قبل أيام "غرد"الأستاذ فهد بن زبن بهذه التغريدة العلمانية هي التأويل الحقيقي للدين !) ،ومعها العلمانية في جوهرها ليست سوى التأويل الحقيقي والفهم العلمي للدين،وليس ما يروج له المبطلون من أنها الإلحاد الذي يفصل الدين عن المجتمع والحياة) : نصر حامد أبو زيد.علقتُ د.نصر أبو زيد هذا أليس هو الذي زعم أن الإمام الشافعي عمل مع الأمويين .. رغم أن الدولة الأموية سقطت قبل ولادته؟!!).فجاءني عتب رقيق من الأستاذ الذي يكتب باسم "Alkhaled"،نصه بغض النظر عن القائل إلا نستطيع أبدا نقد الأفكار دون القدح في قائلها؟).ممتع جدا أن يجد الإنسان من يلفت نظره أو ينبهه بهذا اللطيف .. وقد علقت بأن الأخذ ممكن .. قطعا.كما ذكّرتُ بوجود علم "الجرح والتعديل"لدى أهل الحديث.عندما يتعلق الأمر بفهم لقضية بحجم العلمانية .. فلابد أن ننظر للقائل،من زاويتين .. فهمه للأمور بشكل عام .. وأمانته في النقل.كنت سأتجاوز الضجة التي أثرها د.أبو زيد .. والتي دفعت إلى رفع قضية "ردة"ضده .. وطلب تطليق زوجته،كنت سأتجاوز تلك القضية – على ضخامتها،وعلاقتها بفهم الدكتور للدين – لأنني لست من أهل العلم الشرعي – للأسف الشديد – ولأن الأمر متعلق بالردة ..إلخ.ولكنني عدلت عن التجاوز ... حين تذكرت هذه الأسطر ،التي كتبها الأستاذ عبد الواحد الأنصاري تحت عنوان ( علمانيون يكفرون علمانيين ) ،وذلك في الرسالة رقم 3513 من رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية،وأكتفي بهذه اللقطة من كلام الأستاذ”عبد الواحد” الكاتب علي حرب في كتابه: “الاستلاب والارتداد، الإسلام بين روجيه غارودي ونصر حامد أبو زيد” (المركز الثقافي العربي، ط1، 1997)، ولمزيد من إزالة أي لبس أو شك في أنه يصف نصر أبو زيد بالردة الدينية يعلق علي حرب في الحاشية على الكلام السابق بقوله: “لا يخفى أنني أستخدم هنا مصطلح “الارتداد” بمعنييه. الارتداد الزمني نحو الماضي، والارتداد العقائدي بوصفه خروجاً على الهوية والجماعة” (ص 23 {الرسالة رقم 3513 من رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية}.إذا فهذا الدكتور "حرب"يحكم بردة الدكتور أبو زيد .. و هو ليس معمما أزهريا .. قد يكون من"المبطلين"!! وانظر إلى هذا "الأكادمي" المفكر – أبو زيد - كيف يصف مخالفيه بالمبطلين!!سبق لي أن كتبت في كراس"حتى لا يذيب الصمت ألسنتنا" ما يلي :الدكتور نصر حامد أبو زيد، والذي يصفه الأستاذ خالد المبارك بـ ( المفكر نصر حامد أبو زيد)، المفكر المذكور زعم في كتابه (الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية)، بأن الإمام الشافعي هو الفقيه الوحيد الذي تعاون مع الأمويين مختارا!! مع أنه يقول في أول كتابه (الإمام الشافعي 150 -240 ){ عين الإمام الشافعي، قاضيا في نجران، وكان واليها الحارث بن عبد المدان، قد تعود على محاباة القضاة له. وحين رفض الإمام الشافعي أن يفعل ذلك، وشى به عند الخليفة العباسي، متهما إياه بمشاركة بعض العلويين في محاولة القيام بثورة - محمود} فكيف يعمل من ولد سنة 150 مع دولة سقطت سنة 132؟! بل والأدهى من ذلك أن ينسب هذا الخطأ إلى كتاب (الإمام الشافعي) للشيخ أبي زهرة، فالدكتور (أبو زيد) يقول في كتابه المذكور: ( سعى الشافعي على عكس سلفه أبي حنيفة وأستاذه مالك إلى العمل مع الأمويين فانتهز فرصة قدوم والي اليمن إلى الحجاز وجعل بعض القرشيين يتوسطون له عنده ليلحقه بعمل، فأخذه الوالي معه وتولى عملا بنجران" انظر أبو زهرة : الشافعي ص 20 )، أما أبو زهرة فيقول في الصفحة 21 من كتابه عن الشافعي، أنه لما مات الإمام مالك( وأحس الشافعي أنه نال من العلم شطرا، وكان في ذلك الوقت فقيرا، فاتجهت نفسه إلى عمل يكتسب منه ما يدفع حاجته ويمنع خصاصته، وصادف في ذلك الوقت أن قدم الحجاز والي اليمن، فكلمه بعض القرشيين، في أن يصحبه الشافعي فأخذه الوالي معه وتولى عملا بنجران){ سقط التوثيق. وهو منقول من مقالة للأستاذ محمد جلال كشك،رحمه الله}. وعن المفكر(أبو زيد)، يقول الأستاذ وليد نويهض، تعليقا على كتاب أبي زيد الاتجاه العقلي في التفسير – دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة) : ( ويناقض أبو زيد نفسه في محاولته للربط بين السياسة والفلسفة وعلاقة الموالي بالفلسفة والعرب بالدولة. فهو أحيانا يذكر واقعة تاريخية، ثم يعود ويلغيها أو يقول عكسها، وأحيانا يذكر الشيء وضده، من دون أن ينتبه إلى اختلاف كل نتيجة إذا كان سببها مغايرا. فهو مثلا يعتبر ( ص 21 ) أن ثورة الحارث بن سريج " كانت موجهة أصلا ضد هشام بن عبد الملك الذي فرض على الموالي ضرائب جديدة " ثم يقول في ( ص 27 و 28) أن عبد الملك بن مروان " هو الذي فرض ضرائب جديدة على الموالي أثقلت كواهلهم حتى خرج عليه الحارث بن سريج " من دون أن يلاحظ الاختلاف بين هشام بن عبد الملك وعبد الملك بن مروان){ جريدة الحياة العدد 11849 في 5 /3 / 1416هـ/ 1 / 8 / 1995م.}.هل نأخذ عن هذا المفكر "فهمه"للعلمانية بعد كل هذا؟!ليس هذا فقط .. بل إن العلمانية – في أصلها – لا علاقة لها بالإسلام .. ربما لذلك فر د.أبو ويد،من القول أن العلمانية هي " التأويل الحقيقي والفهم العلمي" للإسلام .. وذلك لأنه يعرف أن الإسلام ليس فيه رجال "دين"بالمعنى الموجود لدى النصارى.وعن العلمانية يقول الدكتور عبد الرحمن السليمان،في مقاتله :"تفكيك مصطلح العلمانية" الـ (Laicism): (قارن الإنكليزية: laicism؛ الفرنسية laïcisme؛ الألمانية Laizismus والهولندية laïcisme). هذا مصطلح مشتق من اليونانية λαϊκός أو laïkos نسبة λαός أو laos "الشعب". وعليه فإن laïkos يعني حرفيا "شعبي". وقد اكتسب هذا اللفظ مفهوما جديدا بعد نشوء الكهنوت النصراني بعد تنصر قسطنطين واعتبار النصرانية دين الإمبراطورية البيزنطية، فصار يستعمل للدلالة على عامة الشعب للتمييز بينهم وبين طبقة الكهنة الذين أصبحوا يشكلون الخاصة. وعليه فلم يعد laïkos هنا يعني "شعبي" فحسب، بل "عامِّي" أيضا، أي الشخص العامي الذي ليس بكهنوتي. وقد تمأسس الفرق بين عامة الشعب و"الرعاة" أو الكهنوت واتخذت العلاقة بينهما مسافة لا يمكن تجاوزها بعدما أصبح القيام بالأسرار الدينية مثل سر التعميد وسر الزواج وغيرهما مقتصرا على الكهنة المكرسين بـ "سر التكريس" (= ordinatio). واتخذت العلاقة، ابتداء من القرن الحادي عشر، بعدا آخر بحرمان الكهنوت من الزواج، بحيث أصبح الفرق بين "عامة المؤمنين" و"خاصة الرعاة" كبيرا جدا.){د.عبد الرحمن السليمان : تفكيك مصطلح العلمانية}وبعد .. هل من حقنا أن نشك في تفسير د.أبو زيد ... للعلمانية .. بعد كل هذا؟ أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني