بسم الله الرحمن الرحيم
( يا أيها الذين ءامنوا إنّما الخمر و الميسر والانصاب و الازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )صدق الله العظيم)
......
جنّـــــةٌ لِلنّســــــأءِ
ذِكرَيَاتٌ طََافََتْ بِِلَيلٍ غَسُوقٍ = أََسْهَدَتْ عُمْرَاً سَابِحَاً فِي الْبُكَاءِ
أَيْقَظَتْ نَفْسَاً تنْزَوي كَالْعَوَارِي= قَدْ هَوَتْ فِي إِثْمٍ بِدَرْبٍ خَوَاءِ
حِينَ نَادَى صَوْتٌ أَتَىَ مِنْ سَحِيْقٍ= صَفْوَ قلْبٍ يَغفُو بِطُُهْرِ السّمَاءِ
أَيّهَا الْغَافِي عَنْ نِدَاءِ اللّيَالِي= قُُمْ إِلىَ إِحْيَاءِ الْمُنَى بِِالطّلاَءِ
كَيْفَ تَغفُو وَالرّوْحُ تَرْجُو نَدِيْمَاً= مِنْ كُؤُوسٍ يُشْفََى بِِهَا كُلُّ دَاءِ
حِينَ تَصْحُو أَوْ حِيْنَ تَغْفُو، سِنِينَاً!= سَوْفَ تَلْقََى الأَعْمَارُ يَومَ الْقََضَاءِ
كَمْ مَضَى مُِنْ عُمْرٍ ، وَكَمْ مِنْهُ بَاقٍ =فَارْوِِِ أََزْهَارَ الْيَوْمِ قَبْلَ الَْفنَاءِ
َوالْهَوَى فِيْهِ جَنّةٌ مِنْ جُنُونٍ = لاَ تَسَلْ عَنْ ذَنْبٍ وَلاَ عَنْ جَزَاءِ
إِمْضِ وَانْعَمْ بِالْقُربِ ، وادْعُ الأَمَانِي= مِنْ هطُولِ الأَشْوَاقِ دُونَ انْتِهَاءِ
َفَاغْتَنِمْ مِنْ أَزهَارِِهَا، نِعْمَ وَصْلٍ= وَارْتَضِِي الْوَعْدَ الآنَ قَبْلَ انْقِضَاءِ
تَنْتَشِي مِنْ أَنْفَاسِهَا ، لَهْفُ رُوحٍ= تَحْتَسِي مِنْ أَقْدَاحِهَا ، عَذْبَ مَاءِ
وَاجْنِِ مِنْهَا لَيْلَ الْمُنَى حِينَ يَشْدُو = كَيفَ تَنْأى عَنْ وَصْلِهَا بِالْجَفَاءِ؟!
لا تَدَعْ كَأساً مِنْ رَنِينٍ تَدَانَتْ = سَاعَةً تَسْهُو عَنْ هَوى أَو غِنَاءِ
قدْ سَرَتْ أَطيَافٌ دَعَتْ بِالتّمّنّي = هَذِهِ صَهْبَاءٌ بِشَهْدِ السُُّقََاءِ
فَادْنُ مِنِّي يَا سَاقِيَ الْْكَأسِِ وَاصْبِبْ= شَهْدَها ، كِي تَغدُو ْبِرَجْعِ الْمَسَاءِ
بَهجُةُ الأيّامِ الّتِي وَدّعَتْنِي = مِنْ صُدُودِي ، عَنْ لَيْلةٍ بِاحْتِفَاءِ
أَيُّهَا الْفِكْرُ الْحَائرُ الْيَومَ تَرْسُو= بَينَ آمَالٍ تَغتَلي لاحْتِوَائِي
يَا جفُونِي لاَ تَرحَلي فِي سُبَاتٍ = بَدرُ آَتٍ ، يَهْدِي الْخُطَا بِِالضّّيَاءِ
رْحْلَةً ، تُبْقِي الْعُمْرَ غَضّاً نَديّاً = يَغْتَدِي صَحْواً ، كَالنّدَى وَالْهَوَاءِ
تُقْبلُ الدُّنْيا فِي عِيِونِ اللّيالي=مِثلَ حُورٍ ِعِينٍ ، شَفُوفِ الرّدَاءِ
يَا زَمَاناً أَمْسَى رَضِيْعَ الْعُوَادِي = ضَاعَ عُمرٌ مِنّي بِدُوْنِِ ارْتِضَائِي
سَوفَ تَنأَى الأَقْدَارُ عَنّا وَتَغْفُو=وَالأمَانِي تَسْمُو بِنَيْلِ الرّجَاءِ
حِيْنَ يَدنُو شَدْوُ الْجَوَارِي كَحُلْم ٍ= فِي مُرُوْجٍ أَوْ جَنّةٍ للنّسَاءِ
ثُمّ نَلْهُو، وَالرّاحُ نَجْوَى الصّوَادِي= تَرتَجِي مِنْهَا النّفسُ سَعْدَ اللِّقَاءِ
كَيفَ غَابَتْ دُنْيَا الْهَوَى عَنْ وُجُودِي؟! = يَا نَعِيمَاً عَنْهُ الْوَرَى فِي عَنَاءِ
أَعْطِنِي عُمْراً ، لاَ يَمَلُّ افْتِنَاناً = نَهْرَعِشْقٍ مِنْ بَعْدِ دَرْبِ الظّمَاءِ
فِي وِصَالٍ لا يَنْتَهِي مِنْ حَنِينٍ= يَا كُؤُوساً ، هَيّا لِسُقيَا الشِفَاءِ
عِشْتُ وَالأَشْوَاقُ الّتي أَرْتَضِيهَا=غَارِقَاً فِي دُنْيَا الْهَوَى والْغَوَاءِ
قَدْ تَوَالَتْ أَنْغَامُ لَيْلي أّنيِنَاً =لَمْ يَعُدْ دَرْبِي غَيْرَ كَرْبٍ وَدَاءِ
كَيْفَ أَُمْسِي قُرْبَ النّوَاهِي مُطِيعَاً = وَالنّهَارُ الضّاحِي بِلُقيَا الْغَفَاءِ
لَسْتُ أَدْرِِِي عَنْ يَقظَةٍ غَيْرَ كَأسٍ = تَلتَقِي أَيّامِي غُِيومَ السّمَاءِ
صَارَ يَدنُو فَجْرُ الْهُدَى ثُمّ يَزْوِي= وَاكْتَوَتْ قََلْبِِِي غَفْلةٌ كَالْبَلاَءِ
أَشْتَهِي أََهْواءً ، فَتُدْمِي وِجُودِي = لَمْ تَدَعْ لِي وِزْرَاً بِدُوْنِِ اجْتِبَاءِ
يَِا زَمَانِي ، نِلْتُ الْمُنَى مِنْ سَرَابٍ= فِي لَيَالٍ دَامَتْ كَسَيْلِ الْغُثََاءِ
أَغْرَقَتْ نَفْسِي بَيْنَ وَهْمٍ فَتنِّي =قيّدَتْ رُوْحِي فِي صَخُوبِ الْتِهَائِي
أَرْهَقَتْ أَيّامِي سُهَاداً وَضُرّاً = أَسْكَرَتْ آَمَالِي بَدَرْبٍ عُوَاءِ
بَعْدَمَا جَلَّ الْخَطْبُ حَتّى هَجَانِي = وَارْتَضَيتُ اْلأََوْزَارَ، رُغْمَ الْعَيَاءِ
قَدْ أَبَتْ عَيْنًاي الْكَرَى مِنْ ضَنِينٍ = وَاشْتَكََتْ نَفْسِي مِنْ لََهِِيبِ الرّثَاءِ
كُلُّ حِينٍ تَنْعِي شُجُونِي الْخَطَايَا = رَحْلَةَ الآثَامِ ، الّتِي كَالْفَنَاءِ
ضَاقَ صَدْرِي حَتّى غَشَتْهُ الدّوَاهِي = ثُمّ أَمْسَى لَيْلِي رَدَى كَالْوَبَاءِ
شَابَ فِكْرِي يَهْذِي شَرِيداً غَيُوبَاً=حَارَأَمْرِي أَمْضِي بِِغََيْرِ اهْتِدَاءِ
قَدْ هَوَى قَلْبِي جَاثياً مِنْ عَذابٍ = قَدْ نَعَى رُوحَاً تَصْطَلِي مِنْ عَزَاءِ
يَسْتَغيِثُ الْمَاضِي طَهُورَاً ، نّقِيّاً=أينً مِنْهُ ، فِي حَاضِرٍ بِاكْتِوَاءِ
قَدْ دَعَا الأَيّامَ الْخَوَالِي بَدِيلاً =يَبْتَكِي عُمْرَاً قَدْ زَوَى فِي حَيَاءِ
صَحْوةٌ قَامَتْ مِنْ وَجِيْعٍ وَدَمْعٍ=أَيْقَظتْ فِكْرِي مِنْ جَحِيمِ ابْتِلائِي
إِنْ أَتَيْتُ ( الْمَوْلَى) غَداً ، كَيفَ أَبْدُو؟= حِينَ لاَ تُجْدِي تَوبَةٌ عَنْ قََضَاءِ
أَيْنَ أَزمَانٌ قَدْ فَنَتْ مِنْ وجُودٍ؟ = هَلْ جَنَتْ دَارَ الْحَقِ ، أَمْ فِي الشّقَاءِ؟
يَا هُدَى أمْسِي، كَيفَ أَنْجُو بِنَفسِي؟ = مِنْ سِياطِ الْيَأسِ الّتِي كَالشُّوَاءِ
