منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    القصـة تتسـع لـكل شــــــيء /سوليـداد بويرتـولا

    القصـة تتسـع لـكل شــــــيء
    محاضرة للكاتبة الاسبانية: سوليـداد بويرتـولا
    في ثربانتس
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ضمن سلسلة لقاءات في الادب التي يقدمها معهد ثربانتس بدمشق قدمت الاديبة الاسبانية سوليداد بويرتولا محاضرة بعنوان «القصة تتسع لكل شيء.
    وتعد سوليداد واحدة من اشهر كتاب القصة والرواية في اسبانيا فهي من مواليد سرقسطة بدأت دراسة السياسة لكنها لم تتابع بسبب المشاكل السياسية التي مرت بها اسبانيا: لتنتقل الى النرويج وكاليفورنيا وحصلت على دكتوراه في الادب الانكليزي ، من اهم الجوائز التي حصدتها جائزة «سمسم» عام 1979 و«بلانيتا» 1989 عن روايتها «ويبقى الليل» صدر لها حتى الآن اكثر من 25 كتاباً نذكر منها: و«داعاً للعرسان» و«عبر الامواج» و«مع أمي» و«طريق خاومت سوق» و«تيار الخليج» و« السيدة برغ» و«اذ وصل الساعي في المساء».
    في البداية تحدثت الكاتبة عن الظروف التي تقرب الانسان من قراءة الكتب والاهتمام بالأدب وسألت: لماذا الادب مهم لكل شخص ؟
    تقول سوليداد: في كل لحظة هناك طريقة للتعرف إلى النفس وهي تغيرات احدثتها التكنولوجيا مما اضفى على حياتنا تغيرات سريعة وجذرية، فالهاتف الموجود في كل بيت هو وسيلة للتواصل، لكن قبل ذلك، ومنذ طفولتي كان الناس يتواصلون مع بعضهم بالكتابة عبر الرسالة، وهذا ما حدث معي منذ طفولتي حيث كنت اتواصل مع اصدقائي عند انتهاء السنة الدراسية في العطلة المدرسية عبر الرسائل، ثم نجتمع من جديد... في هذا العالم كبرت وهو يتطور في مجال الادب والسياسة والاقتصاد والتجارة وغيره.
    ولأن المشاكل الكثيرة التي تعترض الاشخاص قد لا تغير حياتهم وهذا منذ قصة الف ليلة وليلة لكن طريقة السرد تتغير والابداع الادبي لايمكن ان يموت، وهو يتخطى عتبة القرن 21 لكنه تأثر بالصورة اي السينما: فالفنان لم يعد بحاجة الى النص، بل اصبح يعتمد على الصورة ليقدم من خلالها رسائل وتفاصيل مهمة ومن ثم معلومات اولاً بأول من خلال التلفزيون.
    الابداع الادبي والانسان
    ترى الكاتبة أن الشخص الذي يستقبل المعلومات من النص ويحوله الى نص حيوي عبر القراءة من خلال الخيال والمعلومة التي تختزنها ذاكرته هو الذي يشكل علاقة بينه وبين النص وهي علاقة خاصة جداً مما يحدد طريقه السرد، رغم اختلاف النصوص والظروف التي ولدت فيها سواء كانت نابعة من الواقع او من الخيال او ممزوجة مع الاثنين مما يجب التطرق الى الكثير من الاشياء والتحدث عنها بصراحة فهي تشبه الحبيب الذي يتحدث عن الحبيبة ويضفي عليها روحه.
    ان الكاتب لايتخلى عن عملية الجذب مثل عملية الاتصال التي تجعل القارىء ينجذب الى قصة الف ليلة وليلة.
    «مرضي وقصة صاحبة العرف الاحمر».
    في طفولتي المبكرة اصبت بمرض وكانت فترة مصيرية بين الحياة والموت وكنت محاطة بالحنان من والدتي ولم يكن الزمن يقاس بالنسبة لي وقتها بطريقة تقليدية، كانت والدتي تقص عليّ قصة «الدجاجة صاحبة العرف الاحمر» ورغم انها لم تكن قصة رائعة لكنها علمتني اشياء كثيرة عن كيفية الدخول الى عالم القصة وهي مرتبطة بالفضاء الذي يلجأ اليه الشخص واخذت الكتاب وتعلمت القراءة وحدي وقرأت الكثير من الصحف والقصص وانجذبت الى عالم الخيال الذي يساعدنا على تخطي كل المصاعب .
    وترى الكاتبة ان الانسان يجب ان يتخلى عن سجنه، وتقول: مهم جداً ان يعرف ان القصص ولدت معه كما لو كان في شوق اليها ولديه رغبة في الخيال والوصول الى اشياء لايمكن ان يصلها في الواقع ولا يكتفي بواقعه فالقصص تجعل الانسان يخرج من محيطه فالذي يقص يملك العالم بيده ويتحكم فيه لذلك فإن رغبة الانسان في الابدية والا يموت، تعكس هذا الواقع في القصص.
    « الاطفال وعالم القصة»
    وتطرقت الكاتبة الى عالم الطفل والقصة فقالت: القصص التقليدية والتي فيها الحيوانات تتحدث لأن كاتبها يرى أن واقعه ينتهي الى الخيال فيلجأ الى المعايير الانتحارية ، وتظهر القصص التقليدية انها طبيعية وتحدث لأي انسان رغم انها اشياء تحدث بلسان الخيال، الا انها رائعة وهي تحفز الاطفال الى الدخول في عالم القراءة والتفكير بأسلوب معين
    لكي يتخذوا قرارات معينة من واقع خاص بهم، فعندما يكتشف الطفل الواقع يبدأ بالتساؤل: كيف جئت الى هذا العالم؟ ،كيف هو؟ كما يسأل نفسه: ما هي العدالة؟ ومن ثم يتعلم ان يكون عادلاً .
    إن القصص هذبت النفس البشرية وروحها والواقع الذي تتوق ان تعيش ضمنه، فالاماكن البعيدة لايمكن ان نصل اليها الا من خلال الخيال، والكثير من القصص سمحت لنا ان نحدد اتجاها معيناً تجاه حياتنا وتظهر اننا مختلفون ونتخطى المصاعب، وتخرج الطفل المنعزل من عالمه لتقدم له اشارات وقيماً في الحياة للاعتماد على نفسه في بناء شخصيته المستقلة ، هذه القصص حددت طريقي منذ طفولتي تقول الكاتبة: قصة «الدجاجة صاحبة العرف الاحمر» ومعها وجدت كتابي الاول، وكان مكتوبا بالفرنسية، كنت اذهب لتأمله في مكتبة غومس بمقاطعة آراغون حتى تمكنت اخيراً من شرائه بنقود وفرتها. كان الكتاب مهماً جداً وهو مؤلف من 25 جزءاً ويتحدث عن اشياء مختلفة جداً في القرن الحادي عشر: الكتاب جذب انتباهي وجعلني اشعر أنني لست قادرة على فهم الانسان وكلماته تحتوي على الكثير من الاسرار التي تحيط بنا، فيه الكثير من الادب فجعلته ملاصقاً لي لسنوات.
    القصص التي لم اكن اشعر بها كانت موجودة تعكس وتهتز بتعابير واسلوب معين، ابدية الآلهة وسعادة البشر كانت بالنسبة لي نوعاً من الاستراحة التي اشعر بها للتخلص من المشاكل والنظم والقوانين التي تنظم الانسان كأنني دخلت في تلك الصور الموجودة في كتابي او انا مقطع منها ومرتبطة بواقعها ، وكأنه كان يتحدث عني ويعكس بطريقة ما جزءاً من شخصيتي وكنت مستمرة في قراءته لأجد نفسي من جديد، عبر سفري في الزمن اشعر بالسعادة.
    وتحدثت الكاتبة عن المرض اللعين الذي ادخلها الى عالم القصص ومغامرة الكلمات التي نحتويها في ايدينا ، ولم يكن هناك حدود للفراغ فمن كل نافذة نكتشف نوعاً من القصص وأعيش مغامرة الكلمات كما لو كنت في شرفة القصة للتحدث عن الشخصيات واحاسيسها في هذا العالم. والكتابة هي التي غيرت حياتي ومكنتني من رؤية العالم بشكل مغاير. هذا وقرأت الكاتبة سوليداد ثلاثة نصوص للتعبير عن السرد الذي تستخدمه في اللغة وتحوله الى نصوص ادبية لتخرج من الواقع الى الخيال .


    متابعة : جازية سليماني



    جريدة البعث-العدد: 13396 - تاريخ: 2008-04-23

  2. #2
    اختي ملدا/

    شكرا على جهودك الرائعة
    وشكرا على هذا الخبر أيضاً

    اقبلي مني تحية

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    2,207
    السلام عليكم

    جهد جميل وموضوع مهم

    شكراً لكِ أختي وبارك الله فيك

    تقديري لكِ

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-14-2011, 12:06 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •