ناحية القلب على كل تماثيل الأطفال للتذكير بأنه في كل لحظة في مكان ما في فلسطين وأمريكا اللاتينية وأفريقيا هناك طفل يموت بطلقات الرصاص، ما من أحد يتكلم عن هذا الأمر أبداً».