قُلْتُ يَا ( رَبّي ) إنّنِي فِي إِسَارٍ = إِنّ ذَنْبِي يَجثُو كَمَنْ فِي الْعَرَاءِ
عُدتُ أَرْجُو مِنْكَ الرّضَا يَا غَيَاثِي= قَدْ نَأَتْ رُوْحِي عَنْ كُوؤسِ الْبَلاءِ
يَا لَطِيفَ الأَلْطَافِ فِي كُّلِ حَالٍ = صِرْتُ عُوْدَاً هَشّاً ، هَوَى مِنْ لَِحَاءِ
قدْ غَزَا الْبَأسُ، الْقلْبَ جَمْرَاً عَصِيّا = وَاغْتلَى نَجْوَايَا بِِحَرِّ ِ الْبُكَاءِ
يَا( إِلَهِِي) وَدّعْتُ زَيْفَ الأَمَانِي = قَدْ كَسَرْتُ الْكَأْسَ الّتِي منْ خَوَاءِ
هَا هِيَ الأَطْيَافُ الّتِي قَدْ دَعَتْنِي= إِنْزَوَتْ عَنّي بَعْدَ رَفْعِ الدُّعَاءِ
لا أَرَى خِلاً أَو رِفًاقَاً جِوَارِي = قَدْ تَوَلْوَا عَنْ دَعْوَةٍ بِاهْتِدَاءِ
أَنْتَ حَسْبِي ، أَهْلُ الْهَوَى، يَا مَلاَذِي= مِنْ تَبَارِيحِ الرّجْزِ، أَدْعُو شِفَائِي
لاَ تَذَرنِي أَحْسُو دُمُوْعِي شَقيّاً = أَنْتَ لِلرّاجِينَ ، الرّجَا مِنْ عَنَاءِ
الّلَهُمّ( الْكَافِي) ، تَعَالَيتَ عُلُوّاً= فَاكْفِنِي شَرّاً ، قَدْ غَدَا كَالْوَباءِ
وَاسْقِنِي مِنْ وِرْدِ الْهُدَى كُلََّ آنٍ =وَاعْفِنِي منْ إِثْمٍ سَرَى فِي الْخَفَاءِ
رَحمَةٌ مِنْكَ الْيَومَِ ، أَرْجُو شَذَاهَا = أَنتَ (رَبُّ الأَكْوَانِ) ، أَمْنُ الْتِجَائِي
هَدْيُكَ الْوَافِي يَرْفَعُ الْوِزْرَ عَنّي = فَاكْسِنِي مِنْ هَدْيٍ ، بِخَيْرِ الْكِسَاءِ
أَمْرُكَ السّارِي بَينَ كَافٍ وَنُونٍ = إِنْ تَشَأ يِجْرِي بْالْوَرَى، مِنْ سَخَاءِ
رُغْمَ عَزْفِي عَنْ كُلِّ طَيْفٍ فَتَنّي = وَاهْتَدَتْ رُوحِي ، حَلّقَتْ بِارْتِضَاءِ
لَمْ أَزَلْ أَرْجُو تَوبَةً تَجْتَبِيْهَا = لَمْ يَزَلْ قَلْبِِي ، رَاجِفَاً مِنْ جَزَاءِ
نَجّنِي مِنْ يَوْمٍ عَسِيرٍ ، حَسُوْبٍ = حَيْنَ لاَ تُغنِي دَمْعَةٌ ، عَنْ رَجَاءِ
كُلّ إِنْسٍ يَرجُو سَبِيلاً نَجِيّاً = أَوْ شَفِيعَاً ، مِنْ هَوْلِ( يَومِ اللَّقَاءِ)
تَشْرَئبُّ الأَعْنَاقُ فيْهِ وَتَدْعُو = مَنْ مُجِيْرِي مِنْ زَلةٍ ، مَنْ غِطََائِي
عَبْدُكَ الْعَاصِي عَادَ يَحبُو وَلِيداً = كُنْ مَعِي ، إِنِّي أََْشْتَكي صَرْخَ دَائِي
َفََاحْمِنِي مِنْ نَفسِي وَمِنْ شَرِ دَاعٍ=إِنّ وِسْوَاسَ النّفْسِ زَادُ الْفَنَاءِ
مَنْ غَفَا عِنْ هَدْيٍ،هَوَى فِي ضَلاَلٍ= مَنْ نَهَى الأَهْواءَ ، اتّقَى مِنْ بَلاَءِ
يَا ظنُونِي نَمْضِي إِِلِى جَنّةٍ أَمْ = سَوْفَ نَلْقى دَرْبَ الرّدَى وَالشّقَاءِ
يَا (إِلَهِي) مِنْكَ الرّضَا ، فَارْضَ عَنّي = لا تَدَعْنِي فِي حَرَةٍ ، مِنْ رَثَائِي
أَعْطِنِي نُورَاً مِنْكَ ، يَسْري دَلِيلاً= أنّني فِي يَومِ (اللُّقََى) مِنْ عَفَاءِ
شعر : مراد الساعي