أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه حول الإستعاذه ( 2 )
بناء على طلب الأخ الفاضل / لطيف أبو جنيد
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
♦ السؤال :◄
ما اللمسه البيانيه فى الإستعاذه فى قوله تعالى
• ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )
• ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )
• ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )
♣ الإستعاذه بــ ( الله ) •←• مع الشيطان
♣ الإستعاذه بــ ( الرب ) •←• فى غير ذلك ؟
♦ الجواب :◄
توقفنا فى الحلقه السابقه عند هذا السؤال
♣ الربّ :◄ هو المرشد الموجّه وقد يكون في المجتمع الواحد العديد من المرشدين و المربّين
قوله تعالى :◄
• ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )
• ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )
♣ لماذا بدأ بــ ( قل ) ولماذا قال ( رب ) ؟
♣ قبل الجواب عن هذا السؤال
فى الإستعاذه أنت تقول ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) صح ؟
ما دلاله لفظ ( الشيطان ) ولِم لم تكن ( إبليس ) ؟
♣ لاحظ :◄
• لو فتحنا المعاجم وكتب اللغة لوجدنا :◄
• أن( إبليس )•←• تعني الرافض الآبيّ .. لكن •←• رفضه يكون على نفسه .
• وشرّه على نفسه لا يتعدى إلى غيره، لا يتجاوز حدود نفسه إلى غيره فهو إبليس.
• لكن لما بدأ إبليس يغوي غيره بالشر، يغوي غيره بالفساد تحول
• عن صفة الإبليسية إلى صفة الشيطان •←• فأطلق القرآن عليه شيطان .
• فكل موضع في كتاب الله ورد فيه ( إبليس ) فهو موضع كان شره فيه على نفسه
• لم يبدأ بعد الغواية والإفساد لآدم وذريته ، يغوي فيها غيره بعد.
• وكل موضع وكل سياق في القرآن تكون فيه كلمة ( الشيطان ) فإنما للدلالة على قيامه بالإغواء • ففي المعجم •←• ( الشيطان ) هو كل من يغوي غيره بالشر والفساد حتى ولو كان من الإنس،
• قال تعالى :◄
• ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ) • وقدّم شيطان الإنس على شيطان الجن
• لأن شيطان الجن لو استعذت بالله منه ينصرف عنك
• لكن شيطان الإنس متمرد يأتيك من كل جهة .
♣ الآن نعود للسؤال :◄
قوله تعالى :◄
• ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )
• ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )
♣ لماذا بدأ بــ ( قل ) ولماذا قال ( رب ) ؟
• سورة الفلق •←• فيما يقع على الإنسان من المكاره وليس من عمل يده
• لأن كل ما ذكره ليس من عمل الإنسان ولا يحاسَب عليها
• وقد تدخل في صحيفة حسناته لأنها مما يقع عليه
• ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ
• ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ
• لا يملك منها شيئاً
• أ ما في سوره الناس •←• فهي من عمل الإنسان ومحاسب عليها
في الدنيا والآخرة
• فسورة الناس أخطر لأنه يستعيذ من شر الوسواس الخناس
• الذي يوسوس من شر المعايب التي يفعلها الإنسان
• وما في سورة الناس يحاسب عليها في الدنيا والآخرة .
• فالأولى ( الفلق ) •←• في شر المصائب
• والثانية ( الناس ) •←• في شر المعايب،
• الأولى •←• من شر ما يقع عليه من الآخرين
• والثانية •←• من شر ما يفعله ويقع على الآخرين
• إذاً :◄ الثانية تحتاج إلى استعاذة كبيرة أكبر من الأولى.
♣ السؤال :◄ لماذا بدأ الله تعالى بـ ( قُل )
في ( قل أعوذ برب الفلق ) ؟
• الله سبحانه تعالى يريد من الإنسان أن يعلن صراحة عن ضعفه بلسانه
• وعن حاجته لربه أن يُعلِن ويقول ولا يكتفي بحاجته في قلبه.
• الخطاب موجه للرسول ثم إلى سائر البشر.
• فإذاً •←• ربنا تعالى يريد من الإنسان أن يعلن صراحة عن ضعفه لربه
• وحاجته إليه حتى يخلّصه مما يخاف ويحذر ولا يكتفي بشعوره بالحاجة.
• هذا الإعلان عن حاجته لربه ضروري من نواحي :◄
1 ــ أولها فيه قتل للعجب بالنفس والشعور الكاذب بالاستغناء وهذا من أسباب الطغيان
• ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى )
• لأن هنالك قسم من الناس يمنعهم الكبر من الاستعانة.
2 ــ والأمر الآخر أنه من أسباب الطاعة يعني هذا الإعلان من أسباب الطاعة
• لأنك إذا استعنت بشخص تطيعه ولا تعصيه فكيف تستعين به وتعصيه ؟
• إذاً •←• هذا الإعلان ( قل أعوذ برب الفلق )
• أنت تقول هذا الأمر أي أنت تستعين بربك
• إذاً •←• هذا يدعوك إلى طاعته فكيف تستعيذ به وأنت تعصيه ؟ لا يمكن.
3 ــ ( وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ )
• ليس من الشيطان وإنما الإستعاذة عامة
• فهذا الأمر يجعل القلب يلين عندما يصاحبك الشعور بالحاجة إلى ربك
• وقلبك يلين ويخشع
• نستعين بربنا بالقول واللسان لا بالشعور وحده.
• لو قال ( أعوذ بالله ) بدون ( قل ) •←• هذا ليس أمراً بالقول
• هو أمره أن يقوله. ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )
لما قال فاستعذ •←• هنا أمرك بالاستعاذة .. و( قُل ) أيضاً أمر بالاستعاذة.
• إذاً :◄ المعوذتان هما سورتان في القرآن الكريم، جمعتا الاستعاذة من الشرور كلها الظاهرة والخفية، الواقعة على الإنسان من الخارج والتي تصدر منه من الداخل.
• فسورة الفلق •←• تضمنت الاستعاذة من الشرور الظاهرة والخفية
• الواقعة على الإنسان من الخارج ولا يمكن له دفعها، ولا سبيل لذلك إلا بالصبر،
• وهذه الأمور إذا وقع فيها الإنسان وصبر سجل ذلك في صحيفة حسناته
• لأن الله تعالى يجزي الصابرين.
• أما سورة الناس •←• فهي سورة الاستعاذة من شرور الإنسان الداخلية
( النابعة من نفسه )
• وهي التي قد تقع على صاحبها ( القارئ ) ، وقد تقع على غيره،
• وهي التي يستطيع الإنسان أن يدفعها ويتجنب ظلم النفس والآخرين
• وهذه الشرور إذا وقع فيها الإنسان سجلت في صحيفة سيئاته.
♣ السؤال الآن :◄
• ما مدلول ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )
• أقسم تعالى بالفلق مقابل أربعة أشياء فهل للفلق عظمة كبيرة حتى أقسم الله تعالى به ؟
هذا ما نتعرف عليه إن شاء الله تعالى فى الحلقه القادمه
• لله تعالى الفضل والمِنّه
♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )