منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    تعليق الشَّيخ الألبانيُّ -رحمه الله- على قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُ​مْ تَتَّقُونَ​﴾

    تعليق الشَّيخ الألبانيُّ -رحمه الله- على قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ في آية الصِّيام
    بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    قال الشَّيخ الألبانيُّ -رحمه الله تعالى-:
    نعلم جميعًا قول الله -تبارك وتعالى-: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[1].
    هذه الآية طالما سمعتم تعليقًا حولها، وكلامًا مفيدًا فيما يتعلَّق بها؛ ولكني أعتقد أنكم قلَّما تكونون قد سمعتم تعليقًا خاصًا حول آخر هذه الآية: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
    كُتِبَ هذا الصِّيام، لماذا؟ ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
    هذه الآية من الآيات القليلة؛ بل ومن النَّصوص الشَّرعية القليلة التي يقترنُ الحكم الشرعيُّ فيها، مع بيان الغاية والعلَّة منها.
    هنا تصريحٌ بفرضِيَّة صيام شهر رمضان، وعلى المسلمين أن يُباشرو إلى تبنِّي وتطبيق هذا الحكم دون أن يسألوا لما؟ وكيف؟ وما شابه ذلك، مما يكثُر -الآن- التسائل عن ما يُسمى بـ: "حكم التَّشريع".
    كثيرًا ما تسمع من بعض النَّاس: لماذا كذا؟ ولماذا كذا؟ ولماذا كذا؟
    لهذا نحن لا نستحسِنُ التَّوسُّع في تلمُّسِ حكمِ التَّشرِيع إلا ما كان منها منصوصًا في الشَّرع؛ كمثل ما نحن فيه الآن.
    ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ إلى آخر الآية، لماذا؟ قال تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
    أي: إنَّ المقصد من الصِّيام؛ هو أنْ يكون هذا الصِّيامُ وسيلةً ليزداد الصَّائم تقوًى لله -عزَّ وجلَّ- وتقربًا إليه، فإذا ما صام الصَّائم، ولم يتطور وضعه عمَّا كان عليه من قبل -أي: قبل رمضان-؛ فمعنى ذلك أنَّ هذا الصَّائم لم يحقِّق الغاية المرجوَّة مِن فريضة هذا الصِّيام.
    وقد جاءت بعض الأحاديث الصَّحيحة -طبعًا- عن النِّبي صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم تبيِّنُ وتؤكِّد هذه الغاية التي نصَّت عليها الآية؛ مثلاً: الحديث القدسي الذي يرويه النبيُّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم عن ربه -عزَّ وجلَّ-؛ حيث قال: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ اَلزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ, فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))[2].
    هذا حديثٌ عظيمٌ جدًا، ويلتقي كلَّ الالتقاء مع خاتمة تلك الآية: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
    إذن ليس المقصود إذا جمعنا بين الآية والحديث، ليس المقصود "كلَّ القصد" -أقول كلَّ القصد؛ حتى لا يُسيء البعض فَهْمَ كلامي-، ليس المقصود كلَّ القصد من الصَّائم أنْ يمسك نفسه عن الطَّعام والشَّراب والجماع المنصوص على أنها مِن المفطِّرات في القرآن وفي السُّنة، فضلاً عن المفطِّرات الأخرى التي فيها خلافٌ كبيرٌ بين الفقهاء.
    ليس المقصود الإمساك عن هذه المفطِّرات فقط؛ وإنَّما هناك من الواجبات الأخرى التي يجب على المسلم أنْ يُمسِكَ عنها -أيضًا- كما أمسك عن هذه المفطِّرات.
    على ضوء التَّعليل المذكور في الآية، والحديث الصَّريح الصَّحيح المذكور آنفًا؛ أستطيع أنْ أقول لكم شيئًا قد يكونُ أمرًا جديدًا في التَّعبِير، وليس شيئًا جديدًا في الأحكام؛ لأنَّ ذلك منصوصٌ في القرآن والسُّنَّة.
    التَّعبير الجديد هو أنَّ كتب الفقه قاطبة جرت على ذكر المفطِّرات، وهذا شيٌ لابدَّ مِنه؛ ولكن أنا أقول -بيانًا وتوضيحًا لما سبق من الآية والحديث-.
    أقول: إنَّ المفطِّرات قسمان:
    -يجب أن تكون هذه القسمة الحقَّة ثابتة في أذهان الجميع؛ لأهميتهما-
    القسم الأول: المفطِّرات الماديَّة؛ وهي التي يتعرض لبيانها كتب الفقه، كما ذكرت آنفًا.
    والقسم الآخر من المفطِّرات -لنُسمِّهَا-: بالمفطِّرات المعنويَّة.
    هذه المفطِّرات المعنويِّة هي التي أشارت إليها الآية الكريمة: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وأوضح ذلك قوله عليه الصَّلاة والسَّلام، عن ربه -تبارك وتعالى-: ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ اَلزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ, فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))[3].
    إذن يجب أنْ يَقرِن مع تركه مع طعامه وشرابه وشهوته الجنسيَّة؛ يجب أن يضمَّ إلى ذلك الانتهاء عما حرَّم الله -عزَّ وجلَّ- عليه، وفرض على كلِّ مسلمٍ أنْ يكون بعيدًا عنه.
    عنْ النَّبي صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم أنَّه قال: ((ليس الصِّيام بترك الطَّعام والشَّراب؛ وإنما الصيام بالانتهاء عما نهى الله -عزَّ وجلَّ- عنه))[4] أو كما قال النبيُّ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم.
    ومن أراد أن يقفَ على هذه الأحاديث وما يشابهها في تحذير النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن إتيان المعاصي بالنسبة للصَّائم، وأنَّ هذا النَّهي هو من عموم قوله تبارك وتعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ من أراد أن يقف على هذا النَّوع من الأحاديث؛ فعليه بكتاب: "التَّرغِيب والتَّرهِيب" للحافظ الْمُنذِريُّ -رحمه الله-.


    المصدر: سلسلة الهدى والنَّور
    الشريط رقم: 692، الدقيقة: 12 و 20 ث
    ** ** ** ** **
    --------------------------------------------------
    [1] [البقرة: 183][2] أخْرجهُ البخارىُّ -رحمه الله- في صحيحه؛ كتاب: "الصوم"؛ بَاب: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فِي الصَّوْمِ".
    [3] المصدر السابق.[4] عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشَّرْبِ؛ إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ؛ فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ؛ فَقَلْ: إِنِّى صَائِمٌ، إِنِّى صَائِمٌ». رواه ابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، وصحَّحه الألبانيُّ -رحم الله الجميع- في صحيح التَّرغيب والترَّهيب: 1082
    ** ** ** ** ** ** ** **
    الانتقاء من درر فتاوى العلماء
    http://doraralolama3.blogspot.com/2011/07/blog-post_28.html
    رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
    **************
    قال ابن باز رحمه الله
 :

    لباسك على قدر حيائك
    وحياؤك على قدر ايمانك

    كلما زاد ايمانك زاد حياؤك
    وكلما زاد حياؤك زاد لباسك

  2. #2

    رد: تعليق الشَّيخ الألبانيُّ -رحمه الله- على قوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُ​مْ تَتَّقُونَ​﴾

    لعل حرف تمن لا يتحقق ما بعده إلا بتوفيق الله وعطاء منه ومنة له على عبده فقط ، وأما التقوى فلا تتحصل إلا برضا الله تعالى فهو أهل التقوى وأهل المغفرة لا يعطيها إلا لمن أرضى الله باتباع أوامره حبا ورغبة ، فالصيام كما ورد في الحديث الصحيح له وهو يجزي به فمن صام حبا في الذي فرضه كانت التقوى جزاء ، وجاءت لعل لتفيد التقليل فكثير يصومون عما حلل الله من الطعام والشراب ويفطرون على ما حرم من الغيبة والنميمة وقول الزور والكذب والحقد والكراهية وقطع الرحم ... الخ .

المواضيع المتشابهه

  1. ‏​‏​​‏​تحليل لشخصيتك بشكل تفصيلي
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-05-2022, 04:06 PM
  2. أتعبت الأمراء من بعدك ياعمر !! ‏​‏​
    بواسطة شذى سعد في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-02-2011, 02:54 PM
  3. الفــوائــ​د العـظـيـمـ​ة لـلـزوجــة الـنـكـديـ​ـة
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-27-2011, 04:39 AM
  4. Micros​oft Visual Studio 2010 Profession​al/لعشاق البرمجة فقط
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان البرامج الهامة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-15-2011, 08:42 AM
  5. عاجل‏​‏​‏​‏​‏​‏​ وظائف شاغرة والراتب ممتاز
    بواسطة محمد كشلو في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-15-2011, 05:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •