منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1

    الملحمه الفلسطينيه شعرا

    الملحمة الفلسطينية

    في ذاكرة الشعب الشاعر معين بسيسو


    نقف اليوم في محراب رمز آخر من رموز العطاء الفلسطيني والعربي والعالمي ...نقف في حضرة شاعر كان على مدى حياته مثالا للمناضل المتجذر والمنصهر في بوتقة الكفاح اليومي لشعبه وقضيته .....فمنذ أن رأت عيناه النور في مدينة غزة الفلسطينية عام 1926 م وشعبه الفلسطيني يكافح من اجل الحرية والاستقلال ويشعل الثورات والانتفاضات المتتالية على كل شبر من ارض فلسطين ضد الاستعمار البريطاني وضد العصابات الصهيونية التي كانت تجد الرعاية الكاملة من جيش الاحتلال ...أنهى دراسته الثانوية في مدينته التي أحبها حد العشق ...عنوة ...والتحق بالدراسة في الجامعة الأمريكية في قاهرة المعز عام 1948 م ...درس الصحافة وتخرج من الجامعة عام 1952 ...وكان عنوان رسالة التخرج " الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج الشرق الأدنى " وكانت تدور حول المقارنة ما بين الإعلام المسموع "الراديو والتلفزيون " وما بين الصحافة المكتوبة ...وفي نفس عام تخرجه من الجامعة نشر ديوانه الشعري الأول وكان بعنوان " المعركة "...ومنذ فترة شبابه المبكر انخرط الراحل معين بسيسو بالعمل الوطني الديمقراطي مما أدى إلى اعتقاله من قبل النظام الناصري " الوطني ؟ " لأكثر من مرة ... ومع ذلك فقد ظل الراحل الكبير يحترم المرحلة الناصرية من حيث أن الحكم الناصري كتن في العمق معاديا للاستعمار ...رغم تنكيل ذلك النظام بالتقدميين والشيوعيين ...كتب الراحل في العديد من الجرائد والمجلات العربية " الثورة السورية / فلسطين الثورة / الديار اللبنانية / الأسبوع العربي اللبنانية / الميدان الليبية " وخلال حصار بيروت شارك في تحرير نشرة " المعركة " مع مجموعة كبيرة من الكتاب والشعراء العرب ..
    ترجم شعر الراحل معين بسيسو الى اكثر من 15 لغة وحصل على العديد من الجوائز العالمية ومنها :--
    1) جائزة اللوتس ....وقد شغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة اللوتس التي يصدرها اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا ..
    2) وسام " درع الثورة " وهو اعلى وسام فلسطيني ....
    توفي الشاعر معين بسيسو في لندن عام 1984 اثر نوبة قلبية حادة في غرفته في الفندق ...ولم تكتشف وفاته الا بعد مرور 14 ساعة
    ترك الراحل معين بسيسو 16 ديوانا شعريا وعددا من المسرحيات الشعرية ...

  2. #2

    المتاريس

    وفيما يلي واحدة من اهم القصائد للشاعر الراحل / معين بسيسو
    ((( قصيدة المتاريس )))
    قد أقبلوا فلا مساومه
    المجد للمقاومة
    لراية الإصرار شاهقه
    للموجة الحمراء من صيحاتنا المعلقه
    على الشوارع الممزقه
    ولليد المكبله
    ولليد الطليقة المناضله
    المجد للجريح والمثقوب قلبه وللمطارد
    مدينتي قد أقبلوا ليلاً من الأظفار والخناجر
    وكنت نجمة تقاتل
    أضواؤها العريانة السلاسل
    وكانت البنادق العمياء تقتفي خطى المناضل
    وكنت ماردا من السنابل
    يداه منجلان والجراد زاحف قوافل
    يريد أن يجر للطاحون مارد السنابل
    مدينتي يا أدمع البركان قد جرت مشاعل
    ويا ابتسامة الزلازل
    مطبوعة سيفا على جبين أرض شعبي المكافح
    مدينتي زنبقة خضراء لم تنم على سرير فاتح
    ولم تصب الزيت في مصباح خائن
    رموشه بساط كل مقبل ورائح
    من باذري المذابح
    ولم تهب شعورها أسلاك معتقل
    ولم تقبل سوط طاغيه
    كجاريه
    مدينتي رأيت كيف تنسج الأمل
    خطي حبيبك البطل
    وكيف قد نشرث من دمائك الشراع
    يمخر الحرائق
    النار لا تمسه ولا الصواعق
    ولا الرصاص طائرا قشا من البنادق
    مدينتي واحسرة القيثارة الخرساء
    للغناء والبلابل
    تشدو إلى الأبطال، واعذاب شاعر
    في السلاسل
    وأنت في السلاسل
    ولم تكن تناضل
    غير الحروف من شريانه جرت قصائد
    ***
    مدينتي وأي رعشة تهزني وأي عاصف
    من ذكرياتك العواصف
    من ِذكريات السجن والسجان والأبطال والمعارك
    وخائن تهالك
    وفوق صرخة القتيل ،
    والمعذبين في انتظار
    الموت سار ،
    وحشا يشد للرحى السوداء ،
    كي تدور تطحن الدماء ،
    يداه حبلا كل خانق ،
    عيناه شبا كان للعدو منهما أطل بالبنادق
    على الخيام والمنازل
    يصيد إخوتي ،
    أبناء شعبي البواسل
    ***
    الآن يرفع الستار يا مدينتي عن المجازر
    عن وجه كل ثائر
    عن الرياح كيف أصبحت تحارب
    راية العدو في فضائنا خفاقة المخالب
    وكيف قد هوت كحية
    تعف في جراحها السواكب
    عن اسمك المهيب يا جمال ،
    كيف ينسج الغرائب
    والمعجزات والعجائب
    وكيف كان شمسنا الخضراء في الدياجر
    وردة حمراء في ضفائر
    أختي، وفي شباكها سرب من البلابل
    وكيف كان بور سعيد ،
    صخرة من اللهيب، غابة من السواعد
    يا فارس الفوارس
    صغنا لك الجواد من صباحنا
    وشعبنا أهداك بيرق البيارق
    خضنا به الرصاص
    موجة من الزنابق
    والنار موجة من النسائم
    وكانت القيود في المعاصم
    كعنكبوت في جنون جوعها ،
    رمت خيوطها على العواصف
    وفتح الإصرار زهرة ،
    مغطاة البراعم
    وعض في جراحه العدو والمتراس شاهق
    وبور سعيد بندقية البنادق
    وخندق الخنادق
    شمس من الجراح قد تسمرت في الليل ،
    فوق هامة المحارب
    يا بور سعيد .... الفجر طالع ،
    هذا صياح الديك يوقظ الرصاص في البنادق
    والرياح في الحرائق
    وأوشك الصباح أن يمس راية المحارب
    يا بور سعيد ليس سيف روحك الوهاج،
    وحده يقاتل
    ولا مدينتي وحيدة تقاتل
    لك الشعوب رفرفت بنادق
    وسرجت لك البحار والسحائب
    وصرخة الأنصار حجرت
    رصاص ذلك المغتال في البنادق،
    وحجرت نيرانه فلم تعد قواطع
    أنيابها القواطع
    وفي عيونه تسمر الدخان كالحصى،
    كالشوك كالأظافر ...

  3. #3

    شاعر من غزه الى العالم

    شاعر من غزه

    كان الشاعر الفلسطيني معين بيسو يخطو خطواته الأكيدة نحو الملحمة الفلسطينية من مدينته التي ولد فيها بغزة ويتحدث عن نفسه في أحدي اللقاءات الصحيفية قائلآ :

    - من غزة أحمل ذكري غجرية رضعت طفولتي من نهديها ترياق الرحيل . ومن يومها وأنا أبن النار , وعلي رأسى عصبة تحمل اسماء المحطات ومواعيد الرحيل .... في القاهرة تخرجت من الجامعة الأمريكية قسم الأداب .. وفي القاهرة تم طبع أول ديوان لي واسمه " المعركة " هذا الديوان صدر في اليوم التالي لحريق القاهرة عام 1952 . وبعد ذلك بدأ البوليس الملكي في التفتيش عن صاحب الديوان , فاختفيت في بيروت الأصدقاء الرسام حسن التلمساني , والمحامي الكاتب لطفي الخولي والكاتب عبد الرحمن الخميسى وبعد قيام ثورة 23 يوليو عدت إلي غزة وعملت فيها مدرسا حيث بدأت ملاحقة البوليس المصري الي ثانية فسافرت إلي العراق وهناك أذكر أن أحد الطلاب طلب مني أن يقرأ رواية الأم لمكسيم جوركي , ولكن هذا الطالب الذي يطحن سعف النخل الأخضر ويعجنه وصنع منه أقراصا يجففها تحت الشمس ويأكلها مات .. ولم يقرأ الرواية .. وضع سعفه من النخل وسط الكتاب ومات .. بعد سنة وقد بدأ البوليس العراقي يلاحظ نشاطي , هربتني من مطار بغداد احدي المضيفات حيث عدت إلي غزة في أوائل سنة 1954 حيث عملت مدرسا وناظر مدرسة ... وكنت قد أعتقلت في غزة أثر تظاهرات اشتعل بها القطاع ضد مشاريع اسكان وتوطين اللاجئين الفلسطينين في سيناء .. كانت المرة الأولي التي أدخل فيها إلي الزنزانة وأجلد فيها بالكرباج ... حبال الكرباج المجدولة من اسلاك التليفون أحست انها قد رسمت علي ظهري إلي الأبد خارطة الوطن .

    أثناء وجودي في السجن حاولت الهرب ولكن العملية فشلت . وكان علي أن أرى مشهدا سيظل محفورا الي الأبد بين عينى , صورة لأحد المسجونين حليق الرأس مربوط بالحبال إلي عامود ورأسه مدهون بالعسل الأسود ... المسجون كان مرفوعا إلي أعلي العامود وبين فترة وأخري كانت تنقض حدأة تنقر رأسه .. كان المنقار يضرب رأسه .. كان المنقار يضرب في العسل ورأس السجين وصراخه يرتفع وكان إدارة السجن تنذرني بنفس المصير ولكني تعذبت عذاب السجين ووصلتني رسالة السجان وبقيت في بريد الذاكرة حتى اليوم . فالحدأة التي كانت تنقر رأس السجين هي ذاتها التي ترفرف فوق رأس الفلسطيني الذي أصبح مدهونا الأن بالزبدة وبالعسل الأحمر .. حتي جاء العدوان الثلاثي سنة 1956 وكنا لا نزال في السجن فكتبت قصيدة طويلة وأعتز كثيرا أن رفاقي في قطاع غزة قد قاموا بتوزيعها منشورا وكتبوها علي الحيطان وسطرها الأول يقول :

    قد أقبلوا فر مســـــاومة ... المجــــــــــد ... المجــــــــــد للمقاومة

    وخرجت في سنة 1958 من السجن وعملت مدرسا للرسم في أحدي قري المواجهة واذكر اننى طلبت من التلاميذ ان يرسموا أصبع الموز .. وعرفت ان هذا الطفل الذي هاجر والده من بلده اريحا المشهورة بموزها لم ير في حياته أصبع موز .. وقد قابلت الطفل فدائيا بعد سنة 1967 فقال لي أن أول مرة قطع فيها نهر الأردن إلي أريحا المحتلة ذهب إلي حقل الموز وقطع قطفا من احدي شجيراته حمله على ظهره وسبح به حتي الضفة الأخري .. وجاء عام 1959 حين صودرت الحرية فكتبت قصيدة اذكر منها :

    علي ســــحابه .. كتبت : تسقط الرقابة فصادروا الســـــــماء .

    اعتقلوني ذهبت الي السجن الحربى وكانت معى خطيبتي .. ستون يوما .. لم نر فيها ضوء الشمس وحينما خرجت لم أقو علي رؤية الشمس وعندما دخنت أول سيجارة أغمي علي .. ونقلوني من السجن الحربي الي الواحات الخارجية كان عالما من الرمال وشجيرات الشوك فوق سماء مطرزة بالغربان لم يطر فيها عصفور واحد في تلك المرحلة عرفت ان الكلمة تعادل الحياة تماما وفي 1963 خرجت من السجن وبدأت رحلة الشتات كنت امضى من مطار الي أخر وكان الجواب دائما : نعتذر فهذه الأرض التي أحببتها . ممنوع عليك ان تضع قدميك علي ترابها . المطار الوحيد الذي فتح ذراعيه لي وقال : أهلا كان مطار بيروت

  4. #4

    مستشار فلسطين الثقافي الاول

    مستشار فلسطين الثقافى

    معين بسيسو الشاعر الفلسطيني المتمرد دائما الثائر أبدا , المدرس في قطاع غزة ومدارس بغداد , والمتسكع في شوارع بيروت والقاهرة , وابن الثورة وشاعرها الملتحم تاريخيا وإنسانيا منذ ولادتها في الفاتح من سنة 1965 , وقال في " ديوان المعركة " سنة 1950 :
    أنا إن سقطت فخد مكاني يا رفيقي في الكفاح ...
    واحمل سلاحي لا يخفك دمى يسيل من الجرح ...
    وانظر إلي عيني أغمضتا علي نور الصباح ...
    أنا لم أمت .. وأنا لم أزل ادعوك من خلف الجراح ...
    يختم القصيدة قائلا :
    هذا هو اليوم الذي قد حددته لنا الحيــــــــاة ...
    للثورة الكبري علي الغيلان اعداء الحيـــــــاة ...
    فإذا سقطنا يا رفيقي في جحيم المعركـــــة ...
    فانظر تجد علما يرفرف فوق نار المعركــــــة ...
    ما زال يحمله رفاقك يا رفيق المعركـــــــة ...
    - لقد لاحقه البوليس الملكي المصري وهو يقوم بمحاولته طباعة هذا الديوان واحتمى ببعض اصدقائه ادباء الثورة في مصر امثال الخميس والخولي ورفاقهم.
    - وهل انتهت الملاحقة والعذاب , انه المتمرد دائما وابدا وثائرا مع الثورة , لا حقه البوليس ثانية في القاهرة ونفاه في الصحراء الغربية , وكاد له النظام العراقي في بغداد اواخر الخمسينات لولا مضيقة جوية متمردة ساعدته علي الخروج من بيروت ثم القاهرة الي غزة . ثم عودة مرة اخري الي بيروت التى شعر بدفء فيها واستقر له المقام هناك لأن احدا لم يلاحقه هناك فهي باب الحرية وملتقى كل الثائرين أمثاله .. والغاضبين من اهل الشعر والأدب في الستينات ومنتصف السبعينات ..
    - وانظر إلي ديوان المعركة نجد فيه تقاربا بين شعر ابي القاسم الشابى التونسي وبين اشعار معين كما تجد اللهجة الحماسية النارية عند سميح القاسم في اشعاره تتطابق مع لهجه بسيسو الحماسية وتصل الي مستواها الأبداعي ...
    - وكان هناك دائما بين معين وبين محمود درويش ما يشبة المنافسة علي حمل لواء العر الفلسطيني الثائر والمتمرد الي العالم كله في جميع اتجاهاته ولو ان هذه المنافسة لم تكن تتعدي حدود الفن والأدب علي ساحة النضال السياسي الي الأبد ...
    وفي قصيدة " الغزالة " يقول معين بسيسو :

    هذا زمان الموت في الكتابة مازلت تكتبين .
    هاهم يقطعون أرزه , لكي يقيموا حاجزا .
    الآن يبدأ الأطفال في اختراع كيس رمل .
    مازلت تكتبين
    هاهم يقطعون نجمة يعلقونها في رأس حربه .
    ولو لهجته الحماسية لما استطعت ان تفرق بين أشعار البياتي القومية وأشعاره , ولو انه يجارى الشاعر العراقي الجماهيري " مظفر النواب " في تلك النبرات الشعرية الثائرة .

  5. #5

    سميح القاسم

    شاعر الأرض الحزينة سميح القاسم

    إذا كان أدونيس في أغلب أشعاره يناضل من أجل المقهورين , وإذا كان معين بسيسو يخلط
    في أشعاره بين فلسطين وكل الجوانب القومية والإنسانية , وإذا كان البياتي يخاطب بشئ
    من العلمانية عقول وقلوب الناس عن المحتاجين والمتمردين والعرب الثارين .. الخ .. فإن
    سميح القاسم يخاطب عقول وقلوب الناس عن الفلسطيني في الأرض الحزينة - عن دمعة
    الفلسطيني عن آلامه وآماله . عن القهر الذي يعيشه والظلم الذي يخيم عليه تحت وطاة
    استعمار استيطاني منذ سنة 1948 .
    هذا هو سميح القاسم يقول : ركب جوادك الجامح .. ويممت القفار الجرد في أثر المدي
    السامح .. وحيدا في زحام الأرض الإ من أخي الحرف .. وحزنت البيد .. محروما من الجرأة .. محروما من الخوف .. فكيف أعود .. كيف أعود ؟ يا معبودي الجارح .. وأنت حرارة المهماز والسوط .. وأنت وشاحي الملتف من كتفي إلي إبطي .. وأنت الزاد .. كل الزاد .. وأنت .. وحدة الميعاد .
    هكذا نجد كل شئ يدمع .. الأرض والإنسان والحرف .. كل شئ يمتلئ بالحزن والألم بخلاف محمود درويش الذي نجد في أشعاره ما ينب عن التفاؤل , عن العشق , عن الحياة .. عن الجمال .. عشق وجمال الأرض .. وإنسان الأرض والحياة في الأرض .. وما بين الحزن علي الأرض , وعشق الأرض , خيط واه . لأن الأثنين في الهم واحد , الحزين علي الحبيبة كعاشق الحبيبة تماما .. احدهما متألم علي بعادها والآخر يتأمل في جمالها رغم بعادها .. ونجد سميح القاسم يقول عن كفر القاسم :
    رغم ليل الخني وليل المظالم .. حل وفد الكفاح يا كفر قاسم .. رغم عسف الطاغوت يزيد سما .. رغم سد الأسلاك في الدري جاثم .. رغم حقد الرشا يشهره الظالم .. أتينا .. فليعلق الخزي حاكم .
    ولقد قال هذه الأبيات سنة 1965 قبل النكسة عندما توجه مع بعض رفاقه إلي كفر قاسم للاحتفال بذكرى المجزرة الدامية التي وقعت هناك في أكتوبر سنة 1956 وراح ضحيتها أكثر من مائتين وخمسين أمرأة وطفلة , أي نفس الزمني للعدوان الثلاثي علي قطاع غزة ومصر الناصرية , والتي شهدت مدينة خان يونس الفلسطينية خلالها نفس المذبحة لقتل مائتين وخمسين من رجالها وشبابها وأطفالها ولو أن مذبحة خان يونس تمت خلال مقاومة بطولية دامت عرة أيام بلياليها ضد أقدام الاحتلال الصهيوني سنة 1956 ,بينما مذبحة كفر قاسم تمت ضد أهالي عزل عن السلاح لم يقاوموا وكان الوضع بالنسبة لهم إرهابا في إرهاب فقط لا غير .. وقد قال سميح القاسم في المقاومة الشعبية بعد سنة 1967 الكثير في ديوان " رحلة السراديب الموحشة " أبصرت في كفيه موتي .. جمدت يداي علي حديد البندقية .. لم يطلق النار .. اقترابنا .. ازداد حجم السنديان .. بادلته تبغا بماء .. ماذا يقول الادعاء .. الخ
    ويقول في نفس الديوان : حلت ضفيرتها علي النع المجلل بالسواد .. من قال يحمل في حقيبته الصباح .. صوتا لساحات المدارس .. فيعود محمولا علي كتف المساء .. ذكري لساحات القتال .. وبطاقة مطبوعة من قائد الأركان .. تحمل للقتيل وسام فارس .
    ويقول عن أطفال رفح بقطاع غزة : للذي يحفر في جرح الملايين طريقه .. للذي تسحق دباباته ورد الحديقة .. للذي يكسر في الليل شبابيك المنازل .. للذي يشعل بستانا ومتخف .. ويغني للحريقة . للذي ينحل في خطوته شعر التواكل ودوال تتقصف .. الخ . بلغ الحزن بنا سن الرجولة .. وعلينا أن نقاتل .
    هذا هو القاسم الحزين في شعره الدافئ في إبداعه يكرس نفسه للمقاومة بادئا بكفر قاسم عندما وقف علي أطلالها سنة 1956 يقول لها : نحن جئنا نهيب أن تستفيقي .. فلتلبي النداء .. يا كفر قاسم . أنه شاعر الأرض الحزينة .. فلتلبي النداء يا أمة العروبة .

  6. #6

    شعراء الارض المحتله

    قراءات .. في شعر الأرض المحتلة

    كتب توفيق زياد بعد الخامس من حزيران 1967 قصيدة قال فيها :
    يا بلادي أمس لم نطف علي حفنه ماء ..
    ولذا لن نغرق الساعة في حفنه مـــاء ..
    من هنا مروا الي الشرق غماما اسودا ..
    يطئون الزهر والأطفال والقمح وحبات الندى ..
    ينضوون عداوات وحقدا وقبورا ومدي ..
    من هنا سوف يعودون وان طال المدى ..
    لا تقولوا لي : انتصرنا ..
    ان هذا النصر شر من هزيمة نحن لا ننظر للسطح ولكنا نرس عمق الجريمة .. إننا للمرة الألف نقول : لا وحق الضوء .. من هذا التراب الحر لن نفقد ذره إننا لن ننحني للنار والفولاذ يوما قيد شعره كبوه هذى وكم .. يحدث ان يكبوا الهمام إنها للخلف كانت خطوة من اجل عدة للأمام ..





    ويصدر سميح القاسم منظومته عن الصمود العاتي في وجه الاحتلال وعن العمل الفدائي قائلا :


    خلوا القتيل مكفنا بثيابه ..
    خلوه في السفح الخبير بما به ..
    هل تسمعون : دعوه نسرا داميا ..
    بين الصخور يغيب عن احبابه ..
    خلوه تحت الشمس تحتضن وجهه ..
    ريح مطيبة بأرض شبابه ..
    وعلي السهول الصفر رجع ندائه ..
    يا أبها بالموت لست بآبه ..
    خذني الي بيتي ..
    ارح خدى على اعتابه .. وابوس مقبض بابه ..
    خذنى إلي كرم اموت ملوعا .. مالم اكحل ناظري بترابه
    يا من ورائي لا تخونوا موعدى ..
    هذه شرايبنى .. خذوها وانسجوا منها ..
    بيارق نسلنا المتمرد ..
    وعن النكسة وحول صدمة الهزيمة القاسية تحدث محمود درويش في ابياته التالية :
    خسرت حلما جميلا .. خسرت لسع الزنابق ..
    وكان ليلي طويلا .. علي سياج الحدائق .. وما خسرت السبيلا ..
    انه الشاعر الذى قال : رأيتك امس في الميناء ..
    مسافرة بلا أهل .. بلا زاد ..
    ركضت اليك كالايتام .. اسأل حكمة الأجداد :
    لماذا تسحب البيارة الخضراء . الي سجن الي منفي . الي ميناء .
    وتبقي رغم رحلتها
    تبقي دائما خضراء ..
    رأيتك ملء موج البحر والرمل ..
    وكنت جميلة كالأرض .. كالأطفال .. كالفل ..
    واقسم : من رموش العين سوف اخيط منديلا ..
    وانقش فوقه شعرا لعينيك ..
    واسما حين اسقيه فؤادا ذاب ترتيلا ..
    يمد عرائس الأيك ..

    سأكتب جملة اغلي من الشهداء والقبل : فلسطينية كانت ولم تزل ..
    كان هذا من ديوان " عاشق فلسطين " للشاعر محمود درويش وهو أول دواوانيه الذى
    نشرة في 1963 , اما سميح القاسم رفيق الدرب لمحمود درويش فقد انتج للملحمة
    الفلسطينية شعرا فياضا عن رحلة الداخل والخارج في ديوانه رحلة السراديب المتوحشة .
    قبل اعتقاله سنة 1960 يقول في اول قصائده :

    متلثما بالريح .. ملتفا بخارطتي .. الرحيبة ..
    القى التحية .. كاظما جرحي وحقد الغنقرينه ..
    واقول في ثقة لوالدتي الحزينة .. خلوا المحارم والبكاء
    لطقوس عودتي القربية ..

    اما محمود درويش فإنه يتحدى في احدى قصائده المكتوبة قبل النكسة ويقول :
    شدوا وثاقي .. وامنعوا عني الدفاتر والسجائر .. وضعوا التراب علي فمي فالشعر دم القلب
    .. ملح الخبز .. ماء العين .. يكتب بالأظافر والمحاج .. الحناجر ..
    سأقولها : في غرفة التوقيف في الأسطبل في الحمام .. تحت السوط .. تحت القيد مليون عصفور .. علي أغصان قلبي .. يخلق اللحن المقاتل .
    وهو دائما حين يردد في نفس الديوان قبل النكسة 1967 :
    إلي الأعلى حناجرنا .. , وإلي الأعلى محاجرنا .. إلي الأعلى أمانينا .. إلي الأعلى أغانينا .
    ونلاحظ أن الفترة التي انطلق فيها أمثال معين بسيسو وغسان كنفاني قبل النكسة كانت فترة
    يحاول فيها الفلسطيني في كل موقع له إن يخلق الملحمة الفلسطينية , أما الفترة التي انطلق
    فيها سميح وتوفيق ومحمود هي الفترة التي واكتب أكبر ملحمة فلسطينية , منذ 1920
    فمنذ أن وطأت الأقدام الصهيونية الهمجية الأرض الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ,
    والعب الفلسطيني كله صغيرا وكبيرا غنيا وفقيرا في كل حارة وكل دار .. ون غزة إلي
    جبال النار .. كانوا جميعا يصنعون الملحمة الفلسطينية الكبرى علي أجسادهم وسميح
    القاسم يعبر في قصيدته عن هذه الملحمة الفلسطينية الجماهيرية في إحدي قصائده بعد سنة
    1967 في قصيدة " أطفال رفح " المنشورة في ديوان " السرديب المتوحشة " أبيات سميح
    التالية :
    أنا القيت علي سيارة الجيش الحجارة .. أنا وزعت المناشير .. وأعطيت الإشارة أنا طرزت الشعار .. ناقلا كرسي
    والفرشاة من حي .. لبيت .. لجدار .. أنا جمعت الصغار , وحلفنا باعتراب اللاجئين .. أن نكافح .. طالما
    تلمح في شعارنا , سنجة فاتح .
    شجر الفتنة مكسور وكالجرح انفتح باب بيت في رفح . قفرة , في حضن فنائه وحلفنا .. قفزة .. دورية ..
    أنوار كشاف .. وسطه
    من تكونين :- قفي , خمس بنادق جحظت من حولها , خمس بنادق
    وغداة انعقدت باسم الغزاة المحكمة حضروا بالمجرمة .. آمنة.. طفلة في الثامنة .

    وعندما جاء في الأنباء أن قيود الشهداء تتحرك في غزة سنة 1972 ,
    لمحمود درويش قصيدة طويلة نشرها في ديسمبر 1972 باسم " الخروج من المتوسط "
    يحيي فيها غزة , وبعد النكسة سنة 1967 قال فيها :
    وتقاسمني هذه الأمم الفربية والبعيدة .. كل قاض كان جزء تدرج في النبوءة والخطيئة
    واختلفنا حين صار الكل في واحد ..
    وصار الجرح وردتنا جميعا فابتعدنا ..
    اذهب إلي الموت الجميل ذهبت .. وحدي كنت ويتابع درويش في الشطر الرابع تعب الرثاء
    من الضحايا .. : جمدت أحزانه اواه : من يرثي المراثي :
    لست أدري أي قافلة تحطني , صورة في معرض الكتب لست أدري أي إحصائية يا أيها
    الشعراء لا يا أيها الزعماء .. لا ودعوا دمي - لغة التخاطب بين المدينة والغزاة ..

  7. #7

    محمود درويش

    محمود درويش
    المقدمة
    خيول الروم اعرفها - واعرف قبلها أني
    أنا زين الشباب وفارس الفرسان

    شدوا وثاقي وامنعوا عني الدفاتر والسجائر
    وضعوا التراب على فمي
    فالشعر دم القلب – ملح الخبز – ماء العين
    يكتب بالأظافر – والمحاجر – والحناجر

    سأقولها في غرفة التوقيف
    في الحمام – في الإسطبل
    تحت السوط – تحت القيد
    في عنف السلاسل
    مليون عصفور – على أغصان قلبي
    يخلق اللحن المقاتل
    يا شعراء امتنا المجيدة
    أنا قاتل القمر الذي كنتم عبيده
    وأنا على الإسفلت
    تحت الريح والأمطار – مطعون الجنان
    لا تفتح الأبواب في وجهي
    ولا تمتد نحوي يدان
    من آخر السجن – طارت كف أشعاري
    أنا هنا ووراء السور أشجاري
    أقول للناس – للأحباب / نحن هنا
    أسرى محبتكم في الموكب الساري
    في اليوم – اكبر عاما في هوى وطني
    فعانقوني عناق الريح للنار

  8. #8

    الفارس الذي ترجل

    ( محمود درويش – عاشق من فلسطين )

    في اليوم الذي لا يكتب خلاله قصيده ملتهبة , يعيش ساعاته تائها زائغ البصر , مرتبكا قلقا , ومرتجفا , يدير المذياع من جهة إلى أخرى لعله يقترب من أمل يراوده بمحاكاة إنسان عربي في أحلامه الواسعة اتساع الوطن العربي كله …
    هذا هو "محمود" النحيل الجسم , الضيق الصدر والعينين , الذي يحترق مع الكلمة وبالكلمة , فيعشقها وتعشقه , ويحولها إلى حبيبه تقطع وتوصل أو يسافر اليها ومعها في وطن غير مسموح التحرك داخله إلا بالدبابة أو الهوية أو الاعتقال بسبب الدفاع عن القضية من خلال قصيدة شعرية
    وذات يوم من أيام "محمود" الشعرية وقف يتأمل ديوانه الشعري بعد ان انتهت طباعته , يقلب صفحاته ويستعيد كل كلمه من كلماته , باحثا داخل ذاته الوطنية , عن أمل ينير الطريق من خلال قصائده الشعرية , أو إضاءة تعكس الحقيقة فتوقظ النيام في الذات القومية داخل الدائرة العربية ..
    - كان عاشقا بمعنى الكلمة , يعشق الوطن فى عيون فلسطينية , حسناء تداعب حلمه الشاعري من خلال تركيبة متينة تجعل المرأة فى ظله الغنى وطنا , وتجعل من الوطن امرأة هي في حقيقتها خريطة جغرافية تحتوي على كل المدن والقرى , بكل العادات والقيم , وبما تحتويه من ملابسات تفصيلية
    - رومانسي هو , حاد , وعصبي , ومتقزز من كل شيء حوله … حلمه الأكبر خارج حدود الوطن المحتل مرتين : مرة في النكبة وأخرى مع النكسة.
    - ومع انه لا يمارس سوى الحب والعشق بالكلمة أحيانا وبالمرأة أحيانا أخرى , شعروا بخطورته , فأمسكوا به وصادروا جسده , ووضعوه داخل زنزانة محكمة الإقفال , متهم بحب الوطن القضية , وحبه للمرأة الوطن .. وصادروا معه كل قصائده الشعرية , وكل حب يملأ قلبه ..
    - وكان الرحيل الأول من وطنه الأصلي الذي لم يهاجر منه إلا إليه ..
    - وأصبح محمود داخل الدائرة العربية الحلم بالنسبة الى فلسطيني مثله فتح عينيه على الدنيا فلم يجد أمامه سوى بعض العصابات الصهيونية المرتزقة المسلحة تحتل مدينته وتحكم عليه بممارسة الاحلام دون التفاعل معها او السفر بها خارج ذاته وحدوده .
    ـ وحمل "محمود" كل هذه الهموم إلى الدائرة العربية يخبرهم انه وإخوانه في الوطن المحتل يأملون في الوحدة العربية أن تعيد لهم كرامتهم وحريتهم التي أهدرت ووجد في استقبال أبناء وطنه وأمته بعض العزاء , لكن هذا وذاك لم يصل إلى درجة الحلم الذي كان يتوقع رؤيته في الدائرة العربية الواسعة ..
    - وأصيب "محمود" بالإحباط وخيبة الأمل , وخفت حدة العشق المتحفز للثأر من مغتصبيه داخله في ابتعاده عن الوطن المغتصب , وهفت نفسه ترجو حبا في داخل نفسه الحزينة المتأججة بنار الوجد والشوق والصدق لكنه لم يجد .
    - وأصبح الدخول في الدائرة التي عاش طوال حياته يحلم بها أمرا إحباطيا بالنسبة إلى عقله وقلبه وكيانه الوطني والقومي كله , لان الواقع الذي اصطدم به لم يصل إلى مستوى الحلم الذي عايشه عن الدائرة وبعيدا عنها , كما انه لم يكن فى مستوى عزيمته للدرجة التى تشعره بالتعويض الانساني عن البعد الوطنى …!
    - الى متى …؟ ؟ والى أين ..؟؟كان السؤال يتكرر كل يوم فى عقله الباطن , ولم يجد له اجابة شافية , فكل الاشياء حوله تتراجع وتنهزم ولا يكاد يجد التفسير الصحي المناسب لهذا كله لان المقومات الإنسانية والمادية داخل الدائرة تشير ولا تزال إلى إمكانية التقدم لا التراجع المفجع الحزين ..
    - انه الوحيد بين أقرانه من الشعراء والأدباء الذي عاش التجربة الإنسانية داخل الدائرة وبعيدا عنها , وكان المؤلم بالنسبة إليه أن البعد عن الدائرة مثل الوجود بداخلها لا فرق , سوى العذاب الداخلي الذي يقهر الإبداع وبقوقعه لان العذاب بعيدا عن الدائرة سببه واضح وجلي ومعروف تخلفه ظروف الصدام مع العدو مباشرة أما العذاب داخل الدائرة فهو مر كالعلقم , بل أشد وأقسى لان سببه غير واضح …
    - وأصبح "محمود" داخل الدائرة يمارس التكيف مع واقعها بعد أن شعر بعدم قدرته على تغيير هذا الواقع أو تطويره ضمن لعبة الشك واليقين التي تحاصر "محمود" العاشق بكل قسوة قهرية لفنان شاعر يملك حساسية مرهفة وكانت مأساته الرحيل المتواصل
    كلما انشأ لنفسه أحبابا وأصحابا وصنع معهم وطنه الذاتي يفقدهم مرة تلو الأخرى
    - هذا الشاعر المرهف الأحاسيس تم ترحيله من عكا حيث الأهل والأقارب والأحباب وفي مصر وجد حضن الأستاذ / هيكل الذي وضعه جنبا إلى جنب في مكتب مجاور لمكاتب / الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس في ظروف النكسة
    ثم تركهم وانضم إلى قافلة مبدعي وأدباء الثورة الفلسطينية في لبنان وهناك كون وطنا ثالثا من الزملاء والأصحاب وقسري هجروه وهجرهم في العام 1982م
    مرحلا إلى تونس مع كافة دوائر منظمة التحرير الفلسطينية
    ولم يجد في تونس البعيدة عن موطنه الأصلي ما يكفي من زاد لبناء وطن جديد فيها
    فسافر إلى فرنسا قبل اتفاق أوسلو ليعيش حلمه الوطني والقومي في إطار كوني عالمي
    ورغم حاجته الشديدة للعودة فضل أن ينأى بنفسه عن الخلاف والجدل حول مشروعية الوطن والدولة في ظل اتفاق أوسلو
    عاش وحيدا الوحدة ذاتها عالمه وحياته
    لكن العالم تغير لم يعد عالمه عالم الخطيئة والذبح المشروع
    والخلاف المشروع ليس عالمه

  9. #9

    درويش والملحمه

    الملحمة الفلسطينية
    يقول في قصيدته " طوبي لشىء لم يصل " :
    هذا هو العرس الذي لا ينتهي .. في ساحة لا تنتهي ..
    هذا هو العرس الفلسطيني ..
    .. لا يصل الحبيب إلي الحبيب .. إلا شهيدا او شريدا ..
    - دمهم أمامي .. يكن اليوم المجاور ..
    .. صار جسمي وردة في موتهم .. وذبلت في اليوم الذي سبق الرصاصة ..
    وازدهرت غداة اكملت الرصاصة جثتي ..
    .. وجمعت صوتي كله لأكون دما / هذا من دمي .. غطي دمي ..
    - دمهم أمامي ..
    .. كأنه طرقات يا فا – لا أراه .. كأنه قرميد حيفا – لا أراه ..
    .. كأن كل نوافذ الوطن اختفت في اللحم .. وحدهم يرون ..
    وحاسة الدم اينعت فيهم .. وقادتهم إلي عشرين عاما ضائعا ..
    .. والآن تأخذ شكلها الآتي .. حبيبتهم .. وترجعهم إلي شريانها ..
    - دمهم أمامي ..
    كأن كل شوارع الوطن اختفت في اللحم .. .. وحدهم يرون .. لأنهم يتحررون الآن من جدد الهزيمة .. والمرايا ..
    .. هاهم يتطايرون علي ساحاتهم القديمة .. كالسنونو والشظايا .. هاهم يتحررون ..
    - طوبي لشئ غامض ..
    طوبي لشئ لم يصل ..
    - من أي عام جاء هذا الحزن :
    - من سنة فلسطينية لا تنتهي ..
    وتشابهت كل الشهور , تشابة الموتي ..
    - وما حملوا خرائط أو رسوما أو أغاني .. للوطن ..
    - حملوا مقابرهم .. وساروا في مآتمهم .. وسرنا في جنازتهم ..
    - وكان العالم العربي أضيق من توابيت الرجوع .
    - أنراك يا وطني لأن عيونهم رسمتك زوايا .. لا قصية ..
    - نراك يا وطني .. لأن أصابع الشهداء تحملنا إلي صفد ..
    - صلاة أو هوية .. ماذا تريد الآن منا ..
    - ماذا تريد .. خذهم بلا أجر .. ووزعهم علي بيارة جاعت .. لعل الخضرة انقرضت هناك
    - الشىء أم هم ..
    - يدخلون الآن في ذرات بعضهم يصير الشىء أجسادا ....
    - وهم يتناثون الآن بين البحر المدن اللقيطة .. ساحلا .. أو برتقالا ..
    - كل شىء ينتهي من أجل هذا العرس .. مرحلة باكملها .. زمان ينتهي ..
    هذا هو العرس الفلسطيني .. لا يصل الحبيب للحبيب إلا شهيدا أو شريدا ..
    وهنا نتوقف قليلا لنسترد أنفاسنا اللاهثة ولو أن للملحمة الفلسطينية بقية عن القبور التي تحركت لشهداء غزة / اختلف الزمان مع المكان .
    باعة السمك باعوا فرصة الأمن الوحيدة ليغسلوا قدمي
    أين المجدلية .. ذابت أصابعها مع الصابون .. وانهمرت كتابات وكان الجند ينتصرون ينتصرون .. كانوا يقرأون صلاتها ..
    ويفتشون أظافر القدمين والكفين عن فرح فدائي ..
    وكانوا يلحقون حياتها ..
    بدموع هاجر كانت الصحراء جالسة علي جلدي وأول دمعة في الأرض كانت دمعة عربية .
    هل تذكرون دمعة هاجر أول أمرأة بكت في هجرة لا تنتهي ..
    يا هاجر احتفلي بهجرتي الجديدة من ضلوعي القبر حتي الكون أنهض ..
    - يسكن الشهداء أضلاعي الطليقة .. ثم امتشق القبور وساحل المتوسط احتفلي بهجرتي الجديدة .

المواضيع المتشابهه

  1. ملف كامل للمدن الفلسطينيه
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان السياحة.
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-19-2010, 10:31 AM
  2. واحة الصبار الفلسطينيه
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-25-2010, 07:32 PM
  3. الكلمه الفلسطينيه في ظل الاحتلال الاسرائيلي
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-20-2010, 07:25 PM
  4. المستجدات الفلسطينيه والوحده الوطنيه
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-26-2008, 10:41 PM
  5. الصحافه الفلسطينيه في ظل الاحتلال (1967- 1993 )
    بواسطة يسري راغب شراب في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-25-2008, 11:36 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •