((طيف هزّي يا نواعم... في درس البراعم))
مسح أستاذنا أبو هزة صلعته التي بقي منها ثلاث شعرات و نصف ليتذكر ماضيه المجيد...
و بدأ يتحسر على مفارقة عجيبة غريبة بين زماننا و زمانه الذي هو ليس ببعيد...
فجاءه طيف لم يستطع عنه أن يحيد...
فبدت ابتسامة مرسومة على وجهه لذكرى تـُرى هل لطلابه يلقيها ...؟؟
أم في تلافيف دماغه يبقيها ...؟؟
الأفضل أن يبقيها و لك يا قارئ هذه السطور ألقيها ...حـــتى لا تضيع هيبة أستاذنا أبو هزة...
تعال معي يا ظريف لنتنقل في طيفه ..وحلم يقظته ..و لقطة من شريط ذاكرته... :
كان يومها حين دعاه خاله - و العمر بينهما متقارب - لحضور حفلة زفاف لسيدات في مجتمع كان آنذاك متحفظاً فاتفقا على خطة لاختراق الحزام الأمني للنساء المحتفلات على أن يكون أبو هزة هو منفذ العملية شريطة أن يروي لخاله مفاتن الفاتنات في مكان انغلق أبوابه...
فأول البداية كانت بإلباس أستاذنا لباس الراقصة سمسمة المشمشة ذات السمعة الطيبة فهي ليست كغيرها من الراقصات إنما فنانة محترمة !محترفة!!
كما ألبسه الخال (أم ألبسها لا فرق ) الشعر المستعار الأصفر الذهبي الفتان ...بعد أن نـُعِــّمَ الذقن و حـُلِقَ الشاربان بشفرة جيلت وَنْ في ذاك الزمان...
و لم ينسى أن يزين الخال شفاه أبو هزة بأحمر شفايف , و بعض من لمسات على الوجنتين , و مسكرة على رموش العينين ...و بقي أن يمنحه لمسة أنثى بنفاختين (بالونين) لتكونا مكان صدر الرجولة لتقلب الهيئة إلى سمسمة ...آهٍ...آه لو لم يُلبسك الخال لظن أنك فعلا الراقصة الفاتنة...
جرأة ً ما بعدها جرأة لتقتحم سمسمة المزيفة عالم سيدات كان ظنهن أنهن متسترات ...لتقتحم مع هزة على الميلين , و تصفيق و زغردة (ليليليش.. ليليليش) و ترقص سمسمة بو هزة الناعمة رقصة الخائف على البالونين ماذا يحدث لو انفجرا ؟؟..كارثة ما بعدها كارثة ولن يخرج إلا و على ...! أو إلى.....!
ولكن مع ذلك فالأمر بحاجة لتضحية للخال الذي ينتظر مرور الفقرة...
أخيراً يخرج أبو هزة و الكحلة على عينيه , و الديسكو البراق يبرق عليه.. ليعلن نشوة الانتصار...
ليستقبله الخال و يصعدا سيارة أجرة كانت بالانتظار ...
اقترب الخال من ابن أخته ليسأله عن الوضع و هو يهمس في أذنه فضحك ضحكة مع قوله اتركني بمياعة و دون حياء...
فثارت نخوة السائق ليغير مسار طريقه و يركن سيارته يميناً و يُخرج عصاً و مطوة فيهرب الخال راكضاً ..ولكن هذه النخوة تحولت لغاية و غمزة و اقتراب من أجل لمسة الفاتنة ...ولكن ربك حميد انفجر البالون في وجه سائقنا وطار الشعر المستعار ليستقر بين يديه ...أمّا أستاذنا كالغزال يقفز هارباً ..قائلاً : ( تعيش و تأكل غيرها ..ياااا أوسطاااا)
و هنا يا قارئ هذه السطور ....
هزّ أبو هزة أستاذنا الكريم رأسه و بدأ من جديد يمسح ثلاث شعرات ونصف ليتابع درسه و يقول :
و بالنسبة للتقنية الحديثة و التطور الهائل في مجال الالكترونيات سهلت لنا نقل المعلومة (المغلوطة)عبر عالم الشبكة العنكبوتية لتحفظ في CD أو DVD و تلك الكاميرا الرقمية تصور ما شئت و تقنية البلوتوث الجهنمية لتنقل الصورة و المعلومة(المفضوحة) هوائياً ...و لا داعي يا طلابي البراعم أن تحضروا حفلات زفاف متنكرين فالمتعة تأتيك فضائيا ً عبر برنامج ...(!)(!)
(أفراح أبو هزة.. )
بقلم فادي شعار