إهداء إلي ..... ....
تنتفض مع الدقات الرنانة المرعبة لبندول الساعة القديمة المعلقة على الحائط , تهرول إلى الباب تفتحه لتجد نسمات الهواء طريقها إلي داخل المكان و تسرع إلي النافذة تنطر إلى الطريق الممتلئ بالمارة تتفقد بعين مدققة الأرجاء , وجوه تألفها و أخرى لم ترى مثلها من قبل .
ترتسم علي وجهها _ الذي حدث له ما يحدث للموميات _ علامات القلق , تشتد النسمات لتولد رياح خفيفة تعم الرادهة , تصك أكفها غاضبة و هي تترنح حائرة , تنتبه مرة أخرى و تسرع إلي النافذة لتعيد كرتها أخرى , أصبح الشارع خاليا من المارة و لم تعد ترى أحد في الطرقات .
إنغلق الباب من شدة الرياح و إنتبهت إليه مع إعلان عقارب الساعة منتصف الليل , أسرعت إلي باب شقتها تحكم إغلاقه , وإلى النوافذ لتوصدها .
جلست أمامها تعنفها و تستفسر منها عن سبب تأخرها إلي ذلك الوقت الذي يمتلئ " بأولاد الحرام " لم تنبث بل الأرجع أنها لم تحرك ساكنا , إستشاطت الأم غضبا , حنقا من هذا السكون .
عادت تعنفها و تطلب منها الإجابة السريعة ولكن دون جدوى , إغروراقت عيناها و هي تأمرها بألا تقترف فعلتها تلك مرة أخرى , قامت مهرولة باكية إلي غرفتها تاركة صورة إبنتها علي المنضدة بذلك الشريط الأسود على طرف البرواز .
السويس / الخامس عشر من تشرين الثاني نوفمبر 2010