مؤامرة ضد السودانبقلم الناصر خشينيدعا المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي تشاد إلى توضيح أسباب عدم تنفيذها لالتزاماتها تجاه المحكمة الجنائية وعدم اعتقالها الرئيس عمر البشير لدى زيارته إنجمينا مؤخرا في الوقت الذي تناسى فيه أن أمريكا تعج بمجرمي الحرب[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]
هذا وقدعوَّدتنا المحكمة الجنائية الدولية بعد استخدام الغرب لها أداة طيعة لتحقيق مصالحه في السودان، على إصدار قراراتها في توقيتات فاضحة لا تخفي الأهداف الفعلية للولايات المتحدة وأوربا في السودان.
ولهذا جاءت مذكرة الاعتقال الثانية التي أصدرتها المحكمة للرئيس السوداني (المنتخب) في يوليو 2010م -بعد المذكرة الأولى في مارس 2009م- متمشيًا مع ضغوط مكثفة لحسم مصير استفتاء الجنوب بالانفصال (كأول حلقة في مخطط تفتيت السودان)، وكذا لعرقلة الجهود القطرية والعربية لحل مشكلة دارفور قبل استفتاء الجنوب (باستقواء المتمردين بقرار المحكمة وتشددهم في المفاوضات)
الخرطوم من جهتها تسعى لحل مشكلة دارفور قبل استفتاء جنوب السودان؛ لأن هذا سيعطي الفرصة للغرب للتفرغ لدارفور واستغلالها على غرار الجنوب سعيًا وراء انفصالها، وهو توجه تؤكد المؤشرات الأولية أن جهات يهودية نافذة في أمريكا بدأت تستعد لإشعاله مرة أخرى عبر بيانات جديدة مضللة، بعدما افتضحت مزاعمها السابقة وجرى نفي وجود إبادة جماعية في دارفور.
هذه هي الحقائق على الأرض ولكن الدسائس والمؤامرات القذرة ضد هذا البلد العربي والمسلم قائمة وموجودة منذ زمن بعيد بدليل ما قالهوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي (آفي ديختر) في محاضرة نشرتها الصحف العبرية يوم 10 أكتوبر 2008 – في إجابة عن سؤال يتردد لدى بعض الإسرائيليين عن (لماذا كل هذا الاهتمام بالسودان) ولماذا نتدخل في شؤونه الداخلية.. في الجنوب سابقًا وفي دارفور حاليًا - أن : "الهدف – كما قال - هو تفتيت السودان وشغله بالحروب الأهلية "لأنه بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه يمكن أن يصبح دولة إقليمية قوية، وإنه يجب أن لا يُسمح لهذا البلد رغم بُعده عنا بأن يصبح قوة مضافة إلى قوة العالم العربي لأن موارده إن استُثمرت في ظل أوضاع مستقرة فستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب، ولذلك كان لا بد أن نعمل على إضعاف السودان وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة وهذا من ضرورات دعم وتعظيم الأمن القومي الإسرائيلي".
وما دام الأمر كذلك فليس غريبا أن تتدخل القوى الكبرى في العالم في شؤون السودان سعيا وراء تفتيته وتقسيمه وادامة الصراع فيه لتضعيفه وذلك بضرب وحدته بنزع رُبعه الجنوبي (الذي رسمت معالمه اتفاقية نيفاشا)، ثم نزع خُمسه الغربي في دارفور، والسعي لوضعه تحت وصاية غربية بغطاء الأمم المتحدة،، فضلاً عن السعي لسلخ شرقه (منطقة الحدود مع أثيوبيا وأريتريا)، ما يستهدف أن يتحول السودان لدولة ممسوخة ضعيفة بلا موارد بترولية ومحاصرة وسهلة القيادة وقد تم اقحام محكمة الجنايات الدولية التي أصدرت قرارا لها يقضي بتوقيف الرئيس البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية ضد الانسانية كوسيلة ضغط على السودان وورقة رابحة بيد الحركات الانفصالية المدعومة أصلا بشكل مباشر من الكيان الصهيوني حيث هناك (130) جمعية يهودية تعمل علي ترويج الشائعات ضد السودان والزعم أن هناك إبادة جماعية به، وهدفها شغل السودان ومصروالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يحاسب قادة الكيان الصهيوني على ما اقترفوه من جرائم بشعة ضد العرب منذ حوالي قرن من الزمان أين العدالة الدولية.
وكذلك الغرب الاستعماري من أجل نفس الهدف -وفق الدراسات الأمريكية والغربية والصهيونية التي ظلت منذ تولي "الإنقاذ" الحكم في السودان عام 1989م تحذر من "الحكم الإسلامي" في السودان ومخاطره، ومع تعاظم أهمية النفط خصوصًا وارتفاع أسعاره لأرقام فلكية وظهوره في السودان بصورة تجارية مهمة، بخلاف خام اليورانيوم والكوبلت المستخدمين في المفاعلات النووية وصناعة الطائرات- تصاعدُ الاهتمام الغربي بالسودان بسبب ثرواته؛ وبسبب خطورة الحكم الإسلامي على المصالح الاستراتيجية الغربية في كل إفريقيا، وجرى استهداف البشير لأنه رمز هذا التيار الإنقاذي، وضربه وتهميشه يسهل إضعاف السودان والحقيقة أن التفتيش عن سرّ هذه المشكلات التي يصعّدها الجنوبيون من حين لآخر يوصل دوماً إلى الأمريكان، والدور الذي تسعى الإدارات الأمريكية المتعاقبة للعبه في تقسيم السودان ضمن سياسة «تفتيت الأطراف» التي اتبعتها تجاه السودان عبر سلسلة اتفاقات سلام، والخطوات التي اتخذها الجنوبيون منذ توقيع اتفاق السلام ظلت تصب في هذا الخط الأمريكي مثل فتح حكومة الجنوب 18 مكتباً للحركة الشعبية في عدد من دول العالم، على رأسها «قنصلية» في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ضمن خطوات أخرى للتمهيد لفصل جنوب السودان عن الشمال، وإنشاء بنك مركزي جديد وصك عملة خاصة بها، ووكالة أنباء لجنوب السودان (وكالة جنوب السودان للأنباء) بالإضافة إلى تأهيل إذاعة وتلفزيون الجنوب، وتتفاوض مع شركات اتصالات لنشر خدمة التلفون بكود دولي مختلف عن كود السودان الموحد، فضلاً عن ترخيص المركبات العامة والخاصة في الجنوب بلوحات تحمل رمز NS؛ وهي اختصار لـ “السودان الجديد” أو New Sudan؛ وتخالف الترخيص المعمول به في شرطة المرور لكافة أنحاء السودان؛ حيث تحمل كل ولاية رمزاً معيناً لها.
كما الأعوام الثلاثة الماضية لم يضيعها قادة الحركة الجنوبية هباءً، وإنما استغلوها في تسليح الجنوب وتأهيل جيش جنوبي ضخم ليس فقط بالعتاد الثقيل والدبابات، وإنما أيضا بالطائرات وإنشاء قوات جوية وبرية بل وبحرية كما يأملون في السنوات الباقية!.
والوضع نفسه يجري في دارفور، حيث يعطي الغرب دعما غير محدود للقوىالمتمردة، وتطرح خطط لنوع من الاستقلال الذاتي لدارفور ليحكمه عناصر تعتبر أداة علنية في يد الموساد "الإسرائيلي" وأجهزة الاستخبارات الغربية، بحيث يسهل عن طريقها فصل غرب السودان مثل الجنوب المهيأ للانفصال في أي وقت وفي هذا المجال لماذا لا يقدم قادة الغرب للمحاكمة من اجل الابادة للجنس البشري وجرائم حرب غير مسبوقة في التاريخ الانساني ضد العراق وافغانستان و باكستان.
وبناء عليه فالأمة العربية مطالبة اليوم وقبل الغد وفوات الأوان بالوقوف الى جانب السودان ومنع تفتيته مهما كانت الظروف وان المخطط الجهنمي المعد للسودان هو التوأم لما أعد ونفذ للعراق فلا بد من انتشال السودان من هذا السيناريو الخطير المعد له بعناية فائقة في دوائر مخابرات الموساد والغرب فالسودان بمساحته الواسعة وأراضيه الخصبة و التي يمر منها النيل وثرواته الطبيعية وخاصة النفط حيث تم الكشف عن كميات هائلة منه في هذا البلد ما تزال غير مستثمرة كما أن السودان غير خاضع لاملاءات الغرب و سياساتهم الجهنمية و يبدي عداء واضحا للكيان الصهيوني وشعبه باعداده الكبيرة وعقليتهم الفذة وفي معظمهم غير منسجمين مع الثقافة الغربية ولذا لا يجب ترك السودان لوحده يتخبط في مشاكله بعيدا عن أمته فليعلموا أن هناك أمة تقف الى جانبهم كنوع من الدعم المعنوي لاخوة أعزاء علينا ويهمنا أمرهم .
الناصر خشيني نابل تونس
Email Naceur.khechini@gmail.com
Site http://naceur56.maktoobblog.com/
http://www.facebook.com/reqs.php?fcode=9d34d7041&f=693791089#!/profile.php?id=1150923524
groupe
http://groups.google.com/group/ommarabia?hl=ar