خرج الأمير سيف الدين يلبغا فجراً بجميع أهله ، وغلمانه ، ودوابه ، وحواصله إلى خارج البلد وخرج معه أبوه وإخوته ، وجماعة من الأمراء منهم : الأمير قلاوون ، والأمير سيفاه ، فيمن أطاعهم ، ومعه أمراء دمشق ، فنزلوا مع جندهم بظاهر دمشق بميدان الحصا عند باب مصر ( باب الله ـ ساحة الأشمر حاليا ) .
وهذه صورة بوابة الله عام 1890 ـ أو بوابة مصر / ساحة الأشمر حاليا ، وهو الموضع الذي يترك فيه الحجاج مدينة دمشق متجهين نحو البيت الحرام ، أو للمسافرين الى جهة مصر و لذلك سميت كما هو مكتوب الانكليزية أسفل الصورة باب مصر .
الصورة بعدسة المصور : سليمان الحكيم و لكنها تحمل توقيعاُ لشخص آخر كما هو واضح في أسفل يمين الصورة و عليها توقيع : ( M.A.Maetok ) وقد أفادنا الأستاذ ( أحمد جمال ) أن التوقيع هو للدكتور ( محمد عدنان معتوق ) صاحب معمل ( يونيفارما ) للادوية في دمشق .
وهذه الصور كان يحصل عليها خلال زياراته الى فرنسا.. ثم يقوم بطباعتها على شكل روزنامة ، و يضع عليها توقيعه .. وتوزع على الاطباء والصيادلة بدمشق .
إذاً .. ليس هو صاحب العدسة .. بل هي عملية تسويق تجاري . هذا للعلم والتنويه .
وبات الأمير سيف الدين يلبغا ليلتها بأرض القبيبات ، فلما كان من الغد يوم الجمعة نودي في البلد من تأخر من الأمراء والجند عن الوطاق ، شنق على باب داره .
فتأهب الناس للخروج وطلع الأمراء متكاسلين ، فاجتمعوا إلى السنجق السلطاني تحت القلعة ، فلما تكاملوا ساروا نحوه بعد صلاة الجمعة ليمسكوا به و يقتلوه .
فبلغه الخبر فجهز ثقله وزاده ، وما خف عليه من أمواله للهرب ، وعند ركوبه للمسير .. وافاه نواب حماة ، وحمص ، وطرابلس ، وصفد ، في جملة كبيرة من عساكرهم وجيشهم .
فهاب الأمراء المتكاسلين أن يبدءوه بالشر فيقتلهم ، فحلفوا له مع أمراء بلاد الشام ، وأقاموا معه لقتال الملك الكامل شعبان .