من أبطال حرب أكتوبر 1973 ا رمضان 1393 هــــ البطل الفريق سعد الدين الشاذلى
تقول سجلات المواليد أن البطل من مواليد عام 1922 بقرية شبرتنا مركز بسيون بمحافظة الغربية و والده من الأعيان وابن عم والده هو ( عبد السلام باشا الشاذلى ) مدير مديرية البحيرة.
ينتمى الفريق الشاذلى لعائلة عسكرية فجده قد أستشهد فى حروب إسماعيل باشا فى السودان وشاركت عائلته فى الثورة العرابية التى تزعهما البطل أحمد عرابى وثورة 1919 بزعامة سعد زغلول
ألتحق أحد أبناء العائلة بالكلية الحربية عام 1933 وفى عام 1939 ألتحق البطل سعد الدين الشاذلى بها
فى شهر يوليو عام 1940 حصل البطل على رتبة ملازم فى شهر يوليو عام 1940 وجاء عام 1941 حاملا معه أنتشار السمعة الطيبة للبطل فى الجيش المصرى فعندما كانت القوات المصرية و البريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء الغربية صدرت الأوامر للقوات المصرية و البريطانية بالانسحاب وبقى البطل الملازم سعد الدين الشاذلي ليدمر المعدات المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة
فى عام 1943 تم أنتداب البطل سعد الدين الشاذلى للخدمة فى الحرس الملكى
ترأس البطل سعد الدين الشاذلى أول كتيبة لقوات المظلات فى الجيش المصرى وذلك فى عام 1954 وفى عام 1960 ترأس القوات العربية المتحدة فى الكونغو ضمن قوات الأمم المتحدة
فى عام 1961 تم تعيينه عين ملحقاً عسكرياً فى لندن وظل حتى عام 1963 .
فى عام 1965 تولى البطل سعد الدين الشاذلى قيادة لواء المشاة واستمر حتى عام 1966
وفى عام 1967 تم تعيينه قائداً للقوات الخاصة ( الصاعقة ) وقاد حملة مكونة من القوات الخاصة لحراسة منطقة وسط سيناء (بين المحور الأوسط والمحور الجنوبي) وأظهر مع رجاله التميز الوطنى الجميل فقبل غروب شمس يوم الخامس من يونيو عام 1967 فقد الأتصال مع قيادة الجيش فى سيناء وعلى الفور أتخذ قراره الجرىء وعبر بقواته الحدود الدولية وتمركزوا داخل الأراضي الفلسطينيه المحتلة وبقى هناك يومين حتى تم الاتصال بالقيادة العامة المصرية فأمرته بالأنسحاب ليلا وقبل غروب شمس يوم الثامن من شهر يونيو نجح في العودة بقواته غرب القناه وأستمر فى قيادته للقوات الخاصة ( الصاعقة ) حتى عام 1969
فى عام 1970 تولى قيادة قيادة منطقة البحر الأحمر وفى السادس عشر من شهر مايو عام 1971 تولى رئاسة هيئة أركان القوات المسلحة المصرية
عندما جاء السادس من شهر أكتوبر عام 1973 العاشر من رمضان 1393 هـ شن الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على إسرائيل بطول الجبهتين ونفذ الجيش المصري خطة ( المآذن العالية ) التي وضعها الفريق سعد الدين الشاذلي بنجاح مذهل .. وقد ذكر الفريق الشاذلى في كتابه ( حرب أكتوبر ) :
في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي
نتيجة للموقف السيئ الذي تعرضت له القوات السورية في اليوم السادس للقتال أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا عن وزير الدفاع السوري للقيادة الموحدة للجبهتين بقيادة المشير أحمد إسماعيل على وطالبت القيادة السورية زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان فطلب الرئيس محمد أنور السادات من المشير أحمد إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على الجبهة السورية فأصدر المشير أحمد إسماعيل أوامره بذلك على أن يتم التطوير صباح يوم الثانى عشر من أكتوبر وهو ما عارضه الفريق سعد الدين الشاذلي بشدة وأخبر الرئيس يأن أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو مترا و التي تقف القوات المصرية فيها و بحماية مظلة الدفاع الجوي معناه تقديم القوات المصرية هدية للطيران الإسرائيلي.
بناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني (في اتجه السويس) باللواء الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في اتجاه ممر الجدي واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر متلا وفي قطاع الجيش الثاني الميداني (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة الطاسة وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه رمانة.. ولم يحقق الهجوم النتائج كما توقع الفريق سعد الدين الشاذلي
وعندما حدثت ثغرة الدفرسوار رأى الفريق سعد الدين الشاذلي تصفية الثغرة وذلك بسحب عدد 4 لواءات مدرعة مصرية من الشرق إلى الغرب لزيادة الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب والقضاء عليها نهائيًّا .. وكانت وجهة نظر الفريق الشاذلى فى ذلك تتمثل فى تطبيق أحد مبادىء الحرب الحديثة وهو ( المناورة بالقوات ) وأن سحب هذه الألوية لن يؤثر مطلقًا على أوضاع الفرق المشاة الخمس المتمركزة في الشرق ..و لكن الرئيس محمد أنور السادات و المشير أحمد إسماعيل رفضا هذا الأمر من منطلق الحفاظ على أرواح الجنود .
في قمة عمله العسكري بعد حرب أكتوبر 1973 تم تسريح الفريق سعد الدين الشاذلي من الجيش المصرى بقرار من الرئيس محمد أنور السادات وعينه سفيراً لمصر في بريطانيا عام 1974 فى البرتغال عام 1975 وحتى عام 1978
في الاحتفالية التاريخية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة وأبطال حرب أكتوبر و التي سلمهم خلالها الرئيس محمد أنور السادات والأخ العقيد معمر القذافى الرئيس الليبيى النياشين و الأوسمة تم تجاهل البطل الفريق سعد الدين الشاذلى وفقا ذكره البطل في كتابه مذكرات حرب أكتوبر.
في عام 1978 انتقد الفريق سعد الدين الشاذلي و بشدة معاهدة كامب ديفيد و عارضها علانية مما جعل الرئيس محمد أنور السادات يأمر بنفيه من جمهورية مصر العربية ولذا استضافته الجزائر .
في المنفى كتب الفريق سعد الدين الشاذلي مذكراته عن الحرب و اتهم فيها الرئيس محمد أنور السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثتاء سير العمليات على الجبهة كما عارض موافقة الرئيس السادات على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى ثم أنهى البطل الفريق سعد الدين الشاذلى كتابه ببلاغ للنائب العام أتهم فيه الرئيس محمد أنور السادات بإساءة استعمال سلطاته .. وهذا الكتاب أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية فحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة.
والجدير بالذكر أن مؤلفات البطل الفريق سعد الدين الشاذلى هى : حرب أكتوبر _ الخيار العسكري العربي _ الحرب الصليبية الثامنة _ أربع سنوات في السلك الدبلوماسية
و كتاب حرب اكتوبر و أيضا كتاب الخيار العسكرى العربى لم ينشرا فى مصر بل نشرا باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية فى دول كثيرة ونوهت عنهما مجموعة من الصحف العالمية الرئيسية مثل الإيكونوميست Economist ونيويورك تايمز وكريستيان ساينس مونيتور Christian Science Monitor وغيرها.
فى عام 1992عاد الفريق سعد الدين الشاذلى الشاذلى إلى مصر بعد 14 سنة قضاها فى منفاه بالجزائر.وتم القبض عليه بالمطار لدى عودته وقضى مدةعقوبته فى السجن.
_____
إبراهيم خليل إبراهيم