تعال إلى غزة يا "أردوغان"
د. فايز أبو شمالة
تعال إلى غزة، يا "رجب طيب أردوغان"، فقلوب الشعب تنبض في انتظارك، وتحلم أن تتشابك يدك بيد رئيس وزراء فلسطين إسماعيل هينة، لترتفع الأيادي الخضراء في فضاء فلسطين معلنة بدء مرحلة جديدة من صراع قوى الخير ضد قوى الشر، وصراع الحق العربي الإسلامي ضد الباطل الصهيوني.تعال إلى غزة يا "أردوغان" كي تدخل عميقاً إلى قلوب العرب، وكي تشرح صدر المسلمين الذين أحبوا فلسطين، فمن قصد غزة عشقته فلسطين، لأن غزة هي المقاومة التي حفظت عهد فلسطين، وصارت رأس حربتها، فعندما نقول تعال إلى غزة يا أردوغان، فإننا نقول: عد إلى جذورك التي تأبى المذلة، وخذ من نصر غزة ما يملأ كفيك من العزم والحزم، وانظر في عيون الناس الذين سيخرجون بقضهم وقضيضهم لاستقبالك، تعال يا رجل، وستشهد أرض غزة أكبر تآلف وجداني يرفعك فوق الأعناق، ليحتمي فيك، ويحميك، لأنك الرجل الذي وقف معهم في لحظة عز فيها الرجال. تعال إلى غزة يا أردوغان، ولامس بأصابعك كف المقاومة، واشهد بنفسك الصمود الذي غدا نقطة ارتكاز الرفض لكل مشاريع التصفية، وأضحى مركز ثقة الدعم العربي والإسلامي والإنساني الذي وجد مبررات تدفقه على أرض المقاومة.تعال إلى أرض غزة، وأعلن الانتصار على الضعف والتشكك بالقدرات، تعال واهزم لغة الرعب التي سادت في بلاد العرب قبل حرب غزة، والتي كان عنوانها: انج سعد فقد هلك سعيد. تعال يا أردوغان" وابدأ صفحة جديدة من تاريخ الشرق، واكتب في أول السطر، بيني وبين غزة قواسم الدين والتاريخ والعادات، وبيني وبين العرب المصالح الاقتصادية والحياتية، وبيننا الروابط الوجدانية الذي تقوم على التوحيد والتوحد في مواجهة عدوٍ مارق.تعال إلى أرض غزة يا أردوغان، فقد أزفت لحظة افتخار غزة بقدرتها على كشف حقيقة دولة مجرمة، أوشكت أن تضع تاج النصر على رأسها، وكادت أن تتوج ملكة للسلام في الشرق، وأن تصير أم المؤمنين لكل السلاطين العرب الراغبين بتوريث الحكم، لقد أزفت لحظة التفاخر بحضور غزة في ميدان التحرير وسط القاهرة، وفي ساحات تونس وليبيا، وفي عرض البحر المتوسط، حين صعدت غزة على ظهر السفينة "مرمرة"، وهي تلوح براية الحق، وتحتضن سيف الإسلام المشهر "رجب طيب أردوغان".تعالوا إلى غزة التي أحدثت التحول الكبير في المنطقة رغم ضعفها، تعالوا إلى غزة التي حركت مشاعر الشعب التركي والمصري، وكسبتهم إلى صفها المعادي لإسرائيل، وهي محاصرة، تعالوا إلى غزة التي عززت صمود إيران لمواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية وهي معزولة، تعالوا إلى غزة المنتصرة، وارسموا معها معالم الطريق للثوار الطامحين بالحرية في كل بلاد العرب.