أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل / إبراهيم الحمد الحسينى
▬▬▬▬▬▬▬▬▬ ••••• ▬▬▬▬▬▬▬▬▬

♦ السؤال :◄
قوله تعالى فى سوره البقره :◄
• ( قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )

قوله تعالى فى سوره آل عمران :◄
• ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )
• ما دلاله قوله تعالى فى البقره ( قولوا ← جمع )
وقوله تعالى فى آل عمران ( قل ← بالإفراد )
مع أن الآيتين نفس السياق ؟

♦ الجواب :◄
هناك إختلاف بينهما ليس فقط فى ( قولوا و قل )
♣ أولاً :◄
ما الفرق بين ( قولوا ) و ( قل ) ؟
إنّ قوله تعالى :◄ ( قولوا ) •←• أمر لجميع المخاطبين المقصودين بهذا ، وأما قوله :◄ ( قل ) •←• فأمر للنبي عليه الصلاة والسلام ،
فلحق ضمير الجمع أولاً لخطابهم
ولم يلحق ضمير في الثاني لإفراد الخطاب
• ننظر في آية البقرة نلاحظ آية البقرة •←• كان في بدايتها نوع من الدعوة
أو مباشرة الدعوة لغير المسلمين من المسلمين أن يكونوا معهم
يأتوا إلى دينهم فهو حديث بشري بين البشر
• بينما في آية آل عمران •←• الكلام عن ميثاق أُخِذ على الأنبياء
أن يوصوّا أتباعهم باتّباع النبي الجديد الذي سيأتي.
ميثاق من الله عز وجل ففيه علو

♣ ثانياً :◄
هذه الآية فيها إنزال و إيتاء .
• ( وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا •←• البقره
• ( وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا •←• آل عمران
♣ ثم :◄
• ( وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ •←• البقره
• ( وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ •←• آل عمران

♣ الإنزال •←• يأتي من السماء و يستعمل للكتب .
• أما الإيتاء •←• فهو يستعمل للكتب و غير الكتب
مثل المعجزات
• الآن :◄ نسأل سؤالاً:◄
مَنْ من الأنبياء المذكورين ذُكرت له معجزة تحدّى بها المدعوين ؟
موسى و عيسى عليهما السلام
ولم يذكر معجزات للمذكورين الباقين .
هل هذه المعجزة •←• العصى و غيرها إنزال أو إيتاء ؟
• هي إيتاء و ليست إنزالاً
• ولذلك فرّق بين من أوتي المعجزة التي كان بها البرهان
على إقامة نبوّته بالإيتاء وبين الإنزال، •←• هذا أمر .
♣ الأمر الآخر :◄
كلمة ( أوتي ) •←• عامة تشمل الإنزال والإيتاء .
• الكُتب •←• إيتاء .
• أنزل يعني •←• أنزل من السماء
• وآتى •←• أعطاه
• قد يكون الإعطاء من فوق أو من أمامه بيده.
لما يُنزل ربنا تبارك وتعالى الكتب من السماء هي إيتاء
• فالإيتاء •←• أعمّ من الإنزال
لأن الإنزال •←• كما قلنا يشمل الكتب فقط .
• لذلك لما ذكر عيسى و موسى عليهما السلام ذكر •←• الإيتاء
لم يذكر الإنزال
ثم قال تعالى :◄ ( وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ )
دخل فيها كل النبييبن لأنه •←• ما أوتوا من وحي هو إيتاء .
• ( وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ ) •←• قد يكون إنزالاً ويكون إيتاء
• لكن ما أوتي موسى و عيسى عليهما السلام في هذه الآية
• هذا •←• إيتاء و ليس إنزالاً
• لأنه يتحدث عن معجزة ولأنهما الوحيدان بين المذكورين اللذين أوتيا معجزة ونجد أن حجج موسى عليه السلام لم تكن في الكتاب
وإنما جاءه الكتاب بعدما أوتي المعجزات .
• الآخرون •←• إنزال
وعندما يتعلق الأمر بالمعجزة قال •←• إيتاء .
• وللعلم فإنه لم يرد في القرآن كلمة ( أنزل ) مطلقاً لموسى
في القرآن كله وإنما استعملت كلمة ( أوتي ) •←• لموسى .
• أما بالنسبة لرسول الله تعالى
• فقد جاء في القرآن الكريم
• ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني و القرآن العظيم )
• وجاء أيضاً ( وما أُنزل إليك )

♣ ثالثاً :◄
• ( وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا •←• البقره
• ( وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا •←• آل عمران
لما تأتي •←• ( إلى ) معناها الغاية .. الوصول .
ولما تأتي •←• ( على ) فيها معنى نوع من الإستعلاء
ننظر في آية البقرة •←• ( وما أنزل إلينا )
وفي آل عمران •←• ( وما أنزل علينا )
• نلاحظ آية البقرة •←• كان في بدايتها نوع من الدعوة
أو مباشرة الدعوة لغير المسلمين من المسلمين أن يكونوا معهم
يأتوا إلى دينهم فهو حديث بشري بين البشر عندئذ قالوا نحن وصل إلينا
أو ورد إلينا ما هو خير مما عنكم . فيها معنى الوصول
• بينما في آية آل عمران •←• الكلام عن ميثاق أُخِذ على الأنبياء
أن يوصوا أتباعهم باتّباع النبي الجديد الذي سيأتي .
• ميثاق من الله عز وجل ففيه علو و فيه ذكر للسماء أو للسموات
ففيها علو فناسب أن يقول •←• ( أُنزل علينا ).

♣ رابعاً :◄
فى البقره قال تعالى :◄
• ( وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ )
في آل عمران قال تعالى :◄
• ( وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ) حذف أوتي . لماذا ؟
• لأن إيتاء النبيين ورد في آل عمران قبل قليل .. قال تعالى :◄
• ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ )
هذا ميثاق من الله تعالى للأنبياء •←• فلم يكررها
بينما هناك فى البقره لم يذكرها ( آتَيْتُكُم ) فكررها
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• لله تعالى الفضل والمِنّه

♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي