شام العز هل البرغل أكثر فائدة من القمح ؟
جميل القدسي دويك
الجواب لا العكس , لأن البرغل قد تعرض للحرارة , وكثير من المواد الذوابة في الماء تعتبر غير قادرة على تحمل الحرارة فتتخرب عند تعرضها للحرارة ومن ثم نجد أن البرغل أقل توازنا من القمح المبرعم أو عشبة القمح النيئة , لأنه فقد جزءا من عناصره , بسبب تحميصه وتكسير حبوب القمح ( قوى فيزيائية ) وهنا أذكر أنه كلما كانت المادة أمية , قريبة إلى الشكل الأصلي الذي خلقها الله عليه كلما كانت أكثر توازنا ولعل شاهدنا في ذلك قول الله تعالى " وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ " ( 19) الحجر , وكلما تعرضت إلى تغير حراري أو فيزيائي أو كيميائي أو هرموني أو جيني كلما نقصت عناصرها التي خلقها الله فيها واختل توازنها وأصبح أقل قدرة على إحداث التوازن في جسمنا عند دخوله إليه كطعام , ولكني سبحان وجدت أن الطعام اللذيذ عادة يكون منقوص العناصر جدا وفي أغلب الأحيان ضار للجسم تأملوا بذلك الكنافة والطبخات الدسمة , فهي لذيذة الطعم ولكنها ترفع الكوليسترول وسكر الدم وتسبب تصلب الشرايين , في حين أن الطعام المفيد صحيا مثل القمح المبرعم أو التلبينة يكون أكمل من حيث العناصر ولكن طعمه غير لذلك أبدا , ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " " عَلَيْكُمْ بِالْبَغِيضِ النَّافِعِ التَّلْبِينِ " رواه أحمد " فقد أسماها بغيض لأن طعمها بغيض , وهذا يشبه قوله صلى الله عليه وسلم " " حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ " وأنا أعتقد أن ذلك ينطبق على الغذاء أيضا رواه أحمد والله ولي التوفيق أخوكم د جميل القدسي