السلام عليكم
فوجئت في منتدى ادبي انشر فيه برفع مسرحية لي كنت نشرتها من عدة سنوات , وقد أتى ذلك في وقته وأنا على وشك نشر المجموعة الادبية املنوعة الأولى لي للأطفال, وقد طالبوني بنشرها من جديد وقد فسد المرفق.
وهذا سيجعلني أراجع النص من جديد لتهذيبه قبل النشر الورقي, وقد فوجئت فعلا بعنوانها المماثل لقصيدة لي نشرتها من قريب .
( شكرا للأديبة ربيحة الرفاعي)
**********
المسرحية قبل التهذيب:
مسرحية عذراً رسول الله...
__________________________
المسرحية تتحدث عن الحرب الإعلامية التي نواجهها جميعا عبر الفضائيات والثقافة عامة
وكل وسائل الاتصال..وتأثيرها على عقول الناشئة.
يدور الحوار بين مخنث مدجج بحضارات العصر ( جوال وحاسب محمول ...ومظهرة الغربي وشعره الطويل
وبين شاب ملتزم)
المكان: في قارعة الطريق أمام مسجد..
المخنث: لا أدري لماذا يكيلون السباب والشتائم على الفضائيات وقد قدمت مزيجا رائعا عن ثقافات العالم
استطاعت أن تقدم لك ثقافة عالميه وأنت قابع في منزلك...وأنت في قمة الاسترخاء ...بعدما كان السفر غرما والترحال عذابا...والكتب حجما وكلفة يؤرق صاحبه حتى شبكة الأنترنيت قدمت الكثير مما لم يصل إليه العقل الإنساني ...جمهور عريض حصدته وأقبلت شريحة من الشباب أنتجت ها كرات وصحفيين نفخر بهم...
لاأدري لماذا يرفض بعض المثقفين هذه الطريقه من الثقافة رغم أنها
سهلة التناول
سلسة التداول
مفتوحة المنافذ...
الشاب الإمام:كيف ذلك؟ وقد كان:
السيئ يغلب الثمين؟
والقريب أسهل من البعيد
وقد مزج السم بالدسم..؟
الفضائيات تقدم لك كل يوم مئات الحلقات المترجمة عن عالم لا يمت لنا بصله...عن عالم:
غريب الطبع
منحدر الأخلاق.
مجهول النوايا
سطحي المعنى
مبهر المظهر..
مزيج لا أدري كيف خرج لنا كيف جعلوه نسيج واحد!!!
.هذا غير تقليدنا للغرب في كل شيء
ومسابقات سخيفة تضيع فيه وقتا نحن بحاجه له فعلا حتى الأنترنيت غدا واسطة للعواطف الحرام
قال الحب نعمة..
.الحب نعمة عندما يتوج بالأخوة الصادقة عامة لكن بين الجنسين ؟ حسبي الله
المخنث: لحظة لحظة....
نسيت متعا كثيرة أمضيتها مع تلك الوسائل ؟ اخرج هاتفك النقال من الجيب...وقل لي:
ماذا يفيدك أنت بالذات؟ماذا فعلت بالحضارة كيف طوعتها لخدمتك؟
الأنغام الحلوة تملأ المكان تجعل الحياة أحلى تستحق العيش...
هل تنكر أن أمثال هؤلاء يملكن بذرة إيمان؟
مؤكد ولكن يا عبدي ساعة وساعة أليس كذلك؟
الشاب الإمام: أولا هاتفي:
لتيسير الأمور
وتصحيح المرور
وفتح المسالك الصعبة...
وإلا فسوف ألغيه من حياتي لأنه عامة صار نقمة لا نعمة للأسف إلا لو جعلناه فعلا لخدمتنا.
والله لم نحسن استخدام الحضارة وجاءتنا نكبه حقيقية...80% من مرتادي النت مراهقين ...أين البحاثة والعلماء؟ لا بحث يهم عبرها..شيء محزن حقا أن تضيع طاقاتنا هدراً بين متع لا معنى لها :
لا تطعم خبزا
ولا تداوي جريحا
ولا تزيدك علما ورفعه
كيف أصبح الوقت لا قيمة له ...
والله محزن حتى القهر....
أفضل تصوير وصور تجده في المواقع الغربية
أفضل عناصر بناءة خرجت من منتديات غربيه
ونحن في الظل نتلقف ما يصنعون ..بينما نشكل نحن المسلمون ثلث العالم ماذا قدمنا للبشرية لنستطع أن نصل لجنة الفردوس بشرف...
خذلنا أجدادنا
ونسينا أمجادنا
وهدرنا الأوقات...
أما منتدياتنا العربية يا أخي:
فحب وغرام
عشق وهيام
حزن وانتقام
وعلى طول الأيام.
.إلا ما ندر...
المخنث: واحدة واحدة علي...ما هذا التحامل؟
خربت الدنيا
وسودت الحياة
وقفلت وختمت على الحضارة بالشمع الأحمر..يا للهول....
الحضارة أصلها شطارة
وهمة وجدارة
وإنجاز وعمارة
ربما هناك من كسله منعه
أو همته خانته
أو فقدته طاقته
عن كنت جديرا بها شمر وأقدم عندنا طاقات كبيرة وشباب مثل الرايه الشماء...
عرب وأي عرب..
الشاب المسلم: لم تفهمني بعد:
ما معنى الحضارة دون عمل وإنجاز بل كلام في كلام؟
في جعبتي:
أسلحة و حربات
سهام ورشاشات...
لا نغم وحسناوات؟
ومتع وخرداوات؟
وسيلة الإعلام الوحيدة حاليا:
عند العرب:
الصوت والمسجد...
الأخوة والتعليم..العمل والنصح...
توفر لدينا المال فكيف ننفقه؟
يا ويلك يا أمة العرب عن طوفان قد اقترب....
وعصر عجاب وعجب
وعمر مديد قد انتصب نحسا وهدرا وتعب...
ولا وصول للحقيقة بل هرب...
المخنث:والله:
أنت تظلم الحضارة...
أمر ما فيه بشارة
أنت بهذا الشكل ضد العلم
ضد التقدم والتطور..أتريدنا العودة لزمن الصحابة؟
حيث الشرب من الجرار
والأكل مع الصغار
واللعب بالحارات والأحجار؟
أم تريدنا نأكل العصيدة ؟
ونقرأ كذلك من الجريده؟
ونقول حاضر للماما ونبتلع كل بعد زمني والأمور الجديدة؟
هناك فرق هناك فرق....
الشاب الإمام:أنا لا أريد شيئا لم أهدم بناءا إنما فقط أضع النقاط على الحروف وأنت أمامك الطريق واضح فيه الجنه وفيه النار لم يعد أمرا خافيا عن الجميع لكننا نتعامى...
حفت الجنة بالمكارة وخفت النار بالشهوات....
المخنث:متع وأتيحت لنا لماذا نرفضها؟ الحياة المريحه سمة العصر لماذا الشقاء والبحث كمن يبحث عن أذنه بالمقلوب؟لا أتخيل الدنيا دونها أبدا...لا أستطيع...كيف أخرج من غير السيارة ؟ وظهري لو أصابه
ديسك عمليه فورا..بلغة العصر
يأتي صديق الشاب الملتزم فيسمع آخر الحديث
صديق الشاب: الأمراض نحن سببها بكسلنا وبرود همتنا
رياضة تلك الصلاة
فالغرب اثبت جدواها ومازلنا نتلمس بقاياهم...صورهم وهم يبحثون في ثنايا ديننا ونحن نبيعه بأرخص الأثمان...
المخنث:دعوني أعبر...لله يسترني منكم
الشاب الإمام:الطريق واضح يا أخي تعال معنا لتكون حياتك أجدى وأنفع..
المخنث: ألو تعال حبيب قلبي احتاجك بمهمة خطيرة...
الصديق: نعم حبيب قلبي خير يا عمري
المخنث: شاهد هذا الهجوم والله لقد رجف جسمي سوف أصاب بالجلطة أو شيء من الحرقة...
اصفر لوني واحمر جفني ..
الصديق: خير خير
المخنث: ما رأيك بوسائل الإعلام..؟خبرهم أقنعهم..
الصديق: لا أعرف التعبير لم أدرس الفكرة جيدا.. .المهم أنها ممتازة لا نملك أحسن منها...
الشاب الإمام : بل نملك الكثير...عندنا تاريخنا الإسلامي صحابتنا...
رسولنا قبلهم وربنا فوق الجميع ...إننا إن لم نملك شيئا فهي تكفينا لكننا فعلا نملك الأكثر...ولا ندري
صديق الشاب: نعم عقلنا وقلبنا لنكون ترسا يجابه كل تعدي...سلاحنا بأيدينا لكن صحبح لماذا انتم هكذا كمسخ؟
لم تعرف الصحابه عمرها كلمة مراهقة نحن اخترعتاها عندما بتنا في فراغ جعلتنا ننحرف عن جادة الصواب وفهرس استعمال الإنسان واضح في القران..فجعلناه مسخا غير جدير بالحياة من الداخل والخارج فلماذا انتم هكذا؟
المخنث : ينظر بصديقه...هكذا التقليعة الجديدة..
صديق الشاب: خسئوا يلبسونا على هواهم ويعروننا. متى أرادوا....أين العقل خذ ما يناسب عقيدتك وثوابتك...
الصديق: يا أخي متخلف أنت..في العصر الحجري... والله العظيم
تأتي مجموعة شباب مختلفة تفرق بينهما وتجتمع...
خير خير ما لخبر؟ أهدءوا قليلا...
المخنث: هل الحضارة عيب يا جماعه؟
احدهم: العيب أن تفقدنا هويتنا...الإنسان هوية قبل كل شيئ..
المخنث : أي هوية ..؟ لم يبق لدينا سوى قليل من كرامه...
الشاب الإمام: بل بقي الكثير ونحن نكابر ....
بقيت دعوتنا وعملنا وسعينا...
بقيت عقيدتنا وتربتنا...
بقي قراننا وشريعتنا....
بقي الكثير وهم يسرقون البساط ونحن نستجيب بشكل منقطع النظير...
الجمهور: صدقت والله العظيم...
المخنث : كيف إذن نخرج من عنق الزجاجة؟ صعب..
الشاب الإمام: ليس العمل بالتمني ولا بالتحلي...
إنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل...
أنسيتم ذلك الباحث عن الحقيقة؟
الصديق :نعم عرفته سلمان الفارسي كان درسا في المدرسة..
صديق الشاب:وماذا استفدتم من سيرته العطرة سعى حتى لاقى رسول الله وعرف العلامات النبوية وآمن بقوة
صمت...
الشاب الإمام: لماذا نقرأ ونقرأ ولا نحاول أن نجعلهم قدوة لنا حقيقة. حسب مقدرتنا وحسب المتاح؟
صديق الشاب: أنسيتم خباب الذي كان ضحية الرجيع وواجه الموت بقوة لأنه يعرف أن الجنة خفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات؟
تركوا الملذات لأنها زائلة نحتاج أن نغذيها من عمرنا من جيبنا من أعصابنا من هدفنا لنصل أخيرا للاشيء لأننا لم نحسن استخدام أدوات ذللت لنا...
لم نحسن لأجداد كافحوا ليعطونا سيرة عطرة لم نقدرها خير التقدير..
ليقدموا لنا عصارة حقبه لن تتكرر..
حقبه ملئت أمثله حفظناها ولم نطبق ولا ذرة مهما كانت بسيطة..
لقد خذلنا الرسول .
.خذلنا الرساله...
خذلنا حتى أنفسنا
وأسانا إليها قبل كل البشر
ومن حيث اعتقدنا أننا ننجز ومازلنا مكاننا نرواح...مكاننا
جعلنا الفتنة تتسلل إلينا...
لم نحسن تحصين الأسوار..لم نحسن تربية الأجيال...
لم نرى أبعد من منازلنا..
لم نعرف أن هناك من يلوذون بالصمت تكفيهم كلمة حنان ليمضوا بسلام...
نسينا أن والدينا أولى برد الدين...
ديون فوق ديون أنستنا إياها الآلة...
التي لم نحسن استخدامها لصالحنا..
إلى متى يا أمة العرب؟
يا أخي في الله تعال ننصف دعوتنا مرة....
نرد شيئا من إرث الأجداد كبير تنوء عقولنا على استيعابه أو أن نمارس معه الصدق مرة ...
سؤال أريد الرد عليه وبصراحة:
ماذا قدمنا نحن العرب في عصرنا هذا ؟ وماذا قدمت أنت؟ عطاؤك هو أنت...
المخنث: لم أقدم شيئا....
عذرا رسول الله....
تدمع عيناه...ويخفض الرأس..
تمت والحمد لله-أمة الله ريمه الخاني