منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    ريمه الخاني
    Guest

    طبق من أسرار الرسم القرآني/أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي

    طبق من أسرار الرسم القرآني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    طبق من أسرار الرسم القرآني (1)
    لعلنا في هذا الشهر الكريم أن نقدم أطباقًا (على قدر ما يبسط الله لنا) من علم المعاني الذي قام عليه الرسم القرآني المشهور بالرسم العثماني.
    وخير ما نبدأ به هو الحديث عن أسماء الله الحسنى
    انقسمت أسماء الله تعالى وصفاته التي جاءت على وزن فاعل أو فعَّال إلى ثلاثة أقسام:
    أسماء حذفت فيها الألف.
    أسماء أثبتت فيها الألف.
    أسماء فيها حذف وإثبات للألف.
    وقبل ذكر الأسماء نريد أن نبين:
    لماذا زيدت الألف على الفعل ليصبح اسم الفاعل ؟
    كما هو معلوم من لوحة مفاتيح معاني الحروف الهجائية:
    فإن الألف: هي للامتداد المنفصل.
    وامتاز حرف الألف بأنه حرف مد؛ يمكن مد الصوت به، وزيادته إلى القدر الذي ينتهي فيه النفس. وأن الفم ينفتح مع مده؛ فجاء استعمال الألف موافقًا لنطقه؛ في انكشاف الفعل بحدوثه، والعلم به، وانقطاعه في آن واحد.
    والنفس تمتد؛ وامتدادها بالأفعال ما قصر مدته منها، أو طال. ولا بد للفعل من فاعل؛ فكانت زيادتها على الفعل لتدل على القائم بالفعل. فحمل الفاعل بذلك صفة ما فعل.
    ودلت الألف على اثنين؛ على الفعل وعلى الفاعل، والأصل هو الفاعل، والزيادة التي حصلت للفاعل امتداده بالفعل، والفعل مهما طال ينفصل بانتهائه، وتبقى النفس حاملة تبعاته.
    ولماذا وضعت الألف بعد فاء الفعل ؟
    لأن فاء الفعل تدل على الحركة، والفاعل يحمل الصفة من دخوله في الفعل وبداية حركته به، وليس بعد الانتهاء منه؛ كمثل : جالس، وراكب، وسابح، وراكض، والفاء مفتوحة ، ومدها يتولد منها الألف...
    أما زيادة الألف في الأسماء التي جاءت بصيغة المبالغة؛ فتكون بعد الحرف المشدد؛ لأن المبالغة تحصل بعد كثرة التكرار، والانحصار في داخل العمل؛ فتمثل ذلك بتشديد عين الفعل؛ كمثل نجَّار، وحدَّاد، وبقَّال، وكل الأعمال التي تحتاج جهدًا وتعبًا ...
    وإضافة الألف ليدل على أن هذا الامتداد الذي يحصل بالأفعال قابل للانفصال؛ وهو متعلق بالصفات، والصفات تقديرية، ومخرج الألف وحروف المد تقديرية، من خوف الفم والحلق؛ أي من الخواء الذي فيها، وبقية الحروف محققة؛ إذ تعتمد على حيز من الحلق أو الفم أو الشفتين.
    وزيادة الألف في الصفات؛ كأن يوصف الذي يصدق بأنه صادق، فصار للموصوف مسميان مسمى سابق عرف به، ومسمى جديد زاد من أسمائه أو صفاته.
    وهذه الصفة تبقى دائمة له ما دام هو متصف بها، فإن أصبح على خلافها وصف بخلافها.
    وليست هذه الصفة يحملها الجميع، فهناك من يحملها، وهناك من لا يحملها؛ لذلك إثبات الألف للدلالة على الحالين؛ أي حمله لها زيادة حصلت له، وليست لكل الناس .
    فصار الأصل هو إثبات الألف في هذه الأسماء.
    لكن لما كان هناك من يحمل نفس الوصف، ولا يحملها إلا هو .
    وهناك الذين يحملون نفس الصفة؛ ولكن ليسوا بنفس الدرجة في حملها؛
    فكان لا بد من التفريق بين الحالين.
    فأسماء الله تعالى التي لا يشاركه أحد فيها: تحذف الألف فيها ليكون الحذف علامة على أن الله تعالى يحمل الاسم وحده، ولا يشاركه أحد في الصفة التي يدل عليها هذا الاسم، فالمقارنة بينه وبين غيره تكون معدومة .
    وعدد هذه الأسماء التي استحضرتها ثمانية:
    1.اسم الجلالة اللَّاه (اللَّـاـه) : الألف فيه بعد اللام قد حذفت؛ لأنه لا أحد غير الله يحمل هذا الاسم، وحتى لم يجرؤ أحد على ادعائه .
    2.الرحمان (الرَحْمَـاـن): لا أحد غير الله يوصف به هذا الاسم ويكون معرفة؛ فلما انتفي قيام المثيل؛ حذف الألف لذلك.
    3.الواحد (الوَا حِد): والواحد هو الذي في مكانة ومنزلة لا تتسع لغيره، أو لا يمكن لأحد أن يحل معه فيها، فحذفت الألف لانعدام أن يكون له ثاني أو شريك.
    4.الظاهر (الظَـاـهِر): أي ظاهر لا يجهله أحد، وأن الجهل به قد انتهى، ولا امتداد له، وليس ذلك إلا لله وحده. فمن لم يستدل عليه بآياته ومخلوقاته، عرفه عن طريق رسله.
    5.واسع (وَا سِع): فالله تعالى هو واسع عليم، وواسعًا كريمًا؛ فهو واسع الفضل، وواسع المغفرة، وواسع الرحمة، وليس لأحد ما لله في سعة عطائه ومغفرته ورحمته وفضله.
    6.السلام (السَلَـاـم) : والسلام اسم يدل على صفة العلو الدائم لله تعالى ، وليس هناك من يتصف بذلك حتى يقارن علوه بعلو الله تعالى. فكل ما خلق هم دونه. وهم عبيده.
    7.الخالق (الخَـاـلِق) : فالله تعالى هو خالق كل شيء فصفته هذه صفة دائمة لله وحده.
    8.الخلاق (الخَلَّـاـق): وهي صفة مبالغة لله تعالى بكثرة الذين خلقهم، وكثرة ما خلق، وهي صفة لله وحده. لا نصيب لأحد فيها.
    فهذه الأسماء الثمانية قد حذفت فيها الألف في القرآن في جميع مواضعها. لأن الله تعالى لا يشاركه فيها أحد، فلما سقطت دواعي المقارنة والتمييز والتفصيل في المراتب، سقطت الألف في الرسم.
    ولما كان الأمر كذلك فلماذا لم يسقط صوت الألف كذلك؟
    والجواب على ذلك أن هذه الأسماء والصفات هي أسماء وصفات متعددة لله تعالى، فواحدتها لا تغني عن بقيتها، فإبقاء الصوت بها لتدل على وجود غيرها لله ، وليس وجود غير الله يحملها .
    أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي
    يتبع إن شاء الله تعالى...........

  2. #2
    ريمه الخاني
    Guest

    بسم الله الرحمن الرحيم
    القسم الثاني الأسماء التي ثبتت فيها الألف
    اشتمل هذا على القسم على أحد عشر اسمًا لله تعالى:
    1. البارئ : البارئ هو الذي يخرج غيره، ويخلصه مما هو فيه، كما في قوله تعالى: (فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ (54) البقرة،
    لما طلب موسى عليه السلام من قومه أن يفعلوا ما يخرجهم ويخلصهم من ذنبهم في عبادة العجل؛ جاء باسمٍ لله تعالى يناسب ذلك؛ فالله تعالى هو الذي أخرجهم للحياة أولاً، وأخرجهم وخلصهم من فرعون، ومن استعباده لهم .
    وقد يوجد من يفعل ذلك الفعل في الإخراج والتخليص لقوم، أو جماعة من الناس؛ فيكون بارئهم.
    لكن ليس فعله كفعل الله تعالى بفرعون وقومه.
    والبارئ والبريء الذي يخرج من مرضه.
    وقد كانت من معجزات عيسى عليه السلام أن يبرئ الأكمه والأبرص؛ أي يخرجها مما هما فيه، فهو لهما البارئ بهذا الفعل، وإن كان بإذن الله تعالى.
    والبارئ الذي يخرج الخلق من العدم. كما في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ (24) الحشر.
    فإثبات ألف بارئ لتمييز الله بفعله وصفته عن فعل وصفة غيره. لأن هناك من يحمل غير الله تعالى هذه الصفة.
    2. الباطن : الله سبحانه وتعالى هو؛ الأول والآخر والظاهر والباطن، وكما تقدم القول بأن ظهور الله تعالى لا يخفى على أحد، فكل شيء يدل عليه سبحانه وتعالى، وليس هناك من يجهل وجود الله وإن أظهر إنكاره له؛ فحذفت لذلك ألف الظاهر.
    لكن الوصف له بأنه باطن؛ لا يمنع وجود من يوصف بأنه باطن غيره، فجنس الملائكة موجود ولكنه باطن ومستور، وكذلك جنس الجن مستور وباطن، فإثبات ألف باطن لتمييز الله تعالى عمن يجمل غيره هذه الصفة؛ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإننا لا نعرف عن الله تعالى إلا بالقدر الذي أبلغنا به تعالى عن نفسه، فالله تعالى ظاهر قد انتهى الجهل به، بمن أرسل من رسل ودلت على آياته في خلقه، وباطن لا نعرف عنه إلا بالقدر الذي أبلغنا به عن نفسه.
    فكان إثبات الألف دلالة عليه، وتمييزًا له سبحانه عمن يوصف بالصفة نفسها، وأن هناك ما نجهله عن الله تعالى؛ لأن معرتنا له هي بقدر ما أبلغنا به سبحانه وتعالى عن نفسه.
    3. التوَّاب : وهي صيغة مبالغة لتدل على كثرة التوبة له على عبادة، وكثرة من يتوب عليهم؛ وهذه صفة لا يشارك الله فيها أحد.
    ولكن ورد الاسم المفرد بصيغة الجمع كصفة للعباد؛ قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة. التوَّابين جمع توَّاب. فجاء إثبات الألف للتفريق بينهما؛ فالله تعالى توًّاب بقبول توبة العبد فيرجع عن عقابه، وتوبة العبد بالرجوع عن المعصية. فشتان بين الوصفين.

    4. الجبَّار: الله تعالى وصف نفسه بأنه جبَّار كما في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) الحشر، ووصف غيره بأنه جبَّار كما في قوله تعالى: (وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) هود، فكان إثبات الألف تمييزًا لله بأنه جبار فوق درجة الجبارين. ولا يستوي جبروته بجبروت غيره.
    5. الرزَّاق ، وصف الله تعالى نفسه بأنه رزَّاق : (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات. وقال تعالى: (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (5) النساء؛ فكل من يتولى إطعام غيره فهو رازِق، وإذا كان فعله شمل عدد كبيرًا من الناس فهو رزَّاق، فكان إثبات ألف الرزَّاق ليدل على علو منزلة الله تعالى بهذا الوصف، ولا يقارن بغيره، ولا يساويه أحد في ذلك .
    6. الفتَّاح : وصف الله تعالى نفسه بالفتَّاح في قوله تعالى: (قل يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) سبأ، فما يفتح الله للناس من رحمة وخير ونصر وغير ذلك لا يماثله أحد فيه ولا يساويه
    وقد وصف الله تعالى نفسه في القرآن وحده؛ بالرزَّاق وبالفتَّاح؛ بصيغة المبالغة، ولم يصف نفسه بأنه رازق ولا فاتح؛ لأن القرآن الكريم هو كلامه، وله علو المنزلة في البيان، والرازقين كثر فوصف نفسه بأنه خيرهم كما في قوله تعالى: (قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُالرَّازِقِينَ (11) الجمعة.
    وكذلك الفاتحين كثر؛ فوصف نفسه بأنه خيرهم؛ في قوله تعالى: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُالْفَاتِحِينَ (89) الأعراف.
    فلا تناسب في أن يصف نفسه بنفس الصيغة التي بني عليها الجمع، ولا يميز نفسه تعالى عنهم. فميز تعالى نفسه عليهم بصيغة المبالغة وإثبات ألفها.
    7. القاهر : وصف الله تعالى نفسه بالقاهر في موضع واحد ثبتت فيه ألفه : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) الأنعام، وعلى القاعدة فثبات الألف دلالة على وجود غير الله تعالى يحمل هذه الصفة، فقد قال فرعون بصيغة الجمع للمفرد : (قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَـاـهِرُونَ (127) الأعراف، والله تعالى متميز بعلو درجته ومنزلته عمن يحمل نفس الصفة، ففي ثبات الألف بيانًا لذلك، وكان حقًا أن تضاف هذه في المجموعة الثانية.

    8. المُتَعَالِ : وصف الله تعالى نفسه بالمتعالي في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد. فالله تعالى هو العلي، وهو الأعلى، وهو المتعال، - وحذف ياء المتعال؛ لها مكانها عند الحديث عن حذف الياء، وحذفها هو لديمومة الصفة – ، ويقابل الكبير المتعال، مَنْ وصفهم الله بالمتكبرين أي المتعالين على الناس؛ وقد خاطب سليمان ملكة سبأ: (ألا تعلو علي وأتوني مسلمين). وقول السحرة في حض أنفسهم على الاستعلاء: (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى(64) طه، فإثبات ألف المتعال هو لتمييز تعالِي الله سبحانه؛ عن تعالِي البشر على البشر، مع أن المتعالين من البشر لا غنى لهم عن البشر، ولا عن الله تعالى، والله غني عن الجميع.
    9. الوهَّاب : وصف الله تعالى نفسه بالوهَّاب؛ كما في قوله تعالى: (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) ص. وهي صيغة مبالغة تدل على كثرة ما يهب، وكثرة من يهب لهم، حتى أنه تعالى يهب للكافر ولما لا يعقل ... وهذا لا يقدر عليه أحد من البشر؛ وإن وصف أحدهم عند الناس بأنه وهَّاب؛ لكثرة ما يعطي الناس، .... فإثبات ألف الوهَّاب؛ لتوافق على منزلة الله تعالى بعظيم ما يهبه تعالى للناس، وكثرة من يهبهم من الناس.

    ويلحق بهذا الجمع اسمان آخران لله تعالى لم يعرفا بالألف واللام:
    10. شاكر : وصف الله تعالى نفسه بأنه شاكر في موضوعين؛
    في قوله تعالى في السعي بين الصفا والمروة: (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة.
    وفي قوله تعالى: (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) النساء
    ووصف إبراهيم عليه السلام بأنه شاكر؛ في قوله تعالى: (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) النحل.
    وفي عموم من يلتزم بشرع الله تعالى؛ في قوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) الإنسان.
    فثبات الألف هو تمييز لشكر الله عن شكر غيره، فشكرع عطاء وشكر غيره عبادة أو ثناء، وتمييز شكر إبراهيم عليه السلام عن شكر البشر بما ابتلاه الله تعالى بكلماته اللاتي أتمهن؛ فنال المنزلة التي جعله الله فيها إمامًا للناس، واتخاذ الله له خليلا، وبيان الهداية للناس لرفع منزلتهم بدوام شكرهم لله؛ وهناك الشاكر للناس وليس لله.
    11. غالب : وصف الله تعالى نفسه بأنه الغالب في قوله تعالى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) يوسف.
    وقد يكون هناك من يغلب غيره فيكون غالبًا له؛ لكن يأتي من يغلبه فيكون هذا الغالب أعلى منه منزلة ودرجة وأكثر قوة؛ لذلك جاء نفي في آيتين تاليتين لوجود غالبًا له الدرجة العليا؛
    في الأولى: كلام نسبه الله تعالى لنفسه وهو صادق فيه؛ فقال تعالى: (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ (160) آل عمران.
    وفي الثانية كلام نسبه الله للشيطان وكان الشيطان كاذبًا فيه؛ فقال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) الأنفال.
    وصف الله تعالى لنفسه بأنه غالب على أمره؛ متميزًا بهذه الغلبة، أي أن أمره قائم وغالب لكل ما يعترضه، ولا يقدر أحد على إبطاله.
    هذه الأسماء الأحد عشر اسمًا قد أثبتت فيها الألف؛ لبيان وجود من يحملها غير الله تعالى، وعلو منزلة الله تعالى عن منازلهم في حملها.

    وقد كان الحذف في القسم الأول، والإثبات في القسم الثاني، مبنيًا على ما دل عليه الواقع؛ فهناك صفات لا يحملها إلا الله تعالى فحذفت فيها الألف، وصفات يحملها الله تعالى وغير الله؛ فكان لا بد من بيان مكانة الله تعالى وعلو منزلته في هذه الصفات، وعدم تساويه معهم فيها، فأثبتت الألف؛ فكأن الرسم جاء متتمًا لما يتلى؛ فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم.
    فقد وصلنا التبليغ بالقرآن المرتل، تلاوة ورسمًا، وبالحديث غير المرتل. فتم شرع الله تعالى.
    والله تعالى أعلم.
    أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي.
    يتبع إن شاء الله تعالى ....



  3. #3
    ريمه الخاني
    Guest
    بسم الله الرحمن الرحيم
    القسم الثالث/أسماء فيها إثبات وحذف

    1.ظلام للعبيد
    جاء في خمسة مواضع من القرآن الكريم بأن الله ليس بظلام للعبيد ؛ ثبتت الألف في موضع واحد؛ وحذفت في المواضع الأربعة الباقية.
    واختلف موضع الإثبات عن مواضع الحذف في أن النفي للظلم كان عن عبيد موجودين وقت نزول الآية؛ فعرفهم الله ذنبهم؛ ومصيرهم، وهددهم بعذاب الحريق الذي لم يأت بعد، وأن الله ليس بظلام لهم، فقوله تعالى "سنكتب ما قالوا" بعد أن قد قالوا قولهم؛ أي سنثبت عليهم قولهم، ومن خرج من كفره إلى الإسلام بعد ذلك؛ فسيسقط عنه هذا القول، ولا يثبت عليه، ولن يذوق عذاب الحريق؛ فالتهديد هو في يوم لم يأت بعد، والتهديد قائم ممتد حتى يأتي ذلك اليوم الذي يحاسبون فيه.
    والظلم في الأصل هو النقصان؛ فالنقص ممن له الحق وصرفه لغيره يعد ظلمًا، ولذلك كان الشرك ظلمًا لأن فيه نقص من حق الله في العبادة وصرفه لغيره بغير حق، والنزع من صاحب الحق وإعطائه لغيره اقتصاصًا لا يعد ظلمًا، ومن هذا فعل الله تعالى في التسوية بين الناس.
    ونقصان الحق في الحالين يغضب أو يحزن صاحب الحق.
    فكان هذا النفي للظلم في الدنيا قبل الآخرة، وهناك في الدنيا من يظلم غيره؛ لذلك ثبتت الألف فيه.للدلالة على نفي الظلم عن الله في الدنيا والآخرة، وإثبات أن هناك غير الله تعالى من يظلم في الدنيا.
    قال تعالى : (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ (182) آل عمران؟
    أما بقية المواضع فموجه فيها القول لمن مات على الكفر، أو يقال لهم ذلك في يوم الحساب؛ أو بعد إدخالهم النار؛ وقد انتهى كل شيء، ولا عمل لهم جديد، ولا حساب جديد بعد يوم الحساب؛ لذلك سقطت الألف لانتهاء الأمر، ولا أحد غير الله تعالى يأخذ من حق أحد ويعطيه لغيره؛
    قال تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلَّـاـمٍ لِّلْعَبِيدِ (51) الأنفال.
    قال تعالى : (ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّـاـمٍ لِّلْعَبِيدِ (10) الحج
    قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـاـمٍ لِّلْعَبِيدِ (46) فصلت.
    قال تعالى : (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّـاـمٍ لِّلْعَبِيدِ (29) ق.

    2.الغفار :
    ورد اسم الغفار معرفًا بالألف واللام في ثلاث آيات؛ لم تثبت فيها الألف؛ لأن التعريف خص الله تعالى بالمغفرة، ولم يساوه أحد فيه، فكان إسقاط الألف لسقوط الند والنظير الذي يوصف بما وصف به تعالى بالمغفرة. والاسم جاء في سياق من ثبت له هذا الوصف في كل وقت؛ من غير ذكر للتوبة والاستغفار. وربط بعزة الله تعالى؛ لأن غفرانه تعالى ليس عن أخذ عوض، وأيضًا الغفران هو إسقاط العقاب وليس فيه زيادة في العطاء.
    قال تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّـاـرُ (66) ص
    وقال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّـاـرُ (5) الزمر
    وقال تعالى: (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّـاـرُ (42) غافر
    أما إثبات الألف فجاء في سياق التوبة والدعوة إلى الله تعالى ليغفر الذنوب في آيتين؛
    قال تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه.
    وقال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) نوح.
    فكان إثبات الألف هو لبيان أن المغفرة الموعودة بها؛
    أولاً : ليست للجميع ؛ فمن تاب وآمن وعمل صالحًا؛ ينالها، ومن لم يفعل ذلك لن ينلها.
    وثانيًا : أن المغفرة يتبعها عطاء وجزاء، فمن تاب يسقط ذنبه، ويسجل أجره على إيمانه وعمله الصالح، واستغفار قوم نوح عليه السلام؛ يسقط عنهم ذنوبهم ويمدهم بما ذكره الله تعالى: (يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) نوح.
    وثالثًَا : أن غفران الله تعالى أعلى وأعظم من غفران الناس للناس؛
    فقد قال تعالى : (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) الجاثية وقال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22) النور. فمن يغفر فهو غافر ، لكن شتان بين مغفرة الله لعباده ومغفرة العباد للعباد.
    فإثبات الألف جاءت موافقة لما عليه الواقع، فمغفرة الله لا تساويها مغفرة العباد، وأن المغفرة لا ينالها إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا، وأن بعد المغفرة عطاء وجزاء من الله تعالى؛ وكلها من مسوغات إثبات الألف.

    3.القادر:
    وصف الله تعالى نفسه بأنه قادر في أمور لم يفعلها بعد؛ مبينًا أن صفة القدرة قائمة فيه، وممتدة معه سبحانه وتعالى؛ فمتى شاء فعل، وإذا لم يشأ لم يفعل؛ فثبتت لذلك الألف في هذه المواضع؛
    قال تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَـاـتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الأنعام.
    وقال تعالى: (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (37) الأنعام
    وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَـاـوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّـاـلِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا (99) الإسراء.
    وقال تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَـاـنُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) الطارق
    ووصف الله تعالى نفسه بقادر في سياق الاستفهام التقريري؛ لأن التقرير يكون في الإجابة، ولو كانت الألف ثابتة لكان التقرير لما هو مقرر، ونافى ذلك أسلوب الاستفهام؛ والله تعالى يريد منهم أن يقروا بما عرفوا من قدرة الله السابقة في خلقه للسموات والأرض، وخلقه للإنسان من نطفة؛ بأن الله عز وجل قادر على أن يخلق مثلهم، وقادر على أن يحيى الموتى. فكان الحذف لأجل الاستفهام التقريري.
    قال تعالى: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَـاـوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَـاـدِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلّـَاـقُ الْعَلِيمُ (81) يس.
    وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَـاـوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَـاـدِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) الأحقاف.
    وقال تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَـاـدِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) القيامة

    4.القهار :
    القهر في الدنيا من الله ومن الملائكة ومن الناس بعضهم لبعض، والقهر في الآخرة من الله تعالى، ومن الملائكة بأمر من الله بجر وحمل وعتل الذين كفروا إلى النار.
    ولذلك أثبتت ألف القهار في الكل إلا في موضع واحد؛ حتى يتميز وصف الله بهذه الصفة فوق الذي يتصفون بها ؛
    قال تعالى : (يـاـصَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) يوسف.
    قال تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَـاـوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)إبراهيم
    قال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) ص.
    قال تعالى : (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَـاـنَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4) الزمر.
    قال تعالى : (يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) غافر.
    أما الموضع الذي حذفت فيه الألف فكان في؛
    قوله تعالى : (قُلِ اللّهُ خَـاـلِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّـاـرُ (16) الرعد،
    لما ذكر الله تعالى أنه خالق كل شيء؛ فشمل ذلك الإنس والجن والملائكة، فكان القهر للجميع بلا استثناء؛ فانفرد الله تعالى وحده بهذا الوصف، دون أن يتصف به أحد غيره؛ لذلك حذفت الألف لبيان عدم وجود غير الله تعالى يحمل هذه الصفة في الشأن الذي ذكره الله تعالى في الآية؛ وهو خلقه لكل شيء وقهره له.

    5.هادي
    الهداية تكون من الله تعالى مباشرة دون وسيط بين العبد وربه، وتكون بعد وجود الوسيط ممن يبعثهم الله تعالى من الأنبياء والرسل، ومن أتباع الرسل، فكان إثبات الألف للتفريق بين هداية الله وهداية غيره؛
    قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) الفرقان. فقوله تعالى وكفى بربك هاديًا ما يدل على وجود غيره وإن كان دونه في الهداية.
    وأثبتت الألف في موضع نفي وجود الهادي لمن يضلل الله من الأنبياء والرسل وأتباعهم وكل من يهدي الناس للحق:
    قال تعالى : (مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَـاـنِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) الأعراف
    ولما جاء تخصيص صفة الهادي للرسول صلى الله عليه وسلم دون غيره، سقطت الألف لعدم وجود آخر مقصود معه؛
    قال تعالى : (وَمَا أَنتَ بِهَـاـدِي الْعُمْيِ عَن ضَلَـاـلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (81) النمل.
    قال تعالى : (وَمَا أَنتَ بِهَـاـدِ الْعُمْيِ عَن ضَلَـاـلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (53) الروم.

    أسماء وصفات لله لم تأت إلا مضافة ثبتت فيها الألف

    1.غافر الذنب
    2.وقابل التوب
    يغفر الله تعالى الذنب، والعباد يغفر بعضهم لبعض الذنب كذلك؛ ويعفوا بعضهم عن بعض؛
    قال تعالى : (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) غافر.
    وقال تعالى : (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) الجاثية. فمن يغفر فهو غافر ، لكن شتان بين غفران الله وغفران عباده، لذلك أثبتت الألف لوجود آخرين يغفرون الذنب لبعضهم.
    وكذلك يقبل الله تعالى من يرجع إليه تائبًا ونادمًا على عصيانه وإساءته له؛ ويكون ذلك من عبادة فيما بينهم؛
    قال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22) النور.
    فمن قبل الرجوع والتوبة فهو قابل لها، وقبول الله تعالى أكبر وأعظم فلذلك أثبتت الألف.

    3.جامع الناس .
    هناك أكثر من جمع، وأكثر من جامع؛ فكان إثبات الألف للتمييز بينها، فالله تعالى يجمع الناس يوم القيامة، ويجمع الكافرين والمنافقين في جنهم، ويجمع المؤمنين على الهدى، ولو شاء جمع الناس كلهم على الهدى؛
    قال تعالى : (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) آل عمران.
    قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنََـاـفِقِينَ وَالْكََـاـفِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) النساء.
    وقال تعالى : (وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجََـاـهِلِينَ (35) الأنعام
    وهناك الكثير ممن يجمع الناس لأمر من الأمور، وكل جمع له جامع؛
    قال تعالى : (وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ (64) النور.
    وقال تعالى : (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) القمر،
    فالجمع يتكرر، وتختلف فيه؛ الأماكن، والناس، والجامعين لهم. لذلك جاء إثبات الألف لبيان وجود أكثر من واحد، وتباينهم في حملهم لهذه الصفة.

    4.جاعل الملائكة
    جاعل اسم فاعل من الفعل "جعل"؛ والفعل يقع من الله تعالى ومن الناس، ويقع من الله تعالى على أكثر من شيء؛ لذلك جاء إثبات الألف لإظهار هذا التباين؛
    قال تعالى : (قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـاـئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً (30) البقرة.
    وقال تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا (124) البقرة.
    وقال تعالى : (وَجَاعِلُ الَّذِينَاتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران.
    وقال تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمََـاـوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلََـاـئِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَـاـثَ وَرُبََـاـعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر.
    وقال تعالى : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَأَهْلَهَا شِيَعًا (3) القصص.
    وقال تعالى : (الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) ق

    5.فاطر السموات والأرض
    ذكر الله تعالى أنه فاطر السموات والأرض في ست آيات، وفي آيات أخرى أنه فطر السموات والأرض، وأنه تعالى فطر الناس أيضًا، ونسب الفعل كذلك للسماء وللسماوات، فكان إثبات الألف للتمييز، ووقوع الفعل على أكثر من واحد، ووقوعه من غير الله؛
    قال تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَـاـوَاتِ وَالْأَرْضِ عَـاـلِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر.
    وقال تعالى : (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَـاـوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام
    وقال تعالى : (وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) يس.
    وقال تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا (30) الروم.
    وقال تعالى : (تَكَادُ السَّمَـاـوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ (5) الشورى.
    وقال تعالى : (إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) الانفطار

    أسماء وصفات لله لم تأت إلا مضافة ثبتت فيها الألف

    1.مالك الملك ومالك يوم الدين
    قال تعالى : (مَـاـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الفاتحة
    وقال تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ مَـاـلِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء (26) آل عمران.
    هذه صفة لله لا يشترك معه أحد فيما أضيف له
    فهو الوحيد المالك ليوم الدين
    وهو الوحيد المالك للملك أي هو مالك كما ما يملكه أو ملكه لغيره
    لذلك سقطت الألف لعدم وجود من يحمل هذه الصفة .

    2.عَالِمُ الغيب
    قال تعالى : (عَـاـلِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) الجن.
    3.علام لغيوب
    قال تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلـاـَّمُ الْغُيُوبِ (109) المائدة
    (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلـاـَّمُ الْغُيُوبِ (78) التوبة.
    الله تعالى عالم وعلام؛ وهما صفتان لا يحملهما أحد إلا الله تعالى لأنهما أضيفا إلى الغيب والغيب لا يطلع عليه أحد ولا يعلمه إلا الله تعالى لذلك سقطت الألف فيهما

    أبو مُسْلِم /عَبْد المَجِيد العَرَابْلِي





  4. #4
    ريمه الخاني
    Guest
    بسم الله الرحمن الرحيم
    طبق آخر من أسرار الرسم القرآني في أسماء الأنبياء وغيرهم
    بعد تقديم الطبق الأول، والذي ذكرنا فيه؛ أسماء الله تعالى وصفاته في أقسامها الثلاثة؛ التي نال الألف فيها الحذف، أو الإثبات، أو الحذف والإثبات ...
    نقدم طبقًا ثانيًا من أسماء الأنبياء عليهم السلام وأسماء غيرهم.
    والقاعدة في حذف الألف في أسماء الأنبياء وغيرهم؛ أنها إذا كانت أسماء خاصة بهم لا يشاركهم فيها أحد تحذف الألف لأنها علم عليهم وحدهم؛
    وإذا كانت تفيد صفة سلب لا امتداد وزيادة.
    أو تدل على الوقوف عند حد لا يخرج منه ولا يعداه،
    في هذه الأحوال تحذف الألف من الاسم.
    وإذا أفاد الاسم صفة امتداد وزيادة، وتميز لصاحبه فيها عن غيره، تثبت فيه الألف.
    ومعظم هذه الأسماء لرجال من أقوام أعاجم، إلا أن هذه الأسماء لها جذور في العربية، ومنها تعرف سبب تسميتهم بها، والواقع يدل على توافق التسمية مع حياة وسيرة المسمى بها.

    أسماء حذفت فيها الألف

    1- إبراهيم : 69
    قال تعالى : (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) النجم
    جاء اسم إبراهيم عليه السلام من مادة "برهم" وهي في المعنى " البرعم"؛ وقد ساد الظن بأن "تارح" والد إبراهيم عليه السلام قد مات، ولم يترك من خلفه ذرية له، فكان كالشجرة الميتة؛ فإذا بهذه الشجرة يخرج لها برعمة وتحيا من جديد؛ هو إبراهيم عليه السلام، الذي رباه عمه "آزر" والعم يسمى أبًا وخاصة إذا ربى ابن أخيه، كما سمي إسماعيل أبًا ليعقوب عليهما السلام، ثم ليكون بعد ذلك برعمة تمتد عبر الزمان، ليكون إمامًا للناس، وفي ذريته انحصرت النبوة والكتاب.
    2- إسحاق : 16
    قال تعالى : (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَـاـهَا بِإِسْحَـاـقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَـاـقَ يَعْقُوبَ (71) هود
    إسحاق عليه السلام جاء اسمه من مادة "سحق" وهي في البعد الشديد؛ يقال أسحقت المرأة إذا بلغت من الكبر عتيًا؛ فكانت أبعد ما تكون عن الحمل والولادة؛ فلما أسحقت أم إسحاق ولدت إسحاق؛ فكان آية خاصة من آيات الله تعالى، وأصبح هذا الوصف له اسمًا علمًا عليه لا يشاركه أحد فيه؛ فأسقطت لذلك الألف من اسمه.
    3- إسرائيل : 43
    قال تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَاءِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) النمل.
    إسرائيل هو اسم آخر ليعقوب عليه السلام، واسمه جاء من السرء وهو بيض الجراد، ومعلوم أن بيض الجراد عدده في كل وضع للجرادة ما بين (400) إلى (500) بيضة، وتضعه الجرادة بيضها في خفاء في داخل الرمل. ولذلك سمي بهذا الاسم.
    والستر والخفاء مشترك في استعمال كل الجذور التي فيها حرفان صحيحان؛ السين والراء، وكانت السين متقدمة على الراء، ومعهما أحد حروف العلة أو الهمزة؛
    1. أسر: الأسير يظل بعيدًا عن أهله ويحصر في مكان يستره.
    2. سأر: السؤر ما بقي من الشراب الذي ذهب وخفي، وسائر الناس؛ بقيتهم التي غابت ولم تحضر، أو لم تذكر.
    3. سرأ: السرء بيض الجراد المدفون في الرمل ومستور فيه.
    4. وسر: جذر مهمل لم يستعمل.
    5. سور: السور يستر ما خلفه ويحفظه.
    6. سرو: شجر يختفي الساق بين أغصانه الملتفة عليه، وسراة القوم رؤساؤهم الذين لا يصل إليهم ويخالطهم إلا الخاصة من الناس.
    7. يسر: اليسر يغني عن الخروج على الناس ومزاحمتهم في طلب الرزق.
    8. سير: السير التواصل في المشي على الطريق يجعل السائر يختفي فيه.
    9. سري: السري المشي متسلحًا بستر الليل له.
    10. سرر: السر كلام خفي يستر عن الناس ولا يعلمه إلا عدد قليل.
    11. سرسر: السُّرْسُور الفطن العالم الدخَّال في الأمور؛ أي أنه يكشف الغامض منها والمستور.
    12. سسر: مهمل
    هذه شجرة من اثني عشر فرعًا ؛ تجتمع على معنى واحد، ويخصص الحرف الثالث والترتيب فيها؛ ما يميز كل جذر منها عن البقية.
    ومن أراد معرفة سبب التسمية في الجذور التي فيها حروف العلة؛ عليه مراجعة كل الجذور التي فيها نفس الحرفين الصحيحين مع أحد حروف العلة، أو التي ضوعف فيها أحد الحرفين أو كلاهما.
    وقيام هذه الجذور على معنى التفلت للسين والالتزام للراء؛ فالتفلت يغيب الشيء، وقد ينشره ويبعثره، لكن الالتزام يجعله متماسًا مع بعضه.
    وعيش بني إسرائيل في كل زمان ومكان؛ قلة بين كثرة، لكنهم يظلون مجتمعين ولا يذوبون في المجتمعات التي يعيشون فيها.
    ولذلك؛ فالمواضع التي ذكر فيها إسرائيل هي مواضع المنة على بني إسرائيل بما أنعم الله عليهم وأبقاهم على شدة ما يقع عليهم.
    فكان هذا الأمر خاصًا لم يكن إلا لبني إسرائيل لذلك سقطت الألف من الاسم .. بالإضافة إلى ما فيه من السلبية عليهم.
    4- إسماعيل : 12
    قال تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَـاـبِ إِسْمَـاـعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) مريم.
    إسماعيل عليه السلام اسمه من مادة "سمع" والسمع هو الاستجابة لما يصله من علم وأمر، فاستجاب لوالده (إبراهيم عليه السلام)؛ الذي أخبره أن رأى في المنام أنه يذبحه، من غير ذنب اقترفه؛ ولم تكن هذه الرؤيا اختبار لإبراهيم عليه السلام بقدر ما كانت بداية عهد لأمة في أعلى درجات الاستماع لأمر الله عز وجل، لتكون محل فخر واقتداء لذريتهما؛ ففي ذرية إسماعيل عليه السلام ستكون الأمة التي تحمل آخر الرسالات للبشرية جمعاء، وستتحمل هذا الأمة طواعية تنفيذ أمر ربها، وستقدم أبناءها طواعية للذبح في ميادين الجهاد في سبيل الله، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم، وكما فعلت الخنساء رحمها الله تعالى، وكما فعل رجال هذه الأمة في المواقع الكثيرة في تاريخها الذي امتد عصورًا طويلة، وسيستجيب الأبناء لهذا الأمر طواعية ورغبة في تنفيذ أمر الله تعالى، ويتسابقون فيه... غير عابئين بتحقيق مكاسب الدنيا ... فكان لا بد من أن يكون أبوهم أول المضحين فيه من غير تردد. فحملت ذريته هذه الأمانة من بعده وعملت بها، واستحق أبو عبيدة بن الجراح لقب أمين هذه الأمة؛ لقتله أباه المشرك الذي وقف في سبيل نشر دعوة الله.
    فكان اسم إسماعيل عليه السلام من حدث لم يفتن فيه غيره، وبلاء استمر على مدى السنين؛ فسقطت لذلك الألف من اسمه.
    5- سليمان : 17
    قال تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَـاـنَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) ص.
    سليمان عليه السلام من مادة "سلم"؛ وهي في العلو والعزة ؛ فشجر السلم لا يستطيع أحد أن يعلوه بسبب شوكه، والسُّلَّم يمكنك من العلو على أعلى البيوت وأسطحها، والسلام اسم لله تعالى لعزته وعلوه، والسلام اسم للجنة لعلو مكانها ومنزلتها، والإسلام هو دين العزة والعلو لله بالعزة والعلو على شياطين الإنس والجن، وسليمان عليه السلام أخضع الله له الإنس والجن والطير، وجعله يعلو في السماء بالريح التي سخرها له، فاتصف سليمان عليه السلام بما لم يتصف به غيره وتعلق بسبب تسميته؛ لذلك سقط رسم الألف من اسمه.
    6- صالح : 9
    قال تعالى : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَـاـلِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) الشعراء.
    الصالح هو من يعمل العمل الصالحات ويبثبت عليها؛ أي يبقى على ما يحبه الله وتعالى ويرضاه من طاعته، ولا يخرج عن طاعته إلى معصيته، وكانت ثمود هي ذرية الناجين من عاد قوم هود عليه السلام، ثم تحولوا تدريجيًا إلى الكفر والشرك، وبقي صالح عليه السلام لم يخرج عن الإيمان فبعثه الله تعالى رسولا إلى قومه.
    وسقطت الألف من اسم صالح عليه السلام، ومن كل وصف لشيء بأنه صالح؛ لأن الصلاح هو الثبات على ما هو خير وما فيه رضا الله تعالى، وعدم الامتداد إلى ما بعده من المحرمات والمعاصي والشرك والفتن والمغريات.
    7- عمران : 3
    قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى ءادَمَ وَنُوحًا وَءالَ إِبْرَاهِيمَ وَءالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَـاـلَمِينَ (33) آل عمران.
    عمران هو اسم علم لوالد مريم عليها السلام، ومعنى عمران: الرجل التقي الخفي الذي لا يفطن له أحد، ولا يأبه به، لدرجة أن زوجه نذرت ما في بطنها لله دون الرجوع إليه، ولولا ما حدث من قدر الله تعالى لابنته مريم؛ ما سمع به أحد، ولما نال هذه الشهرة لارتباط اسم ابنته مريم به وهي أشهر امرأت عرفت في التاريخ؛ يكاد لا يجهل اسمها في الأرض إلا المجهول فيها... فهو حالة لا مثيل لها في التاريخ لذلك سقطت الألف من اسمه... فوق ما يدل عليه اسمه.
    8 - لقمان : 2
    قال تعالى : (وَلَقَدْ ءاتَيْنَا لُقْمَـاـنَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) لقمان.
    لقمان اسم علم لرجل صالح وقف عند حدود ما يحبه الله ويرضاه، وهي عين الحكمة التي فيها صلاح أمره في الدنيا والآخرة ؛ ولذلك سقطت الألف من اسمه لأنه لم يمتد ولم يتجاوز عما لزم من الحكمة التي آتاها الله تعالى له، واستوعبها، وامتلأ قلبه بها.
    9 - هارون : 20
    (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَـاـرُونَ نَبِيًّا (53) مريم.
    هارون اسم يدل على الرجل الذي يكون أهلا لما يكلف به، ولذلك جاء اسم هارون عليه السلام ليدل على نظرة أخيه إليه بأنه أهل للنبوة ولوزارته، ومع أنه نبي إلا أنه لم يخرج عن طوع موسى عليه السلام، ولم يفعل من نفسه شيئًا دون الرجوع إلى موسى؛ فقد توفي قبل موسى عليهما السلام؛ ولذلك سقطت الألف من الاسم لوقوف صاحبه على ما يكلف به، ولم ينفرد بالأمر وحده.
    وكذلك كانت النظرة لمريم بأنها أهل للطهارة والصلاح، ولن تخرج عن ذلك؛ فخاطبها قومها (يا أخت هـاـرون)، وحذفت ألف هارون كذلك لنفس السبب.

    أسماء لملائكة

    وردت أربعة أسماء في القرآن الكريم لملائكة فيها حرف الألف؛ ولم يخبرنا تعالى عن غيرهم، فهي أسماء علم عليهم ولا تمتد لغيرهم؛ لذلك سقطت الألف منها؛
    1 – مالك : 1
    (وَنَادَوْا يَـاـمَـاـلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّـاـكِثُونَ (77) الزخرف.
    2 - ميكال 1
    قال تعالى : (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلـاـئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَـاـلَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَـاـفِرِينَ (98) البقرة.
    3 – ماروت : 1
    4 – هاروت : 1
    قال تعالى : (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـاـنُ وَلَـكِنَّ الشَّيْـاـطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَـاـرُوتَ وَمَـاـرُوتَ (102) البقرة.
    ومع أنها أسماء خاصة بملائكة إلا أن عملهم كان فيه سلب وليس زيادة؛
    فخازن النار مالك يسلب أهلها الراحة والهناء، بما يصب عليهم بمن معه؛ من أنواع العذاب، إلى أن تكون غاية مطلبهم الهلاك للخلاص من العذاب.
    وميكال المخصص بالأرزاق؛ ينقص لكل واحد نصيبه من الرزق من جملة الأرزاق التي لا عمل له في وجودها.
    وهاروت من هرت العرض والثوب؛ أي مزقه، وعمله هو التفريق بين الزوجين، وهرت العلاقة التي بينهما.
    وماروت عمله مثل هاروت، وهو من المرت؛ وهو القفر الذي لا نبات فيه، والإفساد والتفريق بين الزوجين مانع لإنبات الذرية منهما.


    أسماء أشقياء حذفت فيها الألف

    1 – الشيطان : 70
    الشيطان اسم علم لإبليس خاصة، وهو اسم من مادة "شطن" وهي مادة تبعد الشيء عن الاعتماد على غيره؛ ولذلك سمي الحبل الثاني للدلو بالشطن لأنه يبعد الدلو من الاعتماد على جوانب البئر، لئلا يتمزق عند رفعه على جوانب البئر، وكذلك يثبت الشطن الفرس مكانه مع الحبل الآخر، وعمل الشيطان هو إبعاد الإنسان عن الاعتماد على الله تعالى، فلا يجد الإنسان بعد الله تعالى أحدًا يعتمد عليه، وكل من يعمل عمل الشيطان من الإنس والجن هو شيطان مثله، وإسقاط الألف ليس لعدم وجود المثيل؛ ولكن لأن عملهم سلبي في التراجع عن عبادة الله تعالى وتوحيده، ففيه نقص وليس زيادة وامتداد؛ ولا مفاضلة في صفات النقص، فلأجل ذلك سقطت الألف.
    قال تعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـاـبَنِي ءادَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَـاـنَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) يس.
    2 - الطاغوت : 8
    قال تعالى : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّـاـغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الزمر.
    الطاغوت اسم لكل ما يعبد من دون الله عز وجل، وعمل في الصد عن سبيل الله، وإبعادهم عن طاعة الله تعالى والإخلاص له بالعبادة؛ فدوره سلبي في السوء كالشيطان، والشياطين من رؤوس الطواغيت؛ لذلك كتب الاسم بإسقاط الألف. لأنهم لا يزيدون من يتبعهم خيرًا، بل يسلبونهم نعمة الإيمان وإخلاص الطاعة لله والأجر الثواب.
    3 - قارون : 4
    قال تعالى : (إِنَّ قَـاـرُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَءاتَيْنَـاـهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ (76) القصص.
    قارون اسم رجل من بني إسرائيل قريب لموسى عليه السلام؛ اختار أن يكون بجانب فرعون.
    اسم قارون جاء من مادة قرن؛ وهي مادة تستعمل في اجتماع اثنين على خلاف، فهو يجتمع مع موسى عليه السلام في كونهما من بني إسرائيل، ولكنه خالف بني إسرائيل فاتبع فرعون بدل اتباع موسى عليه السلام، وقد سقطت الألف لعلمية الاسم عليه وحده ولسلبيته.
    ومن نفس المادة؛ قرنا الثور وغيره؛ لاجتماعهما في الرأس واختلافهما في الاتجاه.
    وكل نبي يرسل إلى قومه ينقسم قومه إلى قسمين؛ قسم معه ويؤمن به، وقسم يخالفه ويكفر به؛ وقد خص الله تعالى القسم المخالف بالتسمية؛ لأنهم هم سبب الخلاف كما في قوله: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ(36) ق.
    وقوله تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ (17) الإسراء.
    وكل هذه المادة مبنية على نفس الاستعمال، وقد شاع القول عن عقد الزواج بعقد القران؛ وهي تسمية خاطئة مخالفة لاستعمال الجذر.
    4 – هامان : 6
    قال تعالى : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَـاـهَـاـمَـاـنُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَـاـبَ (36) غافر.
    هامان هو وزير فرعون وقد كان على نفس السلبية التي كان عليها فرعون؛ لذلك سقطت الألف من اسمه لتلك السلبية، ولكون الاسم علمًا عليه وحده.
    ومن اسمه يدل على أنه مهيمن على رأي فرعون، وكان يعتمد عليه كثيرًا، فكان شريكًا له في الوزر والإثم، وفي الهلاك.


    أسماء ثبتت فيها الألف

    1 - إلياس : 3
    قال تعالى : (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّـاـلِحِينَ (85) الأنعام.
    وقال تعالى : (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123) ، (سَلَـاـمٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) الصافات.
    إلياس من مادة "لَيَسَ" وهي للالتصاق في المكان وعدم التحول عنه؛ فالأَلْيَسِ: الّذي لا يَبْرَحُ بَيْتَه أو مَنْزِلَهُ، وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْضِ، إِذا أَقَامَتْ عليه فَلَمْ تَبْرَحْه والأَلْيَسُ: مَن لا يُبَالي الحَرْبَ ولا يَرُوعُه. واللِّيسُ واللُّوسُ: الأَشِدَّاءُ. والأَلْيَسُ: الأَسَدُ، لِشِدَّتِه. لأنهم لا يبرحون أماكنهم عن جبن أو خوف.
    ولَيْسَ كلمة دالَّة على نفي الحال، وتنفي غيرهُ بالقرينة نحو ليس خلق اللَّه مثلهُ . وبمعنى إلا كما في الحَدِيثِ: أَنّهُ قالَ لِزَيْدِ الخَيْلِ: ما وُصِفَ لِي أَحَدٌ في الجَاهِلِيَّةِ فَرَأَيْتُه في الإِسْلامِ إِلاّ رَأَيْتُه دُونَ الصِّفَةِ لَيْسَكَ أَي إِلاّ أَنْتَ.والنفي والاستثناء بليس؛ فيه بقاء الشيء المنفي المتروك، والمستثنى على حاله.
    ودلالة اسم إلياس عليه السلام على أنه الثابت على موقفه من الإيمان أمام قومه، الممتد على حاله في رسالته، لذلك ثبتت الألف فيه لأنه موقف في الامتداد والإيجاب، وليس فيه السلب والتراجع.
    2 - داود : 16
    قال تعالى : (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَءاتَـاـهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء (251) البقرة
    داود عليه السلام من مادة "دود" وهي مادة للانحصار في الشيء وإتلاف داخله،
    والدود من نفس المادة، والتسمية له كانت من فعله العجيب، على ضآلته، فقد تجلت فيه قدرة الله تعالى؛ وكان من فعله:
    - الدخول إلى لب النبات وإتلافه فينهار النبات من ذلك ويهلك.
    - نسج شبكة لتكون شرنقة له تحميه في فترة تحوله، وانفراده فيها.
    - تحوله مرة بعد مرة ليخرج منه فراشة تطير بدلا من أن تزحف على الأرض.
    أما بالنسبة لداود عليه السلام؛
    - فقد سمي بداود في القرآن الكريم بعد قتله لجالوت، وهو يمثل اللب بالنسبة لجيشه، فبدخوله إلى قلب الجيش وقتله لجالوت انهار جيشه وهزم.
    - وصوته وصل إلى بواطن الجبال والطير؛ فرددت معه التسبيح.
    - وهو تعلم صنع الدروع ونسجها، وهي تقابل صنع الشرنقة.
    - وعند انفراده للعبادة يكون في معزل على الناس، فلم يصل إليه الشاكيان إلا بعد تسلق المحراب.
    - وخرج منه الذي ورثه من بعده، وهو سليمان عليه السلام؛ الذي يسر الله له الريح تجري بأمره حيث أراد وأصاب، فكان تنقله بالريح بعد أن كان على ظهور الخيل.
    فناسب هذا الامتداد الذي كان من داود عليه السلام ثبات الألف في اسمه، ووصف كذلك بذي الأيد لما نالت يداه جالوت وغيره.
    قال تعالى : (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) ص.
    3 - جالوت3
    قال تعالى : (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَـاـفِرِينَ (250) البقرة.
    جالوت أحد جنود إبليس الذي جال في الأرض بالفساد فيها، ولطول يده في الأرض؛ سمي لذلك بجالوت من مادة "جول" ؛ ولذلك ثبت الألف في اسمه لهذا الامتداد الدال عليه اسمه. وكذلك له أمثال في الوجود على مر العصور؛ من هم فوقه، ومن هم دونه.
    4 - طالوت 2
    قال تعالى : (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَـاـهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة.
    طالوت رجل صالح أمده الله تعالى بالعلم والبسطة في الجسم؛ لذلك سمي طالوت من مادة "طول"، ولهذا الامتداد الذي كان فيه ثبتت الألف في اسمه .وكذلك ليس هو الوحيد الذي اتصف بهذا الوصف.


    أسماء فيها ألفان متجاورتان

    1- آدم : 25
    قال تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) طه.
    2 - آزر : 1
    قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا ءالِهَةً إِنِّي أَرَـاـكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلـاَـلٍ مُّبِينٍ (74) الأنعام.
    القاعدة في ذلك أنه لا اجتماع في الرسم لألفين أو واوين أو ياءين متجاورة.
    ذلك لأن الألف تفيد الامتداد وحصول مدين متتاليين يعد مدًا واحدًا.
    وكذلك الواو تشير إلى الباطن؛ فإن كان في داخل الجزء الباطن باطن آخر؛ فكلاهما يعد باطنًا واحدًا.
    والياء تشير إلى التحول؛ فإن حصل للشيء تحول آخر، بعد التحول الأول؛ يعد تحولًا واحدًا.
    لذلك كانت القاعدة رسم الألفين ألفًا واحدة،
    ورسم الواوين واوًا واحدة، إلا إذا كانت إحدى الواوين مدية والأخرى حرفًا صحيحًا،
    ورسم الياءين ياء واحدة؛ إلا في حالات خاصة وكان التحول الثاني لا يلغي الأول.

    أبو مُسْلِم/ عَبْد المَجِيد العَرَابْلِي

المواضيع المتشابهه

  1. مختارات من أبحاث الأستاذ أبو مسلم العرابلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-23-2010, 05:44 PM
  2. أكثر من مائة بحث في أسرار الرسم القرآني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-03-2009, 07:32 PM
  3. حقيقة دين الملك/أبو مسلم العرابلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-20-2009, 01:36 PM
  4. حذف وإثبات ألف الأمثال/أبو مسلم العرابلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-20-2009, 01:34 PM
  5. حذف واثبات الف في القران الكريم/ابو مسلم العرابلي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-15-2009, 06:54 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •